الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ﴾ قالَ: عِنْدَ المَوْتِ ﴿أوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾ قالَ: يَوْمَ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ﴾ قالَ: بِالمَوْتِ ﴿أوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾ قالَ: يَوْمَ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلٍ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾ قالَ: يَوْمَ القِيامَةِ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ في مُسْنَدِهِ، والتِّرْمِذِيُّ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها» .
(p-٢٦٦)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ في قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ونُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ في الفِتَنِ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ والقَمَرِ مِن مَغْرِبِهِما مُقْتَرِنَيْنِ كالبَعِيرَيْنِ القَرِينَيْنِ ثُمَّ قَرَأ: ﴿وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ﴾ [القيامة: ٩] [القِيامَةِ: ٩] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو (p-٢٦٧)داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فَإذا طَلَعَتْ ورَآها النّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسا إيمانُها، ثُمَّ قَرَأ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «ثَلاثٌ إذا خَرَجَتْ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، الدَّجّالُ والدّابَّةُ وطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ ومُسْلِمٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وأبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ، «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: حَفِظْتُ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنَّ أوَّلَ الآياتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وخُرُوجُ الدّابَّةِ ضُحًى، فَأيَّتُهُما كانَتْ قَبْلَ صاحِبَتِها فالأُخْرى عَلى أثَرِها، ثُمَّ (p-٢٦٨)قالَ عَبْدُ اللَّهِ - وكانَ قَرَأ الكُتُبَ -: وأظُنُّ أوَّلَهُما خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وذَلِكَ أنَّها كُلَّما غَرَبَتْ أتَتْ تَحْتَ العَرْشِ فَسَجَدَتْ واسْتَأْذَنَتْ في الرُّجُوعِ، فَأُذِنَ لَها في الرُّجُوعِ، حَتّى إذا بَدا لِلَّهِ أنْ تَطْلُعَ مِن مَغْرِبِها فَعَلَتْ كَما كانَتْ تَفْعَلُ؛ أتَتْ تَحْتَ العَرْشِ فَسَجَدَتْ واسْتَأْذَنَتْ في الرُّجُوعِ فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْها شَيْءٌ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ في الرُّجُوعِ فَلا يُرَدُّ عَلَيْها شَيْءٌ، حَتّى إذا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَذْهَبَ، وعَرَفَتْ أنَّهُ إنْ أُذِنَ لَها في الرُّجُوعِ لَمْ تُدْرِكِ المَشْرِقَ قالَتْ: رَبِّ ما أبْعَدَ المَشْرِقَ ! مَن لِي بِالنّاسِ ؟ [١٦١ظ] حَتّى إذا صارَ الأُفُقُ كَأنَّهُ طَوْقٌ اسْتَأْذَنَتْ في الرُّجُوعِ فَيُقالُ لَها: مِن مَكانِكِ فاطْلُعِي، فَطَلَعَتْ عَلى النّاسِ مِن مَغْرِبِها، ثُمَّ تَلا عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾ [الأنعام»: ١٥٨] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، «عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ ما آيَةُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها ؟ فَقالَ: تَطُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةُ حَتّى تَكُونَ قَدْرَ لَيْلَتَيْنِ، فَيَنْتَبِهُ الَّذِينَ كانُوا يُصَلُّونَ فِيها، فَيَعْمَلُونَ كَما كانُوا، (p-٢٦٩)والنُّجُومُ لا تَرى قَدْ قامَتْ مَكانَها، ثُمَّ يَرْقُدُونَ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَعْمَلُونَ، ثُمَّ يَرْقُدُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ، فَتَكِلُّ عَلَيْهِمْ جُنُوبُهم حَتّى يَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ، فَيَفْزَعُ النّاسُ ولا يُصْبِحُونَ، فَبَيْنَما هم يَنْتَظِرُونَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَشْرِقِها إذا هي طَلَعَتْ مِن مَغْرِبِها، فَإذا رَآها النّاسُ آمَنُوا، ولا يَنْفَعُهم إيمانُهم» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ، «عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلى حِمارٍ وعَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ وقَطِيفَةٌ، وذاكَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقالَ: يا أبا ذَرٍّ أتَدْرِي أيْنَ تَغِيبُ هَذِهِ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فَإنَّها تَغْرُبُ في عَيْنٍ حامِيَةٍ، تَنْطَلِقُ حَتّى تَخِرَّ لِرَبِّها ساجِدَةً تَحْتَ العَرْشِ، فَإذا حانَ خُرُوجُها أذِنَ لَها فَتَخْرُجُ فَتَطْلُعُ، فَإذا أرادَ أنْ يُطْلِعَها مِن حَيْثُ تَغْرُبُ حَبَسَها فَتَقُولُ: يا رَبِّ إنْ سَيْرِي بَعِيدٌ، فَيَقُولُ لَها: اطْلُعِي مِن (p-٢٧٠)حَيْثُ غَرَبْتِ، فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، «عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ﴾ فَهو آيَةٌ لا يَنْفَعُ مُشْرِكًا إيمانُهُ عِنْدَ الآياتِ، ويَنْفَعُ أهْلَ الإيمانِ عِنْدَ الآياتِ إنْ كانُوا اكْتَسَبُوا خَيْرًا قَبْلَ ذَلِكَ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَشِيَّةً مِنَ العَشِياتِ فَقالَ لَهم: يا عِبادَ اللَّهِ تُوبُوا إلى اللَّهِ بِقِرابٍ، فَإنَّكم تُوشِكُونَ أنْ تَرَوُا الشَّمْسَ مِن قِبَلِ المَغْرِبِ، فَإذا فَعَلَتْ ذَلِكَ حُبِسَتِ التَّوْبَةُ، وطُوِيَ العَمَلُ، وخُتِمَ الإيمانُ، فَقالَ النّاسُ: هَلْ لِذَلِكَ مِن آيَةٍ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقالَ: آيَةُ تِلْكُمُ اللَّيْلَةِ أنْ تَطُولَ كَقَدْرِ ثَلاثِ لَيالٍ، فَيَسْتَيْقِظُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهم فَيُصَلُّونَ لَهُ، ثُمَّ يَقْضُونَ صَلاتَهم واللَّيْلُ كَأنَّهُ لَمْ يَنْقَضِ، فَيَضْطَجِعُونَ حَتّى إذا اسْتَيْقَظُوا واللَّيْلُ مَكانَهُ، فَإذا رَأوْا ذَلِكَ خافُوا أنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أمْرٍ عَظِيمٍ، فَإذا أصْبَحُوا فَطالَ عَلَيْهِمْ طُلُوعُ الشَّمْسِ، فَبَيْنَما هم يَنْتَظِرُونَها إذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمْ مِن قِبَلِ المَغْرِبِ، فَإذا فَعَلَتْ ذَلِكَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: (p-٢٧١)﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ الآيَةَ، قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقُولُ: «بادِرُوا بِالأعْمالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، والدَّجّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكم، وأمْرَ العامَّةِ؛ القِيامَةَ، ذُكِرَ لَنا أنَّ قائِلًا قالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ ما آيَةُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها ؟ قالَ: تَطُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةُ حَتّى تَكُونَ قَدْرَ لَيْلَتَيْنِ، فَيَقُومُ المُتَهَجِّدُونَ لِحِينِهِمُ الَّذِي كانُوا يُصَلُّونَ فِيهِ، فَيُصَلُّونَ حَتّى يَقْضُوا صَلاتَهم والنُّجُومُ مَكانَها لا تَسْرِي، ثُمَّ يَأْتُونَ فُرُشَهم فَيَرْقُدُونَ حَتّى تَكِلَّ جُنُوبُهم، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ حَتّى يَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ، فَيَفْزَعُ النّاسُ، ثُمَّ يُصْبِحُونَ، ولا يُصْبِحُونَ إلّا عَصْرًا عَصْرًا، فَبَيْنَما هم يَنْتَظِرُونَها مِن مَشْرِقِها إذْ فَجِئَتْهم مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾ قالَ: لا يَنْفَعُها الإيمانُ إنْ آمَنَتْ، ولا تَزْدادُ في عَمَلٍ إنْ لَمْ تَكُنْ عَمِلَتْهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾ يَقُولُ: كَسَبَتْ في تَصْدِيقِها عَمَلًا صالِحًا، هَؤُلاءِ أهْلُ القِبْلَةِ، وإنْ كانَتْ مُصَدِّقَةً لَمْ تَعْمَلْ قَبْلَ ذَلِكَ خَيْرًا فَعَمِلَتْ بَعْدَ أنْ رَأتِ الآيَةَ لَمْ يُقْبَلْ مِنها، وإنْ عَمِلَتْ قَبْلَ الآيَةِ خَيْرًا ثُمَّ عَمِلَتْ بَعْدَ الآيَةِ خَيْرًا قُبِلَ مِنها.
(p-٢٧٢)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُقاتِلٍ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾ يَعْنِي المُسْلِمَ الَّذِي لَمْ يَعْمَلْ في إيمانِهِ خَيْرًا، وكانَ قَبْلَ الآيَةِ مُقِيمًا عَلى الكَبائِرِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو َقالَ: يَبْقى النّاسُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها عِشْرِينَ ومِائَةَ سَنَةٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّما الآياتُ خَرَزاتٌ مَنظُوماتٌ في سِلْكٍ، انْقَطَعَ السِّلْكُ فَتَبِعَ بَعْضُها بَعْضًا» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «الأماراتُ خَرَزاتٌ مَنظُوماتٌ بِسِلْكٍ، فَإذا انْقَطَعَ السِّلْكُ تَبِعَ بَعْضُهُ بَعْضًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والحاكِمُ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «الآياتُ خَرَزٌ مَنظُوماتٌ في سِلْكٍ يُقْطَعُ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: لَوْ أنَّ رَجُلًا ارْتَبَطَ فَرَسًا في سَبِيلِ اللَّهِ فَأنْتَجَتْ مُهْرًا عِنْدَ أوَّلِ الآياتِ ما رَكِبَ المُهْرَ حَتّى يَرى آخِرَها.
(p-٢٧٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: إذا رَأيْتُمْ أوَّلَ الآياتِ تَتابَعَتْ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: الآياتُ كُلُّها في ثَمانِيَةِ أشْهُرٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: الآياتُ كُلُّها في سِتَّةِ أشْهُرٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: إنَّ الشَّمْسَ إذا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ وسَجَدَتْ واسْتَأْذَنَتْ فَيُؤْذَنُ لَها، حَتّى إذا كانَ يَوْمًا غَرَبَتْ فَسَلَّمَتْ وسَجَدَتْ واسْتَأْذَنَتْ فَلا يُؤْذَنُ لَها فَتَقُولُ: يا رَبِّ إنَّ المَشْرِقَ بَعِيدٌ، وإنِّي إنْ لا يُؤْذَنُ لِي لا أبْلُغُ. قالَ: فَتُحْبَسُ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقالُ لَها، اطْلُعِي مِن حَيْثُ غَرَبْتِ، فَمِن يَوْمِئِذٍ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في البَعْثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِي قالَ: الآيَةُ الَّتِي لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها؛ إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي أوْفى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلى النّاسِ لَيْلَةٌ بِقَدْرِ ثَلاثِ لَيالٍ مِن لَيالِيكم هَذِهِ، فَإذا كانَ ذَلِكَ يَعْرِفُها المُصَلُّونَ، يَقُومُ أحَدُهم فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنامُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنامُ ثُمَّ يَقُومُ، فَبَيْنَما هم كَذَلِكَ ماجَ النّاسُ بَعْضُهم في بَعْضٍ، (p-٢٧٤)فَقالُوا: ما هَذا ؟ فَيَفْزَعُونَ إلى المَساجِدِ، فَإذا هم بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ مِن مَغْرِبِها، فَضَجَّ النّاسُ ضَجَّةً واحِدَةً، حَتّى إذا صارَتْ في وسَطِ السَّماءِ رَجَعَتْ وطَلَعَتْ مِن مَطْلِعِها، وحِينَئِذٍ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها» .
وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ والبَيْهَقِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ صَفْوانَ بْنِ عَسّالٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ جَعَلَ بِالمَغْرِبِ بابًا عَرْضُهُ سَبْعُونَ عامًا، مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ لا يُغْلَقُ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها مِن قِبَلِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها﴾ ولَفْظُ ابْنِ ماجَهْ: فَإذا طَلَعَتْ مَن نَحْوِهِ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ صَفْوانَ بْنِ عَسّالٍ قالَ: «خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأنْشَأ يُحَدِّثُنا: إنَّ لِلتَّوْبَةِ بابًا عَرْضُ ما بَيْنَ مِصْراعَيْهِ ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، لا يُغْلَقُ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها. ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ الآيَةَ» . (p-٢٧٥)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ومُسْلِمٌ، والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن تابَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: التَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ عَلى ابْنِ آدَمَ ما لَمْ يَخْرُجْ إحْدى ثَلاثٌ؛ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، أوْ تَخْرُجِ الدّابَّةُ، أوْ يَخْرُجْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، وقالَ: مَهْما يَأْتِ عَلَيْكم عامٌ فالآخَرُ شَرٌّ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وأبُو داوُدَ والنَّسائِيُّ، عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ أبِي سُفْيانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، ولا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِن طَرِيقِ مالِكِ بْنِ يَخامِرَ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ومُعاوِيَةَ بْنِ أبِي سُفْيانَ وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِي، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «الهِجْرَةُ خَصْلَتانِ، إحْداهُما أنْ تَهْجُرَ السَّيِّئاتِ، والأُخْرى أنْ تُهاجِرَ إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ، ولا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ ما تُقْبَلُ التَّوْبَةُ، ولا تَزالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةٌ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِبِ، فَإذا طَلَعَتْ طُبِعَ عَلى كُلِّ قَلْبٍ بِما فِيهِ، وكُفِيَ النّاسُ العَمَلَ» . (p-٢٧٦)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: مَضَتِ الآياتُ غَيْرَ أرْبَعٍ؛ الدَّجّالُ والدّابَّةُ ويَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، وطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، والآيَةُ الَّتِي يَخْتِمُ اللَّهُ بِها الأعْمالَ، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، ثُمَّ قَرَأ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ الآيَةَ، قالَ: فَهي طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَبِيحَةَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها يَصِيرُ في هَذِهِ الأُمَّةِ قِرَدَةٌ وخَنازِيرُ، وتُطْوى الدَّواوِينُ، وتَجِفُّ الأقْلامُ، لا يُزادُ في حَسَنَةٍ، ولا يُنْقَصُ مِن سَيِّئِهٍ، ولا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: إذا خَرَجَ أوَّلُ الآياتِ طُرِحَتِ الأقْلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُفُ وحُبِسَتِ الحَفَظَةُ، وشَهِدَتِ الأجْسادُ عَلى الأعْمالِ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ومُسْلِمٌ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «بادِرُوا بِالأعْمالِ سِتًّا، طُلُوعَ (p-٢٧٧)الِشَمْسِ مِن مَغْرِبِها، والدَّجّالَ، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكم، وأمْرَ العامَّةِ، قالَ قَتادَةُ: خُوَيْصَّةُ أحَدِكُمُ: المَوْتُ، وأمْرُ العامَّةِ: أمْرُ السّاعَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، عَنْ أنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «بادِرُوا بِالأعْمالِ سِتًّا؛ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، والدُّخانَ، ودابَّةَ الأرْضِ، والدَّجّالَ، وخُوَيْصَّةَ أحَدِكُمْ، وأمْرَ العامَّةِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «العَظائِمُ سَبْعٌ؛ مَضَتْ واحِدَةٌ وهي الطُّوفانُ، وبَقِيَتْ فِيكم سِتٌّ؛ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، والدُّخانُ، والدَّجّالُ، ودابَّةُ الأرْضِ، ويَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، والصُّورُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخانِ الكَبِيرانِ فَيَقُولَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: مَتى وُلِدْتَ ؟ فَيَقُولَ: زَمَنَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: كُنّا نُحَدَّثُ أنَّ الآياتِ يَتَتابَعْنَ تَتابُعَ النِّظامِ في الخَيْطِ عامًا فَعامًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: الآياتُ خَرَزاتٌ مَنظُوماتٌ في سِلْكٍ انْقَطَعَ السِّلْكُ فَتَبِعَ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا.
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ، عَنْ أبِي قَتادَةَ قالَ: (p-٢٧٨)قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الآياتُ بَعْدَ المِائَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: إنَّ النّاسَ بَعْدَ الآيَةِ يُصَلُّونَ ويَصُومُونَ ويَحُجُّونَ، فَيَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِمَّنْ كانَ يَتَقَبَّلُ مِنهُ قَبْلَ الآيَةِ، ومَن لَمْ يَتَقَبَّلْ مِنهُ قَبْلَ الآيَةِ لَمْ يَتَقَبَّلْ مِنهُ بَعْدَ الآيَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ أوَّلَ الآياتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: يَبِيتُ النّاسُ يَسِيرُونَ إلى جَمْعٍ، وتَبِيتُ دابَّةُ الأرْضِ تَسْرِي إلَيْهِمْ، فَيُصْبِحُونَ وقَدْ جَعَلَتْهم بَيْنَ رَأْسِها وذَنَبِها، فَما مِن مُؤْمِنٍ إلّا تَمْسَحُهُ، ولا مُنافِقٍ ولا كافِرٍ إلّا تَخْطِمُهُ، وإنَّ التَّوْبَةَ لَمَفْتُوحَةٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ الدُّخانُ فَيَأْخُذُ المُؤْمِنَ مِنهُ كَهَيْئَةِ الزُّكْمَةِ، ويَدْخُلُ في مَسامِعِ الكافِرِ والمُنافِقِ حَتّى يَكُونَ كالشَّيْءِ الحَنِيذِ، وإنَّ التَّوْبَةَ لَمَفْتُوحَةٌ، ثُمَّ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها. (p-٢٧٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ ومُسْلِمٌ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أسِيدٍ قالَ: «أشْرَفَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن عُلِّيَّةٍ ونَحْنُ نَتَذاكَرُ فَقالَ: ماذا تَذْكُرُونَ ؟ قُلْنا: نَتَذاكَرُ السّاعَةَ، قالَ: فَإنَّها لا تَقُومُ حَتّى تَرَوْا قَبْلَها عَشْرَ آياتٍ؛ الدُّخانَ والدَّجّالَ وعِيسى ابْنَ مَرْيَمَ ويَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ والدّابَّةَ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وثَلاثَةَ خُسُوفٍ؛ خَسْفٌ [١٦٢و] بِالمَشْرِقِ، وخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ، وخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ، وآخِرُ ذَلِكَ نارٌ تَخْرُجُ مِن قَعْرِ عَدَنَ أوِ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النّاسَ إلى المَحْشَرِ، تَنْزِلُ مَعَهم إذا نَزَلُوا، وتَقِيلُ مَعَهم إذا قالُوا» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: إنَّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ما يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنهم حَتّى يُولَدَ لَهُ مِن صُلْبِهِ ألْفٌ فَصاعِدًا، وإنَّ مِن ورائِهِمْ ثَلاثَ أُمَمٍ ما يَعْلَمُ عِدَّتَهم إلّا اللَّهُ؛ مَنسَكُ وتاوِيلُ وتارِيسُ، وإنَّ الشَّمْسَ إذا طَلَعَتْ كُلَّ يَوْمٍ أبْصَرَها الخَلْقُ كُلُّهم، فَإذا غَرَبَتْ خَرَّتْ ساجِدَةً، فَتُسَلِّمُ وتَسْتَأْذِنُ فَلا يُؤْذَنُ لَها، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَلا يُؤْذَنُ لَها، ثُمَّ الثّالِثَةَ فَلا يُؤْذَنُ لَها فَتَقُولُ: يا رَبِّ إنَّ عِبادَكَ يَنْظُرُونِي والمَدى بَعِيدٌ، فَلا يُؤْذَنُ لَها، حَتّى إذا كانَ قَدْرُ لَيْلَتَيْنِ أوْ ثَلاثٍ قِيلَ لَها: اطْلُعِي مِن حَيْثُ غَرَبْتِ، فَتَطْلُعُ فَيَراها أهْلُ الأرْضِ كُلُّهم، وهي فِيما بَلَغَنا (p-٢٨٠)أوَّلُ الآياتِ؛ ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ﴾،فَيَذْهَبُ النّاسُ فَيَتَصَدَّقُونَ بِالذَّهَبِ الأحْمَرِ، فَلا يُؤْخَذُ مِنهم ويُقالُ: لَوْ كانَ بِالأمْسِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ قالَ ذاتَ يَوْمٍ لِجُلَسائِهِ: أرَأيْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ [الكهف: ٨٦] [الكَهْفِ: ٨٦] ماذا يَعْنِي بِها ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: إذا غَرَبَتْ سَجَدَتْ لَهُ وسَبَّحَتْهُ وعَظَّمَتْهُ وكانَتْ تَحْتَ العَرْشِ، فَإذا حَضَرَ طُلُوعُها سَجَدَتْ لَهُ وسَبَّحَتْهُ وعَظَّمَتْهُ واسْتَأْذَنَتْهُ، فَيُؤْذَنُ لَها، فَإذا كانَ اليَوْمُ الَّذِي تُحْبَسُ فِيهِ سَجَدَتْ لَهُ وسَبَّحَتْهُ وعَظَّمَتْهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْهُ فَيُقالُ لَها: اثْبُتِي، فَإذا حَضَرَ طُلُوعُها سَجَدَتْ لَهُ وسَبَّحَتْهُ وعَظَّمَتْهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْهُ فَيُقالُ لَها: اثْبُتِي، فَتُحْبَسُ مِقْدارَ لَيْلَتَيْنِ. قالَ: ويَفْزَعُ إلَيْها المُتَهَجِّدُونَ، ويُنادِي الرَّجُلُ جارَهُ: يا فُلانُ، ما شَأْنُنا اللَّيْلَةَ ؟ لَقَدْ نِمْتُ حَتّى شَبِعْتُ وصَلَّيْتُ حَتّى أعْيَيْتُ ! ثُمَّ يُقالُ لَها: اطْلُعِي مِن حَيْثُ غَرَبْتِ، فَذاكَ يَوْمُ ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والحارِثُ بْنُ أبِي أُسامَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: خَطَبَنا عُمَرُ فَقالَ: أيُّها النّاسُ سَيَكُونُ قَوْمٌ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، ويُكَذِّبُونَ بِالدَّجّالِ، ويُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، ويُكَذِّبُونَ (p-٢٨١)بِعَذابِ القَبْرِ، ويُكَذِّبُونَ بِالشَّفاعَةِ، ويُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النّارِ بَعْدَما امْتَحَشُوا.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في تارِيخِهِ وأبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: إذا أرادَ اللَّهُ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها أدارَها بِالقُطْبِ، فَجَعَلَ مَشْرِقَها مَغْرِبَها، ومَغْرِبَها مَشْرِقَها.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدٍ واهٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «خَلَقَ اللَّهُ عِنْدَ المَشْرِقِ حِجابًا مِنَ الظُّلْمَةِ عَلى البَحْرِ السّابِعِ عَلى مِقْدارِ لَيالِي الدُّنْيا كُلِّها، فَإذا كانَ غُرُوبُ الشَّمْسِ أقْبَلَ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ قَدْ وُكِّلَ بِاللَّيْلِ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِن ظُلْمَةِ ذَلِكَ الحِجابِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ المَغْرِبَ، فَلا يَزالُ يُرْسِلُ تِلْكَ الظُّلْمَةَ مِن خِلالِ أصابِعِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا، وهو يُراعِي الشَّفَقَ، فَإذا غابَ الشَّفَقُ أرْسَلَ الظُّلْمَةَ كُلَّها، ثُمَّ يَنْشُرُ جَناحَيْهِ فَيَبْلُغانِ أقْطارَ الأرْضِ وأكْنافَ السَّماءِ، فَيُجاوِزانِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يُجاوِزا في الهَواءِ، فَيَشُقُّ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ بِجَناحَيْهِ بِالتَّسْبِيحِ والتَّقْدِيسِ لِلَّهِ، حَتّى يَبْلُغَ المَغْرِبَ عَلى قَدْرِ ساعاتِ اللَّيْلِ، فَإذا بَلَغَ المَغْرِبَ انْفَجَرَ الصُّبْحُ مِنَ المَشْرِقِ، ضَمَّ جَناحَهُ وضَمَّ الظُّلْمَةَ بَعْضَها إلى بَعْضٍ بِكَفَّيْهِ، حَتّى يَقْبِضَ عَلَيْها (p-٢٨٢)بِكَفٍّ واحِدَةٍ مِثْلَ قَبْضَتِهِ حِينَ تَناوَلَها مِنَ الحِجابِ بِالمَشْرِقِ، ثُمَّ يَضَعُها عِنْدَ المَغْرِبِ عَلى البَحْرِ السّابِعِ، فَمِن هُناكَ تَكُونُ ظُلْمَةُ اللَّيْلِ، فَإذا حَوَّلَ ذَلِكَ الحِجابَ مِنَ المَشْرِقِ إلى المَغْرِبِ نَفَخَ في الصُّورِ، فَضَوْءُ النَّهارِ مِن قِبَلِ الشَّمْسِ، وظُلْمَةُ اللَّيْلِ مِن قِبَلِ ذَلِكَ الحِجابِ، فَلا تَزالُ الشَّمْسُ تَجْرِي مِن مَطْلِعِها إلى مَغْرِبِها حَتّى يَأْتِيَ الوَقْتُ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لِتَوْبَةِ عِبادِهِ، فَتَسْتَأْذِنُ الشَّمْسُ مِن أيْنَ تَطْلُعُ، ويَسْتَأْذِنُ القَمَرُ مِن أيْنَ يَطْلُعُ، فَلا يُؤْذَنُ لَهُما، فَيُحْسُبانِ مِقْدارَ ثَلاثِ لَيالٍ لِلشَّمْسِ ولَيْلَتَيْنِ لِلْقَمَرِ، فَلا يَعْرِفُ مِقْدارَ حَبْسِهِما إلّا قَلِيلٌ مِنَ النّاسِ، وهم بَقِيَّةُ أهْلِ الأرْضِ، وحَمَلَةُ القُرْآنِ يَقْرَأُ كُلُّ رَجُلٍ مِنهم وِرْدَهُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ، حَتّى إذا فَرَغَ مِنهُ نَظَرَ فَإذا لِيَلَتُهُ عَلى حالِها، فَيَعُودُ فَيَقْرَأُ وِرْدَهُ، فَإذا فَرَغَ مِنهُ نَظَرَ فَإذا اللَّيْلَةُ عَلى حالِها، فَيَعُودُ فَيَقْرَأُ وِرْدَهُ، فَإذا فَرَغَ مِنهُ نَظَرَ فَإذا اللَّيْلَةُ عَلى حالِها، فَلا يَعْرِفُ طُولَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ إلّا حَمَلَةُ القُرْآنِ فَيُنادِي بَعْضُهم بَعْضًا، فَيَجْتَمِعُونَ في مَساجِدِهِمْ بِالتَّضَرُّعِ والبُكاءِ والصُّراخِ بَقِيَّةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، ومِقْدارُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِقْدارُ ثَلاثِ لَيالٍ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ إلى الشَّمْسِ والقَمَرِ فَيَقُولُ: إنَّ الرَّبَّ عَزَّ وجَلَّ أمَرَكُما أنْ تَرْجِعا إلى مَغارِبِكُما فَتَطْلُعا مِنها، فَإنَّهُ لا ضَوْءَ لَكُما عِنْدَنا ولا نُورَ، فَتَبْكِي الشَّمْسُ والقَمَرُ مِن خَوْفِ يَوْمِ القِيامَةِ وخَوْفِ المَوْتِ، فَيَرْجِعُ الشَّمْسُ والقَمَرُ فَيَطْلُعانِ مِن مَغارِبِهِما، فَبَيْنا النّاسُ كَذَلِكَ يَبْكُونَ (p-٢٨٣)ويَتَضَرَّعُونَ إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، والغافِلُونَ في غَفَلاتِهِمْ، إذْ نادى مُنادٍ: ألا إنَّ بابَ التَّوْبَةِ قَدْ أُغْلِقَ، والشَّمْسُ والقَمَرُ قَدْ طَلَعا مِن مَغارِبِهِما. فَيَنْظُرُ النّاسُ فَإذا هُما أسْوَدانِ كالعِكْمَيْنِ لا ضَوْءَ لَهُما ولا نُورَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ﴾ [القيامة: ٩] [القِيامَةِ: ٩] فَيَرْتَفِعانِ مِثْلَ البَعِيرَيْنِ المَقْرُونَيْنِ المَعْقُورَيْنِ يُنازِعُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ اسْتِباقًا، ويَتَصايَحُ أهْلُ الدُّنْيا، وتَذْهَلُ الأُمَّهاتُ، وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها، فَأمّا الصّالِحُونَ والأبْرارُ، فَإنَّهُ يَنْفَعُهم بُكاؤُهم يَوْمَئِذٍ، ويُكْتَبُ لَهم عِبادَةً، وأمّا الفاسِقُونَ والفُجّارُ فَلا يَنْفَعُهم بُكاؤُهم يَوْمَئِذٍ، ويُكْتَبُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، فَإذا بَلَغَتِ الشَّمْسُ والقَمَرُ سُرَّةَ السَّماءِ وهو مَنصِفُها جاءَهُما جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأخَذَ بِقُرُونِهِما فَرَدَّهُما إلى المَغْرِبِ فَلا يُغْرِبُهُما في مَغارِبِهِما، ولَكِنْ يُغْرِبُهُما في مَغارِبِها الَّتِي في بابِ التَّوْبَةِ.
فَقالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ لِلنَّبِيِّ ﷺ: وما بابُ التَّوْبَةِ ؟ فَقالَ: يا عُمَرُ خَلَقَ اللَّهُ بابًا لِلتَّوْبَةِ خَلْفَ المَغْرِبِ، وهو مِن أبْوابِ الجَنَّةِ لَهُ مِصْراعانِ مِن ذَهَبٍ مُكَلَّلانِ بِالدُّرِّ والجَوْهَرِ، ما بَيْنَ المِصْراعِ إلى المِصْراعِ مَسِيرَةُ أرْبَعِينَ عامًا لِلرّاكِبِ المُسْرِعِ، فَذَلِكَ البابُ مَفْتُوحٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ خَلْقَهُ إلى صَبِيحَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ عِنْدَ طُلُوعِ (p-٢٨٤)الشَّمْسِ والقَمَرِ مِن مَغارِبِهِما، ولَمْ يَتُبْ عَبْدٌ مِن عِبادِ اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا مِن لَدُنْ آدَمَ إلى ذَلِكَ اليَوْمِ إلّا ولَجَتْ تِلْكَ التَّوْبَةُ في ذَلِكَ البابِ، ثُمَّ تُرْفَعُ إلى اللَّهِ. فَقالَ مُعاذُ بْنُ جَبَلٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ وما التَّوْبَةُ النَّصُوحُ؟ قالَ: أنْ يَنْدَمَ العَبْدُ عَلى الذَّنْبِ الَّذِي أصابَ فَيَهْرُبُ إلى اللَّهِ مِنهُ، ثُمَّ لا يَعُودُ إلَيْهِ حَتّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ، قالَ: فَيُغْرِبُهُما جِبْرِيلُ في ذَلِكَ البابِ، ثُمَّ يَرُدُّ المِصْراعَيْنِ فَيَلْتَئِمُ ما بَيْنَهُما، ويَصِيرانِ كَأنَّهُما لَمْ يَكُنْ فِيهِما صَدْعٌ قَطُّ ولا خَلَلٌ، فَإذا أُغْلِقَ بابُ التَّوْبَةِ لَمْ تُقْبَلْ لِعَبْدٍ بَعْدَ ذَلِكَ تَوْبَةٌ، ولَمْ تَنْفَعْهُ حَسَنَةٌ يَعْمَلُها بَعْدَ ذَلِكَ إلّا ما كانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإنَّهُ يَجْرِي لَهم وعَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ما كانَ يَجْرِي لَهم قَبْلَ ذَلِكَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾، فَقالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فِداكَ أبِي وأُمِّي، فَكَيْفَ بِالشَّمْسِ والقَمَرِ بَعْدَ ذَلِكَ ؟ وكَيْفَ بِالنّاسِ والدُّنْيا ؟ قالَ: يا أُبَيُّ إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ يُكْسَيانِ بَعْدَ ذَلِكَ ضَوْءَ النُّورِ، ثُمَّ يَطْلُعانِ عَلى النّاسِ ويَغْرُبانِ كَما كانا قَبْلَ ذَلِكَ، وأمّا النّاسُ فَإنَّهم حِينَ رَأوْا ما رَأوْا مِن تِلْكَ الآيَةِ وعَظَمِها يُلِحُّونَ عَلى الدُّنْيا فَيَعْمُرُونَها، ويُجْرُونَ فِيها الأنْهارَ، ويَغْرِسُونَ فِيها الأشْجارَ، ويَبْنُونَ فِيها البُنْيانَ، فَأمّا الدُّنْيا فَإنَّهُ لَوْ نُتِجَ رَجُلٌ مُهْرًا لَمْ يُرْكَبْ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ مِن لَدُنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها إلى يَوْمِ يُنْفَخُ في (p-٢٨٥)الصُّورِ» .
وأخْرَجَ نُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ في الفِتَنِ، والحاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وضَعَّفَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «بَيْنَ أُذُنَيْ حِمارِ الدَّجّالِ أرْبَعُونَ ذِراعًا، وخُطْوَةُ حِمارِهِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أيّامٍ، يَخُوضُ البَحْرَ عَلى حِمارِهِ كَما يَخُوضُ أحَدُكُمُ السّاقِيَةَ عَلى فَرَسِهِ، ويَقُولُ: أنا رَبُّ العالَمِينَ، وهَذِهِ الشَّمْسُ تَجْرِي بِإذْنِي، أفَتُرِيدُونَ أنْ أحْبِسَها ؟ فَتُحْبَسُ الشَّمْسُ حَتّى يَجْعَلَ اليَوْمَ كالشَّهْرِ والجُمُعَةِ، ويَقُولَ: أتُرِيدُونَ أنْ أُسَيِّرَها ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَجْعَلُ اليَوْمَ كالسّاعَةِ، وتَأْتِيهِ المَرْأةُ فَتَقُولُ: يا رَبِّ أحْيِ لِيَ ابْنِي وأخِي وزَوْجِي حَتّى إنَّها تُعانِقُ شَيْطانًا، وبُيُوتُهم مَمْلُوءَةٌ شَياطِينَ، ويَأْتِيهِ الأعْرابِيُّ فَيَقُولُ: يا رَبِّ أحْيِ لَنا إبِلَنا وغَنَمَنا فَيُعْطِيهِمْ شَياطِينَ أمْثالَ إبِلِهِمْ وغَنَمِهِمْ سَواءً بِالسِّنِّ والسِّمَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذا رَبَّنا لَمْ يُحْيِ لَنا مَوْتانا، ومَعَهُ جَبَلٌ مِن مَرَقٍ، وعُراقُ اللَّحْمِ حارٌّ لا يَبْرُدُ، ونَهْرٌ جارٍ، وجَبَلٌ مِن جِنانٍ وخُضْرَةٍ، وجَبَلٌ مِن نارٍ ودُخانٍ، يَقُولُ: هَذِهِ جَنَّتِي وهَذِهِ نارِي، وهَذا طَعامِي وهَذا شَرابِي، واليَسَعُ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَهُ يُنْذِرُ النّاسَ يَقُولُ: هَذا المَسِيحُ الكَذّابُ فاحْذَرُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ، ويُعْطِيهِ اللَّهُ مِنَ السُّرْعَةِ والخِفَّةِ ما لا يَلْحَقُهُ الدَّجّالُ، فَإذا قالَ: أنا رَبُّ العالَمِينَ، قالَ لَهُ النّاسُ: (p-٢٨٦)كَذَبْتَ. ويَقُولُ اليَسَعُ: صَدَقَ النّاسُ، فَيَمُرُّ بِمَكَّةَ فَإذا هو بِخَلْقٍ عَظِيمٍ فَيَقُولُ: مَن أنْتَ ؟ فَيَقُولُ: أنا مِيكائِيلُ بَعَثَنِي اللَّهُ لِأمْنَعَهُ مِن حَرَمِهِ، ويَمُرُّ بِالمَدِينَةِ فَإذا هو بِخَلْقٍ عَظِيمٍ فَيَقُولُ: مَن أنْتَ ؟ فَيَقُولُ: أنا جِبْرِيلُ بَعَثَنِي اللَّهُ لِأمْنَعَهُ مِن حَرَمِ رَسُولِهِ، فَيَمُرُّ الدَّجّالُ بِمَكَّةَ، فَإذا رَأى مِيكائِيلَ ولّى هارِبًا ويَصِيحُ فَيَخْرُجُ إلَيْهِ مِن مَكَّةَ مُنافِقُوها ومِنَ المَدِينَةِ كَذَلِكَ، ويَأْتِي النَّذِيرُ إلى الَّذِينَ فَتَحُوا القُسْطَنْطِينِيَّةَ، ومَن تَألَّفَ مِنَ المُسْلِمِينَ بِبَيْتِ المَقْدِسِ. قالَ: فَيَتَناوَلُ الدَّجّالُ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَيَقُولُ: هَذا الَّذِي يَزْعُمُ أنِّي لا أقْدِرُ عَلَيْهِ فاقْتُلُوهُ، فَيُنْشَرُ، ثُمَّ يَقُولُ: أنا أُحْيِيهِ، قُمْ، ولا يَأْذَنُ اللَّهُ لِنَفْسٍ غَيْرَها، فَيَقُولُ: ألَيْسَ قَدْ أمَتُّكَ ثُمَّ أحْيَيْتُكَ ؟ فَيَقُولُ: الآنَ ازْدَدْتُ فِيكَ يَقِينًا؛ بَشَّرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنَّكَ تَقْتُلُنِي ثُمَّ أحْيا بِإذْنِ اللَّهِ، فَيُوضَعُ عَلى جِلْدِهِ صَفائِحُ مِن نُحاسٍ فَلا يَحِيكُ فِيهِ سِلاحُهم، فَيَقُولُ: اطْرَحُوهُ في نارِي، فَيُحَوِّلُ اللَّهُ ذَلِكَ الجَبَلَ عَلى النَّذِيرِ جِنانًا، فَيَشُكُّ النّاسُ فِيهِ، ويُبادِرُ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَإذا صَعِدَ عَلى عَقَبَةٍ أفِيقَ وقَعَ ظِلُّهُ عَلى المُسْلِمِينَ فَيُوتِرُونَ قِسِيَّهم لِقِتالِهِ، فَأقْواهم مَن بَرَكَ أوْ جَلَسَ مِنَ الجُوعِ والضَّعْفِ، ويَسْمَعُونَ النِّداءَ: جاءَكُمُ الغَوْثُ، فَيَقُولُونَ: هَذا كَلامُ رَجُلٍ شَبْعانَ، وتُشْرِقُ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّها، ويَنْزِلُ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ ويَقُولُ: يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، احْمَدُوا رَبَّكم (p-٢٨٧)وسَبِّحُوهُ. فَيَفْعَلُونَ ويُرِيدُونَ الفِرارَ فَيُضَيِّقُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الأرْضَ، فَإذا أتَوْا بابَ لُدٍّ في نِصْفِ ساعَةٍ فَيُوافِقُونَ عِيسى، فَإذا نَظَرَ إلى عِيسى يَقُولُ: أقِمِ الصَّلاةَ، فَيَقُولُ الدَّجّالُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَقُولُ: يا عَدُوَّ اللَّهِ زَعَمْتَ أنَّكَ رَبُّ العالَمِينَ فَلِمَن تُصَلِّي ؟ فَيَضْرِبُهُ بِمِقْرَعَةٍ فَيَقْتُلُهُ، فَلا يَبْقى أحَدٌ مِن أنْصارِهِ خَلْفَ شَيْءٍ إلّا نادى: يا مُؤْمِنُ هَذا دَجّالِيٌّ فاقْتُلْهُ. فَيُمَتَّعُونَ أرْبَعِينَ سَنَةً، لا يَمُوتُ أحَدٌ ولا يَمْرَضُ أحَدٌ، ويَقُولُ الرَّجُلُ لِغَنَمِهِ ولِدَوابِّهِ: اذْهَبُوا فارْعَوْا، وتَمُرُّ الماشِيَةُ بَيْنَ الزَّرْعَيْنِ لا تَأْكُلُ مِنهُ سُنْبُلَةً، والحَيّاتُ والعَقارِبُ لا تُؤْذِي أحَدًا، والسَّبُعُ عَلى أبْوابِ الدُّورِ لا يُؤْذِي أحَدًا، ويَأْخُذُ الرَّجُلُ المُدَّ مِنَ القَمْحِ فَيَبْذُرُهُ بِلا حَرْثٍ فَيَجِيءُ مِنهُ سَبْعُمِائَةِ مُدٍّ، فَيَمْكُثُونَ في ذَلِكَ حَتّى يُكْسَرَ سَدُّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ، فَيَمُوجُونَ ويُفْسِدُونَ، ويَسْتَغِيثُ النّاسُ فَلا يُسْتَجابُ لَهم، [١٦٢ظ] وأهْلُ طُورِ سَيْناءَ هُمُ الَّذِينَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَيَدْعُونَ فَيَبْعَثُ اللَّهُ دابَّةً مِنَ الأرْضِ ذاتَ قَوائِمَ، فَتَدْخُلُ في آذانِهِمْ فَيُصْبِحُونَ مَوْتى أجْمَعِينَ، وتُنْتِنُ الأرْضُ مِنهم فَيُؤْذُونَ النّاسَ بِنَتَنِهِمْ أشَدَّ مِن حَياتِهِمْ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِاللَّهِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا يَمانِيَةً غَبْراءَ فَتَصِيرُ عَلى النّاسِ غَمًّا ودُخانًا، وتَقَعُ عَلَيْهِمُ الزُّكْمَةُ، ويُكْشَفُ ما بِهِمْ بَعْدَ ثَلاثٍ، وقَدْ قُذِفَتْ جِيَفُهم في (p-٢٨٨)البَحْرِ، ولا يَلْبَثُونَ إلّا قَلِيلًا حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، وجَفَّتِ الأقْلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُفُ، ولا يُقْبَلُ مِن أحَدٍ تَوْبَةٌ، ويَخِرُّ إبْلِيسُ ساجِدًا يُنادِي: إلَهِي مُرْنِي أنْ أسْجُدَ لِمَن شِئْتَ. وتَجْتَمِعُ إلَيْهِ الشَّياطِينُ فَتَقُولُ: يا سَيِّدَنا إلى مَن تَفْزَعُ ؟ فَيَقُولُ: إنَّما سَألْتُ رَبِّي أنْ يُنْظِرَنِي إلى يَوْمِ البَعْثِ، وقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، وهَذا الوَقْتُ المَعْلُومُ، وتَصِيرُ الشَّياطِينُ ظاهِرَةً في الأرْضِ حَتّى يَقُولَ الرَّجُلُ: هَذا قَرِينِي الَّذِي كانَ يُغْوِينِي، فالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أخْزاهُ، ولا يَزالُ إبْلِيسُ ساجِدًا باكِيًا حَتّى تَخْرُجَ الدّابَّةُ فَتَقْتُلَهُ وهو ساجِدٌ، ويَتَمَتَّعُ المُؤْمِنُونَ بَعْدَ ذَلِكَ أرْبَعِينَ سَنَةً لا يَتَمَنَّوْنَ شَيْئًا إلّا أُعْطُوهُ حَتّى تَتِمَّ أرْبَعُونَ سَنَةً بَعْدَ الدّابَّةِ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِمُ المَوْتُ ويُسْرِعُ، فَلا يَبْقى مُؤْمِنٌ، ويَبْقى الكُفّارُ يَتَهارَجُونَ في الطُّرُقِ كالبَهائِمِ، حَتّى يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ في وسَطِ الطَّرِيقِ، يَقُومُ واحِدٌ عَنْها ويَنْزِلُ واحِدٌ، وأفْضَلُهم يَقُولُ: لَوْ تَنَحَّيْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ كانَ أحْسَنَ، فَيَكُونُونَ عَلى مِثْلِ ذَلِكَ حَتّى لا يُولَدَ أحَدٌ مِن نِكاحٍ، ثُمَّ يَعْقِمُ اللَّهُ النِّساءَ ثَلاثِينَ سَنَةً، ويَكُونُونَ كُلُّهم أوْلادَ زِنًى، شِرارَ النّاسِ، عَلَيْهِمْ تَقُومُ السّاعَةُ» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِي قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها خَرَّ إبْلِيسُ ساجِدًا يُنادِي ويَجْهَرُ: إلَهِي مُرْنِي أنْ أسْجُدَ لِمَن شِئْتَ. فَتَجْتَمِعُ إلَيْهِ زَبانِيَتُهُ فَيَقُولُونَ: يا سَيِّدَهم ما هَذا التَّضَرُّعُ؟! فَيَقُولُ: إنَّما سَألْتُ رَبِّي أنْ يُنْظِرَنِي إلى الوَقْتِ المَعْلُومِ، وهَذا الوَقْتُ المَعْلُومُ، قالَ: وتَخْرُجُ دابَّةُ الأرْضِ مِن صَدْعٍ في الصَّفا، (p-٢٨٩)فَأوَّلُ خُطْوَةٍ تَضَعُها بِأنْطاكِيَةَ، فَتَأْتِي إبْلِيسَ فَتَخْطِمُهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ وأبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ، والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ، عَنْ أبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهارِ، ويَبْسُطَ يَدَهُ بِالنَّهارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها ذَهَبَ الرَّجُلُ إلى المالِ كَنَزَهُ، فَيَسْتَخْرِجُهُ فَيَحْمِلُهُ عَلى ظَهْرِهِ فَيَقُولُ: مَن لَهُ في هَذِهِ ؟ فَيُقالُ لَهُ: أفَلا جِئْتَ بِهِ بِالأمْسِ ! فَلا يُقْبَلُ مِنهُ، فَيَجِيءُ إلى المَكانِ الَّذِي احْتَفَرَهُ، فَيَضْرِبُ بِهِ الأرْضَ ويَقُولُ: لَيْتَنِي لَمْ أرَكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ قالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلى حُذَيْفَةَ ثَلاثَ مَرّاتٍ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَرَجَعْتُ فَإذا رَسُولُهُ قَدْ لَحِقَنِي، فَقالَ: ما رَدَّكَ ؟ قُلْتُ: ظَنَنْتُ أنَّكَ نائِمٌ، قالَ: ما كُنْتُ لِأنامَ حَتّى أنْظُرَ مِن أيْنَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ. قالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدًا فَقالَ: قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ واحِدٍ مِن (p-٢٩٠)أصْحابِ مُحَمَّدٍ ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ قالَ: إنَّ صُبْحَ يَوْمِ القِيامَةِ تَطُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةُ كَطُولِ ثَلاثِ لَيالٍ، فَيَقُومُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهم فَيُصَلُّونَ، حَتّى إذا فَرَغُوا مِن صَلاتِهِمْ أصْبَحُوا يَنْظُرُونَ إلى الشَّمْسِ مِن مَطْلِعِها، فَإذا هي قَدْ طَلَعَتْ مِن مَغْرِبِها.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ أبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أسِيدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَجِيءُ الرِّيحُ الَّتِي يَقْبِضُ اللَّهُ تَعالى فِيها نَفْسَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، ثُمَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وهي الآيَةُ الَّتِي ذَكَرَها اللَّهُ في كِتابِهِ» .
وأخْرَجَ نُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ في ”الفِتَنِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَمْسٌ لا أدْرِي أيَّتُهُنَّ أوَّلُ مِنَ الآياتِ ! وأيَّتُهُنَّ جاءَتْ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا؛ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن (p-٢٩١)مَغْرِبِها، والدَّجّالُ، ويَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، والدُّخانُ، والدّابَّةُ» .
وأخْرَجَ نُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ في ”الفِتَنِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها تَذْهَلُ الأُمَّهاتُ عَنْ أوْلادِها، والأحِبَّةُ عَنْ ثَمَراتِ قُلُوبِها، وتَشْتَغِلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما أتاها، ولا يُقْبَلُ بَعْدَها لِأحَدٍ تَوْبَةٌ إلّا مَن كانَ مُحْسِنًا في إيمانِهِ، فَإنَّهُ يُكْتَبُ لَهم بَعْدَ ذَلِكَ كَما كانَ يُكْتَبُ لَهم قَبْلَ ذَلِكَ، وأمّا الكُفّارُ فَتَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ونَدامَةً، لَوْ أنَّ رَجُلًا أنْتَجَ فَرَسًا لَمْ يَرْكَبْهُ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ، مِن لَدُنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ، ولَتَقُومَنَّ السّاعَةُ والنّاسُ في أسْواقِهِمْ قَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ الثَّوْبَ فَلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، وقَدْ رَفَعَ الرَّجُلُ لُقْمَتَهُ إلى فِيهِ فَلا يَطْعَمُها " . ثُمَّ تَلا: ﴿ولَيَأْتِيَنَّهم بَغْتَةً وهم لا يَشْعُرُونَ﴾ [العنكبوت: ٥٣] [العَنْكَبُوتِ»: ٥٣] .
{"ayah":"هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ یَأۡتِیَ رَبُّكَ أَوۡ یَأۡتِیَ بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَۗ یَوۡمَ یَأۡتِی بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَ لَا یَنفَعُ نَفۡسًا إِیمَـٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِیۤ إِیمَـٰنِهَا خَیۡرࣰاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوۤا۟ إِنَّا مُنتَظِرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق