الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ﴾ الآياتُ. أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وعَبْدُ اللهِ بْنِ أحْمَدَ في زَوائِدِ الزُّهْدِ، وابْنُ أبِي داوُدَ، وابْنُ الأنْبارِيِّ مَعًا في المَصاحِفِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقْرَأُ: ( في (p-٨٦)جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ المُجْرِمِينَ يا فُلانُ ما سَلَكَكم في سَقَرَ ) قالَ عَمْرٌو: وأخْبَرَنِي لَقِيطٌ قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ يَقْرَؤُها كَذَلِكَ.
وأخْرَجَ أبُو عَبِيدٍ في فَضائِلِهِ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ قَرَأ: يا أيُّها الكُفّارُ ما سَلَكَكم في سَقَرَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وكُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ﴾ قالَ: يَقُولُونَ: كُلَّما غَوى غاوٍ غَوَيْنا مَعَهُ، وفي قَوْلِهِ: ﴿فَما تَنْفَعُهم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ قالَ: تَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يُشَفِّعُ المُؤْمِنِينَ يَوْمَ القِيامَةِ بَعْضَهم في بَعْضٍ، قالَ: وذُكِرَ لَنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ في أُمَّتِي لَرَجُلًا لَيُدْخِلَنَّ اللَّهُ الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ أكْثَرَ مِن بَنِي تَمِيمٍ» وقالَ الحَسَنُ: أكْثَرَ مِن رَبِيعَةَ ومُضَرَ، قالَ: وكُنّا نُحَدَّثُ أنَّ الشَّهِيدَ يَشْفَعُ في سَبْعِينَ مِن أهْلِ بَيْتِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿حَتّى أتانا اليَقِينُ﴾ قالَ: المَوْتُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سالِمٍ قالَ: اليَقِينُ المَوْتُ. (p-٨٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ ﴿فَما تَنْفَعُهم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ قالَ: لا تَنالُهم شَفاعَةُ مَن يَشْفَعُ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيَخْرُجَنَّ بِشَفاعَتِي مِن أهْلِ الإيمانِ مِنَ النّارِ حَتّى لا يَبْقى فِيها أحَدٌ إلّا أهْلُ هَذِهِ الآيَةِ ﴿ما سَلَكَكم في سَقَرَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ [المدثر»: ٤٨] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْمُونٍ أنَّ كَعْبًا دَخَلَ يَوْمًا عَلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ فَقالَ لَهُ عُمَرُ: حَدِّثْنِي إلى ما تَنْتَهِي شَفاعَةُ مُحَمَّدٍ يَوْمَ القِيامَةِ فَقالَ كَعْبٌ: قَدْ أخْبَرَكَ اللَّهُ في القُرْآنِ إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿ما سَلَكَكم في سَقَرَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿اليَقِينُ﴾ قالَ كَعْبٌ: فَيَشْفَعُ يَوْمَئِذٍ حَتّى يَبْلُغَ مَن لَمْ يُصَلِّ صَلاةً قَطُّ ولَمْ يُطْعِمْ مِسْكِينًا قَطُّ ولَمْ يُؤْمِن بِبَعْثٍ قَطُّ فَإذا بَلَغَتْ هَؤُلاءِ لَمْ يَبْقَ أحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ أنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يُؤْتى بِأدْنى أهْلِ النّارِ مَنزِلَةً يَوْمَ القِيامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: تَفْتَدِي بِمِلْءِ الأرْضِ ذَهَبًا وفِضَّةً؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ (p-٨٨)إنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: كَذَبْتَ، قَدْ كُنْتُ أسْألُكَ ما هو أيْسَرُ عَلَيْكَ أنْ تَسْألَنِي فَأُعْطِيَكَ وتَسْتَغْفِرَنِي فَأغْفِرَ لَكَ وتَدْعُوَنِي فَأسْتَجِيبَ لَكَ فَلَمْ تَخَفْنِي ساعَةً قَطُّ مِن لَيْلٍ ونَهارٍ ولَمْ تَرْجُ ما عِنْدِي قَطُّ ولَمْ تَخْشَ عِقابِي ساعَةً قَطُّ ولَيْسَ وراءَهُ أحَدٌ إلّا وهو شَرٌّ مِنهُ فَيُقالُ لَهُ: ﴿ما سَلَكَكم في سَقَرَ﴾ ﴿قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿حَتّى أتانا اليَقِينُ﴾ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿فَما تَنْفَعُهم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ [المدثر»: ٤٨] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الفَقِيرِ قالَ: «كُنّا بِمَكَّةَ ومَعِي طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ وكُنّا نَرى رَأْيَ الخَوارِجِ فَبَلَغَنا أنَّ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ في الشَّفاعَةِ فَأتَيْناهُ فَقُلْنا لَهُ: بَلَغَنا عَنْكَ في الشَّفاعَةِ قَوْلٌ، اللَّهُ مُخالِفٌ لَكَ فِيها في كِتابِهِ. فَنَظَرَ في وُجُوهِنا فَقالَ: مِن أهْلِ العِراقِ أنْتُمْ؟ قُلْنا: نَعَمْ، فَتَبَسَّمَ وقالَ: وأيْنَ تَجِدُونَ في كِتابِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: حَيْثُ يَقُولُ: ﴿رَبَّنا إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ﴾ [آل عمران: ١٩٢] و﴿يُرِيدُونَ أنْ يَخْرُجُوا مِنَ النّارِ وما هم بِخارِجِينَ مِنها﴾ [المائدة: ٣٧] و﴿كُلَّما أرادُوا أنْ يَخْرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فِيها﴾ [السجدة: ٢٠] وأشْباهُ هَذا مِنَ القُرْآنِ فَقالَ: أنْتُمْ أعْلَمُ بِكِتابِ اللَّهِ أمْ أنا؟ قُلْنا: بَلْ أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنّا، قالَ: فَواللَّهِ لَقَدْ شَهَدْتُ تَنْزِيلَ هَذا عَلى (p-٨٩)عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وشَفاعَةِ الشّافِعِينَ، ولَقَدْ سَمِعْتُ تَأْوِيلَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وإنَّ الشَّفاعَةَ لِنَبِيِّهِ في كِتابِ اللَّهِ قالَ في السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيها المُدَّثِّرُ: ﴿ما سَلَكَكم في سَقَرَ﴾ ﴿قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ﴾ الآيَةُ ألا تَرَوْنَ أنَّها حَلَّتْ لِمَن لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقًا ولَمْ يَسْتَعِنْ عَلى ذَلِكَ ولَمْ يُشاوِرْ فِيهِ أحَدًا فَأدْخَلَ مَن شاءَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وأدْخَلَ مَن شاءَ النّارَ ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَحَنَّنَ عَلى المُوَحِّدِينَ فَبَعَثَ مَلَكًا مِن قِبَلِهِ بِماءٍ ونُورٍ فَدَخَلَ النّارَ فَنَضَحَ فَلَمْ يُصِبْ إلّا مَن شاءَ ولَمْ يُصِبْ إلّا مَن خَرَجَ مِنَ الدُّنْيا لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا فَأخْرَجَهم حَتّى جَعَلَهم بِفِناءِ الجَنَّةِ ثُمَّ رَجَعَ إلى رَبِّهِ فَأمَدَّهُ بِماءٍ ونُورٍ ثُمَّ دَخَلَ فَنَضَحَ فَلَمْ يُصِبْ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ لَمْ يُصِبْ إلّا مَن خَرَجَ مِنَ الدُّنْيا لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا فَأخْرَجَهم حَتّى جَعَلَهم بِفَناءِ الجَنَّةِ ثُمَّ أذِنَ اللَّهُ لِلشُّفَعاءِ فَشَفَعُوا لَهم فَأدْخَلَهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وشَفاعَةِ الشّافِعِينَ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في البَعْثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا مِن أهْلِ الإيمانِ ثُمَّ يُخْرِجُهم بِشَفاعَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ حَتّى لا يَبْقى إلّا مَن ذَكَرَ اللَّهُ ﴿ما سَلَكَكم في سَقَرَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ .
{"ayahs_start":40,"ayahs":["فِی جَنَّـٰتࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ","عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ","مَا سَلَكَكُمۡ فِی سَقَرَ","قَالُوا۟ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّینَ","وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِینَ","وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَاۤىِٕضِینَ","وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوۡمِ ٱلدِّینِ","حَتَّىٰۤ أَتَىٰنَا ٱلۡیَقِینُ","فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَـٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِینَ"],"ayah":"وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوۡمِ ٱلدِّینِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق