الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ الآياتِ. أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿سَنَفْرُغُ لَكم أيُّهَ الثَّقَلانِ﴾ قالَ: قَدْ دَنا مِنَ اللَّهِ فَراغٌ لِخَلْقِهِ. (p-١٢٣)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿سَنَفْرُغُ لَكم أيُّهَ الثَّقَلانِ﴾ قالَ: وعِيدٌ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في «الأسْماءِ والصِّفاتِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿سَنَفْرُغُ لَكم أيُّهَ الثَّقَلانِ﴾ قالَ: هَذا وعِيدٌ مِنَ اللَّهِ لِعِبادِهِ، ولَيْسَ بِاللَّهِ شُغُلٌ، وفي قَوْلِهِ: ﴿لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطانٍ﴾ يَقُولُ: لا تَخْرُجُونَ مِن سُلْطانِي. وأخْرَجَ البَزّارُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مَنصُورٍ، ويَحْيى بْنِ وثّابٍ أنَّهُما قَرَأا: (سَيَفْرُغُ لَكُمْ) . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطانٍ﴾ قالَ: بِحُجَّةٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطانٍ﴾ قالَ: إلّا بِمَلَكَةٍ مِنَ اللَّهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في «هَواتِفِ الجانِّ» عَنْ واثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ، قالَ: كانَ سَبَبُ إسْلامِ الحَجّاجِ بْنِ عِلاطٍ أنَّهُ خَرَجَ في رَكْبٍ مِن قَوْمِهِ إلى مَكَّةَ، فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ اسْتَوْحَشَ، فَقامَ يَحْرُسُ أصْحابَهُ، ويَقُولُ: ؎أُعِيذُ نَفْسِي وأُعِيذُ صَحْبِي ؎مِن كُلِّ جِنِّيٍّ بِهَذا النَّقْبِ ؎حَتّى أعُودَ سالِمًا ورَكْبِي فَسَمِعَ قائِلًا يَقُولُ: ﴿يا مَعْشَرَ الجِنِّ والإنْسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوا مِن أقْطارِ السَّماواتِ والأرْضِ فانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطانٍ﴾ فَلَمّا قَدِمَ مَكَّةَ أخْبَرَ بِذَلِكَ قُرَيْشًا، فَقالُوا لَهُ: إنَّ هَذا فِيما يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: لَهَبُ النّارِ ﴿ونُحاسٌ﴾ (p-١٢٥)قالَ: دُخانُ النّارِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ «الوَقْفِ والِابْتِداءِ» والطَّسْتِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: الشُّواظُ: اللَّهَبُ الَّذِي لا دُخانَ لَهُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ أُمَيَّةَ بْنَ أبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّ وهو يَقُولُ: ؎يَظَلُّ يَشُبُّ كِيرًا بَعْدَ كِيرٍ ∗∗∗ ويَنْفُخُ دائِمًا لَهَبَ الشُّواظِ قالَ: فَأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: هو الدُّخانُ الَّذِي لا لَهَبَ فِيهِ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ وهو يَقُولُ: ؎يُضِيءُ كَضَوْءِ سِراجِ السَّلِيـ ∗∗∗ ـطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحاسًا وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: لَهَبٌ مِن نارٍ. وأخْرَجَ هَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: هو اللَّهَبُ الأحْمَرُ المُنْقَطِعُ مِنها وفي (p-١٢٦)لَفْظٍ قالَ: قِطْعَةٌ مِن نارٍ حَمْراءَ، ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: يُذابُ الصُّفْرُ فَيُصَبُّ عَلى رُؤُوسِهِمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ ونُحاسٌ﴾ قالَ: وادِيانِ، فالشُّواظُ وادٍ مِن نَتْنٍ، والنُّحاسُ وادٍ مِن صُفْرٍ، والنَّتْنُ نارٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: نارٌ تَخْرُجُ مِن قِبَلِ المَغْرِبِ، تَحْشُرُ النّاسَ حَتّى أنَّها لَتَحْشُرُ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ، تَبِيتُ مَعَهم حَيْثُ باتُوا، وتَقِيلُ حَيْثُ قالُوا. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: هو الصُّفْرُ يُعَذَّبُونَ بِهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَلا تَنْتَصِرانِ﴾ يَعْنِي الجِنَّ والإنْسَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَإذا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ ورْدَةً (p-١٢٧)كالدِّهانِ﴾ قالَ تَغَيَّرَ لَوْنُها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً﴾ يَقُولُ: حَمْراءَ، ﴿كالدِّهانِ﴾ قالَ: هو الأدِيمُ الأحْمَرُ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ قالَ: مِثْلَ لَوْنِ الفَرَسِ الوَرْدِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ قالَ: حَمْراءَ كالدّابَّةِ الوَرْدَةِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي الجَوْزاءِ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ قالَ: ورْدَةَ الجَلِّ، ﴿كالدِّهانِ﴾ قالَ: صَفاءَ الدُّهْنِ، ألَمْ تَرَ العَرَبِيَّ يَقُولُ: الجَلُّ الوَرْدُ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في «العَظَمَةِ» عَنْ عَطاءٍ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ (p-١٢٨)قالَ: لَوْنُ السَّماءِ كَلَوْنِ دُهْنِ الوَرْدِ في الصُّفْرَةِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَإذا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ قالَ: هي اليَوْمَ خَضْراءُ كَما تَرَوْنَ، وإنَّ لَها يَوْمَ القِيامَةِ لَوْنًا آخَرَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ قالَ: كالدُّهْنِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ قالَ: صافِيَةً كَصَفاءِ الدُّهْنِ. وأخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ لُقْمانَ بْنِ عامِرٍ الحَنَفِيِّ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ بِشابٍّ يَقْرَأُ: ﴿فَإذا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ ورْدَةً كالدِّهانِ﴾ فَوَقَفَ فاقْشَعَرَّ، وخَنَقَتْهُ العَبْرَةُ، يَبْكِي ويَقُولُ: ويْحِي مِن يَوْمٍ تَنْشَقُّ فِيهِ السَّماءُ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مِثْلَها يا فَتى، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ بَكَتِ المَلائِكَةُ مِن بُكائِكَ»» . (p-١٢٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْألُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ﴾ قالَ: لا يَسْألُهم: هَلْ عَمِلْتُمْ كَذا وكَذا؛ لِأنَّهُ أعْلَمُ بِذَلِكَ مِنهُمْ، ولَكِنْ يَقُولُ: لِمَ عَمِلْتُمْ كَذا وكَذا؟ وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْألُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ﴾ يَقُولُ: لا أسْألُهم عَنْ أعْمالِهِمْ، ولا أسْألُ بَعْضَهم عَنْ بَعْضٍ، وهو مِثْلُ قَوْلِهِ: ﴿ولا يُسْألُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ﴾ [القصص: ٧٨] [القَصَصِ: ٧٨] ومِثْلُ قَوْلِهِ لِمُحَمَّدٍ – ﷺ -: ﴿ولا تُسْألُ عَنْ أصْحابِ الجَحِيمِ﴾ [البقرة: ١١٩] [البَقَرَةِ: ١١٩] . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««لا يُحاسَبُ أحَدٌ يَوْمَ القِيامَةِ فَيُغْفَرَ لَهُ، ويَرى المُسْلِمُ عَمَلَهُ في قَبْرِهِ، يَقُولُ اللَّهُ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْألُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ﴾ [الرحمن»: ٣٩]» . وأخْرَجَ آدَمُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في «الشَّعْبِ» عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْألُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ﴾ قالَ: لا تَسْألُ المَلائِكَةُ عَنِ المُجْرِمِ، يَعْرِفُونَهم بِسِيماهم. وأخْرَجَ هَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ (p-١٢٨)بِسِيماهُمْ﴾ قالَ: بِسَوادِ وُجُوهِهِمْ وزُرْقَةِ أعْيُنِهِمْ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ﴾ قالَ: بِسَوادِ الوُجُوهِ وزُرْقَةِ العُيُونِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في «البَعْثِ والنُّشُورِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأقْدامِ﴾ قالَ: تَأْخُذُ الزَّبانِيَةُ بِناصِيَتِهِ وقَدَمَيْهِ، ويُجْمَعُ فَيُكْسَرُ كَما يُكْسَرُ الحَطَبُ في التَّنُّورِ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأقْدامِ﴾ قالَ: يَأْخُذُ المَلَكُ بِناصِيَةِ أحَدِهِمْ فَيَقْرُنُها إلى قَدَمَيْهِ، ثُمَّ يَكْسِرُ ظَهْرَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهِ في النّارِ. وأخْرَجَ هَنّادٌ في «الزُّهْدِ» عَنِ الضَّحّاكِ في الآيَةِ قالَ: يُجْمَعُ بَيْنَ ناصِيَتِهِ وقَدَمَيْهِ في سِلْسِلَةٍ مِن وراءِ ظَهْرِهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ في «المُصَنَّفِ» عَنْ رَجُلٍ مِن كِنْدَةَ قالَ: قُلْتُ لِعائِشَةَ: أسْمَعْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّهُ يَأْتِي عَلَيْهِ ساعَةٌ لا يَمْلِكُ لِأحَدٍ شَفاعَةً؟ قالَتْ: نَعَمْ، لَقَدْ سَألْتُهُ فَقالَ: «نَعَمْ، حِينَ يُوضَعُ الصِّراطُ، وحِينَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ (p-١٣١)وُجُوهٌ، وعِنْدَ الجِسْرِ، حِينَ يُشْحَذُ، حَتّى يَكُونَ مِثْلَ شَفْرَةِ السَّيْفِ، ويُسْجَرُ حَتّى يَكُونَ مِثْلَ الجَمْرَةِ، فَأمّا المُؤْمِنُ فَيُجِيزُهُ ولا يَضُرُّهُ، وأمّا المُنافِقُ فَيَنْطَلِقُ حَتّى إذا كانَ في وسَطِهِ خُزَّ في قَدَمَيْهِ، فَيَهْوِي بِيَدَيْهِ إلى قَدَمَيْهِ، فَهَلْ رَأيْتَ مِن رَجُلٍ يَسْعى حافِيًا فَتَأْخُذُهُ شَوْكَةً، حَتّى تَكادَ تَنْفُذُ قَدَمَيْهِ، فَإنَّهُ كَذَلِكَ يَهْوِي بِيَدَيْهِ إلى قَدَمَيْهِ، فَيَضْرِبُهُ الزَّبانِيُّ بِخُطّافٍ في ناصِيَتِهِ، فَيُطْرَحُ في جَهَنَّمَ، يَهْوِي فِيها خَمْسِينَ عامًا»، فَقُلْتُ: أيَثْقُلُ؟ قالَ: «يَثْقُلُ خَمْسَ خَلِفاتٍ، فَيَوْمَئِذٍ ﴿يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيماهم فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأقْدامِ﴾ [الرحمن»: ٤١] . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، والضِّياءُ المَقْدِسِيُّ في «صِفَةِ النّارِ» عَنْ أنَسٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ خُلِقَتْ مَلائِكَةُ جَهَنَّمَ قَبْلَ أنْ تُخْلَقَ جَهَنَّمُ بِألْفِ عامٍ، فَهم كُلَّ يَوْمٍ يَزْدادُونَ قُوَّةً إلى قُوَّتِهِمْ حَتّى يَقْبِضُوا عَلى قَبَضُوا عَلَيْهِ بِالنَّواصِي والأقْدامِ»» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: (p-١٣٢)﴿وبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ قالَ: الَّذِي انْتَهى حَرُّهُ. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ ﴿حَمِيمٍ آنٍ﴾ قالَ: الآنِيُّ الَّذِي انْتَهى طَبْخُهُ وحَرُّهُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ نابِغَةَ بَنِي ذُبْيانَ وهو يَقُولُ: ؎وتُخْضَبُ لِحَيَّةٌ غَدَرَتْ وخانَتْ ∗∗∗ بِأحْمَرَ مِن نَجِيعِ الجَوْفِ آنِي. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ قالَ: قَدْ أنى طَبْخُهُ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ والأرْضَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿وبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ قالَ: قَدْ بَلَغَ إناهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿وبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ قالَ: نارٌ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ قالَ: النُّحاسُ انْتَهى حَرُّهُ. (p-١٣٣)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب