الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أيْدِيكم ورِماحُكُمْ﴾ قالَ: هو الضَّعِيفُ مِنَ الصَّيْدِ وصَغِيرُهُ، يَبْتَلِي اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ في إحْرامِهِمْ، حَتّى لَوْ شاؤُوا تَناوَلُوهُ بِأيْدِيهِمْ، فَنَهاهُمُ اللَّهُ أنْ يَقْرَبُوهُ، ﴿ومَن قَتَلَهُ مِنكم مُتَعَمِّدًا﴾ [المائدة: ٩٥] قالَ: إنْ قَتَلَهُ مُتَعَمِّدًا أوْ ناسِيًا أوْ خَطَأً حُكِمَ عَلَيْهِ، فَإنْ عادَ مُتَعَمِّدًا عُجِّلَتْ لَهُ العُقُوبَةُ إلّا أنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أيْدِيكم ورِماحُكُمْ﴾ قالَ: النَّبْلُ والرُّمْحُ يَنالُ كِبارَ الصَّيْدِ، وأيْدِيهِمْ تَنالُ صِغارَ الصَّيْدِ، أخْذُ الفُرُوخِ والبَيْضِ، وفي لَفْظٍ: ﴿أيْدِيكُمْ﴾، أخْذُكم إيّاهُنَّ بِأيْدِيكُمْ، مِن بَيْضِهِنَّ وفِراخِهِنَّ، ﴿ورِماحُكُمْ﴾، ما رَمَيْتَ أوْ طَعَنْتَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ (p-٥٠٩)اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ﴾ قالَ: ما لا يَسْتَطِيعُ أنْ يَفِرَّ مِنَ الصَّيْدِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في عُمْرَةِ الحُدَيْبِيَةِ، فَكانَتِ الوَحْشُ والطَّيْرُ والصَّيْدُ يَغْشاهم في رِحالِهِمْ، لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ، فِيما خَلا، فَنَهاهُمُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِ، وهم مُحْرِمُونَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيْبِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ كانَ يَقُولُ في قَوْلِهِ: ﴿فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذابٌ ألِيمٌ﴾: أنْ يُوسَعَ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ جَلْدًا ويُسْلَبَ ثِيابَهُ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، مِن طَرِيقِ الكَلْبِيِّ، عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كانَ إذا ما أخَذَ شَيْئًا مِنَ الصَّيْدِ أوْ قَتَلَهُ جُلِدَ مِائَةً، ثُمَّ نَزَلَ الحُكْمُ بَعْدُ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، مِن طَرِيقِ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: يُمْلَأُ بَطْنُهُ، وظَهْرُهُ، إنْ عادَ لِقَتْلِ الصَّيْدِ مُتَعَمِّدًا، وكَذَلِكَ صُنِعَ بِأهْلِ وجٍّ، أهْلِ وادٍ بِالطّائِفِ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: كانُوا في الجاهِلِيَّةِ إذا أحْدَثَ الرَّجُلُ حَدَثًا أوْ قَتَلَ صَيْدًا ضُرِبَ ضَرْبًا شَدِيدًا وسُلِبَ ثِيابَهُ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذابٌ (p-٥١٠)ألِيمٌ﴾ . قالَ: هي واللَّهِ مُوجِبَةٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، مِثْلَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب