الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ مَثُوبَةً﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: المَثُوبَةُ، الثَّوابُ، مَثُوبَةُ الخَيْرِ، ومَثُوبَةُ الشَّرِّ. (p-٣٦٧)وقَرَأ: (شَرٌّ ثَوابًا) . وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ﴾ يَقُولُ: ثَوابًا عِنْدَ اللَّهِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وجَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ﴾ . أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ، في قَوْلِهِ: ﴿وجَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ﴾ قالَ: مُسِخَتْ مِن يَهُودَ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ أبِي مالِكٍ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: كانَتِ القِرَدَةُ والخَنازِيرُ قَبْلَ أنْ يُمْسَخُوا؟ قالَ: نَعَمْ، وكانُوا مِمّا خُلِقَ مِنَ الأُمَمِ. وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ القِرَدَةِ والخَنازِيرِ، أهِيَ مِمّا مَسَخَ اللَّهُ؟ فَقالَ: (إنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أوْ يَمْسَخْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهم نَسْلًا ولا عاقِبَةً، وإنَّ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ كانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ») . وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ، وأحْمَدُ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: «سَألْنا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ القِرَدَةِ والخَنازِيرِ، أهِيَ مِن نَسْلِ (p-٣٦٨)اليَهُودِ؟ فَقالَ: (لا، إنَّ اللَّهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ فَمَسَخَهُمْ، فَكانَ لَهم نَسْلٌ، ولَكِنَّ هَذا خَلْقٌ كانَ، فَلَمّا غَضِبَ اللَّهُ عَلى اليَهُودِ فَمَسَخَهم جَعَلَهم مِثْلَهُمْ») . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(الحَيّاتُ مَسْخُ الجِنِّ كَما مُسِخَتِ القِرَدَةُ والخَنازِيرُ») . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كَثِيرِ بْنِ أفْلَحَ مَوْلى أبِي أيُّوبَ الأنْصارِيِّ قالَ: حُدِّثْتُ أنَّ المَسْخَ في بَنِي إسْرائِيلَ مِنَ الخَنازِيرِ كانَ أنَّ امْرَأةً مِن بَنِي إسْرائِيلَ كانَتْ في قَرْيَةٍ مِن قُرى بَنِي إسْرائِيلَ، وكانَ فِيها مَلِكُ بَنِي إسْرائِيلَ، وكانُوا قَدِ اسْتَجْمَعُوا عَلى الهَلَكَةِ، إلّا أنَّ تِلْكَ المَرْأةَ كانَتْ عَلى بَقِيَّةٍ مِنَ الإسْلامِ مُتَمَسِّكَةً بِهِ، فَجَعَلَتْ تَدْعُو إلى اللَّهِ حَتّى إذا اجْتَمَعَ إلَيْها ناسٌ فَتابَعُوها عَلى أمْرِها، قالَتْ لَهم: إنَّهُ لا بُدَّ لَكم مِن أنْ تُجاهِدُوا عَنْ دِينِ اللَّهِ، وأنْ تُنادُوا قَوْمَكم بِذَلِكَ، فاخْرُجُوا فَإنِّي خارِجَةٌ فَخَرَجَتْ، وخَرَجَ إلَيْها ذَلِكَ المَلِكُ في النّاسِ فَقَتَلَ أصْحابَها جَمِيعًا، وانْفَلَتَتْ مِن بَيْنِهِمْ، ودَعَتْ إلى اللَّهِ حَتّى تَجَمَّعَ النّاسُ إلَيْها، حَتّى إذا رَضِيَتْ مِنهُمْ، أمَرَتْهم بِالخُرُوجِ، فَخَرَجُوا، وخَرَجَتْ مَعَهُمْ، فَأُصِيبُوا جَمِيعًا، وانْفَلَتَتْ مِن بَيْنِهِمْ، ثُمَّ دَعَتْ إلى اللَّهِ حَتّى إذا اجْتَمَعَ إلَيْها رِجالٌ واسْتَجابُوا لَها، أمَرَتْهم بِالخُرُوجِ، فَخَرَجُوا وخَرَجَتْ، فَأُصِيبُوا جَمِيعًا، وانْفَلَتَتْ (p-٣٦٩)مِن بَيْنِهِمْ، فَرَجَعَتْ، وقَدْ أيِسَتْ وهي تَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ، لَوْ كانَ لِهَذا الدِّينِ ولِيٌّ وناصِرٌ لَقَدْ أظْهَرَهُ بَعْدُ، فَباتَتْ مَحْزُونَةً، وأصْبَحَ أهْلُ القَرْيَةِ يَسْعَوْنَ في نَواحِيها خَنازِيرَ، مَسَخَهُمُ اللَّهُ في لَيْلَتِهِمْ تِلْكَ، فَقالَتْ حِينَ أصْبَحَتْ ورَأتْ ما رَأتِ: اليَوْمَ أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ قَدْ أعَزَّ دِينَهُ وأمْرَ دِينِهِ، قالَ: فَما كانَ مَسْخُ الخَنازِيرِ في بَنِي إسْرائِيلَ إلّا عَلى يَدَيْ تِلْكَ المَرْأةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في (ذَمِّ المَلاهِي)، مِن طَرِيقِ عُثْمانَ بْنِ عَطاءٍ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «(سَيَكُونُ في أُمَّتِي خَسْفٌ ورَجْفٌ، وقِرَدَةٌ وخَنازِيرُ») . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وعَبَدَ الطّاغُوتَ﴾ أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ زُهَيْرٍ قالَ: قُلْتُ لِابْنِ أبِي لَيْلى: كَيْفَ كانَ طَلْحَةُ يَقْرَأُ هَذا الحَرْفَ؟ قالَ: (وعُبُدَ الطّاغُوتِ)، فَسَّرَهُ ابْنُ أبِي لَيْلى: وخَدَمَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَطاءِ بْنِ السّائِبِ قالَ: كانَ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقْرَأُ: (وعَبَدَ الطّاغُوتَ) بِنَصْبِ العَيْنِ والباءِ. (p-٣٧٠)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ النَّحْوِيِّ، أنَّهُ كانَ يَقْرَؤُها: (وعُبِدَ الطّاغُوتُ) كَما تَقُولُ: ضُرِبَ عَبْدُ اللَّهِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ الأسْلَمِيِّ، أنَّهُ كانَ يَقْرَؤُها: (وعابِدَ الطّاغُوتِ) . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي حَمّادٍ، قالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ يَحْيى بْنِ وثّابٍ، أنَّهُ قَرَأ: (وعَبُدَ الطّاغُوتِ) يَقُولُ: خَدَمَ، قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وكانَ حَمْزَةُ يَقْرَؤُها كَذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب