الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا﴾ . الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ﴾ يَعْنِي الكُفّارَ؛ تَوَلَّوْا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وهَذِهِ في المُؤْمِنِينَ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قالَ: خَرَجَتْ سَرِيَّةٌ إلى أرْضِ الرُّومِ فَسَقَطَ رَجُلٌ مِنهم فانْكَسَرَتْ فَخِذُهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَحْمِلُوهُ فَرَبَطُوا فَرَسَهُ عِنْدَهُ ووَضَعُوا عِنْدَهُ شَيْئًا مِن ماءٍ وزادٍ فَلَمّا ولَّوْا أتاهُ آتٍ فَقالَ لَهُ: ما لَكَ هَهُنا؟ قالَ: انْكَسَرَتْ فَخِذِي فَتَرَكَنِي أصْحابِي. فَقالَ: ضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَجِدُ الألَمَ (p-٦١٦)فَقُلْ: ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إلَهَ إلا هو عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهو رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ﴾ قالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَرَأ هَذِهِ الآيَةَ فَصَحَّ مَكانَهُ، ورَكِبَ فَرَسَهُ وأدْرَكَ أصْحابَهُ.
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ مَوْقُوفًا، وابْنُ السُّنِّيِّ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ وحِينَ يُمْسِي: حَسْبِيَ اللَّهُ لا إلَهَ إلّا هو عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهو رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ. سَبْعَ مَرّاتٍ كَفاهُ اللَّهُ ما أهَمَّهُ مِن أمْرِ الدُّنْيا والآخِرَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ النَّجّارِ في ”تارِيخِهِ“ عَنِ الحُسَيْنِ قالَ: مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ سَبْعَ مَرّاتٍ: حَسْبِيَ اللَّهُ لا إلَهَ إلّا هو عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهو رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ. لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ اليَوْمَ ولا تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَرْبٌ ولا نَكَبٌ ولا غَرَقٌ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّما سُمِّيَ العَرْشُ عَرْشًا لِارْتِفاعِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، في ”العَظَمَةِ“ عَنْ سَعْدٍ الطّائِيِّ قالَ: العَرْشُ ياقُوتَةٌ حَمْراءُ.
(p-٦١٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: إنَّ اللَّهَ تَعالى خَلَقَ العَرْشَ والكُرْسِيَّ مِن نُورِهِ، فالعَرْشُ مُلْتَصِقٌ بِالكُرْسِيِّ والمَلائِكَةُ في جَوْفِ الكُرْسِيِّ وحَوْلَ العَرْشِ أرْبَعَةُ أنْهارٍ؛ نَهْرٌ مِن نُورٍ يَتَلَأْلَأُ، ونَهْرٌ مِن نارٍ تَتَلَظّى، ونَهْرٌ مِن ثَلْجٍ أبْيَضَ تَلْتَمِعُ مِنهُ الأبْصارُ، ونَهْرٌ مِن ماءِ، والمَلائِكَةُ قِيامٌ في تِلْكَ الأنْهارِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ، ولِلْعَرْشِ ألْسِنَةٌ بِعَدَدِ ألْسِنَةِ الخَلْقِ كُلِّهِمْ، فَهو يُسَبِّحُ اللَّهَ ويَذْكُرُهُ بِتِلْكَ الألْسِنَةِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «العَرْشُ مِن ياقُوتَةٍ حَمْراءَ، وإنَّ مَلَكًا مِنَ المَلائِكَةِ نَظَرَ إلَيْهِ وإلى عِظَمِهِ فَأوْحى اللَّهُ إلَيْهِ: إنِّي قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ سَبْعِينَ ألْفَ مَلَكٍ، لِكُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ ألْفَ جَناحٍ، فَطِرْ. فَطارَ المَلَكُ بِما فِيهِ مِنَ القُوَّةِ والأجْنِحَةِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَطِيرَ، فَوَقَفَ فَنَظَرَ فَكَأنَّهُ لَمْ يَرُمْ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ حَمّادٍ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ العَرْشَ مِن زُمُرُدَةٍ خَضْراءَ وخَلَقَ لَهُ أرْبَعَ قَوائِمَ مِن ياقُوتَةٍ حَمْراءَ، وخَلَقَ لَهُ ألْفَ لِسانٍ، وخَلَقَ في الأرْضِ ألْفَ أُمَّةٍ كُلُّ أُمَّةٍ تُسَبِّحُ اللَّهَ بِلِسانٍ مِن ألْسُنِ العَرْشِ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ قالَ: إنَّ العَرْشَ مُطَوَّقٌ بِحَيَّةٍ، والوَحْيِ يَنْزِلُ في السَّلاسِلِ.
(p-٦١٨)وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عَطاءٍ قالَ: كانُوا يَرَوْنَ أنَّ العَرْشَ عَلى الحَرَمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: ما يَقْدُرُ قَدْرَ العَرْشِ إلّا الَّذِي خَلَقَهُ، وإنَّ السَّماواتِ في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِثْلُ قُبَّةٍ في صَحْراءَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: ما أخَذَتِ السَّماواتُ والأرْضُ مِنَ العَرْشِ إلّا كَما تَأْخُذُ الحَلْقَةُ مِن أرْضِ الفَلاةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: إنَّ السَّماواتِ في العَرْشِ كالقِنْدِيلِ مُعَلَّقًا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ النَّصْرِيِّ قالَ: في كِتابِ ما تَنَبَّأ عَلَيْهِ هارُونَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: إنَّ بَحْرَنا هَذا خَلِيجٌ مِن نَبْطَسَ ونَبْطَسُ وراءَهُ وهو مُحِيطٌ بِالأرْضِ فالأرْضُ وما فِيها مِنَ البِحارِ عِنْدَ نَبْطَسَ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ وخَلْفَ نَبْطَسَ قَيْنَسُ مُحِيطٌ بِالأرْضِ فَنَبْطَسُ وما دُونَهُ عِنْدَهُ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ وخَلْفَ قَيْنَسَ الأصَمُّ مُحِيطٌ بِالأرْضِ، فَقَيْنَسُ وما دُونَهُ عِنْدَهُ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ وخَلْفَ الأصَمِّ المُظْلِمِ مُحِيطٌ بِالأرْضِ فالأصَمُّ وما دُونَهُ عِنْدَهُ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ، وخَلْفَ المُظْلِمِ جَبَلٌ مِنَ الماسِ مُحِيطٌ بِالأرْضِ فالمُظْلِمُ وما دُونَهُ عِنْدَهُ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ وخَلْفَ الماسِ الباكِي وهو ماءٌ عَذْبٌ (p-٦١٩)مُحِيطٌ بِالأرْضِ أمَرَ اللَّهُ نِصْفَهُ أنْ يَكُونَ تَحْتَ العَرْشِ فَأرادَ أنْ يَسْتَجْمِعَ فَزَجَرَهُ، فَهو باكٍ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فالماسُ وما دُونَهُ عِنْدَهُ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ والعَرْشُ خَلْفَ ذَلِكَ مُحِيطٌ بِالأرْضِ فالباكِي وما دُونَهُ عِنْدَهُ كَعَيْنٍ عَلى سَيْفِ البَحْرِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ عَنْ أبِيهِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «ما السَّماواتُ السَّبْعُ في الكُرْسِيِّ إلّا كَدَراهِمَ سَبْعَةٍ أُلْقِيَتْ في تُرْسٍ»، قالَ ابْنُ زَيْدٍ: قالَ أبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «ما الكُرْسِيُّ في العَرْشِ إلّا كَحَلْقَةٍ مِن حَدِيدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلاةٍ مِنَ الأرْضِ والكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ وهْبٍ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ العَرْشَ ولِلْعَرْشِ سَبْعُونَ ألْفَ ساقٍ، كُلُّ ساقٍ كاسْتِدارَةِ السَّماءِ والأرْضِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وأبُو الشَّيْخِ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: بَيْنَ المَلائِكَةِ وبَيْنَ العَرْشِ سَبْعُونَ حِجابًا؛ حِجابٌ مِن نُورٍ وحِجابٌ مِن ظُلْمَةٍ وحِجابٌ مِن نُورٍ وحِجابٌ مِن ظُلْمَةٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ (p-٦٢٠)يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأرَضِينَ ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ» .
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ والحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قالَ: «عَلَّمَنِي عَلِيٌّ كَلِماتٍ عَلَّمَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إيّاهُ يَقُولُهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ والشَّيْءِ يُصِيبُهُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ سُبْحانَ اللَّهِ وتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ مِن طَرِيقِ إسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أبِيهِ قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَقِّنُوا مَوْتاكم: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبْعِ ورَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ. قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ هي لِلْحَيِّ؟ قالَ: أجْوَدُ وأجْوَدُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ فَخَلا بِها فَقالَ: إذا نَزَلَ بِكِ المَوْتُ أوْ أمْرٌ مِن أُمُورِ الدُّنْيا فَظِيعٌ فاسْتَقْبِلِيهِ بِأنْ تَقُولِي: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“ وأبُو الشَّيْخِ، في ”العَظَمَةِ“، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أنَّ حِزْقِيلَ كانَ في سَبْيِ بُخْتِنَصَّرَ مَعَ دانْيالَ مِن بَيْتِ المَقْدِسِ فَزَعَمَ حِزْقِيلُ (p-٦٢١)أنَّهُ كانَ نائِمًا عَلى شاطِئِ الفُراتِ، فَأتاهُ مَلَكٌ وهو نائِمٌ فَأخَذَ بِرَأْسِهِ فاحْتَمَلَهُ حَتّى وضَعَهُ في خِزانَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ قالَ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّماءِ فَإذا السَّماواتُ مُنْفَرِجاتٌ دُونَ العَرْشِ. قالَ: فَبَدا لِي العَرْشُ ومَن حَوْلَهُ فَنَظَرْتُ إلَيْهِمْ مِن تِلْكَ الفُرْجَةِ فَإذا العَرْشُ إذا نَظَرْتُ إلَيْهِ مُظِلٌّ عَلى السَّماواتِ والأرْضِ وإذا نَظَرْتُ إلى السَّماواتِ والأرْضِ رَأيْتُهُنَّ مُتَعَلِّقاتٍ بِبَطْنِ العَرْشِ وإذا الحَمَلَةُ أرْبَعَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ لِكُلِّ مَلَكٍ مِنهم أرْبَعَةُ وُجُوهٍ وجْهُ إنْسانٍ ووَجْهُ نَسْرٍ ووَجْهُ أسَدٍ ووَجْهُ ثَوْرٍ فَلَمّا أعْجَبَنِي ذَلِكَ مِنهم نَظَرْتُ إلى أقْدامِهِمْ فَإذا هي في الأرْضِ عَلى عَجَلٍ تَدُورُ بِها وإذا مَلَكٌ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيِ العَرْشِ لَهُ سِتَّةُ أجْنِحَةٍ لَها لَوْنٌ كَلَوْنِ فَرْعٍ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مُقامَهُ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ فَإذا هو جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وإذا مَلَكٌ أسْفَلَ مِن ذَلِكَ أعْظَمُ شَيْءٍ رَأيْتُهُ مِنَ الخَلْقِ فَإذا هو مِيكائِيلُ وهو خَلِيفَةٌ عَلى مَلائِكَةِ السَّماءِ وإذا مَلائِكَةٌ يَطُوفُونَ بِالعَرْشِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ يَقُولُونَ: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا اللَّهُ القَوِيُّ مَلَأتْ عَظَمَتُهُ السَّماواتِ والأرْضَ. وإذا مَلائِكَةٌ أسْفَلَ مِن ذَلِكَ لِكُلِّ مَلَكٍ مِنهم سِتَّةُ أجْنِحَةٍ جَناحانِ يَسْتُرُ بِهِما وجْهَهُ مِنَ النُّورِ وجَناحانِ يُغَطِّي بِهِما جَسَدَهُ وجَناحانِ يَطِيرُ بِهِما، وإذا هُمُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وإذا مَلائِكَةٌ أسْفَلَ مِن ذَلِكَ مِنهُمُ السّاجِدُ ومِنهُمُ القائِمُ لَمْ يَزالُوا كَذَلِكَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ وإذا مَلائِكَةٌ أسْفَلَ مِن ذَلِكَ سُجُودٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ إلى أنْ يُنْفَخَ في الصُّورِ فَإذا نُفِخَ في الصُّوَرِ رَفَعُوا رُؤُوسَهم فَإذا نَظَرُوا إلى العَرْشِ قالُوا: سُبْحانَكَ ما كُنّا نُقَدِّرُكَ حَقَّ قُدْرَتِكَ ثُمَّ رَأيْتُ العَرْشَ (p-٦٢٢)تَدَلّى مِن تِلْكَ الفُرْجَةِ فَكانَ قَدْرَها ثُمَّ أفْضى إلى ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ فَكانَ مِلْءَ ما بَيْنَهُما ثُمَّ دَخَلَ مِن بابِ الرَّحْمَةِ فَكانَ قَدْرَهُ ثُمَّ أفْضى إلى المَسْجِدِ فَكانَ قَدْرَهُ ثُمَّ وقَعَ عَلى الصَّخْرَةِ فَكانَ قَدْرَها ثُمَّ قالَ: يا ابْنَ آدَمَ، فَصُعِقْتُ وسَمِعْتُ صَوْتًا لَمْ أسْمَعْ مِثْلَهُ قَطُّ فَذَهَبْتُ أُقَدِّرُ ذَلِكَ الصَّوْتَ فَإذا قَدْرُهُ كَعَسْكَرٍ اجْتَمَعُوا فَأجْلَبُوا بِصَوْتٍ واحِدٍ أوْ كَفِئَةٍ اجْتَمَعَتْ فَتَدافَعَتْ ولَقِيَ بَعْضُها بَعْضًا أوْ هو أعْظَمُ مِن ذَلِكَ. قالَ حِزْقِيلُ: فَلَمّا صُعِقْتُ قالَ: أنْعِشُوهُ فَإنَّهُ ضَعِيفٌ خُلِقَ مِن ضَعْفٍ ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ إلى قَوْمِكَ فَأنْتَ طَلِيعَتِي عَلَيْهِمْ كَطَلِيعَةِ الجَيْشِ مَن دَعَوْتَهُ مِنهم فَأجابَكَ واهْتَدى بِهُداكَ فَلَكَ مِثْلُ أجْرِهِ ومَن غَفَلْتَ عَنْهُ حَتّى يَمُوتَ ضالًّا فَعَلَيْكَ مِثْلُ وِزْرِهِ لا يُخَفِّفُ ذَلِكَ مِن أوْزارِهِمْ شَيْئًا. ثُمَّ عُرِجَ بِالعَرْشِ واحْتُمِلْتُ حَتّى رُدِدْتُ إلى شاطِئِ الفُراتِ فَبَيْنا أنا نائِمٌ عَلى شاطِئِ الفُراتِ إذْ أتانِي مَلَكٌ فَأخَذَ بِرَأْسِي فاحْتَمَلَنِي حَتّى أدْخَلَنِي جَنْبَ بَيْتِ المَقْدِسِ فَإذا أنا بِحَوْضِ ماءٍ لا يَجُوزُ قَدَمِي ثُمَّ أفْضَيْتُ مِنهُ إلى الجَنَّةِ فَإذا شَجَرُها عَلى شُطُوطِ أنْهارِها وإذا هو شَجَرٌ لا يَتَناثَرُ ورَقُهُ ولا يَفْنى ثَمَرُهُ فَإذا فِيهِ الطَّلْعُ والغَضُّ واليَنِيعُ (p-٦٢٣)والقَطِيفُ قُلْتُ: فَما لِباسُها؟ قالَ: هو ثِيابٌ كَثِيابِ الحُورِ يَنْفَلِقُ عَنْ أيِّ لَوْنٍ شاءَ صاحِبُهُ. قُلْتُ: فَما أزْواجُها؟ فَعُرِضْنَ عَلَيَّ فَذَهَبْتُ لِأقِيسَ حُسْنَ وُجُوهِهِنَّ فَإذا هُنَّ لَوْ جُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ كانَ وجْهُ إحْداهُنَّ أضْوَأ مِنهُما وإذا لَحْمُ إحْداهُنَّ لا يُوارِي عَظْمَها وإذا عَظْمُها لا يُوارِي مُخَّها وإذا هي إذا نامَ عَنْها صاحِبُها اسْتَيْقَظَ وهي بِكْرٌ فَعَجِبْتُ مِن ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي: أتَعْجَبُ مِن هَذا؟ قُلْتُ: وما لِي لا أعْجَبُ! قالَ: فَإنَّهُ مَن أكَلَ مِن هَذِهِ الثِّمارِ الَّتِي رَأيْتَ خُلِّدَ ومَن تَزَوَّجَ مِن هَذِهِ الأزْواجِ انْقَطَعَ عَنْهُ الهَمُّ والحَزَنُ قالَ: ثُمَّ أخَذَ بِرَأْسِي فَرَدَّنِي حَيْثُ كُنْتُ. قالَ حِزْقِيلُ: فَبَيْنا أنا نائِمٌ عَلى شاطِئِ الفُراتِ إذْ أتانِي مَلَكٌ فَأخَذَ بِرَأْسِي فاحْتَمَلَنِي حَتّى وضَعَنِي بِقاعٍ مِنَ الأرْضِ قَدْ كانَتْ مَعْرَكَةً وإذا فِيهِ عَشَرَةُ آلافِ قَتِيلٍ قَدْ بَدَّدَتِ الطُّيُورُ والسِّباعُ لُحُومَهم وفَرَّقَتْ بَيْنَ أوْصالِهِمْ ثُمَّ قالَ لِي: إنَّ قَوَّما يَزْعُمُونَ أنَّهُ مَن ماتَ مِنهم أوْ قُتِلَ فَقَدِ انْفَلَتَ مِنِّي وذَهَبَتْ عَنْهُ قُدْرَتِي فادْعُهم. قالَ حِزْقِيلُ: فَدَعَوْتُهم فَإذا كُلُّ عَظْمٍ قَدْ أقْبَلُ إلى مَفْصِلِهِ الَّذِي مِنهُ انْقَطَعَ ما رَجُلٌ بِصاحِبِهِ بِأعْرَفَ مِنَ العَظْمِ بِمَفْصِلِهِ الَّذِي فارَقَ حَتّى أمَّ بَعْضُها بَعْضًا ثُمَّ نَبَتَ عَلَيْها اللَّحْمُ ثُمَّ نَبَتَتِ العُرُوقُ ثُمَّ انْبَسَطَتِ الجُلُودُ وأنا أنْظُرُ إلى ذَلِكَ ثُمَّ قالَ: ادْعُ لِي أرْواحَهم. قالَ حِزْقِيلُ: فَدَعَوْتُها وإذا كُلُّ رُوحٍ قَدْ أقْبَلَ إلى جَسَدِهِ الَّذِي فارَقَ فَلَمّا جَلَسُوا سَألْتُهم فِيمَ كُنْتُمْ؟ قالُوا: إنّا لَمّا مِتْنا وفارَقْنا الحَياةَ لَقِيَنا مَلَكٌ يُقالُ لَهُ مِيكائِيلُ. قالَ: هَلُمُّوا أعْمالَكم وخُذُوا أُجُورَكم كَذَلِكَ سُنَّتُنا فِيكم وفِيمَن (p-٦٢٤)كانَ قَبْلَكم وفِيمَن هو كائِنٌ بَعْدَكم. فَنَظَرَ في أعْمالِنا فَوَجَدَنا نَعْبُدُ الأوْثانَ فَسَلَّطَ الدُّودَ عَلى أجْسادِنا وجَعَلَتِ الأرْواحُ تَأْلَمُهُ وسَلَّطَ الغَمَّ عَلى أرْواحِنا وجَعَلَتْ أجْسادُنا تَأْلَمُهُ فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ نُعَذَّبُ حَتّى دَعَوْتَنا. قالَ: ثُمَّ احْتَمَلَنِي فَرَدَّنِي حَيْثُ كُنْتُ.
(p-٦٢٥)
{"ayah":"فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُلۡ حَسۡبِیَ ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











