الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ في الزُّهْدِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: «سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الصُّورِ فَقالَ: هو قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ أنَّ أهْلَ مِنًى اجْتَمَعُوا عَلى أنْ يُقِلُّوا القَرْنَ مِنَ الأرْضِ ما أقَلُّوهُ» . (p-٩٧)وأخْرَجَ مُسَدَّدٌ في مُسْنَدِهِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: الصُّورُ كَهَيْئَةِ القَرْنِ يُنْفَخُ فِيهِ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الصُّورُ كَهَيْئَةِ البُوقِ. وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ والبَزّارُ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَزالُ صاحِبا القَرْنِ مُمْسِكَيْنِ بِالصُّورِ، يَنْتَظِرانِ مَتى يُؤْمَرانِ» . وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ طَرْفَ صاحِبِ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ، يَنْظُرُ نَحْوَ العَرْشِ، مَخافَةَ أنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبانِ دُرِّيّانِ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ والطَّبَرانِيُّ في الأوْسَطِ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَيْفَ أنْعَمُ وصاحِبُ الصُّورِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ، وحَنى جَبْهَتَهُ وأصْغى بِسَمْعِهِ، يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ ! كَيْفَ نَقُولُ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قالَ: قُولُوا: حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، (p-٩٨)عَلى اللَّهِ تَوَكَّلْنا» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ المُنْذِرِ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «كَيْفَ أنْعَمُ وصاحِبُ الصُّورِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ، وحَنى الجَبْهَةَ، وأصْغى بِالأُذُنِ مَتى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخُ ! قالُوا: فَما نَقُولُ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قالَ: قُولُوا: حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، عَلى اللَّهِ تَوَكَّلْنا» . وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ، عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَيْفَ أنْعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَهُ، وحَنى جَبْهَتَهُ، وأصْغى بِسَمْعِهِ، يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخُ ! قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ فَما تَأْمُرُنا ؟ قالَ: حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ» . وأخْرَجَ البَزّارُ، والحاكِمُ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «ما مِن (p-٩٩)صَباحٍ إلّا ومَلَكانِ يُنادِيانِ يَقُولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، ومَلَكانِ مُوَكَّلانِ بِالصُّورِ يَنْتَظِرانِ مَتى يُؤْمَرانِ فَيَنْفُخانِ، ومَلِكانِ يُنادِيانِ: يا باغِيَ الخَيْرِ هَلُمَّ، ويَقُولُ الآخَرُ: يا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، ومَلِكانِ يُنادِيانِ يَقُولُ أحَدُهُما: ويْلٌ لِلرِّجالِ مِنَ النِّساءِ، ووَيْلٌ لِلنِّساءِ مِنَ الرِّجالِ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «النّافِخانِ في السَّماءِ الثّانِيَةِ رَأْسُ أحَدِهِما بِالمَشْرِقِ ورِجْلاهُ بِالمَغْرِبِ، يَنْتَظِرانِ مَتى يُؤْمَرانِ أنْ يَنْفُخا في الصُّورِ فَيَنْفُخا» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والطَّبَرانِيُّ في الأوْسَطِ وأبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ عائِشَةَ وعِنْدَها كَعْبٌ الحَبْرُ، فَذَكَرَ إسْرافِيلَ، فَقالَتْ عائِشَةُ: أخْبِرْنِي عَنْ إسْرافِيلَ، فَقالَ كَعْبٌ: عِنْدَكُمُ العِلْمُ، قالَتْ: أجَلْ، فَأخْبِرْنِي. قالَ: لَهُ أرْبَعَةُ أجْنِحَةٍ جَناحانِ في الهَواءِ، وجَناحٌ قَدْ تَسَرْبَلَ بِهِ، وجَناحٌ عَلى كاهِلِهِ، والقَلَمُ عَلى أُذُنِهِ، فَإذا (p-١٠٠)نَزَلَ الوَحْيُ كَتَبَ القَلَمُ ثُمَّ دَرَسَتِ المَلائِكَةُ، ومَلَكُ الصُّورِ جاثٍ عَلى إحْدى رُكْبَتَيْهِ وقَدْ نَصَبَ الأُخْرى، فالتَقَمَ الصُّورَ، مَحْنِيٌّ ظَهْرُهُ، وقَدْ أُمِرَ إذا رَأى إسْرافِيلَ قَدْ ضَمَّ جَناحَيْهِ أنْ يَنْفُخَ في الصُّورِ، فَقالَتْ عائِشَةُ: هَكَذا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ» . وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ الصُّورَ مِن لُؤْلُؤَةٍ بَيْضاءَ في صَفاءِ الزُّجاجَةِ ثُمَّ قالَ لِلْعَرْشِ: خُذِ الصُّورَ، فَتَعَلَّقَ بِهِ، ثُمَّ قالَ: كُنْ، فَكانَ إسْرافِيلُ، فَأمَرَهُ أنْ يَأْخُذَ الصُّورَ فَأخَذَهُ، وبِهِ ثَقْبٌ بِعَدَدِ كُلِّ رُوحٍ مَخْلُوقَةٍ ونَفْسٍ مَنفُوسَةٍ، لا تَخْرُجُ رُوحانِ مِن ثَقْبٍ واحِدٍ، وفي وسَطِ الصُّورِ كُوَّةٌ كاسْتِدارَةِ السَّماءِ والأرْضِ، وإسْرافِيلُ واضِعٌ فَمَهُ عَلى تِلْكَ الكُوَّةِ، ثُمَّ قالَ لَهُ الرَّبُّ تَعالى: قَدْ وكَّلْتُكَ بِالصُّورِ، فَأنْتَ لِلنَّفْخَةِ والصَّيْحَةِ، فَدَخَلَ إسْرافِيلُ في مُقَدَّمِ العَرْشِ، فَأدْخَلَ رِجْلَهُ اليُمْنى تَحْتَ العَرْشِ وقَدَّمَ اليُسْرى، ولَمْ يَطْرِفْ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ، يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ بِهِ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ أبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ قالَ: إنَّ مَلَكَ الصُّورِ وُكِّلَ بِهِ، إنَّ إحْدى قَدَمَيْهِ لَفي الأرْضِ السّابِعَةِ، وهو جاثٍ عَلى رُكْبَتَيْهِ، شاخِصٌ بَصَرُهُ إلى إسْرافِيلَ، ما طَرَفَ مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعالى، يَنْتَظِرُ مَتى يُشِيرُ إلَيْهِ فَيَنْفُخُ في الصُّورِ. (p-١٠١)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ﴾ قالَ: يَعْنِي النَّفْخَةَ الأُولى، ألَمْ تَسْمَعْ أنَّهُ يَقُولُ: ﴿ونُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ إلا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى﴾ [الزمر: ٦٨] يَعْنِي الثّانِيَةَ، ﴿فَإذا هم قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨] [الزُّمَرِ: ٦٨] . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ أنَّهُ قَرَأ: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ﴾ أيْ في الخَلْقِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادَةِ﴾ يَعْنِي أنَّ عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادَةِ هو الَّذِي يَنْفُخُ في الصُّورِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادَةِ﴾ قالَ: السِّرِّ والعَلانِيَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: الشَّهادَةُ ما قَدْ رَأيْتُمْ مِن خَلْقِهِ، والغَيْبُ ما غابَ عَنْكم ما لَمْ تَرَوْهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب