* الإعراب:
(ألم تر.. يزجي) مثل الآية السابقة [[في الآية (41) من هذه السورة.]] ، (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (بينه) ظرف منصوب متعلّق ب (يؤلّف) [[أي يؤلّف بين قطعه.]] ، (ركاما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (من خلاله) متعلّق ب (يخرج) ، (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، و (من) لابتداء الغاية (من جبال) متعلّق ب (ينزّل) فهو بدل من السماء بإعادة الجارّ، و (من) لابتداء الغاية، وهو بدل اشتمال [[وهي تبعيضيّة عند بعضهم ومتعلّقة ب (ينزّل) ، أي شيئا من جبال واختاره أبو البقاء..
وعند بعضهم زائدة و (جبال) مفعول ينزّل وهو قول الأخفش.]] ، (فيها) متعلّق بنعت ل (جبال) ، والضمير يعود إلى السماء (من برد) متعلّق ب (ينزّل) و (من) تبعيضيّة [[أو (من) زائدة و (برد) مفعول به.]] ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (يصيب) ، (عمّن) متعلّق ب (يصرفه) ، (بالأبصار) متعلّق ب (يذهب) ، و (الباء) للتعدية [[أو هي بمعنى من، والمفعول محذوف أي يذهب النور من الأبصار.]] .
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يزجي ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يزجي ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
وجملة: «يؤلّف ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزجي.
وجملة: «يجعله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤلّف.
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ نصب حال من الودق.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الودق [[أو معطوفة على جملة يزجي، في محلّ رفع، وكذلك جملة يصيب وجملة يصرفه.]] .
وجملة: «يصيب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يصرفه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصيب.
وجملة: «يشاء (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: «يكاد ... » في محلّ نصب حال من الودق أو من البرد على اختلاف في العامل.
وجملة: «يذهب ... » في محلّ نصب خبر يكاد الناقص.
* الصرف:
(ركاما) ، اسم للشيء المتراكم، وزنه فعال مشتقّ من ركم الشيء إذا جمعه من باب نصر.
(الودق) ، اسم للمطر قليلا أو كثيرا، وهو في الأصل مصدر لفعل ودق، وزنه فعل بفتح فسكون.
(برد) ، اسم للماء المتجمّد النازل من السماء، وزنه فعل بفتحتين.
(سنا) ، اسم للضوء ولا سيّما البرق، فيه إعلال بالقلب، أصله سنو، فعله سنا يسنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
* البلاغة:
1- فن العنوان: في قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً» الآية.
فن انفرد به القليل من علماء البيان، وهو فن العنوان، وعرفوه بأنه أن يأخذ المتكلم في غرض له، من وصف أو فخر أو مدح أو عتاب أو هجاء، أو غير ذلك من الفنون، ثم يأتي لقصد تكميله، وتوكيده، بأمثلة من ألفاظ تكون عنوانات لأخبار متقدمة وقصص سالفة، ومنه نوع عظيم جدا، وهو ما يكون عنوانا للعلوم، وذلك أن تذكر في الكلام ألفاظا، تكون مفاتيح لعلوم ومداخل لها، والآية التي نحن بصددها، فيها عنوان العلم المعروف بالآثار العلوية والجغرافيا الرياضية وعلم الفلك.
2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «مِنْ جِبالٍ» أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، على التشبيه البليغ، كما في قوله تعالى «حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً» والمراد بها قطع السحاب.
* الفوائد:
- من جبال:
اختلف العلماء في «من» هل هي عاملة أم زائدة. كما اختلفوا في متعلق الجار والمجرور على أوجه، أهمها ثلاثة:
- الأول: أن تكون للتبعيض.
- الثاني: بيان الجنس.
- الثالث: أنها زائدة.
- وثمة وجه رابع: أنها لابتداء الغاية.
والذي نجده أقرب للذوق، وأخصر للطريق، اعتبارها زائدة أي «ينزل من السماء جبال برد» . وهذا الوجه يعفينا من التعليق، لأن حروف الجر الزائدة لا تحتاج مع مجرورها إلى تعليق.
ومن المفيد أن نذكر لك أحرف الجر التي لا تحتاج إلى تعليق، وهي خمسة:
أ- حرف الجر الزائد مثل «الباء ومن» نحو «كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً» و «هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ» ب- «لعلّ» في لغة عقيل لأنها بمنزلة الزائد.
ج- «لولا» فيمن قال: لو لاي، ولو لاك، ولو لاه، ويرى سيبويه أن «ما بعد» «لولا» مرفوع المحل، وهو الأصح.
د- «رب» في نحو «ربّ رجل صالح لقيت» هـ- حروف الاستثناء وهي «خلا وعدا وحاشا» إذا خفضن ما بعدهنّ.
وهذا موضوع جدير بالمراجعة في مظانه من كتب النحو، فإنه جليل الفائدة.
{"ayah":"أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یُزۡجِی سَحَابࣰا ثُمَّ یُؤَلِّفُ بَیۡنَهُۥ ثُمَّ یَجۡعَلُهُۥ رُكَامࣰا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ یَخۡرُجُ مِنۡ خِلَـٰلِهِۦ وَیُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مِن جِبَالࣲ فِیهَا مِنۢ بَرَدࣲ فَیُصِیبُ بِهِۦ مَن یَشَاۤءُ وَیَصۡرِفُهُۥ عَن مَّن یَشَاۤءُۖ یَكَادُ سَنَا بَرۡقِهِۦ یَذۡهَبُ بِٱلۡأَبۡصَـٰرِ"}