الباحث القرآني
(p-٤٧٩)﷽
سُورَةُ الضُّحى.
مَكِّيَّةٌ وآياتُها إحْدى عَشْرَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ والنَّحّاسُ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ الضُّحى بِمَكَّةَ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ مِن طَرِيقِ أبِي الحَسَنِ البَزِيِّ المَقَرِّيِّ قالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ سُلَيْمانَ يَقُولُ: «قَرَأْتُ عَلى إسْماعِيلَ بْنِ قُسْطَنْطِينَ فَلَمّا بَلَغْتُ ﴿والضُّحى﴾ قالَ: كَبِّرْ عِنْدَ خاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتّى تَخْتِمَ فَإنِّي قَرَأْتُ عَلى عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ فَلَمّا بَلَغْتُ ﴿والضُّحى﴾ قالَ: كَبِّرْ حَتّى تَخْتِمَ وأخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ أنَّهُ قَرَأ عَلى مُجاهِدٍ فَأمَرَهُ بِذَلِكَ وأخْبَرَهُ مُجاهِدٌ أنَّ ابْنَ عَبّاسٍ أمَرَهُ بِذَلِكَ وأخْبَرَهُ ابْنُ عَبّاسٍ أنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أمَرَهُ بِذَلِكَ وأخْبَرَهُ أُبَيٌّ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ أمَرَهُ بِذَلِكَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ والبَيْهَقِيُّ وأبُو نَعِيمٍ كِلاهُما في دَلائِلِ النُّبُوَّةِ عَنْ جُنْدُبِ البَجَلِيِّ قالَ: «اشْتَكى النَّبِيُّ (p-٤٨٠)ﷺ
فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أوْ ثَلاثًا فَأتَتْهُ امْرَأةٌ فَقالَتْ: يا مُحَمَّدُ ما أرى شَيْطانَكَ إلّا قَدْ تَرَكَكَ لَمْ يَقْرُبْكَ لَيْلَتَيْنِ أوْ ثَلاثًا فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿والضُّحى﴾ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ جُنْدُبٍ قالَ: «أبْطَأ جِبْرِيلُ عَلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ المُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ فَنْزَلَتْ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ جُنْدُبٍ قالَ: «احْتَبَسَ جِبْرِيلُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَقالَتْ بَعْضُ بَناتِ عَمِّهِ: ما أرى صاحِبَكَ إلّا قَدْ قَلاكَ، فَنَزَلَتْ: ﴿والضُّحى﴾ إلى ﴿وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ واللَّفْظُ لَهُ عَنْ جُنْدُبٍ قالَ: «رُمِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِحَجَرٍ في إصْبِعِهِ فَقالَ:
؎هَلْ أنْتَ إلّا إصْبُعٌ دُمِيتَ وفي سَبِيلِ اللَّهِ ما لَقِيتَ
فَمَكَثَ لَيْلَتَيْنِ أوْ ثَلاثًا لا يَقُومُ فَقالَتْ لَهُ امْرَأةٌ: ما أرى (p-٤٨١)شَيْطانَكَ إلّا قَدْ تَرَكَكَ فَنَزَلَتْ ﴿والضُّحى﴾ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أرْقَمَ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ ﴿تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ﴾ [المسد: ١] ﴿ما أغْنى﴾ [المسد: ٢] إلى ﴿وامْرَأتُهُ حَمّالَةَ الحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] فَقِيلَ لِامْرَأةِ أبِي لَهَبٍ: إنَّ مُحَمَّدًا قَدْ هَجاكِ، فَأتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وهو جالِسٌ في المَلَإ فَقالَتْ: يا مُحَمَّدُ عَلامَ تَهْجُونِي قالَ: إنِّي واللَّهِ ما هَجَوْتُكِ ما هَجاكَ إلّا اللَّهُ، فَقالَتْ: هَلْ رَأيْتَنِي أحْمِلُ حَطَبًا أوْ رَأيْتَ في جِيدِي حَبْلًا مِن مَسَدٍّ ثُمَّ انْطَلَقَتْ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أيّامًا لا يَنْزِلُ عَلَيْهِ فَأتَتْهُ فَقالَتْ: ما أرى صاحِبَكَ إلّا قَدْ ودَّعَكَ وقَلاكَ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿والضُّحى﴾ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدّادٍ «أنَّ خَدِيجَةَ قالَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ: ما أرى رَبَّكَ إلّا قَدْ قَلاكَ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿والضُّحى﴾ واللَّيْلِ إذا سَجى ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عُرْوَةَ قالَ: «أبْطَأ جِبْرِيلُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا فَقالَتْ خَدِيجَةُ: أرى رَبَّكَ قَدْ قَلاكَ مِمّا يَرى مِن جَزَعِكَ فَنَزَلَتْ ﴿والضُّحى﴾ إلى آخِرِها» .
(p-٤٨٢)وأخْرَجَ الحاكِمُ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ مِن طَرِيقِ عُرْوَةَ عَنْ خَدِيجَةَ قالَتْ: «لَمّا أبْطَأ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الوَحْيُ جَزِعَ مِن ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ مِمّا رَأيْتُ مِن جَزَعِهِ: لَقَدْ قَلاكَ رَبُّكَ مِمّا يَرى مِن جَزَعِكَ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ مِن طَرِيقِ العَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ القُرْآنُ أبْطَأ عَنْهُ جِبْرِيلُ أيّامًا فَعُيِّرَ بِذَلِكَ فَقالَ المُشْرِكُونَ: ودَّعَهُ رَبُّهُ وقَلاهُ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿والضُّحى﴾ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ يَعْنِي أقْبَلَ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾ [الضحى»: ٣] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ نَحْوَهُ مِن مُرْسِلِ قَتادَةَ والضِّحاكِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿والضُّحى﴾ قالَ: ساعَةٌ مِن ساعاتِ النَّهارِ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ قالَ: سَكَنَ بِالنّاسِ.
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ قالَ: إذا اسْتَوى.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنِ الحَسَنِ ﴿إذا سَجى﴾ قالَ: إذا لَبِسَ النّاسُ.
(p-٤٨٣)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿إذا سَجى﴾ قالَ: إذا أقْبَلَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ قالَ: إذا أقْبَلَ فَغَطّى كُلَّ شَيْءٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿إذا سَجى﴾ قالَ: إذا ذَهَبَ ﴿ما ودَّعَكَ رَبُّكَ﴾ قالَ: ما تَرَكَكَ ﴿وما قَلى﴾ قالَ: ما أبْغَضَكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ في مُسْنَدِهِ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهَ «عَنْ أُمِّ حَفْصٍ عَنْ أُمِّها وكانَتْ خادِمَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنَّ جَرْوًا دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ ﷺ فَدَخَلَ تَحْتَ
السَّرِيرِ فَماتَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ ﷺ أرْبَعَةَ أيّامٍ لا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ فَقالَ: يا خَوْلَةُ ما حَدَثَ في بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ جِبْرِيلُ لا يَأْتِينِي، فَقُلْتُ يا نَبِيَّ اللَّهِ ما أتى عَلَيْنا يَوْمٌ خَيْرٌ مِنّا اليَوْمَ فَأخَذَ بُرَدَهُ فَلَبِسَهُ وخَرَجَ فَقُلْتُ في نَفْسِي: لَوْ هَيَّأْتُ البَيْتَ وكَنَسْتُهُ فَأهْوَيْتُ بِالمِكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ فَإذا بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ فَلَمْ أزَلْ حَتّى بَدا لِي الجَرْوُ مَيِّتًا فَأخَذْتُهُ بِيَدِي فَألْقَيْتُهُ خَلْفَ الدّارِ فَجاءَ النَّبِيُّ ﷺ تُرْعَدُ لِحْيَتُهُ وكانَ إذا نَزَلَ عَلَيْهِ أخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ فَقالَ: يا خَوْلَةُ دَثِّرِينِي فَأنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ ﴿والضُّحى﴾ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿فَتَرْضى﴾ [الضحى»: ٥] .
(p-٤٨٤)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في الأوْسَطِ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عُرِضَ عَلَيَّ ما هو مَفْتُوحٌ لِأُمَّتِي بَعْدِي فَسَرَّنِي فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى﴾ [الضحى»: ٤] .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ أبِي حاتِمٍ والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ وأبُو نَعِيمٍ كِلاهُما في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «عُرِضَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ما هو مَفْتُوحٌ عَلى أُمَّتِهِ مِن بَعْدِهِ كُفْرًا كُفْرًا فَسَرَّ بِذَلِكَ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ فَأعْطاهُ في الجَنَّةِ ألْفَ قَصْرٍ مِن لُؤْلُؤٍ تُرابُهُ المِسْكُ في كُلِّ قَصْرٍ ما يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الأزْواجِ والخَدَمِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ قالَ: مِن رِضا مُحَمَّدٍ ألا يَدْخُلَ أحَدٌ مِن أهْلِ بَيْتِهِ النّارَ.
(p-٤٨٥)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ قالَ: رِضاهُ أنْ يَدْخُلَ أُمَّتُهُ كُلُّهُمُ الجَنَّةَ.
وأخْرَجَ الخَطِيبُ في تَلْخِيصِ المُتَشابِهِ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ قالَ: لا يَرْضى مُحَمَّدٌ وأحَدٌ مِن أُمَّتِهِ في النّارِ.
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَلا قَوْلَ اللَّهِ في إبْراهِيمَ ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي﴾ [إبراهيم: ٣٦] وقَوْلُ عِيسى ﴿إنْ تُعَذِّبْهم فَإنَّهم عِبادُكَ﴾ [المائدة: ١١٨] الآيَةُ، فَرَفَعَ
يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وبَكى فَقالَ اللَّهُ: يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ: إنّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ ولا نَسُوؤُكَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهَ وأبُو نَعِيمٍ في الحِلْيَةِ مِن طَرِيقِ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ قالَ: قُلْتُ لِأبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ: أرَأيْتَ هَذِهِ الشَّفاعَةَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ بِها أهْلُ العِراقِ أحَقٌّ هي قالَ: إي واللَّهِ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «أشْفَعُ لِأُمَّتِي حَتّى يُنادِيَنِي رَبِّي أرَضِيتَ يا مُحَمَّدُ فَأقُولُ: نَعَمْ يا رَبِّ رَضِيتُ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلِيٌّ فَقالَ: إنَّكم تَقُولُونَ يا مَعْشَرَ أهْلِ العِراقِ إنَّ أرْجى آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ (p-٤٨٦)﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٥٣] قُلْتُ: إنّا لَنَقُولَ ذَلِكَ، قالَ فَكُلُّنا أهْلُ البَيْتِ نَقُولُ: إنَّ أرْجى آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ وهي الشَّفاعَةُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ قالَ: هي الشَّفاعَةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنّا أهْلُ البَيْتِ اخْتارَ اللَّهُ لَنا الآخِرَةَ عَلى الدُّنْيا ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ [الضحى»: ٥] .
وأخْرَجَ العَسْكَرِيُّ في المَواعِظِ، وابْنُ لالٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ، وابْنُ النَّجّارِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى فاطِمَةَ وهي تَطْحَنُ بِالرَّحى وعَلَيْها كِساءٌ مِن جِلْدِ الإبِلِ فَلَمّا نَظَرَ إلَيْها قالَ: يا فاطِمَةُ تَعَجَّلِي مَرارَةَ الدُّنْيا لِنَعِيمِ الآخِرَةِ غَدًا فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ [الضحى»: ٥] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ولَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى﴾ قالَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ: لا يَدَعُ اللَّهُ نَبِيَّهُ فِيكم إلّا قَلِيلًا لِما (p-٤٨٧)هُوَ خَيْرٌ لَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ قالَ: ذَلِكَ يَوْمُ القِيامَةِ فِيَ الجَنَّةِ.
وفِي قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿فَأغْنى﴾ [الضحى: ٨] قالَ: كانَتْ هَذِهِ مَنازِلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَبْلَ أنْ يَبْعَثَهُ اللهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ، وابْنُ عَساكِرَ مِن طَرِيقِ مُوسى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَباحٍ عَنْ أبِيهِ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُسْلِمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ وعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العاصِ فَتَمَثَّلَ مُسْلِمَةُ بِبَيْتٍ مِن شِعْرِ أبِي طالِبٍ فَقالَ: لَوْ أنَّ أبا طالِبٍ رَأى ما نَحْنُ فِيهِ اليَوْمَ مِن نِعْمَةِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ لَعَلِمَ أنَّ ابْنَ أخِيهِ سَيِّدٌ قَدْ جاءَ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ فَقالَ عَبْدُ اللهِ: ويَوْمَئِذٍ قَدْ كانَ سَيِّدًا كَرِيمًا قَدْ جاءَ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ فَقالَ مُسْلِمَةُ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ ﴿ألَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى﴾ ﴿ووَجَدَكَ ضالا فَهَدى﴾ ﴿ووَجَدَكَ عائِلا فَأغْنى﴾ [الضحى: ٨] فَقالَ عَبْدُ اللهِ: أمّا اليَتِيمُ فَقَدْ كانَ يَتِيمًا مِن أبَوَيْهِ وأمّا العَيْلَةُ فَكُلُّ ما كانَ بِأيْدِي العَرَبِ إلى القِلَّةِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ شِهابٍ قالَ: بَعَثَ عَبْدُ المُطَّلِبِ ابْنَهُ عَبْدَ اللهِ يَمْتارُ لَهُ تَمْرًا مِن يَثْرِبَ فَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ ووَلَدَتْ آمِنَةُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَكانَ في حِجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِبِ.
(p-٤٨٨)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابْنُ مَرْدُويَهَ، والبَيْهَقِيُّ وأبُو نَعِيمٍ كِلاهُما في الدَّلائِلِ، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: سَألْتُ رَبِّي مَسْألَةً ووَدِدْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ سَألَتْهُ قُلْتُ: قَدْ كانَتْ قَبْلِي الأنْبِياءُ مِنهم مَن سُخِّرَتْ لَهُ الرِّيحُ ومِنهم مَن كانَ يُحْيِي المَوْتى فَقالَ تَعالى: يا مُحَمَّدُ ألَمْ أجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ ألَمْ أجِدْكَ ضالًّا فَهَدَيْتُكَ ألَمْ أجِدْكَ عائِلًا فَأغْنَيْتُكَ ألَمْ أشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ألَمْ أضَعْ عَنْكَ وِزْرَكَ ألَمْ أرْفَعْ لَكَ ذِكْرَكَ قُلْتُ: بَلى يا رَبِّ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَألْتُ رَبِّي شَيْئًا ودِدْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ سَألَتْهُ قُلْتُ: يا رَبِّ كُلُّ الأنْبِياءِ فَذَكَرَ سُلَيْمانَ بِالرِّيحِ وذَكَرَ مُوسى فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ألَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى﴾ [الضحى»: ٦] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ والدَّيْلَمِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ ﴿والضُّحى﴾ عَلى رُسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَمُنُّ عَلَيَّ رَبِّي وأهْلٌ أنْ يُمُنَّ رَبِّي» .
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ووَجَدَكَ ضالا فَهَدى﴾ الآيَةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ووَجَدَكَ ضالا فَهَدى﴾ (p-٤٨٩)قالَ: وجَدَكَ بَيْنَ ضالِّينَ فاسْتَنْقَذَكَ مِن ضَلالَتِهِمْ.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["وَٱلضُّحَىٰ","وَٱلَّیۡلِ إِذَا سَجَىٰ","مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ","وَلَلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ","وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ","أَلَمۡ یَجِدۡكَ یَتِیمࣰا فَـَٔاوَىٰ","وَوَجَدَكَ ضَاۤلࣰّا فَهَدَىٰ"],"ayah":"وَٱلضُّحَىٰ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق