الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهُمْ﴾ . الآيَةَ. (p-٤٧٧)أخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «لَمّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ أتى ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَألَهُ أنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ لِيُكَفِّنَهُ فِيهِ، فَأعْطاهُ ثُمَّ سَألَهُ أنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقامَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ فَأخَذَ ثَوْبَهُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ أتُصَلِّي عَلَيْهِ وقَدْ نَهاكَ اللَّهُ أنْ تُصَلِّيَ عَلى المُنافِقِينَ؟ فَقالَ: إنَّ رَبِّي خَيَّرَنِي وقالَ: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهم أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهم إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهم سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ [التوبة: ٨٠] وسَأزِيدُ عَلى السَّبْعِينَ. فَقالَ: إنَّهُ مُنافِقٌ. فَصَلّى عَلَيْهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ﴾ فَتَرَكَ الصَّلاةَ عَلَيْهِمْ» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، «أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ قالَ لَهُ أبُوهُ: أيْ بُنَيَّ، اطْلُبْ لِي ثَوْبًا مِن ثِيابِ النَّبِيِّ فَكَفِّنِّي فِيهِ، ومُرْهُ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ. قالَ فَأتاهُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتَ شَرَفَ عَبْدِ اللَّهِ، وهو يَطْلُبُ إلَيْكَ ثَوْبًا مِن ثِيابِكَ نُكَفِّنُهُ فِيهِ وتُصَلِّي عَلَيْهِ. فَقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أتُصَلِّي عَلَيْهِ وقَدْ نَهاكَ اللَّهُ أنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقالَ: (p-٤٧٨)وأيْنَ؟ فَقالَ: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهم أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهم إنْ تَسْتَغْفِرْ لَهم سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ [التوبة: ٨٠] قالَ: فَإنِّي سَأزِيدُ عَلى سَبْعِينَ. فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ﴾ الآيَةَ، قالَ: فَأرْسَلَ إلى عُمَرَ فَأخْبَرَهُ بِذَلِكَ، وأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿سَواءٌ عَلَيْهِمْ أسْتَغْفَرْتَ لَهم أمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [المنافقون»: ٦] . وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: «لَمّا مَرِضَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مَرَضَهُ الَّذِي ماتَ فِيهِ عادَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمّا ماتَ صَلّى عَلَيْهِ وقامَ عَلى قَبْرِهِ، قالَ: فَواللَّهِ إنْ مَكَثْنا إلّا لَيالِيَ حَتّى نَزَلَتْ: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ والبَزّارُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «ماتَ رَأْسُ المُنافِقِينَ بِالمَدِينَةِ فَأوْصى أنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ وأنْ يُكَفِّنَهُ في قَمِيصِهِ، فَجاءَ ابْنُهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنَّ أبِي أوْصى أنْ يُكَفَّنَ في قَمِيصِكَ. فَصَلّى عَلَيْهِ وألْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وقامَ عَلى قَبْرِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ﴾ [التوبة»: ٨٤] . وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أنَسٍ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أرادَ أنْ يُصَلِّيَ عَلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأخَذَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِثَوْبِهِ فَقالَ: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ﴾ [التوبة»: ٨٤] . (p-٤٧٩)وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: «وقَفَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ عَلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَدَعاهُ، فَأغْلَظَ لَهُ، وتَناوَلَ لِحْيَةَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقالَ أبُو أيُّوبَ: كُفَّ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَواللَّهِ لَئِنْ أذِنَ لَأضَعَنَّ فِيكَ السِّلاحَ. وأنَّهُ مَرِضَ فَأرْسَلَ إلى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ يَدْعُوهُ، فَدَعا بِقَمِيصِهِ، فَقالَ عُمَرُ: واللَّهِ ما هو بِأهْلٍ أنْ تَأْتِيَهُ. قالَ: بَلى. فَأتاهُ فَقالَ: أهْلَكَتْكَ مُوادَّتُكَ اليَهُودَ. قالَ: إنَّما دَعْوَتُكَ لِتَسْتَغْفِرَ لِي، ولَمْ أدْعُكَ لِتُؤَنِّبَنِي. قالَ: أعْطِنِي قَمِيصَكَ لِأُكَفَّنَ فِيهِ. فَأعْطاهُ ونَفَثَ في جِلْدِهِ، ونَزَلَ في قَبْرِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا﴾ الآيَةَ قالَ: فَذَكَرُوا القَمِيصَ. قالَ: وما يُغْنِي عَنْهُ قَمِيصِي، واللَّهِ إنِّي لَأرْجُوَ أنْ يُسْلِمَ بِهِ أكْثَرُ مِن ألْفٍ مِن بَنِي الخَزْرَجِ. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُعْجِبْكَ أمْوالُهم وأوْلادُهُمْ﴾ الآيَةَ» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب