الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلَوْلا إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، عَنْ أبِي مُوسى قالَ: «سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: مَتى تَنْقَطِعُ مَعْرِفَةُ العَبْدِ مِنَ النّاسِ؟ قالَ: «إذا عايَنَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ «المُحْتَضَرِينَ» عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: احْضَرُوا مَوْتاكم وذَكِّرُوهُمْ؛ فَإنَّهم يَرَوْنَ ما لا تَرَوْنَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأبُو بَكْرٍ المَرْوَزِيُّ في كِتابِ «الجَنائِزِ» عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: احْضَرُوا مَوْتاكم ولَقِّنُوهم: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ؛ فَإنَّهم يَرَوْنَ، ويُقالُ لَهم.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ قالَ: لَقِّنُوا مَوْتاكم: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واعْقِلُوا ما تَسْمَعُونَ مِنَ المُطِيعِينَ مِنكُمْ؛ فَإنَّهُ يُجَلّى لَهم أُمُورٌ صادِقَةٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في «ذِكْرِ المَوْتِ» وأبُو يَعْلى، مِن طَرِيقِ يَزِيدَ الرَّقاشِيِّ، عَنْ أنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدّارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««يَقُولُ اللَّهُ لِمَلَكِ (p-٢٣٣)المَوْتِ: انْطَلِقْ إلى ولِيِّي فائْتِنِي بِهِ، فَإنِّي قَدْ ضَرَبْتُهُ بِالسَّرّاءِ والضَّرّاءِ فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِبُّ، فائْتِنِي بِهِ لِأُرِيحَهُ مِن هُمُومِ الدُّنْيا وغُمُومِها، فَيَنْطَلِقُ إلَيْهِ مَلَكُ المَوْتِ ومَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ المَلائِكَةِ، مَعَهم أكْفانٌ وحَنُوطٌ مِن حَنُوطِ الجَنَّةِ، ومَعَهم ضَبائِرُ الرَّيْحانِ، أصْلُ الرَّيْحانَةِ واحِدٌ وفي رَأْسِها عِشْرُونَ لَوْنًا، لِكُلِّ لَوْنٍ مِنها رِيحٌ سِوى رِيحِ صاحِبِهِ، ومَعَهُمُ الحَرِيرُ الأبْيَضُ فِيهِ المِسْكُ الأذْفَرُ، فَيَجْلِسُ مَلَكُ المَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ وتَحْتَوِشُهُ المَلائِكَةُ، ويَضَعُ كُلُّ مَلَكٍ مِنهم يَدَهُ عَلى عُضْوٍ مِن أعْضائِهِ، ويُبْسَطُ ذَلِكَ الحَرِيرُ الأبْيَضُ والمِسْكُ الأذْفَرُ تَحْتَ ذَقَنِهِ، ويُفْتَحُ لَهُ بابٌ إلى الجَنَّةِ، فَإنَّ نَفْسَهُ لَتَعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الجَنَّةِ، مَرَّةً بِأزْواجِها، ومَرَّةً بِكُسْوَتِها، ومَرَّةً بِثِمارِها، كَما يُعَلِّلُ الصَّبِيُّ أهْلَهُ إذا بَكى، وإنَّ أزْواجَهُ لَيَبْتَهِشْنَ عِنْدَ ذَلِكَ ابْتِهاشًا، وتَنْزُو الرُّوحُ نَزْوًا، ويَقُولُ مَلَكُ المَوْتِ: اخْرُجِي أيَّتُها الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إلى سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وطَلْحٍ مَنضُودٍ، وظِلٍّ مَمْدُودٍ، وماءٍ مَسْكُوبٍ، ولَمَلَكُ المَوْتِ أشَدُّ تَلَطُّفًا بِهِ مِنَ الوالِدَةِ بِوَلَدِها، يَعْرِفُ أنَّ ذَلِكَ الرُّوحَ حَبِيبٌ إلى رَبِّهِ، كَرِيمُ عَلى اللَّهِ، فَهو يَلْتَمِسُ بِلُطْفِهِ تِلْكَ الرُّوحَ رِضا اللَّهِ عَنْهُ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَما تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ العَجِينِ، وإنَّ رُوحَهُ لَتَخْرُجُ، والمَلائِكَةُ حَوْلَهُ يَقُولُونَ: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٣٢] وذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ﴾ [النحل: ٣٢] [النَّحْلِ: ٣٢] قالَ: ( ﴿فَأمّا إنْ كانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ﴾ [الواقعة: ٨٨] ﴿فَرَوْحٌ ورَيْحانٌ وجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] ) قالَ: رَوْحٌ مِن جُهْدِ المَوْتِ، ورَيْحانٌ يُتَلَقّى بِهِ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ، وجَنَّةُ نَعِيمٍ أمامَهُ، فَإذا قَبَضَ مَلَكُ المَوْتِ رُوحَهُ، يَقُولُ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزاكَ اللَّهُ خَيْرًا، لَقَدْ كُنْتَ بِي سَرِيعًا إلى طاعَةِ اللَّهِ بَطِيئًا عَنْ مَعْصِيَتِهِ، فَهَنِيئًا لَكَ اليَوْمَ، فَقَدْ نَجَوْتَ وأنْجَيْتَ. ويَقُولُ الجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وتَبْكِي عَلَيْهِ بِقاعُ الأرْضِ الَّتِي كانَ يُطِيعُ اللَّهَ عَلَيْها، وكُلُّ بابٍ مِنَ السَّماءِ كانَ يَصْعَدُ مِنهُ عَمَلُهُ ويَنْزِلُ مِنهُ رِزْقُهُ أرْبَعِينَ لَيْلَةً.
فَإذا قَبَضَتِ المَلائِكَةُ رُوحَهُ أقامَتِ الخَمْسُمِائَةِ مَلَكٍ عِنْدَ جَسَدِهِ، لا يَقْلِبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إلّا قَلَبَتْهُ المَلائِكَةُ قَبْلَهُمْ، وعَلَتْهُ بِأكْفانٍ قَبْلَ أكْفانِهِمْ وحَنُوطٍ قَبْلَ حَنُوطِهِمْ، ويَقُومُ مِن بابِ بَيْتِهِ إلى بابِ قَبْرِهِ صَفّانِ مِنَ المَلائِكَةِ يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالِاسْتِغْفارِ، ويَصِيحُ إبْلِيسُ عِنْدَ ذَلِكَ صَيْحَةً يَتَصَدَّعُ مِنها بَعْضُ عِظامِ جَسَدِهِ، ويَقُولُ لِجُنُودِهِ: الوَيْلُ لَكُمْ، كَيْفَ خَلَصَ هَذا العَبْدُ مِنكُمْ؟! فَيَقُولُونَ: إنَّ هَذا كانَ مَعْصُومًا، فَإذا صَعِدَ مَلَكُ المَوْتِ بِرُوحِهِ إلى السَّماءِ يَسْتَقْبِلُهُ جِبْرِيلُ في سَبْعِينَ ألْفًا مِنَ المَلائِكَةِ، كُلُّهم يَأْتِيهِ بِبِشارَةٍ مِن رَبِّهِ، فَإذا انْتَهى مَلَكُ المَوْتِ إلى العَرْشِ خَرَّتِ الرُّوحُ ساجِدَةً لِرَبِّها، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَكِ المَوْتِ: انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي فَضَعْهُ في سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وطَلْحٍ مَنضُودٍ، وظِلٍّ مَمْدُودٍ، وماءٍ مَسْكُوبٍ، فَإذا وُضِعَ في قَبْرِهِ جاءَتِ الصَّلاةُ فَكانَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وجاءَ الصِّيامُ فَكانَ عَنْ يَسارِهِ، وجاءَ القُرْآنُ والذِّكْرُ فَكانا عِنْدَ رَأْسِهِ، وجاءَ مَشْيُهُ إلى الصَّلاةِ فَكانَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، (p-٢٣٥)وجاءَ الصَّبْرُ فَكانَ ناحِيَةَ القَبْرِ، ويَبْعَثُ اللَّهُ عُنُقًا مِنَ العَذابِ فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاةُ: وراءَكَ، واللَّهِ ما زالَ دائِبًا عُمُرَهُ كُلَّهُ، وإنَّما اسْتَراحَ الآنَ حِينَ وُضِعَ في قَبْرِهِ، فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسارِهِ فَيَقُولُ الصِّيامُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيَأْتِيهِ مِن قِبَلِ رَأْسِهِ فَيُقالُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلا يَأْتِيهِ العَذابُ مِن ناحِيَةٍ فَيَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ إلَيْهِ مَساغًا، إلّا وجَدَ ولِيَّ اللَّهِ قَدْ أحْرَزَتْهُ الطّاعَةُ، فَيَخْرُجُ عَنْهُ العَذابُ عِنْدَما يَرى، ويَقُولُ الصَّبْرُ لِسائِرِ الأعْمالِ: أمّا إنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أُباشِرَهُ بِنَفْسِي إلّا أنِّي نَظَرْتُ ما عِنْدَكُمْ، فَلَوْ عَجَزْتُمْ كُنْتُ أنا صاحِبَهُ، فَأمّا إذْ أجَزَأْتُمْ عَنْهُ فَأنا ذُخْرٌ لَهُ عِنْدَ الصِّراطِ، وذُخْرٌ لَهُ عِنْدَ المِيزانِ، ويَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكَيْنِ أبْصارُهُما كالبَرْقِ الخاطِفِ، وأصْواتُهُما كالرَّعْدِ القاصِفِ، وأنْيابُهُما كالصَّياصِيِّ، وأنْفاسُهُما كاللَّهَبِ، يَطَآنِ في أشْعارِهِما، بَيْنَ مَنكِبَيْ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما مَسِيرَةُ كَذا وكَذا، قَدْ نُزِعَتْ مِنهُما الرَّأْفَةُ والرَّحْمَةُ إلّا بِالمُؤْمِنِينَ، يُقالُ لَهُما: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. في يَدِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما مِطْرَقَةٌ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْها الثَّقَلانِ لَمْ يُقِلُّوها، فَيَقُولانِ لَهُ: اجْلِسْ، فَيَسْتَوِي جالِسًا في قَبْرِهِ، فَتَسْقُطُ أكْفانُهُ في حَقْوَيْهِ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَن رَبُّكَ؟ وما دِينُكَ؟ ومَن نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، والإسْلامُ دِينِي، ومُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وهو خاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَيَقُولانِ لَهُ: صَدَقْتَ، فَيَدْفَعانِ القَبْرَ فَيُوَسِّعانِهِ، مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ، وعَنْ يَمِينِهِ وعَنْ يَسارِهِ، ومِن قِبَلِ رَأْسِهِ، ومِن قِبَلِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولانِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ، فَإذا هو مَفْتُوحٌ إلى الجَنَّةِ، فَيَقُولانِ لَهُ: هَذا مَنزِلُكَ يا ولِيَّ اللَّهِ لَمّا أطَعْتَ اللَّهَ، فَوالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إنَّهُ لَتَصِلُ إلى قَلْبِهِ فَرْحَةٌ لا تَرْتَدُّ أبَدًا، فَيُقالُ لَهُ: انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ، فَإذا هو مَفْتُوحٌ إلى النّارِ (p-٢٣٦)فَيَقُولانِ: يا ولِيَّ اللَّهِ نَجَوْتَ مِن هَذا، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ لَتَصِلُ إلى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لا تَرْتَدُّ أبَدًا، ويُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وسَبْعُونَ بابًا إلى الجَنَّةِ، يَأْتِيهِ رِيحُها وبَرْدُها حَتّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ - تَعالى - مِن قَبْرِهِ.
وأمّا الكافِرُ فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَكِ المَوْتِ: انْطَلِقْ إلى عَدُوِّي فائْتِنِي بِهِ، فَإنِّي قَدْ بَسَطْتُ لَهُ رِزْقِي، وسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي، فَأبى إلّا مَعْصِيَتِي، فائْتِنِي بِهِ لِأنْتَقِمَ مِنهُ، فَيَنْطَلِقُ إلَيْهِ مَلَكُ المَوْتِ في أكْرَهِ صُورَةٍ رَآها أحَدٌ مِنَ النّاسِ قَطُّ، لَهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْنًا، ومَعَهُ سَفُّودٌ مِنَ النّارِ كَثِيرُ الشَّوْكِ، ومَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ المَلائِكَةِ، مَعَهم نُحاسٌ وجَمْرٌ مِن جَمْرِ جَهَنَّمَ، ومَعَهم سِياطٌ مِنَ نارٍ تَأجَّجُ، فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ المَوْتِ بِذَلِكَ السَّفُّودِ ضَرْبَةً يَغِيبُ أصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِن ذَلِكَ السَّفُّودِ في أصْلِ كُلِّ شَعَرَةٍ وعِرْقٍ مِن عُرُوقِهِ، ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِن أظْفارِ قَدَمَيْهِ، فَيُلْقِيها في عَقِبَيْهِ، فَيَسْكَرُ عَدُوَّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، وتَضْرِبُ المَلائِكَةُ وجْهَهُ ودُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّياطِ، ثُمَّ يَجْبِذُهُ جَبْذَةً فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِن عَقِبَيْهِ فَيُلْقِيها في رُكْبَتَيْهِ، فَيَسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ سَكْرَةً، وتَضْرِبُ المَلائِكَةُ وجْهَهُ ودُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّياطِ، ثُمَّ كَذَلِكَ إلى حَقْوَيْهِ، ثُمَّ كَذَلِكَ إلى صَدْرِهِ، ثُمَّ كَذَلِكَ إلى حَلْقِهِ، ثُمَّ تَبْسُطُ المَلائِكَةُ ذَلِكَ النُّحاسَ وجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقَنِهِ، ثُمَّ يَقُولُ مَلَكُ المَوْتِ: (p-٢٣٧)اخْرُجِي أيَّتُها النَّفْسُ اللَّعِينَةُ المَلْعُونَةُ إلى سُمُومٍ وحَمِيمٍ، وظِلٍّ مِن يَحْمُومٍ، لا بارِدٍ ولا كَرِيمٍ، فَإذا قَبَضَ مَلَكُ المَوْتِ رُوحَهُ، قالَتِ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزاكَ اللَّهُ عَنِّي شَرًّا، فَقَدْ كُنْتَ بِي سَرِيعًا إلى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، بَطِيئًا بِي عَنْ طاعَةِ اللَّهِ، فَقَدْ هَلَكْتَ وأهْلَكْتَ، ويَقُولُ الجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وتَلْعَنُهُ بِقاعُ الأرْضِ الَّتِي كانَ يَعْصِي اللَّهَ عَلَيْها، وتَنْطَلِقُ جُنُودُ إبْلِيسَ إلَيْهِ يُبَشِّرُونَهُ بِأنَّهم قَدْ أوْرَدُوا عَبْدًا مِن بَنِي آدَمَ النّارَ.
فَإذا وُضِعَ في قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتّى تَخْتَلِفَ أضْلاعُهُ، فَتَدْخُلُ اليُمْنى في اليُسْرى، واليُسْرى في اليُمْنى، ويَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهِ حَيّاتٍ دُهْمًا، تَأْخُذُ بِأرْنَبَتِهِ وإبْهامِ قَدَمَيْهِ، فَتَقْرِضُهُ حَتّى تَلْتَقِيَ في وسَطِهِ، ويَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهِ المَلَكَيْنِ فَيَقُولانِ لَهُ: مَن رَبُّكَ؟ وما دِينُكَ؟ ومَن نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: لا أدْرِي! فَيُقالُ لَهُ: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، فَيَضْرِبانِهِ ضَرْبَةً يَتَطايَرُ الشَّرارُ في قَبْرِهِ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَقُولانِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ، فَإذا بابٌ مَفْتُوحٌ إلى الجَنَّةِ، فَيَقُولانِ لَهُ: عَدُوَّ اللَّهِ لَوْ كُنْتَ أطَعْتَ اللَّهَ كانَ هَذا مَنزِلَكَ! فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ لَيَصِلُ إلى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لا تَرْتَدُّ أبَدًا، ويُفْتَحُ لَهُ بابٌ إلى النّارِ فَيُقالُ: عَدُوَّ اللَّهِ هَذا مَنزِلُكَ لَمّا عَصَيْتَ اللَّهَ، ويُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وسَبْعُونَ بابًا إلى النّارِ، يَأْتِيهِ حَرُّها وسُمُومُها حَتّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِن قَبْرِهِ يَوْمَ القِيامَةِ إلى النّارِ» .
{"ayah":"فَلَوۡلَاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











