الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ومَساكِنَ طَيِّبَةً﴾ . الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، «عَنِ الحَسَنِ قالَ: سَألْتُ عِمْرانَ بْنَ حُصَيْنٍ وأبا هُرَيْرَةَ عَنْ تَفْسِيرِ: ﴿ومَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدْنٍ﴾ قالا: عَلى الخَبِيرِ سَقَطْتَ، سَألْنا عَنْها رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: قَصْرٌ مِن لُؤْلُؤَةٍ في الجَنَّةِ، في ذَلِكَ القَصْرِ سَبْعُونَ دارًا مِن ياقُوتَةٍ حَمْراءَ في كُلِّ دارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِن زُمُرُدَةٍ خَضْراءَ، في كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا عَلى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِراشٌ مِن كُلِّ لَوْنٍ، عَلى كُلِّ فِراشٍ امْرَأةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ، في كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مائِدَةً، في كُلِّ مائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِن كُلِّ طَعامٍ، في كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وصَيْفًا ووَصِيفَةً، فَيُعْطى المُؤْمِنُ مِنَ القُوَّةِ في كُلِّ غَداةٍ ما يَأْتِي عَلى ذَلِكَ كُلِّهِ» .
(p-٤٣٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عامِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «الجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ: فَأوَّلُها مِن فِضَّةٍ، أرْضُها فِضَّةٌ ومَساكِنُها فِضَّةٌ، وآنِيَتُها فِضَّةٌ وتُرابُها مِسْكٌ، والثّانِيَةُ مِن ذَهَبٍ أرْضُها ذَهَبٌ ومَساكِنُها ذَهَبٌ وآنِيَتُها ذَهَبٌ وتُرابُها مِسْكٌ، والثّالِثَةُ لُؤْلُؤٌ أرْضُها لُؤْلُؤٌ ومَساكِنُها لُؤْلُؤٌ وآنِيَتُها لُؤْلُؤٌ وتُرابُها مِسْكٌ، وسَبْعَةٌ وتِسْعُونَ بَعْدَ ذَلِكَ ما لا عَيْنٌ رَأتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي حازِمٍ قالَ: إنَّ اللَّهَ لَيُعِدُّ لِلْعَبْدِ مِن عَبِيدِهِ في الجَنَّةِ لُؤْلُؤَةً مَسِيرَةَ أرْبَعَةِ بُرُدٍ أبْوابُها وغُرَفُها ومَغالِيقُها لَيْسَ فِيها فَصْمٌ ولا قَصْمٌ، والجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ: فَثَلاثٌ مِنها ورِقٌ وذَهَبٌ ولُؤْلُؤٌ وزَبَرْجَدٌ وياقُوتٌ وسَبْعَةٌ وتِسْعُونَ لا يَعْلَمُهُما إلّا الَّذِي خَلَقَها.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: إنَّ أدْنى أهْلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً رَجُلٌ لَهُ ألْفُ قَصْرٍ، ما بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ سَنَةٍ، يَرى أقْصاها كَما يَرى أدْناها، في كُلِّ قَصْرٍ مِنَ الحُورِ العِينِ والرَّياحِينِ والوِلْدانِ ما يَدْعُو بِشَيْءٍ إلّا أُتِيَ بِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ قُصُورًا مِن ذَهَبٍ وقُصُورًا مِن فِضَّةٍ وقُصُورًا مِن ياقُوتٍ وقُصُورًا مِن زَبَرْجَدٍ؛ جِبالُها (p-٤٤٠)المِسْكُ وتُرابُها الوَرْسُ والزَّعْفَرانُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ ياقُوتَةً لَيْسَ فِيها صَدْعٌ ولا وصْلٌ؛ وفِيها سَبْعُونَ ألْفَ دارٍ في كُلِّ دارٍ سَبْعُونَ ألْفًا مِنَ الحُورِ العِينِ، لا يَدْخُلُها إلّا نَبِيٌّ أوْ صِدِّيقٌ، أوْ شَهِيدٌ، أوْ إمامٌ عادِلٌ، أوْ مُحَكَّمٌ في نَفْسِهِ، قِيلَ لِكَعْبٍ: وما المُحَكَّمُ في نَفْسِهِ؟ قالَ: الرَّجُلُ يَأْخُذُهُ العَدُوُّ فَيُحَكِّمُونَهُ بَيْنَ أنْ يَكْفُرَ أوْ يَلْزَمَ الإسْلامَ فَيُقْتَلَ، فَيَخْتارُ أنْ يَلْزَمَ الإسْلامَ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فِي جَنّاتِ عَدْنٍ﴾ . الآيَةَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿جَنّاتِ عَدْنٍ﴾ قالَ: مَعْدِنُ الرَّجُلِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿جَنّاتِ عَدْنٍ﴾ قالَ: مَعْدِنُهم فِيها أبَدًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ خالِدِ بْنِ مَعْدانَ قالَ: إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الجَنَّةَ جَنَّةَ عَدْنٍ؛ دَمْلَجَ لُؤْلُؤَةً وغَرَسَ فِيها قَضِيبًا، ثُمَّ قالَ لَها: امْتَدِّي حَتّى أرْضى. ثُمَّ قالَ لَها: أخْرِجِي ما فِيكِ مِنَ الأنْهارِ والثِّمارِ. فَفَعَلَتْ، فَقالَتْ: ﴿قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون: ١] (p-٤٤١)
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ورِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكْبَرُ﴾ . أخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿ورِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكْبَرُ﴾ يَعْنِي: إذا أُخْبِرُوا أنَّ اللَّهَ عَنْهم راضٍ فَهو أكْبَرُ عِنْدَهم مِنِ التُّحَفِ والتَّسْلِيمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ قالَ اللَّهُ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا فَأزِيدَكُمْ؟ قالُوا: يا رَبَّنا، وهَلْ بَقِيَ شَيْءٌ إلّا قَدْ أنَلْتَناهُ؟! فَيَقُولُ: نَعِمَ، رِضائِي فَلا أسْخَطُ عَلَيْكم أبَدًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ المَلِكِ الجُهَنِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَنَعِيمُ أهْلِ الجَنَّةِ بِرِضْوانِ اللَّهِ عَنْهم أفْضَلُ مِن نَعِيمِهِمْ بِما في الجِنانِ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ قالَ: يَجِيءُ القُرْآنُ يَوْمَ القِيامَةِ في صُورَةِ الرَّجُلِ الشّاحِبِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ فَيَقُولُ: أبْشِرُ بِكَرامَةِ اللَّهِ تَعالى. قالَ: فَلَهُ حُلَّةُ الكَرامَةِ، فَيَقُولُ: يا رَبِّ، زِدْنِي. قالَ لَهُ: رِضْوانِي، ورِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكْبَرُ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنْ أبِي سَعِيدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ في يَدَيْكَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنا، وما لَنا لا نَرْضى وقَدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ (p-٤٤٢)تُعْطِهِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ! فَيَقُولُ: ألا أُعْطِيَكم أفْضَلَ مِن ذَلِكَ؟ قالُوا: يا رَبِّ وأيُّ شَيْءٍ أفْضَلُ مِن ذَلِكَ؟ قالَ: أُحِلُّ عَلَيْكم رِضْوانِي فَلا أسْخَطُ عَلَيْكم بَعْدَهُ أبَدًا» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، في ”الزُّهْدِ“ عَنِ الحَسَنِ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ أبا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كانَ يَقُولُ في دُعائِهِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الَّذِي هو خَيْرٌ في عاقِبَةِ الخَيْرِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ آخِرَ ما تُعْطِينِي الخَيْرَ رِضْوانَكَ والدَّرَجاتِ العُلى في جَنّاتِ النَّعِيمِ.
{"ayah":"وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَا وَمَسَـٰكِنَ طَیِّبَةࣰ فِی جَنَّـٰتِ عَدۡنࣲۚ وَرِضۡوَ ٰنࣱ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











