الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا﴾ الآيَتَيْنِ.
أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، والضِّياءُ في «المُخْتارَةِ»، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتّى يَنْفَضُّوا﴾ في عَسِيفٍ لِعُمَرَ بْنِ الخَطّابِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرْقَمَ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُما قَرَأا: (لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتّى يَنْفَضُّوا مِن حَوْلِهِ) .
(p-٥٠٢)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ قالَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قالَ لِأصْحابِهِ: لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ؛ فَإنَّكم لَوْ لَمْ تُنْفِقُوا عَلَيْهِمْ قَدِ انْفَضُّوا.
«وفِي قَوْلِهِ: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ﴾ قالَ: قَدْ قالَها مُنافِقٌ عَظِيمُ النِّفاقِ في رَجُلَيْنِ اقْتَتَلا، أحَدُهُما غِفارِيٌّ والآخَرُ جُهَنِيٌّ، فَظَهَرَ الغِفارِيُّ عَلى الجُهَنِيُّ وكانَ بَيْنَ جُهَيْنَةَ وبَيْنَ الأنْصارِ حِلْفٌ، فَقالَ رَجُلٌ مِنَ المُنافِقِينَ، وهو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: يا بَنِي الأوْسِ والخَزْرَجِ، عَلَيْكم صاحِبَكم وحَلِيفَكُمْ، ثُمَّ قالَ: واللَّهِ ما مَثَلُنا ومَثَلُ مُحَمَّدٍ إلّا كَما قالَ القائِلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ، واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ، فَسَعى بِها بَعْضُهم إلى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ فَقالَ عُمَرُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، مُرْ مُعاذًا أنْ يَضْرِبَ عُنُقَ هَذا المُنافِقِ، فَقالَ: «لا يَتَحَدَّثُ النّاسُ أنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أصْحابَهُ» .
وذُكِرَ لَنا أنَّهُ كَثُرَ عَلى رَجُلٍ مِنَ المُنافِقِينَ عِنْدَهُ، فَقالَ: «هَلْ يُصَلِّي»؟ قالَ: نَعَمْ، ولا خَيْرَ في صِلاتِهِ، قالَ: «نُهِيتُ عَنِ المُصَلِّينَ، نُهِيتُ عَنِ المُصَلِّينَ، نُهِيتُ عَنِ المُصَلِّينَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتّى يَنْفَضُّوا﴾ يَقُولُ: لا تُطْعِمُوا مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ حَتّى تُصِيبَهم مَجاعَةٌ فَيَتْرُكُوا نَبِيَّهم.
وفِي قَوْلِهِ: ﴿لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ﴾ قالَ: قالَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ رَأْسُ المُنافِقِينَ، وأُناسٌ مَعَهُ مِنَ المُنافِقِينَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في «الدَّلائِلِ»، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «كُنّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في غَزاةٍ - قالَ سُفْيانُ: يَرَوْنَ أنَّها غَزْوَةُ بَنِي المُصْطَلِقِ - فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ، فَقالَ المُهاجِرِيُّ: يا لَلْمُهاجِرِينَ، وقالَ الأنْصارِيُّ: يا لَلْأنْصارِ، فَسَمِعَ ذَلِكَ النَّبِيُّ ﷺ فَقالَ: «ما بالُ دَعْوى الجاهِلِيَّةِ» قالُوا: رَجُلٌ مِنَ المُهاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعُوها فَإنَّها مُنْتِنَةٌ» فَسَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقالَ: أوَقَدْ فَعَلُوها؟! واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقامَ عُمَرُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَ هَذا المُنافِقِ، فَقالَ (p-٥٠٤)النَّبِيُّ ﷺ: «دَعْهُ، لا يَتَحَدَّثُ النّاسُ أنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أصْحابَهُ» زادَ التِّرْمِذِيُّ: فَقالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: واللَّهِ لا تَنْقَلِبُ حَتّى تُقِرَّ أنَّكَ الذَّلِيلُ، ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ – العَزِيزُ، فَفَعَلَ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: كانَ بَيْنَ غُلامٍ مِنَ الأنْصارِ وغُلامٍ مِن بَنِي غِفارٍ في الطَّرِيقِ كَلامٌ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: هَنِيئًا لَكم بِلَوْسٍ هَنِيئًا، جَمَعْتُمْ سُرّاقَ الحَجِيجِ مِن مُزَيْنَةَ وجُهَيْنَةَ، فَغَلَبُوكم عَلى ثِمارِكُمْ! ولَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: «لَمّا حَضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ المَوْتُ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَجَرى بَيْنَهُما كَلامٌ، فَقالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: قَدْ أفْقَهُ ما تَقُولُ، ولَكِنْ مُنَّ عَلَيَّ اليَوْمَ، وكَفِّنِّي بِقَمِيصِكَ هَذا، وصَلِّ عَلَيَّ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَكَفَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ – بِقَمِيصِهِ، وصَلّى عَلَيْهِ، واللَّهُ أعْلَمُ أيَّ صَلاةٍ كانَتْ؟ وأنَّ مُحَمَّدًا ﷺ لَمْ يَخْدَعْ إنْسانًا قَطُّ، غَيْرَ أنَّهُ قالَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ كَلِمَةً حَسَنَةً، فَسُئِلَ عِكْرِمَةُ: ما هَذِهِ الكَلِمَةُ؟ قالَ: قالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: يا أبا حُبابٍ، إنّا قَدْ مَنَعْنا مُحَمَّدًا طَوافَ هَذا البَيْتِ، ولَكِنّا نَأْذَنُ لَكَ فَقالَ: لا، (p-٥٠٥)لِي في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، قالَ: فَلَمّا بَلَغُوا المَدِينَةَ أخَذَ ابْنُهُ السَّيْفَ، ثُمَّ قالَ لِوالِدِهِ: أنْتَ تَزْعُمُ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ؟! واللَّهِ لا تَدْخُلُها حَتّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ» ﷺ .
وأخْرَجَ الحُمَيْدِيُّ في «مُسْنَدِهِ» عَنْ أبِي هارُونَ المَدَنِيِّ قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ لِأبِيهِ: واللَّهِ لا تَدْخُلُ المَدِينَةَ أبَدًا حَتّى تَقُولَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ – الأعَزُّ، وأنا الأذَلُّ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ: «لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن بَنِي المُصْطَلِقِ، قامَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَسَلَّ عَلى أبِيهِ السَّيْفَ، وقالَ: واللَّهِ عَلَيَّ ألّا أُغْمِدَهُ حَتّى تَقُولَ: مُحَمَّدٌ الأعَزُّ وأنا الأذَلُّ، فَقالَ: ويْلَكَ! مُحَمَّدٌ الأعَزُّ وأنا الأذَلُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ – فَأعْجَبَهُ، وشَكَرَها لَهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: لَمّا قَدِمُوا المَدِينَةَ سَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ عَلى أبِيهِ السَّيْفَ، وقالَ: لَأضْرِبَنَّكَ أوْ تَقُولَ: أنا الأذَلُّ ومُحَمَّدٌ الأعَزُّ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتّى قالَ ذَلِكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عُرْوَةَ، «أنَّ أصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلِقِ، لَمّا أتَوُا المَنزِلَ كانَ بَيْنَ غِلْمانٍ مِنَ المُهاجِرِينَ وغِلْمانٍ مِنَ الأنْصارِ (p-٥٠٦)قِتالٌ، فَقالَ غِلْمانٌ مِنَ المُهاجِرِينَ: يا لَلْمُهاجِرِينَ، وقالَ غِلْمانٌ مِنَ الأنْصارِ: يا لَلْأنْصارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ، فَقالَ: أما واللَّهِ لَوْ أنَّهم لَمْ يُنْفِقُوا عَلَيْهِمُ انْفَضُّوا مِن حَوْلِهِ، أما واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلُّ، فَبَلَّغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَأمَرَهم بِالرَّحِيلِ، فَأدْرَكَ رَكْبًا مِن بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ في المَسِيرِ، فَقالَ لَهم: «ألَمْ تَعْلَمُوا ما قالَ المُنافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ»؟ قالُوا: وماذا قالَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «قالَ: أما واللَّهِ لَوْ لَمْ تُنْفِقُوا عَلَيْهِمْ لانْفَضُّوا مِن حَوْلِهِ، أما واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ«قالُوا: صَدَقَ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَأنْتَ واللَّهِ العَزِيزُ وهو الذَّلِيلُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ مُعَسِكَرًا، وأنَّ رَجُلًا مِن قُرَيْشٍ كانَ بَيْنَهُ وبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ كَلامٌ، حَتّى اشْتَدَّ الأمْرُ بَيْنَهُما، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ، فَخَرَجَ فَنادى: غَلَبَنِي عَلى قَوْمِي مَن لا قَوْمَ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ، فَأخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ خَرَجَ عامِدًا لِيَضْرِبَهُ، فَذَكَرَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ [الحجرات: ١] [الحُجْراتِ: ١] فَرَجَعَ حَتّى دَخَلَ عَلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: «ما لَكَ يا عُمَرُ»؟ قالَ: العَجَبُ مِن ذَلِكَ المُنافِقِ! يَقُولُ: غَلَبَنِي عَلى قَوْمِي مَن لا قَوْمَ لَهُ، واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنها الأذَلَّ، قالَ النَّبِيُّ ﷺ: قُمْ فَنادِ في النّاسِ (p-٥٠٧)يَرْتَحِلُوا» فَتَفَرَّقَ القَوْمُ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَنادى: يا أيُّها النّاسُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ – مُرْتَحِلٌ، فارْتَحِلُوا، فَسارُوا حَتّى إذا كانَ بَيْنَهم وبَيْنَ المَدِينَةِ مَسِيرَةُ لَيْلَةٍ، تَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، حَتّى أناخَ بِجامِعِ طُرُقِ المَدِينَةِ، ودَخَلَ النّاسُ، حَتّى جاءَ أبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَقالَ: وراءَكَ، فَقالَ: ما لَكَ ويْلَكَ؟! قالَ: واللَّهِ لا تَدْخُلُها أبَدًا إلّا أنْ يَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ، ولَيَعْلَمَنَّ اليَوْمَ مَنِ الأعَزُّ مِنَ الأذَلِّ، فَرَجَعَ حَتّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَشَكا إلَيْهِ ما صَنَعَ ابْنُهُ، فَأرْسَلَ إلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ أنْ خَلِّ عَنْهُ حَتّى يَدْخُلَ، فَفَعَلَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثُوا إلّا أيّامًا قَلائِلَ حَتّى اشْتَكى عَبْدُ اللَّهِ فاشْتَدَّ وجَعُهُ، فَقالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: يا بُنَيَّ، ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ – فادْعُهُ؛ فَإنَّكَ إنْ أنْتَ طَلَبْتَ ذَلِكَ إلَيْهِ فَعَلَ، فَفَعَلَ ابْنُهُ، فَأتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ، إنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ شَدِيدُ الوَجَعِ، وقَدْ طَلَبَ إلَيَّ أنْ آتِيَكَ فَتَأْتِيَهُ؛ فَإنَّهُ قَدِ اشْتاقَ إلى لِقائِكَ، فَأخَذَ نَعْلَيْهِ فَقامَ، وقامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن أصْحابِهِ حَتّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقالَ لِأهْلِهِ حِينَ دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ: أجْلِسُونِي، فَأجْلَسُوهُ، فَبَكى، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أجَزَعًا يا عَدُوَّ اللَّهِ الآنَ»؟ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي لَمْ أدْعُكَ لِتُؤَنِّبَنِي، ولَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَرْحَمَنِي، فاغْرَوْرَقَتْ عَيْنا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: «ما حاجَتُكَ»؟ قالَ: حاجَتِي إذا أنا مُتُّ أنْ تَشْهَدَ غُسْلِي، وتُكَفِّنِّي في ثَلاثَةِ أثْوابٍ مِن أثْوابِكَ، وتَمْشِيَ مَعَ جِنازَتِي، وتُصَلِّيَ عَلَيَّ، فَفَعَلَ (p-٥٠٨)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ بَعْدُ: ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهم ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ﴾ [التوبة»: ٨٤] .
{"ayahs_start":7,"ayahs":["هُمُ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ یَنفَضُّوا۟ۗ وَلِلَّهِ خَزَاۤىِٕنُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَفۡقَهُونَ","یَقُولُونَ لَىِٕن رَّجَعۡنَاۤ إِلَى ٱلۡمَدِینَةِ لَیُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَعۡلَمُونَ"],"ayah":"یَقُولُونَ لَىِٕن رَّجَعۡنَاۤ إِلَى ٱلۡمَدِینَةِ لَیُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَعۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











