الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ﴾ . الآيَتَيْنِ.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ﴾ قالَ: لِأصْحابِ مُحَمَّدٍ ﷺ حِينَ قالَ هَذا: قَتَلْتُ. وهَذا قَتَلْتُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ قالَ: لِمُحَمَّدٍ ﷺ حِينَ حَصَبَ الكُفّارَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ قالَ: رَماهم يَوْمَ بَدْرٍ بِالحَصْباءِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: ما وقَعَ مِنَ الحَصْباءِ شَيْءٌ إلّا في عَيْنِ رَجُلٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ «فِي قَوْلِهِ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ قالَ: هَذا يَوْمَ بَدْرٍ أخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثَلاثَ حَصَياتٍ، فَرَمى بِحَصاةٍ في مَيْمَنَةِ القَوْمِ وحَصاةٍ في مَيْسَرَةِ القَوْمِ وحَصاةٍ بَيْنَ أظْهُرِهِمْ فَقالَ: شاهَتِ (p-٧٣)الوُجُوهُ. فانْهَزَمُوا» .
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ عَنْ مَحْكُولٍ قالَ: «لَمّا كَرَّ عَلِيٌّ وحَمْزَةُ عَلى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ غَضِبَ المُشْرِكُونَ وقالُوا: اثْنانِ بِواحِدٍ فاشْتَعَلَ القِتالُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اللَّهُمَّ إنَّكَ أمَرْتَنِي بِالقِتالِ ووَعَدْتَنِي النَّصْرَ ولا خُلْفَ لِوَعْدِكَ. وأخَذَ قَبْضَةً مِن حَصًى فَرَمى بِها في وُجُوهِهِمْ فانْهَزَمُوا بِإذْنِ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ [الأنفال»: ١٧] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ قالَ: «لَمّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ، سَمِعْنا صَوْتًا وقَعَ مِنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ كَأنَّهُ صَوْتُ حَصاةٍ وقَعَتْ في طَسْتٍ، ورَمى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِتِلْكَ الحَصَياتِ وقالَ: شاهَتِ الوُجُوهُ، فانْهَزَمْنا فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَ حَصَياتٍ (p-٧٤)وقَعْنَ مِنَ السَّماءِ يَوْمَ بَدْرٍ كَأنَّهُنَّ وقَعْنَ في طَسْتٍ، فَلَمّا اصْطَفَّ النّاسُ أخَذَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَمى بِهِنَّ في وُجُوهِ المُشْرِكِينَ فانْهَزَمُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ [الأنفال»: ١٧] وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ وأبُو الشَّيْخِ وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «فِي قَوْلِهِ: وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ. قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِعَلِيٍّ: ناوِلْنِي قَبْضَةً مِن حَصْباءَ، فَناوَلَهُ فَرَمى بِها في وُجُوهِ القَوْمِ، فَما بَقِيَ أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلّا امْتَلَأتْ عَيْناهُ مِنَ الحَصْباءِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال»: ١٧] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ومُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قالا: «لَمّا دَنا القَوْمُ بَعْضُهم مِن بَعْضٍ أخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَبْضَةً مِن تُرابٍ فَرَمى بِها في وُجُوهِ القَوْمِ، وقالَ: شاهَتِ الوُجُوهُ، فَدَخَلَتْ في أعْيُنِهِمْ كُلِّهِمْ، وأقْبَلَ أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَقْتُلُونَهم ويَأْسِرُونَهُمْ، وكانَتْ هَزِيمَتُهم في رَمْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال»: ١٧] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ (p-٧٥)المُسَيِّبِ قالَ: «لَمّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ أخَذَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسَهُ، حَتّى دَنا مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ واعْتَرَضَ رِجالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ لِأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ لِيَقْتُلُوهُ، فَقالَ لَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اسْتَأْخِرُوا. فاسْتَأْخَرُوا، فَأخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَرْبَتَهُ في يَدِهِ فَرَمى بِها أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ وكَسَرَ ضِلْعًا مِن أضْلاعِهِ فَرَجَعَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ إلى أصْحابِهِ ثَقِيلًا فاحْتَمَلُوهُ حِينَ ولَّوْا قافِلِينَ، فَطَفِقُوا يَقُولُونَ: لا بَأْسَ. فَقالَ أُبَيٌّ حِينِ قالُوا ذَلِكَ لَهُ: واللَّهِ لَوْ كانَتْ بِالنّاسِ لَقَتَلَتْهم ألَمْ يَقُلْ: إنِّي أقْتُلُكَ إنْ شاءَ اللَّهُ؟ فانْطَلَقَ بِهِ أصْحابُهُ يُنْعِشُونَهُ حَتّى ماتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَدَفَنُوهُ. قالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: وفي ذَلِكَ أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ والزُّهْرِيِّ قالا: «أُنْزِلَتْ في رَمْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ بِالحَرْبَةِ وهو في لَأْمَتِهِ فَخَدَشَهُ في تَرْقُوَتِهِ، فَجَعَلَ يَتَدَأْدَأُ عَنْ فَرَسِهِ مِرارًا، حَتّى كانَتْ وفاتُهُ بِها بَعْدَ أيّامٍ قاسى فِيها العَذابَ الألِيمَ مَوْصُولًا بِعَذابِ البَرْزَخِ المُتَّصِلِ بِعَذابِ الآخِرَةِ» .
(p-٧٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ «فِي قَوْلِهِ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ﴾ قالَ: حَيْثُ رَمى أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ يَوْمَ أُحُدٍ بِحَرْبَتِهِ فَقِيلَ لَهُ: إنْ يَكُ إلّا جَحْشٌ، قالَ: ألَيْسَ قالَ: أنا أقْتُلُكَ؟ واللَّهِ لَوْ قالَها لِجَمِيعِ الخَلْقِ لَماتُوا» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ - يَوْمَ ابْنِ أبِي الحُقَيْقِ - دَعا بِقَوْسٍ: فَأُتِيَ بِقَوْسٍ طَوِيلَةٍ فَقالَ: جِيئُونِي بِقَوْسٍ غَيْرِها. فَجاءُوهُ بِقَوْسٍ كَبْداءَ، فَرَمى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الحِصْنَ فَأقْبَلَ السَّهْمُ يَهْوِي حَتّى قَتَلَ ابْنَ أبِي الحُقَيْقِ في فِراشِهِ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ [الأنفال»: ١٧] .
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾ أيْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِرَمْيَتِكَ لَوْلا الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ مِن نَصْرِكَ وما ألْقى في صُدُورِ عَدُوِّكَ مِنها حَتّى هَزَمْتَهم: ﴿ولِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنهُ بَلاءً حَسَنًا﴾ أيْ: لِيُعَرِّفَ المُؤْمِنِينَ مِن نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ في إظْهارِهِمْ عَلى (p-٧٧)عَدُوِّهِمْ، مَعَ كَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ وقِلَّةِ عَدَدِهِمْ لِيَعْرِفُوا بِذَلِكَ حَقَّهُ ويَشْكُرُوا بِذَلِكَ نِعْمَتَهُ.
{"ayah":"فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَیۡتَ إِذۡ رَمَیۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِیُبۡلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ مِنۡهُ بَلَاۤءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق