الباحث القرآني

(p-٧٠٤)سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ أخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ، والنَّحّاسُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ «نُوحٍ» بِمَكَّةَ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ «إنّا أرْسَلْنا نُوحًا» بِمَكَّةَ. وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، رَفَعَ الحَدِيثَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إنَّ اللَّهَ يَدْعُو نُوحًا وقَوْمَهُ يَوْمَ القِيامَةِ أوَّلَ النّاسِ، فَيَقُولُ: ماذا أجَبْتُمْ نُوحًا؟ فَيَقُولُونَ: ما دَعانا، وما بَلَّغَنا، ولا نَصَحَنا، ولا أمَرَنا، ولا نَهانا، فَيَقُولُ نُوحٌ: دَعَوْتُهم يا رَبِّ دُعاءً فاشِيًا في الأوَّلِينَ والآخِرِينَ أُمَّةً بَعْدَ أُمَّةٍ، حَتّى انْتَهى إلى خاتَمِ النَّبِيِّينَ أحْمَدَ، فانْتَسَخَهُ وقَرَأهُ، وآمَنَ بِهِ وصَدَّقَهُ، فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ: ادْعُوا أحْمَدَ وأُمَّتَهُ، فَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأُمَّتُهُ يَسْعى نُورُهم بَيْنَ أيْدِيهِمْ، فَيَقُولُ نُوحٌ لِمُحَمَّدٍ وأُمَّتِهِ: هَلْ تَعْلَمُونَ أنِّي بَلَّغْتُ قَوْمِي الرِّسالَةَ واجْتَهَدْتُ لَهم بِالنَّصِيحَةِ، وجَهَدْتُ أنْ أسْتَنْقِذْهم مِنَ النّارِ سِرًّا وجِهارًا، فَلَمْ يَزِدْهم دُعائِي إلّا فِرارًا؟ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأُمَّتُهُ: فَإنّا نَشْهَدُ بِما نَشَدْتَنا أنَّكَ في جَمِيعِ ما قُلْتَ مِنَ الصّادِقِينَ، فَيَقُولُ نُوحٌ: وأنّى عَلِمْتَ هَذا أنْتَ وأُمَّتُكَ، ونَحْنُ أوَّلُ الأُمَمِ، (p-٧٠٥)وأنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ؟! فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «﷽ ﴿إنّا أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ﴾ [نوح»: ١] حَتّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَإذا خَتَمَها قالَتْ أُمَّتُهُ: نَشْهَدُ: ﴿إنَّ هَذا لَهو القَصَصُ الحَقُّ وما مِن إلَهٍ إلا اللَّهُ وإنَّ اللَّهَ لَهو العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ٦٢] [آلِ عِمْرانَ: ٦٢] فَيَقُولُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ: ﴿وامْتازُوا اليَوْمَ أيُّها المُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩] [يس»: ٥٩] . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿أنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واتَّقُوهُ وأطِيعُونِ﴾ قالَ: بِها أرْسَلَ اللَّهُ المُرْسَلِينَ، أنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وحْدَهُ، وأنْ تُتَّقى مَحارِمُهُ، وأنْ يُطاعَ أمْرُهُ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَغْفِرْ لَكم مِن ذُنُوبِكُمْ﴾ قالَ: الشِّرْكُ، ﴿ويُؤَخِّرْكم إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾ قالَ: بِغَيْرِ عُقُوبَةٍ، ﴿إنَّ أجَلَ اللَّهِ إذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ﴾ قالَ: المَوْتُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ويُؤَخِّرْكم إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾ قالَ: ما قَدْ خُطَّ مِنَ الأجَلِ، فَإذا جاءَ أجَلُ اللَّهِ لَمْ يُؤَخَّرْ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَلَمْ يَزِدْهم دُعائِي إلا فِرارًا﴾ قالَ: بَلَغَنِي أنَّهُ كانَ يَذْهَبُ الرَّجُلُ بِابْنِهِ إلى نُوحٍ فَيَقُولُ لِابْنِهِ: احْذَرْ هَذا، لا يَغُرَّنَّكَ، فَإنَّ أبِي قَدْ ذَهَبَ بِي وأنا مِثْلُكَ (p-٧٠٦)فَحَذَّرَنِي كَما حَذَّرْتُكَ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿جَعَلُوا أصابِعَهم في آذانِهِمْ﴾ قالَ: لِئَلّا يَسْمَعُوا ما يَقُولُ، ﴿واسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ﴾ قالَ: لِأنْ يَتَنَكَّرُوا لَهُ فَلا يَعْرِفُهُمْ، ﴿واسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبارًا﴾ قالَ: تَرَكُوا التَّوْبَةَ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿واسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ﴾ قالَ: غَطَّوْا وُجُوهَهُمْ؛ لِئَلّا يَرَوْا نُوحًا ولا يَسْمَعُوا كَلامَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿واسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ﴾ قالَ: تَسَجَّوْا بِها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ إنِّي دَعَوْتُهم جِهارًا﴾ قالَ: الكَلامُ المُعْلَنُ بِهِ، وفي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ إنِّي أعْلَنْتُ لَهُمْ﴾ قالَ: صِحْتُ، ﴿وأسْرَرْتُ لَهم إسْرارًا﴾ قالَ: النِّجاءُ، نِجاءُ الرَّجُلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب