الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي تَوَلّى﴾ الآياتِ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ في مَغْزاةٍ، فَجاءَ رَجُلٌ فَلَمْ يَجِدْ ما يَخْرُجُ عَلَيْهِ، فَلَقِيَ صَدِيقًا لَهُ فَقالَ: أعْطِنِي شَيْئًا، قالَ: أُعْطِيكَ بَكْرِي هَذا عَلى أنْ تَتَحَمَّلَ بِذُنُوبِي، فَقالَ لَهُ: نَعَمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي تَوَلّى﴾ ﴿وأعْطى قَلِيلا وأكْدى﴾ [النجم»: ٣٤] . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ دَرّاجٍ أبِي السَّمْحِ قالَ: «خَرَجَتْ سَرِّيَّةٌ غازِيَةً، فَسَألَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أنْ يَحْمِلَهُ فَقالَ: «لا أجِدُ ما أحْمِلُكَ عَلَيْهِ» فانْصَرَفَ حَزِينًا، فَمَرَّ بِرَجُلٍ رِحالُهُ مُنِيخَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَشَكا إلَيْهِ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: هَلْ لَكَ أنْ أحْمِلَكَ فَتَلْحَقَ الجَيْشَ بِحَسَناتِكَ؟ فَقالَ: نَعَمْ، فَرَكِبَ، فَنَزَلَتْ: (p-٤٤)﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي تَوَلّى﴾ إلى قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ يُجْزاهُ الجَزاءَ الأوْفى﴾ [النجم»: ٤١] . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: إنَّ رَجُلًا أسْلَمَ، فَلَقِيَهُ بَعْضُ مَن يُعَيِّرُهُ، فَقالَ: أتَرَكْتَ دِينَ الأشْياخِ وضَلَّلْتَهُمْ، وزَعَمْتَ أنَّهم في النّارِ؟ قالَ: إنِّي خَشِيتُ عَذابَ اللَّهِ، قالَ: أعْطِنِي شَيْئًا، وأنا أحْمِلُ كُلَّ عَذابٍ كانَ عَلَيْكَ، فَأُعْطاهُ شَيْئًا، فَقالَ: زِدْنِي، فَتَعاسَرا، حَتّى أعْطاهُ شَيْئًا، وكَتَبَ لَهُ كِتابًا، وأشْهَدَ لَهُ، فَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي تَوَلّى﴾ ﴿وأعْطى قَلِيلا وأكْدى﴾ ﴿أعِنْدَهُ عِلْمُ الغَيْبِ فَهو يَرى﴾ . وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي تَوَلّى﴾ قالَ: الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ، كانَ يَأْتِي النَّبِيَّ ﷺ وأبا بَكْرٍ، فَيَسْتَمِعُ ما يَقُولانِ، وذَلِكَ ما أعْطى مِن نَفْسِهِ، أعْطى الِاسْتِماعَ، ﴿وأكْدى﴾ قالَ: انْقَطَعَ عَطاؤُهُ، تَرَكَ ذَلِكَ، ﴿أعِنْدَهُ عِلْمُ الغَيْبِ﴾ قالَ: الغَيْبُ القُرْآنُ، أرَأى فِيهِ باطِلًا أنْفَذَهُ بِبَصَرِهِ، إذْ كانَ يَخْتَلِفُ إلى النَّبِيِّ ﷺ وأبِي بَكْرٍ؟! (p-٤٥)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأعْطى قَلِيلا وأكْدى﴾ قالَ: قَطَعَ، نَزَلَتْ في العاصِي بْنِ وائِلٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأعْطى قَلِيلا وأكْدى﴾ قالَ: أطاعَ قَلِيلًا ثُمَّ انْقَطَعَ. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في «مَسائِلِهِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ سَألَهُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وأعْطى قَلِيلا وأكْدى﴾ قالَ: أعْطى قَلِيلًا مِن مالِهِ ومَنَعَ الكَثِيرَ، ثُمَّ كَدَّرَهُ بِمَنِّهِ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ الشّاعِرِ: ؎أعْطى قَلِيلًا ثُمَّ أكْدى بِمَنِّهِ ومَن يَنْشُرِ المَعْرُوفَ في النّاسِ يُحْمَدِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب