الباحث القرآني
(p-٤٣٢)﷽
سُورَةُ البَلَدِ.
مَكِّيَّةٌ وآياتُها عِشْرُونَ.
أخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ والنَّحّاسُ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ بِمَكَّةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ يَعْنِي بِهَذا النَّبِيِّ ﷺ أحَلَّ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ دَخَلَ مَكَّةَ أنْ يَقْتُلَ مَن شاءَ ويْسَتْحِيِيَ مَن شاءَ فَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ ابْنَ خَطَلٍ وهو آخِذٌ بِأسْتارِ الكَعْبَةِ فَلَمْ يَحِلَّ لِأحَدٍ مِنَ النّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنْ يَقْتُلَ فِيها حَرامًا حَرَّمَهُ اللَّهُ فَأحَلَّ اللَّهُ لَهُ ما صَنَعَ بِأهْلِ مَكَّةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: أنْتَ يا مُحَمَّدُ يَحِلُّ لَكَ أنْ تُقاتِلَ بِهِ وأمّا غَيْرُكَ فَلا (p-٤٣٣)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ أبِي بِزْرَةَ الأسْلَمِيِّ قالَ: فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ خَرَجْتُ فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَطَلٍ وهو مُتَعَلِّقٌ بِأسْتارِ الكَعْبَةِ فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقامِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: «لَمّا افَتَتَحَ النَّبِيُّ ﷺ مَكَّةَ أخَذَ أبُو بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ هو وسَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَطَلٍ وهو الَّذِي كانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ ذا القَلْبَيْنِ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ﴾ [الأحزاب: ٤] فَقَدَّمَهُ أبُو بَرْزَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وهو مُتَعَلِّقٌ بِأسْتارِ الكَعْبَةِ فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ وإنَّما كانَ ذَلِكَ لِأنَّهُ قالَ لِقُرَيْشٍ: أنا أعْلَمُ لَكم عِلْمَ مُحَمَّدٍ فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ إنِّي أُحِبُّ أنْ تَسْتَكْتِبَنِي قالَ: فاكْتُبْ فَكانَ إذا أمْلى عَلَيْهِ مِنَ القُرْآنِ وكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا كَتَبَ وكانَ اللَّهُ حَكِيمًا عَلِيمًا وإذا أمْلى عَلَيْهِ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا كَتَبَ وكانَ اللَّهُ رَحِيمًا غَفُورًا، ثُمَّ يَقُولُ: يا رَسُولَ اللهِ أقْرَأُ عَلَيْكَ ما كَتَبْتُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَإذا قَرَأ عَلَيْهِ وكانَ اللَّهُ حَكِيمًا عَلِيمًا أوْ رَحِيمًا غَفُورًا قالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ما هَكَذا أمْلَيْتُ عَلَيْكَ وإنَّ اللَّهَ لَكَذَلِكَ إنَّهُ لَغَفُورٌ (p-٤٣٤)رَحِيمٌ وإنَّهُ لَرَحِيمٌ غَفُورٌ، فَرَجَعَ إلى قُرَيْشٍ فَقالَ: لَيْسَ آمُرُهُ بِشَيْءٍ كُنْتُ آخُذُ بِهِ فَيَتْصَرَّفُ فَلَمْ يُؤَمِّنْهُ فَكانَ أحَدَ الأرْبَعَةِ الَّذِينَ لَمْ يُؤَمِّنْهُمُ النَّبِيُّ» ﷺ .
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ ﴿لا أُقْسِمُ﴾ قالَ: لا رَدًّا عَلَيْهِمْ ﴿أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ .
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ يَعْنِي مَكَّةَ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ: أنْتَ في حَلٍّ مِمّا صَنَعْتَ فِيهِ.
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ يَقُولُ: لا تُؤاخَذُ بِما عَمِلْتَ فِيهِ ولَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ ما عَلى النّاسِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ مَنصُورٍ قالَ: سَألَ رَجُلٌ مُجاهِدًا عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: لا أدْرِي ثُمَّ فَسَّرَها لِي فَقالَ:
﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ الحَرامِ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ الحَرامِ أُحِلَّ لَهُ (p-٤٣٥)ساعَةَ مِنَ النَّهارِ قِيلَ لَهُ ما صَنَعْتَ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَأنْتَ في حِلٍّ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ أبِي صالِحٍ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: أُحِلَّتْ لَهُ ساعَةٌ مِن نَهارٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنِ الضَّحّاكِ مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: أنْتَ بِهِ غَيْرُ حَرِجٍ ولا آثِمٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ عَطِيَّةَ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: أُحِلَّتْ مَكَّةُ لِلنَّبِيِّ ﷺ ساعَةً مِنَ النَّهارِ ثُمَّ أُطْبِقَتْ إلى يَوْمِ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: أحَلَّها اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ ﷺ ساعَةً مِن نَهارِ يَوْمِ الفَتْحِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا ﷺ يَقُولُ: أنْتَ حِلٌّ بِالحَرَمِ فاقْتُلْ إنْ شِئْتَ أوْ دَعْ.
(p-٤٣٦)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَطاءَ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ فَهي حَرامٌ إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ لَمْ تَحُلَّ لِبَشَرٍ إلّا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ساعَةً مِن نَهارٍ ولا يُخْتَلى خَلاها ولا يُعْضَدُ عِضاهُها ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلّا لِمُعَرِّفٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: لَمْ يَكُنْ بِها أحَدٌ حِلًّا غَيْرَ النَّبِيِّ ﷺ كُلُّ مَن كانَ بِها حَرامٌ لَمْ يَحِلَّ لَهم أنْ يُقاتِلُوا فِيها ولا يَسْتَحِلُّوا فِيها حُرْمَةً.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: يُحْرِّمُونَ أنْ يَقْتُلُوا بِها الصَّيْدَ ويُعَضِّدُوا بِها شَجَرَةً ويَسْتَحِلُّونَ إخْراجَكَ وقَتْلَكَ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ مِن طَرِيقِ مُجاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: أحَلَّ لَهُ أنْ يَصْنَعَ فِيهِ ما شاءَ ! (p-٤٣٧)﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ يَعْنِي بِالوالِدِ آدَمَ ﴿وما ولَدَ﴾ ولَدَهُ.
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ قالَ: الوالِدُ الَّذِي يَلِدُ ﴿وما ولَدَ﴾ العاقِرُ الَّذِي لا يَلِدُ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي عِمْرانَ الجَوْنِيِّ ﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ قالَ: إبْراهِيمُ وما ولَدَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ والطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ ﴿وأنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾ قالَ: مَكَّةُ ﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ قالَ: آدَمُ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: في اعْتِدالٍ وانْتِصابٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ قالَ: آدَمُ وما ولَدَ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ﴾ قالَ: وقَعَ هَهُنا القَسَمُ ﴿فِي كَبَدٍ﴾ قالَ: في مَشَقَّةٍ يُكابِدُ أمْرَ الدُّنْيا وأمْرَ الآخِرَةِ ﴿يَقُولُ أهْلَكْتُ مالا لُبَدًا﴾ قالَ: كَثِيرًا.
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ (p-٤٣٨)مُجاهِدٍ ﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ قالَ: الوالِدُ آدَمُ ﴿وما ولَدَ﴾ ولَدُهُ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: في شِدَّةٍ ﴿يَقُولُ أهْلَكْتُ مالا لُبَدًا﴾ قالَ: كَثِيرًا ﴿أيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ﴾ قالَ: لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ أحَدٌ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ﴿ووالِدٍ وما ولَدَ﴾ قالَ: آدَمُ ﴿وما ولَدَ﴾ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ في انْتِصابٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: في نَصَبٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: في شِدَّةٍ.
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ مِن طَرِيقِ عَطاءَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: في شِدَّةِ خَلْقٍ في وِلادَتِهِ ونَبْتِ أسْنانِهِ وسَرَرِهِ ومَعِيشَتِهِ وخِتانِهِ.
(p-٤٣٩)وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: خَلَقَ اللهُ كُلَّ شَيْءٍ يَمْشِي عَلى أرْبَعَةٍ إلّا الإنْسانَ خُلِقَ مُنْتَصِبًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: مُنْتَصِبًا في بَطْنِ أُمِّهِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: مُنْتَصِبًا في بَطْنِ أُمِّهِ إنَّهُ قَدْ وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ إذا نامَتِ الأُمُّ أوِ اضْطَجَعَتْ رَفَعَ رَأْسَهُ لَوْلا ذَلِكَ لَغَرِقَ في الدَّمِ.
وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في مَسائِلِهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ سَألَهُ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: في اعْتِدالٍ واسْتِقامَةٍ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ قالَ: نَعَمْ أما سَمِعْتَ قَوْلَ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ:
؎يا عَيْنُ هَلّا بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ قُمْنا وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ.
وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ إبْراهِيمَ أحْسَبُهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ ﴿فِي كَبَدٍ﴾ قالَ: مُنْتَصِبًا.
وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ في الزُّهْدِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ (p-٤٤٠)الحَسَنِ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: يُكابِدُ مَضايِقَ الدُّنْيا وشَدائِدَ الآخِرَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ عَنِ الحَسَنِ أنَّهُ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: لا أعْلَمُ خَلِيقَةً يُكابِدُ مِنَ الأمْرِ ما يُكابِدُ هَذا الإنْسانُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ ﴿لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ﴾ قالَ: يُكابِدُ أُمُورَ الدُّنْيا وأُمُورَ الآخِرَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿فِي كَبَدٍ﴾ قالَ: شِدَّةٍ وطُولٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ: ﴿فِي كَبَدٍ﴾ قالَ: في السَّماءِ خَلَقَ آدَمَ.
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى والبَغَوِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ رَجُلٍ مِن بَنِي عامِرٍ قالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ ﴿أيَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أحَدٌ﴾ ﴿أيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ﴾ يَعْنِي بِفَتْحِ السِّينِ مِن يَحْسَبُ» .
(p-٤٤١)وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿أيَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أحَدٌ﴾ الآيَةُ قالَ: الكافِرُ يَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ولَمْ يَرَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿مالا لُبَدًا﴾ قالَ: كَثِيرًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿أهْلَكْتُ مالا لُبَدًا﴾ قالَ: أنْفَقْتُ مالًا في الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴿أيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ﴾ قالَ: الأحَدُ: اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ جَرِيجٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَقُولُ أهْلَكْتُ مالا لُبَدًا﴾ قالَ: أيَمُنُّ عَلَيْنا؟ فَما فَضَّلْناهُ أفْضَلُ ﴿ألَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ﴾ وكَذا وكَذا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ﴾ الآيَةُ. قالَ: نَعَمْ مِنَ اللَّهِ مُتَظاهِرَةٌ يُقْرِّرُكَ بِها كَيْما تَشْكُرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ عَنْ مَكْحُولٍ قالَ: «قالَ النَّبِيُّ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ يا بْنَ آدَمَ قَدْ أنْعَمْتُ عَلَيْكَ نِعَمًا عِظامًا لا تُحْصى عَدَدُها ولا تُطِيقُ شُكْرَها وإنَّ مِمّا أنْعَمْتُ عَلَيْكَ أنْ جَعَلْتُ لَكَ عَيْنَيْنِ تَنْظُرُ بِهِما وجَعَلْتُ لَهُما غِطاءً فانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ إلى ما أحْلَلْتُ لَكَ فَإنْ رَأيْتَ ما حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأطْبِقْ عَلَيْهِما (p-٤٤٢)غِطاءَهُما وجَعَلْتُ لَكَ لِسانًا وجَعَلْتُ لَهُ غُلافًا فانْطِقْ بِما أمَرْتُكَ وأحْلَلْتُ لَكَ فَإنْ عُرِضَ لَكَ ما حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأغْلِقْ عَلَيْكَ لِسانَكَ وجَعَلْتُ لَكَ فَرْجًا وجَعَلْتُ لَكَ سِتْرًا فَأصْبُ بِفَرْجِكَ ما أحْلَلْتُ لَكَ فَإنْ عُرِضَ لَكَ ما حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأرْخِ عَلَيْكَ سِتْرَكَ، ابْنَ آدَمَ إنَّكَ لا تَحَمَّلُ سَخَطِي ولا تَطِيقُ انْتِقامِي» .
{"ayahs_start":1,"ayahs":["لَاۤ أُقۡسِمُ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ","وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ","وَوَالِدࣲ وَمَا وَلَدَ","لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ","أَیَحۡسَبُ أَن لَّن یَقۡدِرَ عَلَیۡهِ أَحَدࣱ","یَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالࣰا لُّبَدًا","أَیَحۡسَبُ أَن لَّمۡ یَرَهُۥۤ أَحَدٌ","أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَیۡنَیۡنِ"],"ayah":"لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق