الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ أمَرَ رَبِّي﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿قُلْ أمَرَ رَبِّي بِالقِسْطِ﴾ قالَ: بِالعَدْلِ، ﴿وأقِيمُوا وُجُوهَكم عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ قالَ: إلى الكَعْبَةِ حَيْثُ صَلَّيْتُمْ في كَنِيسَةٍ أوْ غَيْرِها، ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: شَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿وادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ يَقُولُ: أخْلِصُوا لَهُ الدِّينَ، كَما بَدَأكم في زَمانِ آدَمَ، حَيْثُ فَطَرَهم عَلى الإسْلامِ، يَقُولُ: فادْعُوهُ كَذَلِكَ، لا تَدْعُوا إلَهًا غَيْرَهُ. وأمَرُهم أنْ يُخْلِصُوا لَهُ الدِّينَ والدَّعْوَةَ والعَمَلَ، ثُمَّ يُوَجِّهُوا وُجُوهَهم إلى البَيْتِ الحَرامِ. وأخْرَجَ خُشَيْشٌ في الِاسْتِقامَةِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ الآيَةَ. قالَ: إنَّ اللَّهَ بَدَأ خَلْقَ بَنِي آدَمَ مُؤْمِنًا وكافِرًا، كَما قالَ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكم فَمِنكم كافِرٌ ومِنكم مُؤْمِنٌ﴾ [التغابن: ٢] [التَّغابُنِ: ٢] ثُمَّ يُعِيدُهم يَوْمَ القِيامَةِ كَما بَدَأ خَلْقَهم مُؤْمِنًا وكافِرًا. (p-٣٥٨)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ جابِرٍ في الآيَةِ قالَ: يُبْعَثُونَ عَلى ما كانُوا عَلَيْهِ؛ المُؤْمِنُ عَلى إيمانِهِ، والمُنافِقُ عَلى نِفاقِهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: يُبْعَثُ المُؤْمِنُ مُؤْمِنًا، ويُبْعَثُ الكافِرُ كافِرًا. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ ذَكَرَ القَدَرِيَّةَ فَقالَ: قاتَلَهُمُ اللَّهُ ! ألَيْسَ قَدْ قالَ اللَّهُ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ ﴿فَرِيقًا هَدى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ْأبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: عادُوا إلى عِلْمِ اللَّهِ فِيهِمْ، ألا تَرى أنَّهُ يَقُولُ: ﴿فَرِيقًا هَدى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: مَنِ ابْتَدَأ اللَّهُ خَلْقَهُ عَلى (p-٣٥٩)الهُدى والسَّعادَةِ صَيَّرَهُ إلى ما ابْتَدَأ عَلَيْهِ خَلْقَهُ، كَما فَعَلَ بِالسَّحَرَةِ، ابْتَدَأ خَلْقَهم عَلى الهُدى والسَّعادَةِ حَتّى تَوَفّاهم مُسْلِمِينَ، وكَما فَعَلَ بِإبْلِيسَ ابْتَدَأ خَلْقَهُ عَلى الكُفْرِ والضَّلالَةِ وعَمِلَ بِعَمَلِ المَلائِكَةِ، فَصَيَّرَهُ اللَّهُ إلى ما ابْتَدَأ خَلْقَهُ عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ، قالَ اللَّهُ تَعالى ”وكانَ مِنَ الكافِرِينَ“ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ يَقُولُ: كَما خَلَقْناكم أوَّلَ مَرَّةٍ كَذَلِكَ تَعُودُونَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: كَما بَدَأكم ولَمْ تَكُونُوا شَيْئًا فَأحْياكم، كَذَلِكَ يُمِيتُكم ثُمَّ يُحْيِيكم يَوْمَ القِيامَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: خَلَقَهم مِنَ التُّرابِ، وإلى التُّرابِ يَعُودُونَ، قالَ: وقِيلَ في الحِكْمَةِ: ما فَخَرَ مَن خُلِقَ مِنَ التُّرابِ وإلى التُّرابِ يَعُودُ، وما تَكَبَّرَ مَن هو اليَوْمَ حَيٌّ وغَدًا يَمُوتُ، وإنَّ اللَّهَ وعَدَ المُتَكَبِّرِينَ أنْ يَضَعَهم ويَرْفَعَ المُسْتَضْعَفِينَ، فَقالَ: ﴿مِنها خَلَقْناكم وفِيها نُعِيدُكم ومِنها نُخْرِجُكم تارَةً أُخْرى﴾ [طه: ٥٥] [طه: ٥٥] ثُمَّ قالَ: ﴿فَرِيقًا هَدى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ﴾؛ ذَلِكَ بِأنَّهُمُ: ﴿اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أوْلِياءَ مِن دُونِ اللَّهِ ويَحْسَبُونَ أنَّهم مُهْتَدُونَ﴾ . (p-٣٦٠)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: إنْ تَمُوتُوا، يَحْسَبُ المُهْتَدِي أنَّهُ عَلى هُدًى، ويَحْسَبُ الغَنِيُّ أنَّهُ عَلى هُدًى، حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُ عِنْدَ المَوْتِ، وكَذَلِكَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، وذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿ويَحْسَبُونَ أنَّهم مُهْتَدُونَ﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: كَما كَتَبَ عَلَيْكم تَكُونُونَ؛ ﴿فَرِيقًا هَدى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ﴾ . وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أبِي مَعْرُوفٍ قالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ ثِقَةٌ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: قُلْفًا بُظْرًا. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ وهْبٍ العَبْدِيِّ: إنَّ تَأْوِيلَ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ يَكُونُ في آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ. وأخْرَجَ البُخارِيُّ في الضُّعَفاءِ، عَنْ عَبْدِ الغَفُورِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ سَعِيدٍ الأنْصارِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ تَعالى يَمْسَخُ خَلْقًا كَثِيرًا، وإنَّ الإنْسانَ يَخْلُو بِمَعْصِيَتِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى: أسْتِهانَةً بِي ؟! فَيَمْسَخُهُ، ثُمَّ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيامَةِ إنْسانًا، يَقُولُ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾، ثُمَّ (p-٣٦١)يُدْخِلُهُ النّارَ» . وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ في جامِعِهِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿كَما بَدَأكم تَعُودُونَ﴾ قالَ: هو الشَّقاوَةُ والسَّعادَةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب