الباحث القرآني
(p-٥)﷽
سُورَةُ الأنْعامِ.
أخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أُنْزِلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ بِمَكَّةَ.
وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدَةَ، وابْنُ الضُّرَيْسِ في فَضائِلِهِما، وابْنُ المُنْذِرِ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ ”الأنْعامِ“ بِمَكَّةَ لَيْلًا جُمْلَةً، وحَوْلَها سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجْأرُونَ بِالتَّسْبِيحِ.
وأخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ «عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أُنْزِلَتْ سُورَةُ ”الأنْعامِ“ جَمِيعًا بِمَكَّةَ، مَعَها مَوْكِبٌ مِنَ المَلائِكَةِ يُشَيِّعُونَها، قَدْ طَبَّقُوا ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، لَهم زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ حَتّى كادَتِ الأرْضُ أنْ تَرْتَجَّ مِن زَجَلِهِمْ بِالتَّسْبِيحِ ارْتِجاجًا، فَلَمّا سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ زَجَلَهم بِالتَّسْبِيحِ رَهِبَ مِن ذَلِكَ فَخَرَّ ساجِدًا، حَتّى أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ» . (p-٦)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ يُشَيِّعُها سَبْعُونَ ألْفًا مِنَ المَلائِكَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أسْماءَ قالَتْ: «نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ عَلى النَّبِيِّ ﷺ وهو في مَسِيرٍ في زَجَلٍ مِنَ المَلائِكَةِ، وقَدْ نُظِمُوا ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ «عَنْ أسْماءَ بِنْتِ يَزِيدَ قالَتْ: نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ عَلى النَّبِيِّ ﷺ جُمْلَةً واحِدَةً، وأنا آخِذَةٌ بِزِمامِ ناقَةِ النَّبِيِّ ﷺ، إنْ كادَتْ مِن ثِقَلِها لَتَكْسِرُ عِظامَ النّاقَةِ» .
وأخْرَجَ الخِلَعِيُّ في ”الخِلَعِيّاتِ“ عَنْ أسْماءَ بِنْتِ يَزِيدَ قالَتْ: نَزَلَتِ ”الأنْعامُ“ ومَعَها زَجَلٌ مِنَ المَلائِكَةِ، قَدْ مَلَئُوا ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، وهي مَكِّيَّةٌ، ومِنها آيَتانِ مُهاجِرَتانِ: ﴿قُلْ تَعالَوْا أتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكم عَلَيْكُمْ﴾ [الأنعام: ١٥١] والَّتِي بَعْدَها [ الأنْعامِ: ١٥١، ١٥٢] .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نَزَلَتْ عَلَيَّ سُورَةُ الأنْعامِ جُمْلَةً واحِدَةً، يُشَيِّعُها سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لَهم زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ والتَّحْمِيدِ» .
(p-٧)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ والسِّلَفِيُّ في ”الطُّيُورِيّاتِ“ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ ومَعَها مَوْكِبٌ مِنَ المَلائِكَةِ يَسُدُّ ما بَيْنَ الخافِقَيْنِ، لَهم زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ والتَّقْدِيسِ، والأرْضُ تَرْتَجُّ، ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ، والإسْماعِيلِيُّ في مُعْجَمِهِ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قالَ: لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ المَلائِكَةِ ما سَدَّ الأُفُقَ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ وضَعَّفَهُ، والخَطِيبُ في تارِيخِهِ «عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: أُنْزِلَ القُرْآنُ خَمْسًا خَمْسًا، ومَن حَفِظَ خَمْسًا خَمْسًا لَمْ يَنْسَهُ إلّا سُورَةَ الأنْعامِ، فَإنَّها نَزَلَتْ جُمْلَةً في ألْفٍ، يُشَيِّعُها مِن كُلِّ سَماءٍ سَبْعُونَ مَلَكًا، حَتّى أدَّوْها إلى النَّبِيِّ ﷺ، ما قُرِئَتْ عَلى عَلِيلٍ إلّا شَفاهُ اللَّهُ» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةُ الأنْعامِ جُمْلَةً واحِدَةً يُشَيِّعُها سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لَهم زَجَلٌ (p-٨)بِالتَّسْبِيحِ والتَّحْمِيدِ والتَّكْبِيرِ والتَّهْلِيلِ» .
وأخْرَجَ النَّحّاسُ في ناسِخِهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: سُورَةُ الأنْعامِ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ جُمْلَةً واحِدَةً، فَهي مَكِّيَّةٌ إلّا ثَلاثَ آياتٍ مِنها نَزَلَتْ بِالمَدِينَةِ ﴿قُلْ تَعالَوْا أتْلُ﴾ [الأنعام: ١٥١] إلى تَمامِ الآياتِ الثَّلاثِ [الأنْعامِ: ١٥١ - ١٥٣] .
وأخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أنَسٍ مَرْفُوعًا: «يُنادِي مُنادٍ: يا قارِئَ سُورَةِ الأنْعامِ هَلُمَّ إلى الجَنَّةِ؛ بِحُبِّكَ إيّاها وتِلاوَتِها» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ والفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ كُلُّها جُمْلَةً، مَعَها خَمْسُمِائَةِ مَلَكٍ يَزُفُّونَها ويَحُفُّونَها.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ أبِي جُحَيْفَةَ قالَ: نَزَلَتِ الأنْعامُ جَمِيعًا، مَعَها سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، كُلُّها مَكِّيَّةٌ إلّا ﴿ولَوْ أنَّنا نَزَّلْنا إلَيْهِمُ المَلائِكَةَ﴾ [الأنعام: ١١١] [الأنْعامِ: ١١١] فَإنَّها مَدَنِيَّةٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ سُورَةُ الأنْعامِ سَبَّحَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قالَ: لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ المَلائِكَةِ ما سَدَّ الأُفُقَ» .
(p-٩)وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ وإسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ في مُسْنَدِهِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قالَ: نَزَلَتِ الأنْعامُ جُمْلَةً واحِدَةً، مَعَها رَجَزٌ مِنَ المَلائِكَةِ قَدْ نُظِمُوا ما بَيْنَ السَّماءِ الدُّنْيا إلى الأرْضِ. قالَ: وهي مَكِّيَّةٌ غَيْرَ آيَتَيْنِ: ﴿قُلْ تَعالَوْا أتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكم عَلَيْكُمْ﴾ [الأنعام: ١٥١] والآيَةُ الَّتِي بَعْدَها.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ عَطاءٍ قالَ: أُنْزِلَتِ الأنْعامُ جَمِيعًا ومَعَها سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنِ الكَلْبِيِّ قالَ: نَزَلَتِ الأنْعامُ كُلُّها بِمَكَّةَ إلّا آيَتَيْنِ نَزَلَتا بِالمَدِينَةِ في رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ وهو الَّذِي قالَ: ﴿ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٩١] الآيَةَ [الأنْعامِ: ٩١ ] .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ سُفْيانَ قالَ: نَزَلَتِ الأنْعامُ كُلُّها بِمَكَّةَ إلّا آيَتَيْنِ نَزَلَتا بِالمَدِينَةِ في رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ وهو الَّذِي قالَ: ﴿ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٩١] . وهو فِنْحاصُ اليَهُودِيُّ أوْ مالِكُ بْنُ الصَّيْفِ.
وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ في فَضائِلِهِ والدّارِمِيُّ في مُسْنَدِهِ، ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ في كِتابِ الصَّلاةِ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: الأنْعامُ مِن نَواجِبِ القُرْآنِ.
وأخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: الأنْعامُ مِن نَواجِبِ القُرْآنِ.
(p-١٠)وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ حَبِيبٍ أبِي مُحَمَّدٍ العابِدِ قالَ: مَن قَرَأ ثَلاثَ آياتٍ مِن أوَّلِ الأنْعامِ إلى: ( ﴿تَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام: ٣] ) بَعَثَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ ألْفَ مَلَكٍ يَدْعُونَ لَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، ولَهُ مِثْلُ أعْمالِهِمْ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، وسَقاهُ مِن سَلْسَبِيلٍ، وغَسَلَهُ مِنَ الكَوْثَرِ، وقالَ: أنا رَبُّكَ حَقًّا وأنْتَ عَبْدِي حَقًّا.
وأخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عِيسى عَنْ أبِي مُحَمَّدٍ الفارِسِيِّ قالَ: مَن قَرَأ ثَلاثَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الأنْعامِ، بَعَثَ اللَّهُ سَبْعِينَ ألْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، ولَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، وأظَلَّهُ في ظِلِّ عَرْشِهِ، وأطْعَمَهُ مِن ثِمارِ الجَنَّةِ، وشَرِبَ مِنَ الكَوْثَرِ، واغْتَسَلَ مِنَ السَّلْسَبِيلِ، وقالَ اللَّهُ: أنا رَبُّكَ وأنْتَ عَبْدِي.
وأخْرَجَ السِّلَفِيُّ بِسَنَدٍ واهٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ مَرْفُوعًا: «مَن قَرَأ إذا صَلّى الغَداةَ ثَلاثَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الأنْعامِ إلى: ﴿ويَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام: ٣] نَزَلَ إلَيْهِ أرْبَعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، يُكْتَبُ لَهُ مِثْلُ أعْمالِهِمْ، وبُعِثَ إلَيْهِ مَلَكٌ مِن سَبْعِ سَماواتٍ ومَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِن حَدِيدٍ، فَإنْ أوْحى الشَّيْطانُ في قَلْبِهِ شَيْئًا مِنَ الشَّرِّ ضَرَبَهُ ضَرْبَةً، حَتّى يَكُونَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ سَبْعُونَ حِجابًا، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ قالَ اللَّهُ تَعالى: أنا رَبُّكَ وأنْتَ عَبْدِي، امْشِ في ظِلِّي واشْرَبْ مِنَ الكَوْثَرِ، واغْتَسِلْ مِنَ السَّلْسَبِيلِ، وادْخُلِ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ» .
(p-١١)وأخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن صَلّى الفَجْرَ في جَماعَةٍ، وقَعَدَ في مُصَلّاهُ، وقَرَأ ثَلاثَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الأنْعامِ، وكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ مَلَكًا، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ ويَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ «عَنْ حُذَيْفَةَ أنَّهُ مَرَّ بِالنَّبِيِّ ﷺ لَيْلَةً وهو يُصَلِّي في المَسْجِدِ قالَ: فَقُمْتُ أُصَلِّي وراءَهُ، فاسْتَفْتَحَ سُورَةَ البَقَرَةِ، فَلَمّا خَتَمَ قالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، وِتْرًا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرانَ، فَخَتَمَها، فَلَمْ يَرْكَعْ وقالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ المائِدَةِ فَخَتَمَها فَرَكَعَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، ويُرَجِّعُ شَفَتَيْهِ، فَأعْلَمُ أنَّهُ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلى، ويُرَجِّعُ شَفَتَيْهِ، فَأعْلَمُ أنَّهُ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلا أفْهَمُ غَيْرَهُ، ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ الأنْعامِ، فَتَرَكْتُهُ وذَهَبْتُ» .
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ [١٥١و] ابْنُ الضُّرَيْسِ في فَضائِلِ القُرْآنِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ كَعْبٍ قالَ: فُتِحَتِ التَّوْراةُ بِـ ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ وخُتِمَتْ بِـ ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ولَدًا﴾ [الإسراء: ١١١] إلى قَوْلِهِ ﴿وكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: ١١١] [الإسْراءِ: ١١١] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (p-١٢)قالَ: هي في التَّوْراةِ بِسِتِّمِائَةِ آيَةٍ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ قَتادَةَ ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ﴾: حَمِدَ نَفْسَهُ فَأعْظَمَ خَلْقَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَلِيٍّ، أنَّهُ أتاهُ رَجُلٌ مِنَ الخَوارِجِ فَقالَ: ( ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ) ألَيْسَ كَذَلِكَ ؟ قالَ: نَعَمْ، فانْصَرَفَ عَنْهُ، ثُمَّ قالَ: ارْجِعْ، فَرَجَعَ، فَقالَ: أيْ قُلْ؛ إنَّما أُنْزِلَتْ في أهْلِ الكِتابِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبْزى عَنْ أبِيهِ، أنَّهُ أتاهُ رَجُلٌ مِنَ الخَوارِجِ فَقَرَأ عَلَيْهِ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾ الآيَةَ، ثُمَّ قالَ: ألَيْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ؟ قالَ: بَلى، فانْصَرَفَ عَنْهُ الرَّجُلُ فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: ياابْنَ أبْزى، إنَّ هَذا أرادَ تَفْسِيرَ الآيَةِ غَيْرَ ما تَرى، إنَّهُ رَجُلٌ مِنَ الخَوارِجِ، قالَ: رُدُّوهُ عَلَيَّ، فَلَمّا جاءَ قالَ: أتَدْرِي فِيمَن أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ؟ قالَ: لا، قالَ: نَزَلَتْ في أهْلِ الكِتابِ، فَلا تَضَعْها في غَيْرِ مَوْضِعِها.
(p-١٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في الزَّنادِقَةِ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾ قالَ: قالُوا: إنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقِ الظُّلْمَةَ ولا الخَنافِسَ ولا العَقارِبَ ولا شَيْئًا قَبِيحًا، وإنَّما خَلَقَ النُّورَ وكُلَّ شَيْءٍ حَسَنٍ، فَأُنْزِلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ مَعَ سَبْعِينَ ألْفَ مَلَكٍ مَعَهم سُورَةُ الأنْعامِ، لَهم زَجَلٌ مِنَ التَّسْبِيحِ والتَّكْبِيرِ والتَّهْلِيلِ والتَّحْمِيدِ وقالَ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ﴾ فَكانَ فِيهِ رَدٌّ عَلى ثَلاثَةِ أدْيانٍ مِنهُمْ، فَكانَ فِيهِ رَدٌّ عَلى الدَّهْرِيَّةِ، أنَّ الأشْياءَ كُلَّها دائِمَةٌ، ثُمَّ قالَ: ﴿وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾ فَكانَ فِيهِ رَدٌّ عَلى المَجُوسِ الَّذِينَ زَعَمُوا أنَّ الظُّلْمَةَ والنُّورَ هُما المُدَبِّرانِ، وقالَ ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ فَكانَ فِيهِ رَدٌّ عَلى مُشْرِكِي العَرَبِ ومَن دَعا دُونَ اللَّهِ إلَهًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي رَوْقٍ قالَ: كُلُّ شَيْءٍ في القُرْآنِ جَعَلَ فَهو خَلَقَ.
(p-١٤)وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾ قالَ: الكُفْرَ والإيمانَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ قَبْلَ الأرْضِ، والظُّلْمَةَ قَبْلَ النُّورِ، والجَنَّةَ قَبْلَ النّارِ، ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ قالَ: كَذَبَ العادِلُونَ بِاللَّهِ فَهَؤُلاءِ أهْلُ الشِّرْكِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ ﴿وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾ قالَ: الظُّلُماتُ ظُلْمَةُ اللَّيْلِ، والنُّورُ نُورُ النَّهارِ، ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ قالَ: هُمُ المُشْرِكُونَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ قالَ: يُشْرِكُونَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ قالَ: الآلِهَةُ الَّتِي عَبَدُوها، عَدَلُوها بِاللَّهِ تَعالى، (p-١٥)ولَيْسَ لِلَّهِ عِدْلٌ، ولا نِدٌّ، ولَيْسَ مَعَهُ آلِهَةٌ ولا اتَّخَذَ صاحِبَةً ولا ولَدًا.
{"ayah":"ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡ یَعۡدِلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق