الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنّا أنْزَلْنا التَّوْراةَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُقاتِلٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنّا أنْزَلْنا التَّوْراةَ فِيها هُدًى ونُورٌ﴾ يَعْنِي: هُدًى مِنَ الضَّلالَةِ، ونُورٌ مِنَ العَمى، ﴿يَحْكُمُ بِها النَّبِيُّونَ﴾ يَحْكُمُونَ بِما في التَّوْراةِ مِن لَدُنْ مُوسى إلى عِيسى ﴿لِلَّذِينَ هادُوا﴾ لَهم وعَلَيْهِمْ، ثُمَّ قالَ: ويَحْكُمُ بِها الرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ أيْضًا بِالتَّوْراةِ، ﴿بِما اسْتُحْفِظُوا مِن كِتابِ اللَّهِ﴾ يَقُولُ: بِما عَلِمُوا مِن كِتابِ اللَّهِ مِنَ (p-٣٢٠)الرَّجْمِ، والإيمانِ بِمُحَمَّدٍ ﷺ، ﴿وكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النّاسَ﴾ في أمْرِ مُحَمَّدٍ ﷺ والرَّجْمِ، يَقُولُ: أظْهِرُوا أمْرَ مُحَمَّدٍ والرَّجْمِ، واخْشَوْنِ في كِتْمانِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إنّا أنْزَلْنا التَّوْراةَ فِيها هُدًى ونُورٌ يَحْكُمُ بِها النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا والرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ﴾ قالَ: أمّا الرَّبّانِيُّونَ، فَفُقَهاءُ اليَهُودِ، وأمّا الأحْبارُ، فَعُلَماؤُهُمْ، قالَ: وذُكِرَ لَنا «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قالَ لَمّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: (نَحْنُ نَحْكُمُ عَلى اليَهُودِ، وعَلى مَن سِواهم مِن أهْلِ الأدْيانِ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿يَحْكُمُ بِها النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أسْلَمُوا﴾ يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ ﴿لِلَّذِينَ هادُوا﴾ يَعْنِي اليَهُودَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿يَحْكُمُ بِها النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أسْلَمُوا﴾ قالَ: النَّبِيُّ ﷺ ومَن قَبْلَهُ مِنَ الأنْبِياءِ يَحْكُمُونَ بِما فِيها مِنَ الحَقِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿والرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ﴾ قالَ: قُرّاؤُهم وفُقَهاؤُهم.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: ﴿الرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ﴾ [المائدة: ٦٣] الفُقَهاءُ والعُلَماءُ. (p-٣٢١)وأخْرَجَ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: ﴿الرَّبّانِيُّونَ﴾ [المائدة: ٦٣] العُلَماءُ الفُقَهاءُ، وهم فَوْقَ الأحْبارِ.
وأخْرَجَ عَنْ قَتادَةَ قالَ: الرَّبّانِيُّونَ فُقَهاءُ اليَهُودِ، والأحْبارُ عُلَماؤُهم.
وأخْرَجَ ابْنُ زَيْدٍ قالَ: الرَّبّانِيُّونَ الوُلاةُ والأحْبارُ العُلَماءُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: كانَ رَجُلانِ مِنَ اليَهُودِ أخَوانِ يُقالُ لَهُما: ابْنا صُورِيا، قَدِ اتَّبَعا النَّبِيَّ ﷺ ولَمْ يُسْلِما، وأعْطَياهُ عَهْدًا ألّا يَسْألَهُما عَنْ شَيْءٍ في التَّوْراةِ إلّا أخْبَراهُ بِهِ، وكانَ أحَدُهُما رِبِّيًّا والآخَرُ حَبْرًا، وإنَّما اتَّبَعا النَّبِيَّ ﷺ يَتَعَلَّمانِ مِنهُ فَدَعاهُما، فَسَألَهُما، فَأخْبَراهُ الأمْرَ كَيْفَ كانَ حِينَ زَنى الشَّرِيفُ وزَنى المِسْكِينُ، وكَيْفَ غَيَّرُوهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إنّا أنْزَلْنا التَّوْراةَ فِيها هُدًى ونُورٌ يَحْكُمُ بِها (p-٣٢٢)النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا﴾ يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ، ﴿والرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ﴾ هُما ابْنا صُورِيا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: الرَّبّانِيُّونَ أهْلُ عِبادَةِ اللَّهِ، وأهْلُ تَقْوى اللَّهِ.
وأخْرَجَ عَنِ قَتادَةَ قالَ: الرَّبّانِيُّونَ العُبّادُ، والأحْبارُ العُلَماءُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الرَّبّانِيُّونَ الفُقَهاءُ العُلَماءُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿والرَّبّانِيُّونَ﴾ قالَ: هُمُ المُؤْمِنُونَ، ﴿والأحْبارُ﴾ قالَ: هُمُ القُرّاءُ، ﴿وكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ﴾ يَعْنِي الرَّبّانِيِّينَ والأحْبارَ، هُمُ الشُّهَداءُ لِمُحَمَّدٍ ﷺ بِما قالَ أنَّهُ حَقٌّ جاءَ مِن عِنْدِ اللَّهِ، فَهو نَبِيُّ اللَّهِ مُحَمَّدٌ ﷺ أتَتْهُ اليَهُودُ فَقَضى بَيْنَهم بِالحَقِّ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا تَخْشَوُا النّاسَ واخْشَوْنِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿فَلا تَخْشَوُا النّاسَ واخْشَوْنِ﴾ لِمُحَمَّدٍ ﷺ وأُمَّتِهِ (p-٣٢٣)وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في (نَوادِرِ الأُصُولِ)، وابْنُ عَساكِرَ،عَنْ نافِعٍ قالَ: «كُنّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ في سَفَرٍ، فَقِيلَ: إنَّ السَّبُعَ في الطَّرِيقِ قَدْ حَبَسَ النّاسَ، فاسْتَحَثَّ ابْنُ عُمَرَ راحِلَتَهُ، فَلَمّا بَلَغَ إلَيْهِ نَزَلَ فَعَرَكَ أُذُنَهُ، وقَعَّدَهُ، وقالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (إنَّما يُسَلَّطُ عَلى ابْنِ آدَمَ مَن خافَهُ ابْنُ آدَمَ، ولَوْ أنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَخَفْ إلّا اللَّهَ لَمْ يُسَلِّطْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ، وإنَّما وُكِلَ ابْنُ آدَمَ بِمَن رَجا ابْنُ آدَمَ، ولَوْ أنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَرْجُ إلّا اللَّهَ لَمْ يَكِلْهُ إلى سِواهُ») .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلا تَخْشَوُا النّاسَ﴾ فَتَكْتُمُوا ما أنْزَلْتُ، ﴿ولا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَنًا قَلِيلا﴾ عَلى أنْ تَكْتُمُوا ما أنْزَلْتُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَنًا قَلِيلا﴾ قالَ: لا تَأْكُلُوا السُّحْتَ عَلى كِتابِي.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ﴾ الآيَةَ.
(p-٣٢٤)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكُمْ﴾ يَقُولُ: مَن جَحَدَ الحُكْمَ بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَقَدْ كَفَرَ، ومَن أقَرَّ بِهِ ولَمْ يَحْكم بِهِ فَهو ظالِمٌ فاسِقٌ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والفِرْيابِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ قالَ: إنَّهُ لَيْسَ بِالكُفْرِ الَّذِي تَذْهَبُونَ إلَيْهِ، إنَّهُ لَيْسَ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ المِلَّةِ، كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ قالَ: هي بِهِ كُفْرٌ، ولَيْسَ كَمَن كَفَرَ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، قالَ: كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ، وظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ، وفِسْقٌ دُونَ فِسْقٍ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: (p-٣٢٥)إنَّما نَزَّلَ اللَّهُ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ والظّالِمُونَ، والفاسِقُونَ في اليَهُودِ خاصَّةً.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي صالِحٍ قالَ: الثَّلاثُ الآياتِ الَّتِي في المائِدَةِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧] لَيْسَ في أهْلِ الإسْلامِ مِنها شَيْءٌ، هي في الكُفّارِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾، والظّالِمُونَ، والفاسِقُونَ، قالَ: نَزَلَتْ هَؤُلاءِ الآياتُ في أهْلِ الكِتابِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: نَزَلَتْ هَؤُلاءِ الآياتُ في أهْلِ الكِتابِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ﴾ الآياتِ، قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآياتُ في بَنِي إسْرائِيلَ، ورَضِيَ لِهَذِهِ الأُمَّةِ بِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في اليَهُودِ، وهي عَلَيْنا واجِبَةٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: الثَّلاثُ آياتٍ الَّتِي في المائِدَةِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ﴾ أوَّلُها في هَذِهِ الأُمَّةِ، والثّانِيَةُ في اليَهُودِ، والثّالِثَةُ في النَّصارى.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ قالَ: مَن حَكَمَ بِكِتابِهِ الَّذِي كَتَبَ بِيَدِهِ، وتَرَكَ كِتابَ اللَّهِ، وزَعَمَ أنَّ كِتابَهُ هَذا مِن عِنْدِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ أنَّ هَذِهِ الآياتِ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾، والظّالِمُونَ، والفاسِقُونَ، فَقالَ رَجُلٌ: إنَّ هَذا في بَنِي إسْرائِيلَ، قالَ حُذَيْفَةُ: نِعْمَ الإخْوَةُ لَكم بَنُو إسْرائِيلَ، إنْ كانَ لَكم كُلُّ حُلْوَةٍ، ولَهم كُلُّ مُرَّةٍ، كَلّا واللَّهِ، لَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَهم قِدَّ الشِّراكِ. (p-٣٢٧)وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نِعْمَ القَوْمُ أنْتُمْ، إنْ كانَ ما كانَ مِن حُلْوٍ فَهو لَكُمْ، وما كانَ مِن مُرٍّ فَهو لِأهْلِ الكِتابِ، كَأنَّهُ يَرى أنَّ ذَلِكَ في المُسْلِمِينَ، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ أبِي مِجْلَزٍ أنَّهُ أتاهُ النّاسُ، فَقالُوا: يا أبا مِجْلَزٍ، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧] ؟ قالَ: نَعَمْ، قالُوا: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥] ؟ قالَ: نَعَمْ، قالُوا: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ ؟ قالَ: نَعَمْ، قالُوا: فَهَؤُلاءِ يَحْكُمُونَ بِما أنْزَلَ اللَّهُ؟ قالَ: نَعَمْ، هو دِينُهُمُ الَّذِي بِهِ يَحْكُمُونَ، والَّذِي بِهِ يَتَكَلَّمُونَ، وإلَيْهِ يَدْعُونَ، فَإذا تَرَكُوا مِنهُ شَيْئًا عَلِمُوا أنَّهُ جَوْرٌ مِنهُمْ، إنَّما هَذِهِ لِلْيَهُودِ والنَّصارى والمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يَحْكُمُونَ بِما أنْزَلَ اللَّهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: سَألْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ هَذِهِ الآياتِ في المائِدَةِ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧] فَقُلْتُ: زَعَمَ قَوْمٌ أنَّها (p-٣٢٨)نَزَلَتْ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ، ولَمْ تَنْزِلْ عَلَيْنا، قالَ: اقْرَأْ ما قَبْلَها وما بَعْدَها، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَقالَ: لا، بَلْ نَزَلَتْ عَلَيْنا، ثُمَّ لَقِيتُ مِقْسَمًا مَوْلى ابْنِ عَبّاسٍ، فَسَألْتُهُ عَنْ هَؤُلاءِ الآياتِ الَّتِي في المائِدَةِ قُلْتُ: زَعَمَ قَوْمٌ أنَّها نَزَلَتْ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ، ولَمْ تَنْزِلْ عَلَيْنا، قالَ: إنَّهُ قَدْ نَزَلَ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ، ونَزَلَ عَلَيْنا، وما نَزَلَ عَلَيْنا وعَلَيْهِمْ، فَهو لَنا ولَهُمْ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، فَسَألْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآياتِ الَّتِي في المائِدَةِ، وحَدَّثْتُهُ أنِّي سَألْتُ عَنْها سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، ومِقْسَمًا، قالَ: فَما قالَ لَكَ مِقْسَمٌ؟ فَأخْبَرْتُهُ بِما قالَ، قالَ: صَدَقَ، ولَكِنَّهُ كُفْرٌ لَيْسَ كَكُفْرِ الشِّرْكِ، وفِسْقٌ لَيْسَ كَفِسْقِ الشِّرْكِ، وظُلْمٌ لَيْسَ كَظُلْمِ الشِّرْكِ، فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَأخْبَرْتُهُ بِما قالَ، فَقالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِابْنِهِ: كَيْفَ رَأيْتَهُ؟ لَقَدْ وجَدْتُ لَهُ فَضْلًا عَلَيْكَ وعَلَيَّ وعَلى مِقْسَمٍ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، عَنْ عُمَرَ قالَ: ما رَأيْتُ مِثْلَ مَن قَضى بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدَ هَؤُلاءِ الآياتِ الثَّلاثِ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، عَنْ عُمَرَ قالَ: ما رَأيْتُ مَن قَضى بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدَ هَؤُلاءِ الآياتِ الثَّلاثِ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ قالَ: اسْتُعْمِلَ أبُو الدَّرْداءِ عَلى القَضاءِ فَأصْبَحَ يُهَنِّئُونَهُ، فَقالَ: أتُهَنِّئُونِي بِالقَضاءِ، وقَدْ جُعِلْتُ عَلى رَأْسِ مَهْواةٍ مَزَلَّتُها أبْعَدُ مِن عَدَنِ أبْيَنَ، ولَوْ عَلِمَ النّاسُ ما في القَضاءِ لَأخَذُوهُ بِالدُّوَلِ (p-٣٢٩)رَغْبَةً عَنْهُ، وكَراهِيَةً لَهُ، ولَوْ يَعْلَمُ النّاسُ ما في الأذانِ لَأخَذُوهُ بِالدُّوَلِ رَغْبَةً فِيهِ وحِرْصًا عَلَيْهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ، أنَّ عُثْمانَ قالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النّاسِ، قالَ: لا أقْضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ، ولا أؤُمُّ اثْنَيْنِ، فَقالَ عُثْمانُ: أتَعْصِينِي؟ قالَ: لا، ولَكِنَّهُ بَلَغَنِي أنَّ القُضاةَ ثَلاثَةٌ، رَجُلٌ قَضى بِجَهْلٍ فَهو في النّارِ، ورَجُلٌ حافَ ومالَ بِهِ الهَوى فَهو في النّارِ، ورَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأصابَ فَهو كَفافٌ لا أجْرَ لَهُ، ولا وِزْرَ عَلَيْهِ، قالَ: فَإنَّ أباكَ كانَ يَقْضِي، قالَ: إنَّ أبِي كانَ يَقْضِي، فَإذا أشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَألَ النَّبِيَّ ﷺ، وإذا أشْكَلَ عَلى النَّبِيِّ ﷺ سَألَ جِبْرِيلَ، وإنِّي لا أجِدُ مَن أسْألُ، أما سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (مَن عاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عاذَ بِمَعاذٍ)؟ فَقالَ عُثْمانُ: بَلى، قالَ: فَإنِّي أعُوذُ بِاللَّهِ أنْ تَسْتَعْمِلَنِي، فَأعْفاهُ، وقالَ: لا تُخْبِرْ بِهَذا أحَدًا.
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في (نَوادِرِ الأُصُولِ) عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أبِي رَوّادٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ قاضِيًا كانَ في زَمَنِ بَنِي إسْرائِيلَ بَلَغَ مِنِ اجْتِهادِهِ أنْ طَلَبَ إلى رَبِّهِ (p-٣٣٠)أنْ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ عَلَمًا إذا هو قَضى بِالحَقِّ، عَرَفَ ذَلِكَ، وإذا هو قَصَّرَ بِهِ عَرَفَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: ادْخُلْ مَنزِلَكَ، ثُمَّ مُدَّ يَدَكَ في جِدارِكَ، ثُمَّ انْظُرْ كَيْفَ تَبْلُغُ أصابِعُكَ مِنَ الجِدارِ، فاخْطُطْ عِنْدَها خَطًّا، فَإذا أنْتَ قُمْتَ مِن مَجْلِسِ القَضاءِ، فارْجِعْ إلى ذَلِكَ الخَطِّ، فامْدُدْ يَدَكَ إلَيْهِ، فَإنَّكَ مَتّى كُنْتَ عَلى الحَقِّ فَإنَّكَ سَتَبْلُغُهُ، وإنْ قَصَّرْتَ عَنِ الحَقِّ قَصَّرَ بِكَ، فَكانَ يَغْدُو إلى القَضاءِ، وهو مُجْتَهِدٌ، وكانَ لا يَقْضِي إلّا بِالحَقِّ، وإذا قامَ مِن مَجْلِسِهِ وفَرَغَ لَمْ يَذُقْ طَعامًا ولا شَرابًا، ولا يُفْضِي إلى أهْلِهِ بِشَيْءٍ حَتّى يَأْتِيَ ذَلِكَ الخَطَّ، فَإذا بَلَغَهُ حَمِدَ اللَّهَ، وأفْضى إلى كُلِّ ما أحَلَّ اللَّهُ لَهُ مِن أهْلٍ، أوْ مَطْعَمٍ، أوْ مَشْرَبٍ، فَلَمّا كانَ ذاتَ يَوْمٍ، وهو في مَجْلِسِ القَضاءِ أقْبَلَ إلَيْهِ رَجُلانِ يُرِيدانِهِ، فَوَقَعَ في نَفْسِهِ أنَّهُما يُرِيدانِ أنْ يَخْتَصِما إلَيْهِ، وكانَ أحَدُهُما لَهُ صَدِيقًا وخِدْنًا، فَتَحَرَّكَ قَلْبُهُ عَلَيْهِ مَحَبَّةَ أنْ يَكُونَ الحَقُّ لَهُ، فَيَقْضِيَ لَهُ بِهِ، فَلَمّا أنْ تَكَلَّما دارَ الحَقُّ عَلى صاحِبِهِ، فَقَضى عَلَيْهِ، فَلَمّا قامَ مِن مَجْلِسِهِ ذَهَبَ إلى خَطِّهِ كَما كانَ يَذْهَبُ كُلَّ يَوْمٍ، فَمَدَّ يَدَهُ إلى الخَطِّ، فَإذا الخَطُّ قَدْ ذَهَبَ، وتَشَمَّرَ إلى السَّقْفِ، وإذا هو لا يَبْلُغُهُ، فَخَرَّ ساجِدًا وهو يَقُولُ: يا رَبِّ، شَيْئًا لَمْ أتَعَمَّدْهُ، ولَمْ أُرِدْهُ فَبَيِّنْهُ لِي، فَقِيلَ لَهُ: أتَحْسَبَنَّ أنَّ اللَّهَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلى جَوْرِ قَلْبِكَ حَيْثُ أحْبَبْتَ أنْ يَكُونَ الحَقُّ لِصَدِيقِكَ فَتَقْضِيَ لَهُ بِهِ، قَدْ أرَدْتَهُ، وأحْبَبْتَهُ، ولَكِنَّ اللَّهَ قَدْ رَدَّ الحَقَّ إلى أهْلِهِ، وأنْتَ لِذَلِكَ كارِهٌ. (p-٣٣١)وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ لَيْثٍ قالَ: تَقَدَّمَ إلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَصْمانِ فَأقامَهُما، ثُمَّ عادا، فَفَصَلَ بَيْنَهُما، فَقِيلَ لَهُ في ذَلِكَ، فَقالَ: تَقَدَّما إلَيَّ، فَوَجَدْتُ لِأحَدِهِما ما لَمْ أجِدْ لِصاحِبِهِ، فَكَرِهْتُ أنْ أفْصِلَ بَيْنَهُما عَلى ذَلِكَ، ثُمَّ عادا، فَوَجَدْتُ بَعْضَ ذَلِكَ فَكَرِهْتُ، ثُمَّ عادا، وقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ فَفَصَلْتُ بَيْنَهُما.
{"ayah":"إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِیهَا هُدࣰى وَنُورࣱۚ یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُوا۟ مِن كِتَـٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَیۡهِ شُهَدَاۤءَۚ فَلَا تَخۡشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِی ثَمَنࣰا قَلِیلࣰاۚ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق