الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَئِنْ سَألْتَهُمْ﴾ . الآيَتَيْنِ. أخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ؛ «أنَّ رَجُلًا قالَ لِأبِي الدَّرْداءِ: يا مَعْشَرَ القُرّاءِ، ما بالُكم أجْبَنُ مِنّا، وأبْخَلُ إذا سُئِلْتُمْ، وأعْظَمُ لَقْمًا إذا أكَلْتُمْ. فَأعْرَضَ عَنْهُ أبُو الدَّرْداءِ، ولَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًاٌ فَأخْبَرَ بِذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ، فانْطَلَقَ عُمَرُ إلى الرَّجُلِ الَّذِي قالَ ذَلِكَ، فَقالَ بِثَوْبِهِ وخَنَقَهُ، وقادَهُ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقالَ الرَّجُلُ: إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ. فَأوْحى اللَّهُ تَعالى إلى نَبِيِّهِ ﷺ: ﴿ولَئِنْ سَألْتَهم لَيَقُولُنَّ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ [التوبة»: ٦٥] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: «قالَ رَجُلٌ في غَزْوَةِ تَبُوكَ في مَجْلِسٍ يَوْمًا: ما رَأيْنا مِثْلَ قُرّائِنا هَؤُلاءِ؛ لا أرْغَبَ بُطُونًا، ولا أكْذَبَ ألْسِنَةٍ، ولا أجْبَنَ عِنْدَ اللِّقاءِ. فَقالَ رَجُلٌ في المَجْلِسِ: كَذَبْتَ ولَكِنَّكَ مُنافِقٌ، لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ . فَبَلَغَ ذَلِكَ (p-٤٢٦)رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ونَزَلَ القُرْآنُ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأنا رَأيْتُهُ مُتَعَلِّقًا بِحَقَبِ ناقَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، والحِجارَةُ تَنْكُبُهُ وهو يَقُولُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ. والنَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: أبِاللَّهِ وآياتِهِ ورَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والعُقَيْلِيُّ في ”الضُّعَفاءِ“ وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والخَطِيبُ في ”رُواةِ مالِكٍ“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «رَأيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وهو يَشْتَدُّ قُدّامَ النَّبِيِّ ﷺ والأحْجارُ تَنْكُبُهُ وهو يَقُولُ: يا مُحَمَّدُ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ والنَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: أبِاللَّهِ وآياتِهِ ورَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَئِنْ سَألْتَهم لَيَقُولُنَّ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ قالَ: قالَ رَجُلٌ مِنَ المُنافِقِينَ: يُحَدِّثُنا مُحَمَّدٌ أنَّ ناقَةَ فُلانٍ بِوادِي كَذا وكَذا، في يَوْمِ كَذا وكَذا، وما يُدْرِيهِ ما الغَيْبُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ في الآيَةِ قالَ: «بَيْنَما رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في غَزْوَتِهِ إلى تَبُوكَ، وبَيْنَ يَدَيْهِ أُناسٌ مِنَ المُنافِقِينَ، فَقالُوا: (p-٤٢٧)أيَرْجُو هَذا الرَّجُلُ أنْ يَفْتَحَ لَهُ قُصُورَ الشّامِ وحُصُونَها؟ هَيْهاتَ هَيْهاتَ، فَأطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ عَلى ذَلِكَ، فَقالَ نَبِيُّ ﷺ اللَّهُ: احْتَبِسُوا عَلَيَّ هَؤُلاءِ الرَّكْبَ. فَأتاهم فَقالَ: قُلْتُمْ كَذا؟ قُلْتُمْ كَذا؟ قالُوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ. فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ ما تَسْمَعُونَ» .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: «بَيْنَما النَّبِيُّ ﷺ في مَسِيرِهِ وأُناسٌ مِنَ المُنافِقِينَ يَسِيرُونَ أمامَهُ، فَقالُوا: إنْ كانَ ما يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا، فَلَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الحَمِيرِ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى ما قالُوا، فَأرْسَلَ إلَيْهِمْ: ما كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ فَقالُوا: إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ قالَ قالَ مَخْشِيُّ بْنُ حُمَيِّرٍ: «لَوَدِدْتُ أنِّي أُقاضى عَلى أنْ يُضْرَبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنكم مِائَةً مِائَةً عَلى أنْ يَنْجُوَ مِن أنْ يَنْزِلَ فِينا قُرْآنٌ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِعَمّارِ بْنِ ياسِرٍ: أدْرِكِ القَوْمَ فَإنَّهم قَدِ احْتَرَقُواٌ فَسَلْهم عَمّا قالُواٌ فَإنْ هم أنْكَرُوا وكَتَمُوا فَقُلْ: بَلى قَدْ قُلْتُمْ كَذا وكَذا. فَأدْرَكَهُمْ، فَقالَ لَهُمْ، فَجاءُوا يَعْتَذِرُونَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لا تَعْتَذِرُوا قَدْ (p-٤٢٨)كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانِكم إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكُمْ﴾ الآيَةَ. فَكانَ الَّذِي عَفا اللَّهُ عَنْهُ مَخْشِيَّ بْنَ حُمَيِّرٍ، فَتَسَمّى عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وسَألَ اللَّهُ أنْ يُقْتَلَ شَهِيدًا لا يُعْلَمُ بِمَقْتَلِهِ، فَقُتِلَ يَوْمَ اليَمامَةِ لا يُعْلَمُ مَقْتَلُهُ، ولا مَن قَتَلَهُ، ولا يُرى لَهُ أثَرٌ ولا عَيْنٌ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في رَهْطٍ مِنَ المُنافِقِينَ مَن بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فِيهِمْ ودِيعَةُ بْنُ ثابِتٍ، ورَجُلٌ مِن أشْجَعَ حَلِيفٌ لَهم يُقالُ لَهُ: مَخْشِيُّ بْنُ حُمَيِّرٍ. كانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو مُنْطَلِقٌ إلى تَبُوكَ، فَقالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: أتَحْسَبُونَ قِتالَ بَنِي الأصْفَرِ كَقِتالِ غَيْرِهِمْ؟ واللَّهِ لَكَأنّا بِكم غَدًا تُقْرَنُونَ في الحِبالِ. قالَمَخْشِيُّ بْنُ حُمَيِّرٍ: لَوَدِدْتُ أنِّي أُقاضى، فَذَكَرَ الحَدِيثَ مِثْلَ الَّذِي قَبْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الكَلْبِي، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمّا أقْبَلَ مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ وبَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاثَةُ رَهْطٍ اسْتَهْزَأُوا بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ وبِالقُرْآنِ، قالَ: كانَ رَجُلٌ مِنهم لَمْ يُمالِئْهم في الحَدِيثِ، يَسِيرُ مُجانِبًا (p-٤٢٩)لَهُمْ، يُقالُ لَهُ: يَزِيدُ بْنُ ودِيعَةَ. فَنَزَلَتْ: ﴿إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكم نُعَذِّبْ طائِفَةً﴾ فَسُمِّيَ طائِفَةً وهو واحِدٌ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكم نُعَذِّبْ طائِفَةً﴾ قالَ: الطّائِفَةُ الرَّجُلُ والنَّفَرُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الطّائِفَةُ الواحِدُ إلى الألْفِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الطّائِفَةُ رَجُلٌ فَصاعِدًا.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكم نُعَذِّبْ طائِفَةً﴾
يَعْنِي أنَّهُ إنْ عَفا عَنْ بَعْضِهِمْ فَلَيْسَ بِتارِكٍ الآخَرِينَ أنْ يُعَذِّبَهُمْ؛ إنَّهم كانُوا مُجْرِمِينَ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كانَ في مَن تَخَلَّفَ بِالمَدِينَةِ مِنَ المُنافِقِينَ وداعَةُ بْنُ ثابِتٍ، أحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَقِيلَ لَهُ: ما خَلَّفَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فَقالَ: الخَوْضُ واللَّعِبُ. فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وفي أصْحابِهِ: (p-٤٣٠)﴿ولَئِنْ سَألْتَهم لَيَقُولُنَّ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿مُجْرِمِينَ﴾ .
{"ayahs_start":65,"ayahs":["وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُمۡ لَیَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَایَـٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ","لَا تَعۡتَذِرُوا۟ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَاۤىِٕفَةࣲ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَاۤىِٕفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُوا۟ مُجۡرِمِینَ"],"ayah":"وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُمۡ لَیَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَایَـٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق