الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وأنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ﴾ الآيَةُ. أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ وأبُو نَعِيمٍ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَبْلَ الهِجْرَةِ إلى نَواحِي مَكَّةَ فَخَطَّ لِي خَطًّا وقالَ: لا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتّى آتِيَكَ، ثُمَّ قالَ: لا يَهُولَنَّكَ شَيْءٌ تَراهُ، فَتَقَدَّمَ شَيْئًا ثُمَّ جَلَسَ فَإذا رِجالٌ سُودٌ كَأنَّهم رِجالُ الزُّطِّ وكانُوا كَما قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن»: ١٩] . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ قالَ: «لَمّا سَمِعُوا النَّبِيَّ ﷺ يَتْلُوا القُرْآنَ كادُوا يَرْكَبُونَهُ مِنَ الحِرْصِ لَمّا سَمِعُوهُ يَتْلُو القُرْآنَ ودَنَوْا مِنهُ فَلَمْ يَعْلَمْ بِهِمْ حَتّى أتاهُ الرَّسُولُ فَجَعَلَ يُقْرِئُهُ ﴿قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ﴾ [الجن»: ١] . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوّامِ مِثْلَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ والتِّرْمِذِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحاهُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والضِّياءُ في المُخْتارَةِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: (p-٢٩)﴿وأنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ قالَ: «لَمّا أتى الجِنُّ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو يُصَلِّي بِأصْحابِهِ يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ ويَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ فَعَجِبُوا مِن طَواعِيَةِ أصْحابِهِ لَهُ فَقالُوا لِقَوْمِهِمْ: ﴿لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن»: ١٩] . وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ أيْ يَدْعُو إلَيْهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وأنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ قالَ: لَمّا قامَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ تَلَبَّدَتِ الإنْسُ والجِنُّ عَلى هَذا الأمْرِ لِيُطْفِئُوهُ فَأبى اللَّهُ إلّا أنْ يَنْصُرَهُ ويُظْهِرَهُ عَلى مَن ناوَأهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ ﴿وأنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ قالَ: لَمّا قامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهَ ويَدْعُو النّاسُ إلى رَبِّهِمْ كادَتِ العَرَبُ تَلَبَّدُ عَلَيْهِ جَمِيعًا. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ قالَ: أعْوانًا. (p-٣٠)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ قالَ: جَمِيعًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ مِن طَرِيقِ أبِي بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ أنَّهُ قَرَأ ﴿يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ بِكَسْرِ اللّامِ ونَصْبِ الباءِ وفي ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ﴾ [البلد: ١] ﴿مالا لُبَدًا﴾ [البلد: ٦] بِرَفْعِ اللّامِ ونَصْبِ الباءِ وفَسَّرَها أبُو بَكْرٍ فَقالَ: ﴿لِبَدًا﴾ كَثِيرًا و﴿لُبَدًا﴾ [البلد: ٦] بَعْضُها عَلى بَعْضٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ عاصِمٍ أنَّهُ قَرَأ ( قُلْ إنَّما أدْعُو رَبِّي ) بِغَيْرِ ألِفٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ حَضْرَمِيٍّ، قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّ جِنِّيًّا مِنَ الجِنِّ مِن أشْرافِهِمْ ذا تَبَعٍ قالَ: إنَّما يُرِيدُ مُحَمَّدٌ أنْ نُجِيرَهُ وأنا أجِيرُهُ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿قُلْ إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أحَدٌ﴾ الآيَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «انْطَلَقْتُ (p-٣١)مَعَ النَّبِيِّ ﷺ لَيْلَةَ الجِنِّ حَتّى أتى الحَجُونَ فَخَطَّ عَلَيَّ خَطًّا ثُمَّ تَقَدَّمَ إلَيْهِمْ فازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَقالَ سَيِّدُهم يُقالُ لَهُ ورْدانُ: ألا أُرَحِّلُهم عَنْكَ يا رَسُولَ اللهِ قالَ: ”إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أحَدٌ“» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿ولَنْ أجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ قالَ: مَلْجَأً. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَنْ أجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ قالَ: مَلْجَأً ولا نَصِيرًا، ﴿إلّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ ورِسالاتِهِ﴾، قالَ: هَذا الَّذِي يَمْلِكُ بَلاغًا مِنَ اللَّهِ ورِسالاتِهِ وفي قَوْلِهِ: ﴿عالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أحَدًا﴾ ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ﴾ قالَ: فَإنَّهُ إذا ارْتَضى الرَّسُولَ اصْطَفاهُ وأطْلَعَهُ عَلى ما شاءَ مِن غَيْبِهِ وانْتَخَبَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أحَدًا﴾ ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ﴾ قالَ: أعْلَمَ اللَّهُ الرُّسُلَ مِنَ الغَيْبِ (p-٣٢)الوَحْيَ وأظْهَرُهم عَلَيْهِ فِيما أوْحى إلَيْهِمْ مِن غَيْبِهِ وما يَحْكُمُ اللَّهُ فَإنَّهُ لا يَعْلَمُ ذَلِكَ غَيْرُهُ. وأخْرَجَ ابْنُ حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ قالَ: هي مُعَقِّباتٌ مِنَ المَلائِكَةِ يَحْفَظُونَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الشَّياطِينِ حَتّى يُبَيِّنَ الَّذِي أُرْسِلَ إلَيْهِمْ بِهِ، وذَلِكَ حِينَ يَقُولُ أهْلُ الشِّرْكِ قَدْ أبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ﴾ قالَ: جِبْرِيلُ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ آيَةً مِنَ القُرْآنِ إلّا ومَعَهُ أرْبَعَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ يَحْفَظُونَها حَتّى يُؤَدُّوها إلى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ قَرَأ ﴿عالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أحَدًا﴾ ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ يَعْنِي المَلائِكَةَ الأرْبَعَةَ لِيَعْلَمَ أنْ قَدْ أبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ﴾ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَ الشَّيْطانُ في أُمْنِيَتِهِ يَدْنُونَ مِنهُ فَلَمّا ألْقى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَتِهِ أمَرَهم أنْ يَتَنَحَّوْا عَنْهُ قَلِيلًا لِيَعْلَمَ أنَّ الوَحْيَ إذا نَزَلَ نَزَلَ مِن (p-٣٣)عِنْدَ اللَّهِ» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ قالَ: أرْبَعَةٌ حَفَظَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ مَعَ جِبْرِيلَ لِيَعْلَمَ مُحَمَّدٌ ﷺ ﴿أنْ قَدْ أبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ﴾ قالَ: وما جاءَ جِبْرِيلُ إلّا ومَعَهُ أرْبَعَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ حَفَظَةٌ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ قالَ: المَلائِكَةُ يَحْفَظُونَهُ مِنَ الجِنِّ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الضَّحّاكِ بْنِ مُزاحِمٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا بُعِثَ إلَيْهِ المَلَكُ بُعِثَ مَلائِكَةٌ يَحْرُسُونَهُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ أنْ يَتَشَبَّهَ الشَّيْطانُ عَلى صُورَةِ المَلَكِ» . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مَنِ ارْتَضى مِن رَسُولٍ﴾ قالَ: يُظْهِرُهُ مِنَ الغَيْبِ عَلى ما شاءَ إذا ارْتَضاهُ (p-٣٤)وفِي قَوْلِهِ: ﴿فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ قالَ: مِنَ المَلائِكَةِ وفي قَوْلِهِ: ﴿لِيَعْلَمَ أنْ قَدْ أبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ﴾ قالَ: لِيَعْلَمَ نَبِيُّ اللَّهِ أنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وأنَّ اللَّهَ حَفِظَها ودَفَعَ عَنْها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لِيَعْلَمَ﴾ قالَ: لِيَعْلَمَ ذَلِكَ مَن كَذَّبَ الرُّسُلَ ﴿أنْ قَدْ أبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ﴾ (p-٣٥)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب