الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ أكّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ أكّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾ وذَلِكَ أنَّهم أخَذُوا الرِّشْوَةَ في الحُكْمِ، وقَضَوْا بِالكَذِبِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ أكّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾ قالَ: تِلْكَ حُكّامُ (p-٣٠٩)اليَهُودِ، تَسْمَعُ كَذِبَهُ وتَأْكُلُ رِشْوَتَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: السُّحْتُ الرِّشْوَةُ في الدِّينِ، قالَ سُفْيانُ: يَعْنِي في الحُكْمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، والبَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: مَن شَفَعَ لِرَجُلٍ لِيَدْفَعَ عَنْهُ مَظْلِمَةً، أوَ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَقًّا فَأهْدى لَهُ هَدِيَّةً فَقَبِلَها، فَذَلِكَ السُّحْتُ، فَقِيلَ: يا أبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إنّا كُنّا نَعُدُّ السُّحْتَ الرِّشْوَةَ في الحُكْمِ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَلِكَ الكُفْرُ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ سُئِلَ عَنِ السُّحْتِ فَقالَ: الرِّشا، قِيلَ: في الحُكْمِ؟ قالَ: ذَلِكَ الكُفْرُ، ثُمَّ قَرَأ: ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] .
(p-٣١٠)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، والبَيْهَقِيُّ في (سُنَنِهِ)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ سُئِلَ عَنِ السُّحْتِ: أهُوَ الرِّشْوَةُ في الحُكْمِ؟ قالَ: لا، ﴿ومَن لَمْ يَحْكم بِما أنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] و ﴿الظّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥] و﴿الفاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، ولَكِنَّ السُّحْتَ أنْ يَسْتَعِينُكَ رَجُلٌ عَلى مَظْلِمَةٍ فَيُهْدِيَ لَكَ فَتَقْبَلَهُ، فَذَلِكَ السُّحْتُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الخَطّابِ: أرَأيْتَ الرِّشْوَةَ في الحُكْمِ، أمِنَ السُّحْتِ هِيَ؟ قالَ: لا، ولَكِنْ كُفْرٌ، إنَّما السُّحْتُ أنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ عِنْدَ السُّلْطانِ جاهٌ ومَنزِلَةٌ، ويَكُونَ لِلْآخَرِ إلى السُّلْطانِ حاجَةٌ، فَلا يَقْضِي حاجَتَهُ حَتّى يُهْدِيَ إلَيْهِ هَدِيَّةً.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(رِشْوَةُ الحُكّامِ حَرامٌ، وهي السُّحْتُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ في كِتابِهِ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِن سُحْتٍ فالنّارُ أوْلى بِهِ)، قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وما السُّحْتُ؟ قالَ: (الرِّشْوَةُ في الحُكْمِ») . (p-٣١١)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنِ السُّحْتِ فَقالَ: الرِّشْوَةُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنِ السُّحْتِ فَقالَ: الرِّشا، فَقِيلَ لَهُ: في الحُكْمِ؟ قالَ: ذاكَ الكُفْرُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عُمَرَ قالَ: بابانِ مِنَ السُّحْتِ يَأْكُلُهُما النّاسُ، الرِّشا في الحُكْمِ، ومَهْرُ الزّانِيَةِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: أبْوابُ السُّحْتِ ثَمانِيَةٌ: رَأْسُ السُّحْتِ رِشْوَةُ الحاكِمِ، وكَسْبُ البَغِيِّ، وعَسْبُ الفَحْلِ، وثَمَنُ المَيْتَةِ، وثَمَنُ الخَمْرِ، وثَمَنُ الكَلْبِ، وكَسْبُ الحَجّامِ، وأجْرُ الكاهِنِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ طَرِيفٍ قالَ: مَرَّ عَلِيٌّ بِرَجُلٍ يَحْسُبُ بَيْنَ قَوْمٍ بِأجْرٍ، وفي لَفْظٍ: يَقْسِمُ بَيْنَ ناسٍ قَسْمًا، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ: إنَّما تَأْكُلُ سُحْتًا.
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: مِنَ السُّحْتِ مَهْرُ الزّانِيَةِ، وثَمَنُ الكَلْبِ، إلّا كَلْبَ الصَّيْدِ، وما أُخِذَ مِن شَيْءٍ في الحُكْمِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(هَدايا الأُمَراءِ سُحْتٌ») . (p-٣١٢)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والدَّيْلَمِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (سِتُّ خِصالٍ مِنَ السُّحْتِ: رِشْوَةُ الإمامِ، وهي أخْبَثُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وثَمَنُ الكَلْبِ، وعَسْبُ الفَحْلِ، ومَهْرُ البَغِيِّ، وكَسْبُ الحَجّامِ، وحُلْوانُ الكاهِنِ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ طاوُسٍ قالَ: هَدايا العُمّالِ سُحْتٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ قالَ: «لَمّا بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَواحَةَ إلى أهْلِ خَيْبَرَ أهْدَوْا لَهُ، فَرَدَّهُ، وقالَ: سُحْتٌ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِي قالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرّاشِيَ والمُرْتَشِيَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ ثَوْبانَ قالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرّاشِيَ والمُرْتَشِيَ، والرّائِشَ، يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُما» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ لَعَنَ الرّاشِيَ والمُرْتَشِيَ، والرّائِشَ الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُما» . (p-٣١٣)وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(مَن ولِيَ عَشَرَةً فَحَكَمَ بَيْنَهم بِما أحَبُّوا أوْ كَرِهُوا جِيءَ بِهِ مَغْلُولَةٌ يَداهُ، فَإنْ عَدَلَ، ولَمْ يَرْتَشِ، ولَمْ يُحِفْ، فَكَّ اللَّهُ عَنْهُ، وإنْ حَكَمَ بِغَيْرِ ما أنْزَلَ اللَّهُ وارْتَشى وحابى فِيهِ، شُدَّتْ يَسارُهُ إلى يَمِينِهِ، ثُمَّ رُمِيَ بِهِ في جَهَنَّمَ، فَلَمْ يَبْلُغْ قَعْرَها خَمْسَمِائَةِ عامٍ») .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ عائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(سَتَكُونُ مِن بَعْدِي وُلاةٌ يَسْتَحِلُّونَ الخَمْرَ بِالنَّبِيذِ، والبَخْسَ بِالصَّدَقَةِ، والسُّحْتَ بِالهَدِيَّةِ، والقَتْلَ بِالمَوْعِظَةِ، يَقْتُلُونَ البَرِيءَ لِيُوَطِئُوا العامَّةَ، يُمْلى لَهم فَيَزْدادُوا إثْمًا») .
وأخْرَجَ الخَطِيبُ في تارِيخِهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «(مِنَ السُّحْتِ، كَسْبُ الحَجّامِ، وثَمَنُ الكَلْبِ، ومَهْرُ البَغِيِّ») .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والبَيْهَقِيُّ في (سُنَنِهِ)، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: السُّحْتُ الرِّشْوَةُ في الحُكْمِ، ومَهْرُ البَغِيِّ، وثَمَنُ الكَلْبِ، وثَمَنُ القِرْدِ، وثَمَنُ الخِنْزِيرِ، وثَمَنُ الخَمْرِ، وثَمَنُ المَيْتَةِ، وثَمَنُ الدَّمِ، وعَسْبُ الفَحْلِ، وأجْرُ النّائِحَةِ (p-٣١٤)وأجْرُ المُغَنِّيَةِ، وأجْرُ الكاهِنِ، وأجْرُ السّاحِرِ، وأجْرُ القائِفِ، وثَمَنُ جُلُودِ السِّباعِ، وثَمَنُ جُلُودِ المَيْتَةِ، فَإذا دُبِغَتْ فَلا بَأْسَ بِها، وأجْرُ صُوَرِ التَّماثِيلِ، وهَدِيَّةُ الشَّفاعَةِ، وجُعْلَةُ الغَزْوِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قالَ: هَذِهِ الرُّغُفُ الَّتِي يَأْخُذُها المُعَلِّمُونَ مِنَ السُّحْتِ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإنْ جاءُوكَ فاحْكم بَيْنَهُمْ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ في (ناسِخِهِ)، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: آيَتانِ نُسِخَتا مِن هَذِهِ السُّورَةِ - يَعْنِي المائِدَةِ - آيَةُ القَلائِدِ، وقَوْلُهُ: ﴿فَإنْ جاءُوكَ فاحْكم بَيْنَهم أوْ أعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُخَيَّرًا، إنْ شاءَ حَكَمَ بَيْنَهُمْ، وإنْ شاءَ أعْرَضَ عَنْهُمْ، فَرَدَّهم إلى أحْكامِهِمْ، فَنَزَلَتْ: ﴿وأنِ احْكم بَيْنَهم بِما أنْزَلَ اللَّهُ ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهُمْ﴾ [المائدة: ٤٩] [المائِدَةِ: ٤٩]، قالَ: فَأُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ يَحْكُمَ بَيْنَهم بِما في كِتابِنا. (p-٣١٥)وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فاحْكم بَيْنَهم أوْ أعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ قالَ: نَسَخَتْها هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وأنِ احْكم بَيْنَهم بِما أنْزَلَ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤٩] .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، أنَّ الآيَةَ الَّتِي في سُورَةِ المائِدَةِ: ﴿فَإنْ جاءُوكَ فاحْكم بَيْنَهُمْ﴾ كانَتْ في شَأْنِ الرَّجْمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ الآياتِ مِنَ المائِدَةِ الَّتِي قالَ اللَّهُ فِيها: ﴿فاحْكم بَيْنَهم أوْ أعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿المُقْسِطِينَ﴾ إنَّما نَزَلَتْ في الدِّيَةِ مِن بَنِي النَّضِيرِ وقُرَيْظَةَ، وذَلِكَ أنَّ قَتْلى بَنِي النَّضِيرِ كانَ لَهم شَرَفٌ، يُودَوْنَ الدِّيَةَ كامِلَةً، وإنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ كانُوا يُودَوْنَ نِصْفَ الدِّيَةِ، فَتَحاكَمُوا في ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ فِيهِمْ، فَحَمَلَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى الحَقِّ، في ذَلِكَ، فَجَعَلَ الدِّيَةَ سَواءً (p-٣١٦)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والحاكِمُ، وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَتْ قُرَيْظَةُ والنَّضِيرُ، وكانَ النَّضِيرُ أشْرَفَ مِن قُرَيْظَةَ، فَكانَ إذا قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِن قُرَيْظَةَ أدّى مِائَةَ وسْقٍ مِن تَمْرٍ، وإذا قَتَلَ رَجُلٌ مِن قُرَيْظَةَ رَجُلًا مِنَ النَّضِيرِ قُتِلَ بِهِ، فَلَمّا بُعِثَ النَّبِيُّ ﷺ قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلًا مِن قُرَيْظَةَ، فَقالُوا: ادْفَعُوهُ إلَيْنا نَقْتُلْهُ، فَقالُوا: بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ النَّبِيُّ ﷺ فَأتَوْهُ، فَنَزَلَتْ: ﴿وإنْ حَكَمْتَ فاحْكم بَيْنَهم بِالقِسْطِ﴾ والقِسْطُ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، ثُمَّ نَزَلَتْ: ﴿أفَحُكْمَ الجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾ [المائدة: ٥٠] [المائِدَةِ: ٥٠] .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنْ جاءُوكَ فاحْكم بَيْنَهم أوْ أعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ قالَ: يَوْمَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ كانَ في سَعَةٍ مِن أمْرِهِ، فَإنْ شاءَ حَكَمَ، وإنْ شاءَ لَمْ يَحْكُمْ، ثُمَّ قالَ: ﴿وإنْ تُعْرِضْ عَنْهم فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا﴾ قالَ: نَسَخَتْها: ﴿وأنِ احْكم بَيْنَهم بِما أنْزَلَ اللَّهُ ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهُمْ﴾ [المائدة: ٤٩]
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والنَّحّاسُ في (ناسِخِهِ)، عَنِ الشَّعْبِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنْ جاءُوكَ فاحْكم بَيْنَهم أوْ أعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ قالَ: إنْ شاءَ حَكَمَ بَيْنَهُمْ، وإنْ شاءَ لَمْ يَحْكم.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ إبْراهِيمَ، والشَّعْبِيِّ، (p-٣١٧)قالا: إذا جاؤُوا إلى حاكِمٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، إنْ شاءَ حَكَمَ بَيْنَهُمْ، وإنْ شاءَ أعْرَضَ عَنْهُمْ، وإنْ حَكَمَ بَيْنَهم حَكَمَ بِما أنْزَلَ اللَّهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَطاءٍ في الآيَةِ قالَ: هو مُخَيَّرٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في أهْلِ الذِّمَّةِ يَرْتَفِعُونَ إلى حُكّامِ المُسْلِمِينَ قالَ: يَحْكُمُ بَيْنَهم بِما أنْزَلَ اللَّهُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: أهْلُ الذِّمَّةِ إذا ارْتَفَعُوا إلى المُسْلِمِينَ حُكِمَ عَلَيْهِمْ بِحُكْمِ المُسْلِمِينَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو الشَّيْخِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ إبْراهِيمَ التَّيْمِيِّ: ﴿وإنْ حَكَمْتَ فاحْكم بَيْنَهم بِالقِسْطِ﴾ قالَ: بِالرَّجْمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾ يَعْنِي: المُعَدِّلِينَ في القَوْلِ والفِعْلِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ في الآيَةِ قالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ أنْ يُرَدُّوا في حُقُوقِهِمْ، ومَوارِيثِهِمْ إلى أهْلِ دِينِهِمْ، إلّا أنْ يَأْتُوا راغِبِينَ في حَدٍّ يُحْكَمُ بَيْنَهم فِيهِ (p-٣١٨)فَيُحْكَمُ بَيْنَهم بِكِتابِ اللَّهِ، وقَدْ قالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ ﷺ: ﴿وإنْ حَكَمْتَ فاحْكم بَيْنَهم بِالقِسْطِ﴾ .
{"ayah":"سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّـٰلُونَ لِلسُّحۡتِۚ فَإِن جَاۤءُوكَ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡۖ وَإِن تُعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ فَلَن یَضُرُّوكَ شَیۡـࣰٔاۖ وَإِنۡ حَكَمۡتَ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق