الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ﴾ قالَ: يَقُولُ: خَزائِنُ الغَيْبِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ﴾ قالَ: هُنَّ خَمْسٌ؛ ﴿إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ﴾ [لقمان: ٣٤] إلى قَوْلِهِ ﴿عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ٣٤] [لُقْمانَ: ٣٤] (p-٦٤)وأخْرَجَ أحْمَدُ والبُخارِيُّ وخُشَيْشُ بْنُ أصْرَمَ في ”الِاسْتِقامَةِ“، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «مَفاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُها إلّا اللَّهُ، لا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتى تَغِيضُ الأرْحامُ إلّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتى يَأْتِي المَطَرُ أحَدٌ إلّا اللَّهُ، ولا تَدْرِي نَفْسٌ بِأيِّ أرْضٍ تَمُوتُ إلّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتى تَقُومُ السّاعَةُ إلّا اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وخُشَيْشٌ في ”الِاسْتِقامَةِ“، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، «عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: أُعْطِيَ نَبِيُّكم كُلَّ شَيْءٍ إلّا مَفاتِيحَ الغَيْبِ الخَمْسَ، ثُمَّ قالَ: ﴿إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ﴾ [لقمان: ٣٤] إلى آخِرِ الآيَةِ [لُقْمانَ»: ٣٤] . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إلا هُوَ﴾ قالَ: هو قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ﴾ [لقمان: ٣٤] إلى آخِرِ الآيَةِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى ﴿وما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلا يَعْلَمُها﴾ . أخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، ومُسَدَّدٌ في مُسْنَدِهِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿وما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلا يَعْلَمُها﴾ قالَ: ما مِن شَجَرَةٍ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلّا وبِها مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، يَكْتُبُ (p-٦٥)ما يَسْقُطُ مِن ورَقِها. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: ما مِن شَجَرَةٍ عَلى ساقٍ إلّا مُوَكَّلٌ بِها مَلَكٌ يَعْلَمُ ما يَسْقُطُ مِنها حِينَ يُحْصِيهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ عِلْمَهُ وهو أعْلَمُ مِنهُ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلا يَعْلَمُها﴾ قالَ: لِلَّهِ تَبارَكَ وتَعالى شَجَرَةٌ تَحْتَ العَرْشِ لَيْسَ مَخْلُوقٌ إلّا لَهُ فِيها ورَقَةٌ، فَإذا سَقَطَتْ ورَقَتُهُ خَرَجَتْ رُوحُهُ مِن جَسَدِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلا يَعْلَمُها﴾ . وأخْرَجَ الخَطِيبُ في تارِيخِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «ما مِن زَرْعٍ عَلى الأرْضِ ولا ثِمارٍ عَلى أشْجارٍ إلّا عَلَيْها مَكْتُوبٌ: ﷽، هَذا رِزْقُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، وذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلا يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلا في كِتابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام»: ٥٩] . * * * قَوْلُهُ تَعالى ﴿ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأرْضِ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِي قالَ: إنَّ تَحْتَ الأرْضِ الثّالِثَةِ وفَوْقَ الأرْضِ الرّابِعَةِ مِنَ الجِنِّ، ما لَوْ أنَّهم ظَهَرُوا لَكم لَمْ تَرَوْا مَعَهُ نُورًا، عَلى كُلِّ (p-٦٦)زاوِيَةٍ مِن زَواياهُ خاتَمٌ مِن خَواتِيمِ اللَّهِ، عَلى كُلِّ خاتَمٍ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ، يَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهِ في كُلِّ يَوْمٍ مَلَكًا مِن عِنْدِهِ أنِ احْتَفِظْ بِما عِنْدَكَ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلا في كِتابٍ مُبِينٍ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ قالَ: ما في الأرْضِ مِن شَجَرَةٍ صَغِيرَةٍ ولا كَبِيرَةٍ ولا كَمَغْرِزِ إبْرَةٍ رَطْبَةٍ ولا يابِسَةٍ إلّا عَلَيْها مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِها، يَأْتِي اللَّهَ بِعِلْمِها، رُطُوبَتِها إذا رَطِبَتْ، ويُبْسِها إذا يَبِسَتْ، كُلَّ يَوْمٍ، قالَ الأعْمَشُ: وهَذا في الكِتابِ: ﴿ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلا في كِتابٍ مُبِينٍ﴾ . وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: ما مِن شَجَرَةٍ ولا مَوْضِعِ إبْرَةِ إلّا ومَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِها، يَرْفَعُ عِلْمَ ذَلِكَ إلى اللَّهِ تَعالى، فَإنَّ مَلائِكَةَ السَّماءِ أكْثَرُ مِن عَدَدِ التُّرابِ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ﴾ فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: الرَّطْبُ واليابِسُ مِن كُلِّ شَيْءٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ النُّونَ - وهي الدَّواةُ - وخَلَقَ الألْواحَ فَكَتَبَ فِيها أمْرَ الدُّنْيا حَتّى تَنْقَضِيَ، ما (p-٦٧)كانَ مِن خَلْقٍ مَخْلُوقٍ أوْ رِزْقٍ حَلالٍ أوْ حَرامٍ أوْ عَمَلٍ؛ بِرٍّ أوْ فُجُورٍ. ثُمَّ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلا في كِتابٍ مُبِينٍ﴾ ثُمَّ وكَّلَ بِالكِتابِ حَفَظَةً، ووَكَّلَ بِخَلْقِهِ حَفَظَةً، فَتَنْسَخُ حَفَظَةُ الخَلْقِ مِنَ الذِّكْرِ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ في كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، فَيَجْرِي الخَلْقُ عَلى ما وُكِّلَ بِهِ، مَقْسُومٌ عَلى مَن وُكِّلَ بِهِ، فَلا يُغادِرُ أحَدًا مِنهم، فَيَجْرُونَ عَلى ما في أيْدِيهِمْ مِمّا في الكِتابِ فَلا يُغادَرُ مِنهُ شَيْءٌ، قِيلَ: ما كُنّا نُراهُ إلّا كَتَبَ عَمَلَنا ؟! قالَ: ألَسْتُمْ بِعَرَبٍ ؟ هَلْ تَكُونُ نُسْخَةٌ إلّا مِن شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنهُ؟ ثُمَّ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿إنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية: ٢٩] [الجاثِيَةِ: ٢٩] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب