الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قَوْلَهُ: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ قالَ: يَسْمَعُ ويَرى. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ قالَ: بِمِرْصادِ أعْمالِ بَنِي آدَمَ. وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿والفَجْرِ﴾ [الفجر: ١] قالَ: قَسَمٌ وفي قَوْلِهِ: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ مِن وراءِ الصِّراطِ جُسُورٌ: جِسْرٌ عَلَيْهِ الأمانَةُ وجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِمُ وجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ عَزَّ وجَلَّ. (p-٤١٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وأبُو نَصْرٍ السَّجْزِيِّ في الإبانَةِ عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: إذا كانَ يَوْمَ القِيامَةِ يَأْمُرُ الرَّبُّ بِكُرْسِيِّهِ فَيُوضَعُ عَلى النّارِ فَيَسْتَوِي عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: أنا المَلِكُ الدَّيّانُ وعِزَّتِي وجَلالِي لا يَتَجاوَزُنِي اليَوْمَ ذُو مَظْلَمَةٍ بِظُلامَتِهِ ولَوْ ضَرْبَةً بِيَدٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ . وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ سالِمِ بْنِ أبِي الجَعْدِ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ قالَ: إنَّ لِجَهَنَّمَ ثَلاثَ قَناطِرَ: قَنْطَرَةٌ فِيها الأمانَةُ وقَنْطَرَةٌ فِيها الرَّحِمُ وقَنْطَرَةٌ فِيها الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى وهي المِرْصادُ لا يَنْجُو مِنها إلّا ناجٍ فَمَن نَجا مِن ذَيْنِكَ لَمْ يَنْجُ مِن هَذا. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَمْرٍو بْنِ قَيْسٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ عَلى جَهَنَّمَ ثَلاثَ قَناطِرَ: قَنْطَرَةٌ عَلَيْها الأمانَةُ إذا مَرُّوا بِها تَقُولُ يا رَبِّ هَذا أمِينٌ هَذا خائِنٌ، وقَنْطَرَةٌ عَلَيْها الرَّحِمُ إذا مَرُّوا بِها تَقُولُ يا رَبِّ هَذا واصِلٌ يا رَبِّ هَذا قاطِعٌ، وقَنْطَرَةٌ عَلَيْها الرَّبُّ ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ . (p-٤١٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أيْفَعَ بْنِ عَبْدِ الكَلاعِي قالَ: إنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَ قَناطِرَ والصِّراطَ عَلَيْهِنَّ فَيَحْبِسُ الخَلائِقَ عِنْدَ القَنْطَرَةِ الأُولى فَيَقُولُ: قِفُوهم إنَّهم مَسْؤُولُونَ فَيُحاسَبُونَ عَلى الصَّلاةِ ويُسْألُونَ عَنْها فَيَهْلَكُ فِيها مَن هَلَكَ ويَنْجُو مَن نَجا فَإذا بَلَغُوا القَنْطَرَةَ الثّانِيَةَ حُوسِبُوا عَلى الأمانَةِ كَيْفَ أدَّوْها وكَيْفَ خانُوها فَيَهْلَكُ مَن هَلَكَ ويَنْجُو مَن نَجا فَإذا بَلَغُوا القَنْطَرَةَ الثّالِثَةَ سُئِلُوا عَنِ الرَّحِمِ كَيْفَ وصَلُوها وكَيْفَ قَطَعُوها فَيَهْلَكُ مَن هَلَكَ ويَنْجُو مَن نَجا، والرَّحِمُ يَوْمَئِذٍ مُتَدَلِّيَةٌ إلى الهَوى في جَهَنَّمَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ مَن وصَلَنِي فَصِلْهُ ومَن قَطَعَنِي فاقْطَعْهُ، وهي الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي أمامَةَ رَفَعَهُ: «إنَّ في جَهَنَّمَ جِسْرًا لَهُ سَبْعُ قَناطِرَ عَلى أوْسَطِهِ القَضاءُ فَيُجاءُ بِالعَبْدِ حَتّى إذا انْتَهى إلى القَنْطَرَةِ الوُسْطى قِيلَ لَهُ: ماذا عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ وتَلا هَذِهِ الآيَةَ ﴿ولا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢] فَيَقُولُ: يا رَبِّ عَلَيَّ كَذا وكَذا فَيُقالُ لَهُ: اقْضِ دَيْنَكَ، فَيَقُولُ: مالِي شَيْءٌ، فَيُقالُ: خُذُوا مِن حَسَناتِهِ فَما يَزالُ يُؤْخَذُ مِن حَسَناتِهِ حَتّى ما يَبْقى لَهُ حَسَنَةٌ، فَيُقالُ: خُذُوا مِن سَيِّئاتِ مَن يَطْلُبُهُ فَرَكِّبُوا عَلَيْهِ» . (p-٤١٨)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ عَنْ مُقاتِلِ بْنِ سُلَيْمانَ قالَ: أقْسَمَ اللَّهُ ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ يَعْنِي الصِّراطَ وذَلِكَ أنَّ جِسْرَ جَهَنَّمَ عَلَيْهِ سَبْعُ قَناطِرَ عَلى كُلِّ قَنْطَرَةٍ مَلائِكَةٌ قِيامٌ وُجُوهُهم مِثْلُ الجَمْرِ وأعْيُنُهم مِثْلُ البَرْقِ يَسْألُونَ النّاسَ في أوَّلِ قَنْطَرَةٍ عَنِ الإيمانِ وفي الثّانِيَةِ يَسْألُونَهم عَنِ الصَّلَواتِ الخَمْسِ وفي الثّالِثَةِ يَسْألُونَهم عَنِ الزَّكاةِ وفي الرّابِعَةِ يَسْألُونَهم عَنْ شَهْرِ رَمَضانَ وفي الخامِسَةِ يَسْألُونَهم عَلى الحَجِّ وفي السّادِسَةِ يَسْألُونَهم عَنِ العُمْرَةِ وفي السّابِعَةِ يَسْألُونَهم عَنِ المَظالِمِ فَمَن أتى بِما سُئِلَ عَنْهُ كَما أُمِرَ جازَ عَلى الصِّراطِ وإلّا حُبِسَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب