الباحث القرآني
(p-٥٠٨)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”الطُّوفانُ: المَوْتُ“» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَطاءٍ قالَ: الطُّوفانُ: المَوْتُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الطُّوفانُ المَوْتُ عَلى كُلِّ حالٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الطُّوفانُ الغَرَقُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الطُّوفانُ أنْ مُطِرُوا دائِمًا بِاللَّيْلِ والنَّهارِ [١٧٠ ظ] ثَمانِيَةَ أيّامٍ، والقَمْلُ، الجَرادُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أجْنِحَةٌ.
(p-٥٠٩)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الطُّوفانُ أمْرٌ مِن أمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ قَرَأ: ﴿فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِن رَبِّكَ﴾ [القلم: ١٩] [القَلَمِ: ١٩] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أرْسَلَ اللَّهُ عَلى قَوْمِ فِرْعَوْنَ الطُّوفانَ - وهو المَطَرُ - فَقالُوا: يا مُوسى ادْعُ لَنا رَبَّكَ يَكْشِفْ عَنّا المَطَرَ فَنُؤْمِنَ لَكَ ونُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَدَعا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهم، فَأنْبَتَ اللَّهُ لَهم في تِلْكَ السَّنَةِ شَيْئًا لَمْ يُنْبِتْهُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ الزَّرْعِ والكَلَأِ، فَقالُوا: هَذا ما كُنّا نَتَمَنّى، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَرادَ، فَسَلَّطَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَمّا رَأوْهُ عَرَفُوا أنَّهُ لا يُبْقِي الزَّرْعَ قالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَدَعا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الجَرادَ، فَداسُوهُ وأحْرَزُوهُ في البُيُوتِ، فَقالُوا: قَدْ أحْرَزْنا، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ القَمْلَ: وهو السُّوسُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الحِنْطَةِ، فَكانَ الرَّجُلُ يَخْرُجُ بِالحِنْطَةِ عَشَرَةَ أجْرِبَةٍ إلى الرَّحى، فَلا يَرُدُّ مِنها بِثَلاثَةِ أقْفِزَةٍ، فَقالُوا مِثْلَ ذَلِكَ فَكَشَفَ عَنْهم، فَأبَوْا أنْ يُرْسِلُوا مَعَهُ بَنِي إسْرائِيلَ، فَبَيْنا مُوسى عِنْدَ فِرْعَوْنَ إذْ سَمِعَ نَقِيقَ ضِفْدَعٍ مَن نَهْرٍ فَقالَ: يا فِرْعَوْنَ ما تَلْقى أنْتَ وقَوْمُكَ مِن هَذا الضِّفْدَعِ ؟ فَقالَ: وما عَسى أنْ يَكُونَ عِنْدَ هَذا الضِّفْدَعِ فَما أمْسَوْا حَتّى كانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إلى ذَقَنِهِ في الضَّفادِعِ، وما مِنهم مَن أحَدٍ يَتَكَلَّمُ إلّا وثَبَ ضِفْدَعٌ في فِيهِ، وما مِن شَيْءٍ مِن آنِيَتِهِمْ إلّا وهي مُمْتَلِئَةٌ مِنَ الضَّفادِعِ، فَقالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَكَشَفَ عَنْهم فَلَمْ يَفُوا، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الدَّمَ، (p-٥١٠)فَصارَتْ أنْهارُهم دَمًا، وصارَتْ آبارُهم دَمًا، فَشَكَوْا إلى فِرْعَوْنَ ذَلِكَ، فَقالَ: ويَحْكُمُ، قَدْ سَحَرَكم. فَقالُوا: لَيْسَ نَجِدُ مِن مائِنا شَيْئًا في إناءٍ ولا بِئْرٍ ولا نَهْرٍ إلّا ونَجِدُهُ طَعْمَ الدَّمِ العَبِيطِ، فَقالَ فِرْعَوْنُ: يا مُوسى، ادْعُ لَنا رَبَّكَ يَكْشِفْ عَنْهم فَكَشَفَ عَنْهُمُ الدَّمَ، فَلَمْ يَفُوا.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَأرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ﴾: وهو المَطَرُ، حَتّى خافُوا الهَلاكَ، فَأتَوْا مُوسى، فَقالُوا: يا مُوسى، ادْعُ لَنا رَبَّكَ أنْ يَكْشِفَ عَنّا المَطَرَ فَإنّا نُؤْمِنُ لَكَ، ونُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَدَعا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمُ المَطَرَ فَأنْبَتَ اللَّهُ بِهِ حَرْثَهم، وأخْصَبَتْ بِلادُهم فَقالُوا: ما نُحِبُّ أنّا لَمْ نُمْطِرْ ولَنْ نَتْرُكَ آلِهَتِنا، ونُؤْمِنَ بِكَ، ولَنْ نُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَرادَ، فَأسْرَعَ في فَسادِ زُرُوعِهِمْ وثِمارِهِمْ قالُوا: يا مُوسى، ادْعُ لَنا رَبَّكَ أنْ يَكْشِفَ عَنّا الجَرادَ، فَإنّا سَنُؤْمِنُ لَكَ، ونُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَدَعا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الجَرادَ، وكانَ قَدْ بَقِيَ مِن زَرْعِهِمْ ومَعايِشِهِمْ بَقايا فَقالُوا: قَدْ بَقِيَ لَنا ما هو كافِينا، فَلَنْ نُؤْمِنَ لَكَ، ولَنْ نُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ القَمْلَ وهو الدَّبى، فَتَتَبَّعَ ما كانَ تَرَكَ الجَرادُ، فَجَزِعُوا وخَشَوُا الهَلاكَ فَقالُوا: يا مُوسى، ادْعُ لَنا رَبَّكَ يَكْشِفْ عَنّا الدَّبى، فَإنّا سَنُؤْمِنُ لَكَ، ونُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَدَعا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الدَّبى، فَقالُوا: ما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ولا (p-٥١١)مُرْسَلِينَ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الضَّفادِعَ فَمَلَأ بُيُوتَهم مِنها، ولَقُوا مِنها أذًى شَدِيدًا لَمْ يَلْقَوْا مِثْلَهُ فِيما كانَ قَبْلَهُ، كانَتْ تَثِبُ في قُدُورِهِمْ فَتُفْسِدُ عَلَيْهِمْ طَعامَهم وتُطْفَئُ نِيرانَهم، قالُوا: يا مُوسى، ادْعُ لَنا رَبَّكَ أنْ يَكْشِفَ عَنّا الضَّفادِعَ، فَقَدْ لَقِينا مِنها بَلاءً وأذًى، فَإنّا سَنُؤْمِنُ لَكَ ونُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَدَعا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الضَّفادِعَ فَقالُوا: لا نُؤْمِنُ لَكَ، ولا نُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَأرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الدَّمَ، فَجَعَلُوا لا يَأْكُلُونَ إلّا الدَّمَ، ولا يَشْرَبُونَ إلّا الدَّمَ، قالُوا: يا مُوسى، ادْعُ لَنا رَبَّكَ أنْ يَكْشِفَ عَنّا الدَّمَ، فَإنّا سَنُؤْمِنُ لَكَ ونُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَدَعا رَبَّهُ، فَكَشَفَ عَنْهُمُ الدَّمَ، فَقالُوا: يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ، ولَنْ نُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَكانَتْ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ بَعْضُها إثْرَ بَعْضٍ، لِتَكُونَ لِلَّهِ الحُجَّةُ عَلَيْهِمْ، فَأخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ، فَأغْرَقَهم في اليَمِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَأرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ﴾، قالَ: الماءَ والطّاعُونَ ﴿والجَرادَ﴾، قالَ: تَأْكُلُ مَسامِيرَ رُتُجِهِمْ -يَعْنِي أبْوابَهُمْ- وثِيابَهم، ﴿والقُمَّلَ﴾ الدَّبى، ﴿والضَّفادِعَ﴾ تَسْقُطُ عَلى فُرُشِهِمْ، وفي أطْعِمَتِهِمْ، ﴿والدَّمَ﴾ يَكُونُ في ثِيابِهِمْ ومائِهِمْ وطَعامِهِمْ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَطاءٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ الجَرادَ لَمّا سُلِّطَ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ (p-٥١٢)أكَلَ أبْوابَهم حَتّى أكَلَ مَسامِيرَهم.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الجَرادُ نَثْرَةٌ مِن حُوتٍ في البَحْرِ.
وأخْرَجَ العُقَيْلِيُّ في كِتابِ ”الضُّعَفاءِ“، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ سُئِلَ عَنِ الجَرادِ فَقالَ: ”إنَّ مَرْيَمَ سَألَتِ اللَّهَ أنْ يُطْعِمَها لَحْمًا لا دَمَ فِيهِ، فَأطْعَمَها الجَرادَ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ أبِي أُمامَةَ الباهِلِيِّ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”إنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرانَ سَألَتْ رَبَّها أنْ يُطْعِمَها لَحْمًا لا دَمَ فِيهِ، فَأطْعَمَها الجَرادَ فَقالَتِ: اللَّهُمَّ، أعِشْهُ بِغَيْرِ رَضّاعٍ، وتابِعْ بَيْنَهُ بِغَيْرِ شِياعٍ - يَعْنِي الصَّوْتَ» - قالَ الذَّهَبِيُّ: إسْنادُهُ أنْظَفُ مِنَ الأوَّلِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في“سُنَنِهِ”، عَنْ زَيْنَبَ رَبِيبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَتْ: إنَّ نَبِيًّا (p-٥١٣)مِنَ الأنْبِياءِ سَألَ اللَّهَ لَحْمَ طَيْرٍ لا ذَكاةَ لَهُ فَرَزَقَهُ اللَّهُ الحِيتانَ والجَرادَ.
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ وأبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الجَرادِ فَقالَ:“أكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ، لا آكُلُهُ ولا أُحَرِّمُهُ”» .
وأخْرَجَ أبُو بَكْرٍ البَرْقِيُّ في“مَعْرِفَةِ الصَّحابَةِ”، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ في“العَظَمَةِ”، والبَيْهَقِيُّ في“شُعَبِ الإيمانِ”، عَنْ أبِي زُهَيْرٍ النُّمَيْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“لا تُقاتِلُوا الجَرادَ، فَإنَّهُ جُنْدٌ مِن جُنْدِ اللَّهِ الأعْظَمِ”» قالَ البَيْهَقِيُّ: هَذا إنْ صَحَّ أرادَ بِهِ إذا لَمْ يَتَعَرَّضْ لِإفْسادِ المَزارِعِ، فَإذا تَعَرَّضَ لَهُ جازَ دَفْعُهُ بِما يَقَعُ بِهِ الدَّفْعُ مِنَ القِتالِ والقَتْلِ، أوْ أرادَ بِهِ تَعَذُّرَ مُقاوَمَتِهِ بِالقِتالِ والقَتْلِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ مِن طَرِيقِ الفُضَيْلِ بْنِ عِياضٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إبْراهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «وقَعَتْ جَرادَةٌ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالُوا: ألا نَقْتُلُها يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ:“مَن قَتَلَ جَرادَةً فَكَأنَّما قَتَلَ غَوْرِيًّا ”» قالَ البَيْهَقِيُّ: هَذا (p-٥١٤)ضَعِيفٌ؛ بِجَهالَةِ بَعْضِ رُواتِهِ، وانْقِطاعِ ما بَيْنَ إبْراهِيمَ وابْنِ مَسْعُودٍ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ في“تارِيخِهِ”، والبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ مَجْهُولٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «وقَعَتْ ٣ \ ١١٠ جَرادَةٌ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فاحْتَمَلَها، فَإذا مَكْتُوبٌ في جَناحِها بِالعِبْرانِيَّةِ: لا يُغْنِي جَنِينِي ولا يُشْبِعُ آكِلِي، نَحْنُ جُنْدُ اللَّهِ الأكْبَرُ، لَنا تِسْعٌ وتِسْعُونَ بَيْضَةً، ولَوْ تَمَّتْ لَنا المِائَةُ لَأكَلْنا الدُّنْيا بِما فِيها، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ:“اللَّهُمَّ أهْلَكِ الجَرادَ؛ اقْتُلْ كِبارَها وأمِتْ صِغارَها وأفْسِدْ بَيْضَها، وسُدَّ أفْواهَها، عَنْ مَزارِعِ المُسْلِمِينَ، وعَنْ مَعايِشِهِمْ، إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ”. فَجاءَهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّهُ قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ في بَعْضٍ»، قالَ البَيْهَقِيُّ: هَذا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وإسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ الغافِرِ الفارِسِيُّ في“الأرْبَعِينَ”، والبَيْهَقِيُّ، «عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قالَ: كُنّا عَلى مائِدَةٍ أنا وأخِي مُحَمَّدَ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ، وبَنى عَمِّي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبّاسٍ، وقُثَمَ، والفَضْلَ، فَوَقَعَتْ جَرادَةٌ فَأخَذَها عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبّاسٍ فَقالَ لِلْحُسَيْنِ: تَعْلَمُ ما مَكْتُوبٌ عَلى جَناحِ الجَرادَةِ ؟ فَقالَ: سَألْتُ أبِي، فَقالَ: سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ لِي:“عَلى جَناحِ الجَرادَةِ مَكْتُوبٌ: إنِّي أنا اللَّهُ لا إلَهَ إلّا أنا، رَبُّ الجَرادَةِ ورازِقُها، إذا شِئْتُ بَعَثْتُها رِزْقًا لِقَوْمٍ، وإنْ شِئْتُ عَلى قَوْمٍ بَلاءً ”، فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: هَذا واللَّهِ مِن مَكْنُونِ العِلْمِ» .
(p-٥١٥)وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في“الحِلْيَةِ”، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: قالَ لِي ابْنُ عَبّاسٍ: مَكْتُوبٌ عَلى الجَرادَةِ بِالسُّرْيانِيَّةِ: إنِّي أنا اللَّهُ لا إلَهَ إلّا أنا وحْدِي لا شَرِيكَ لِي، الجَرادُ جُنْدٌ مِن جُنْدِي، أُسَلِّطُهُ عَلى مَن أشاءُ مِن عِبادِي.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في“العَظَمَةِ”، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قالَ: لَمّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَضَلَ مِن طِينَتِهِ شَيْءٌ فَخَلَقَ مِنهُ الجَرادَ.
وأخْرَجَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي الحَسَنِ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: القُمَّلُ الدَّبى.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: الطُّوفانُ المَطَرُ، والجَرادُ هَذا الجَرادُ، والقُمَّلُ الدّابَّةُ الَّتِي تَكُونُ في الحِنْطَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي صَخْرٍ قالَ: القُمَّلُ الجَرادُ الَّذِي لا يَطِيرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: القُمَّلُ: هو القُمَّلُ (p-٥١٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: زَعَمَ بَعْضُ النّاسِ في القُمَّلِ أنَّها البَراغِيثُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبِي ثابِتٍ قالَ: القُمَّلُ الجِعْلانُ.
وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿والقُمَّلَ والضَّفادِعَ﴾، قالَ: القُمَّلُ الدَّبى، والضَّفادِعُ: هي هَذِهِ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ أبا سُفْيانَ بْنَ الحارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلَبِ وهو يَقُولُ:
؎يُبادِرُونَ النَّخْلَ مِن آنِها كَأنَّهم في السَّرَقِ القُمَّلُ
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: القُمَّلُ: الجَنادِبُ بَناتُ الجَرادِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَفِيفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِن أهْلِ الشّامِ، قالَ: القُمَّلُ: البَراغِيثُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَتِ الضَّفادِعُ بَرِّيَّةً، فَلَمّا أرْسَلَها اللَّهُ عَلى آلِ فِرْعَوْنَ سَمِعَتْ وأطاعَتْ، فَجَعَلَتْ تَقْذِفُ نَفْسَها (p-٥١٧)فِي القِدْرِ وهي تَغْلِي، وفي التَّنانِيرِ، وهي تَفُورُ فَأثابَها اللَّهُ بِحُسْنِ طاعَتِها بَرْدَ الماءِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أشَدَّ عَلى آلِ فِرْعَوْنَ مِنَ الضَّفادِعِ، كانَتْ تَأْتِي القُدُورَ وهي تَغْلِي فَتُلْقِي أنْفُسَها فِيها، فَأوْرَثَها اللَّهُ بَرْدَ الماءِ والثَّرى إلى يَوْمِ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لا تَقْتُلُوا الضَّفادِعَ، فَإنَّها لَمّا أُرْسِلَتْ عَلى آلِ فِرْعَوْنَ انْطَلَقَ ضِفْدَعٌ مِنها، فَوَقَعَ في تَنُّورٍ فِيهِ نارٌ، طَلَبَتْ بِذَلِكَ مَرْضاةَ اللَّهِ، فَأبْدَلَهُنَّ اللَّهُ أبْرَدَ شَيْءٍ نَعْلَمُهُ؛ الماءَ، وجَعَلَ نَقِيقَهُنَّ التَّسْبِيحَ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمانَ التَّيْمِيِّ، «أنَّ طَبِيبًا ذَكَرَ ضِفْدَعًا في دَواءٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَنَهى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ قَتْلِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: سالَ (p-٥١٨)النِّيلُ دَمًا، فَكانَ الإسْرائِيلِيُّ يَسْتَقِي ماءً طَيِّبًا، ويَسْتَقِي الفِرْعُونِيُّ دَمًا، ويَشْتَرِكانِ في إناءٍ واحِدٍ، فَيَكُونُ ما يَلِي الإسْرائِيلِيَّ ماءً طَيِّبًا، وما يَلِي الفِرْعَوْنِيَّ دَمًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: أرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الدَّمَ، فَكانُوا لا يَغْتَرِفُونَ مِن مائِهِمْ إلّا دَمًا أحْمَرَ، حَتّى لَقَدْ ذُكِرَ لَنا أنَّ فِرْعَوْنَ كانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ عَلى الإناءِ الواحِدِ؛ القِبْطِيِّ والإسْرائِيلِيِّ، فَيَكُونُ ما يَلِي الإسْرائِيلِيَّ ماءً، وما يَلِي القِبْطِيَّ دَمًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ في قَوْلِهِ: ﴿والدَّمَ﴾ قالَ: سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرُّعافَ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ في“الزُّهْدِ"، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ نَوْفٍ الشّامِيِّ قالَ: مَكَثَ مُوسى في آلِ فِرْعَوْنَ بَعْدَ ما غَلَبَ السَّحَرَةَ عِشْرِينَ سَنَةً يُرِيهِمُ الآياتِ؛ الجَرادَ، والقُمَّلَ، والضَّفادِعَ، والدَّمَ، فَيَأْبَوْنَ أنْ يُسْلِمُوا.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: مَكَثَ مُوسى في آلِ فِرْعَوْنَ بَعْدَ ما غَلَبَ السَّحَرَةَ أرْبَعِينَ سَنَةً يُرِيهِمُ الآياتِ؛ الجَرادَ والقُمَّلَ والضَّفادِعَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿آياتٍ مُفَصَّلاتٍ﴾ قالَ: (p-٥١٩)كانَتْ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ بَعْضُها عَلى إثْرِ بَعْضٍ؛ لِيَكُونَ لِلَّهِ الحُجَّةُ عَلَيْهِمْ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿آياتٍ مُفَصَّلاتٍ﴾ قالَ: يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضًا، تَمْكُثُ فِيهِمْ سَبْتًا إلى سَبْتٍ، ثُمَّ تُرْفَعُ عَنْهم شَهْرًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: كانَ بَيْنَ كُلِّ آيَتَيْنِ مِن هَذِهِ الآياتِ ثَلاثُونَ يَوْمًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ قالَ: كانَتِ الآياتُ التِّسْعُ في تِسْعِ سِنِينَ في كُلِّ سَنَةٍ آيَةٌ.
{"ayah":"فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلۡجَرَادَ وَٱلۡقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَایَـٰتࣲ مُّفَصَّلَـٰتࣲ فَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ وَكَانُوا۟ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق