الباحث القرآني
(p-٢٢)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾
أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَلْمانَ في قَوْلِهِ: ﴿كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ قالَ: إنّا نَجِدُهُ في التَّوْراةِ عُطَيْفَتَيْنِ، إنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ ثُمَّ جَعَلَ مِائَةَ رَحْمَةٍ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ، ثُمَّ خَلَقَ الخَلْقَ، فَوَضَعَ بَيْنَهم رَحْمَةً واحِدَةً، وأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وتِسْعِينَ رَحْمَةَ، فَبِها يَتَراحَمُونَ وبِها يَتَعاطَفُونَ وبِها يَتَباذَلُونَ وبِها يَتَزاوَرُونَ، وبِها تَحِنُّ النّاقَةُ، وبِها تُنْتَجُ البَقَرَةُ، وبِها تَيْعَرُ الشّاةُ، وبِها تَتابَعُ الطَّيْرُ، وبِها تَتابَعُ الحِيتانُ في البَحْرِ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ جَمَعَ تِلْكَ الرَّحْمَةَ إلى ما عِنْدَهُ، ورَحْمَتُهُ أفْضَلُ وأوْسَعُ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ والصِّفاتِ، عَنْ سَلْمانَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «خَلَقَ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، مِنها رَحْمَةٌ يَتَراحَمُ بِها الخَلْقُ، وتِسْعٌ وتِسْعُونَ لِيَوْمِ القِيامَةِ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أكْمَلَها بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ والفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في الأسْماءِ (p-٢٣)والصِّفاتِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَمّا قَضى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ كِتابًا فَوَضَعَهُ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَمّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ كِتابًا بِيَدِهِ عَلى نَفْسِهِ: إنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إذا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ القَضاءِ بَيْنَ الخَلْقِ أخْرَجَ كِتابًا مِن تَحْتِ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، وأنا أرْحَمُ الرّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً أوْ قَبْضَتَيْنِ، فَيَخْرُجُ مِنَ النّارِ خَلْقٌ كَثِيرٌ لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا، مَكْتُوبٌ بَيْنَ أعْيُنِهِمْ: عُتَقاءُ اللَّهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا بِيَدِهِ لِنَفْسِهِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ والأرْضَ، فَوَضَعَهُ تَحْتَ عَرْشِهِ فِيهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ طاوُسٍ: إنَّ اللَّهَ لَمّا خَلَقَ الخَلْقَ، لَمْ يَعْطِفْ شَيْءٌ مِنهُ عَلى شَيْءٍ حَتّى خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ بَيْنَهم رَحْمَةً واحِدَةً، فَعَطَفَ بَعْضُ الخَلْقِ عَلى بَعْضٍ.
(p-٢٤)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، حَسِبْتُهُ أسْنَدَهُ، قالَ: إذا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ القَضاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ، أخْرَجَ كِتابًا مِن تَحْتِ العَرْشِ فِيهِ: إنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، وأنا أرْحَمُ الرّاحِمِينَ، قالَ: فَيَخْرُجُ مِنَ النّارِ مِثْلُ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ قالَ: مِثْلا أهْلِ الجَنَّةِ.
[١٥١ظ] وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: إنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأهْبَطَ مِنها رَحْمَةً واحِدَةً إلى أهْلِ الدُّنْيا، يَتَراحَمُ بِها الجِنُّ والإنْسُ وطائِرُ السَّماءِ، وحِيتانُ الماءِ، ودَوابُّ الأرْضِ وهَوامُّها، وما بَيْنَ الهَواءِ، واخْتَزَنَ عِنْدَهُ تِسْعًا وتِسْعِينَ رَحْمَةً، حَتّى إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ اخْتَلَجَ الرَّحْمَةَ الَّتِي كانَ أهْبَطَها إلى أهْلِ الدُّنْيا، فَحَواها إلى ما عِنْدَهُ، فَجَعَلَها في قُلُوبِ أهْلِ الجَنَّةِ، وعَلى أهْلِ الجَنَّةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي المُخارِقِ زُهَيْرِ بْنِ سالِمٍ قالَ: قالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: ما أوَّلُ شَيْءٍ ابْتَدَأهُ اللَّهُ مِن خَلْقِهِ؟ فَقالَ كَعْبٌ: كَتَبَ اللَّهُ كِتابًا لَمْ يَكْتُبْهُ بِقَلَمٍ ولا مَدَدٍ، ولَكِنْ كَتَبَ بِإصْبَعِهِ يَتْلُوها الزَّبَرْجَدُ واللُّؤْلُؤُ والياقُوتُ: أنا اللَّهُ لا إلَهَ إلّا أنا سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ، عَنْ أبِي قَتادَةَ، «عَنْ (p-٢٥)رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: قالَ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ: ألا أُحَدِّثُكم عَنْ عَبْدَيْنِ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، أمّا أحَدُهُما فَيَرى بَنُو إسْرائِيلَ أنَّهُ أفْضَلُهُما في الدِّينِ والعِلْمِ والخُلُقِ، والآخَرُ أنَّهُ مُسْرِفٌ عَلى نَفْسِهِ، فَذُكِرَ عِنْدَ صاحِبِهِ فَقالَ: لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ، فَقالَ: ألَمْ يَعْلَمْ أنِّي أرْحَمُ الرّاحِمِينَ، ألَمْ يَعْلَمْ أنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، وأنِّي أوْجَبْتُ لِهَذا العَذابَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَلا تَألَّوْا عَلى اللَّهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجُعِلَ في الأرْضِ مِنها رَحْمَةٌ، فَبِها تَعْطِفُ الوالِدَةُ عَلى ولَدِها، والبَهائِمُ بَعْضُها عَلى بَعْضٍ، وأخَّرَ تِسْعًا وتِسْعِينَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أكْمَلَها بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ مِائَةَ رَحْمَةٍ» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، كُلُّ رَحْمَةٍ طِباقَ ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فَجَعَلَ مِنها في الأرْضِ رَحْمَةً، فَبِها تَعْطِفُ الوالِدَةُ عَلى ولَدِها، والوَحْشُ والطَّيْرُ بَعْضُها عَلى بَعْضٍ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أكْمَلَها بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ» .
{"ayah":"قُل لِّمَن مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَیَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَا رَیۡبَ فِیهِۚ ٱلَّذِینَ خَسِرُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق