الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَوْ أنَّهم أقامُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَوْ أنَّهم أقامُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ﴾، قالَ: أمّا إقامَتُهُمُ التَّوْراةَ والإنْجِيلَ فالعَمَلُ بِهِما، وأمّا: ﴿وما أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِن رَبِّهِمْ﴾ فَمُحَمَّدٌ ﷺ وما أُنْزِلَ عَلَيْهِ، وأمّا: ﴿لأكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ﴾ فَأرْسَلْتُ عَلَيْهِمْ مَطَرًا، وأما: ﴿ومِن تَحْتِ أرْجُلِهِمْ﴾ يَقُولُ: لَأُنْبِتُ لَهم مِنَ الأرْضِ مِن رِزْقِي ما يُغْنِيهِمْ، ﴿مِنهم أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ﴾ وهم مُسْلِمَةُ أهْلِ الكِتابِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿لأكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ﴾ يَعْنِي: لَأرْسَلَ عَلَيْهِمُ السَّماءَ مِدْرارًا، ﴿ومِن تَحْتِ أرْجُلِهِمْ﴾ قالَ: (p-٣٨٠)تُخْرِجُ الأرْضُ مِن بَرَكاتِها.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ: يَقُولُ: لَأكَلُوا مِنَ الرِّزْقِ الَّذِي يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ والَّذِي يَنْبُتُ مِنَ الأرْضِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿لأكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ ومِن تَحْتِ أرْجُلِهِمْ﴾ يَقُولُ: لَأعْطَتْهُمُ السَّماءُ بَرَكاتِها، والأرْضُ نَباتَها، ﴿مِنهم أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ﴾ يَقُولُ: عَلى كِتابِ اللَّهِ وأمْرِهِ، ثُمَّ ذَمَّ أكْثَرَ القَوْمِ فَقالَ: ﴿وكَثِيرٌ مِنهم ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ قالَ: الأُمَّةُ المُقْتَصِدَةُ، الَّذِينَ لا هم فَسَقُوا في الدِّينِ، ولا هم غَلُوا، قالَ: والغُلُوُّ الرَّغْبَةُ، والفِسْقُ التَّقْصِيرُ عَنْهُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ﴾ يَقُولُ: مُؤْمِنَةٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(يُوشِكُ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ)، فَقالَ زِيادُ بْنُ لَبِيدٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وكَيْفَ يُرْفَعُ العِلْمُ، وقَدْ (p-٣٨١)قَرَأْنا القُرْآنَ، وعَلَّمْناهُ أبْناءَنا؟ فَقالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا ابْنَ لَبِيدٍ، إنْ كُنْتُ لَأُراكَ مِن أفْقَهِ أهْلِ المَدِينَةِ، أوَلَيْسَتِ التَّوْراةُ والإنْجِيلُ بِأيْدِي اليَهُودِ والنَّصارى، فَما أغْنى عَنْهم حِينَ تَرَكُوا أمْرَ اللَّهِ!) ثُمَّ قَرَأ: ﴿ولَوْ أنَّهم أقامُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ ماجَهْ، مِن طَرِيقِ سالِمِ ابْنِ أبِي الجَعْدِ، عَنْ زِيادِ بْنِ لَبِيدٍ، قالَ: «ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ شَيْئًا، فَقالَ: (وذَلِكَ عِنْدَ ذَهابِ العِلْمِ) قُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وكَيْفَ يَذْهَبُ العِلْمُ ونَحْنُ نَقْرَأُ القُرْآنَ، ونُقْرِئُهُ أبْناءَنا، ويُقْرِئُهُ أبْناؤُنا أبْناءَهم إلى يَوْمِ القِيامَةِ؟ قالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ياابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إنْ كُنْتُ لَأُراكَ مِن أفْقَهِ رَجُلٍ بِالمَدِينَةِ، أوَلَيْسَ هَذِهِ اليَهُودُ والنَّصارى يَقْرَؤُونَ التَّوْراةَ والإنْجِيلَ، ولا يَنْتَفِعُونَ مِمّا فِيهِما بِشَيْءٍ»!) .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: «كُنّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَذَكَرَ حَدِيثًا قالَ: ثُمَّ حَدَّثَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ فَقالَ: (تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ مُوسى عَلى إحْدى وسَبْعِينَ مِلَّةً، سَبْعُونَ مِنها في (p-٣٨٢)النّارِ، وواحِدَةٌ في الجَنَّةِ، وتَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسى عَلى اثْنَتَيْنِ وسَبْعِينَ مِلَّةً، واحِدَةٌ مِنها في الجَنَّةِ، وإحْدى وسَبْعُونَ مِنها في النّارِ، وتَعْلُو أُمَّتِي عَلى الفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا بِمِلَّةٍ واحِدَةٍ في الجَنَّةِ، وثِنْتانِ وسَبْعُونَ مِنها في النّارِ)، قالُوا: مَن هم يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: (الجَماعاتُ الجَماعاتُ»)، قالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ: كانَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ إذا حَدَّثَ بِهَذا الحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَلا فِيهِ قُرْآنًا: ﴿ولَوْ أنَّ أهْلَ الكِتابِ آمَنُوا واتَّقَوْا﴾ [المائدة: ٦٥] إلى قَوْلِهِ: ﴿ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ وتَلا أيْضًا: ﴿ومِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: ١٨١] يَعْنِي أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ .
{"ayah":"وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُوا۟ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق