الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ﴾ قالَ: شَجَّعَتْهُ عَلى قَتْلِ أخِيهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ﴾ قالَ: زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسُهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وناسٍ مِنَ الصَّحابَةِ: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أخِيهِ﴾ فَطَلَبَهُ لِيَقْتُلَهُ، فَراغَ الغُلامُ مِنهُ في رُؤُوسِ الجِبالِ، فَأتاهُ يَوْمًا مِنَ الأيّامِ وهو يَرْعى غَنَمًا لَهُ وهو نائِمٌ، فَرَفَعَ صَخْرَةً فَشَدَخَ بِها رَأْسَهُ، فَماتَ (p-٢٧١)فَتَرَكَهُ بِالعَراءِ، ولا يَعْلَمُ كَيْفَ يُدْفَنُ، فَبَعَثَ اللَّهُ غُرابَيْنِ أخَوَيْنِ، فاقْتَتَلا، فَقَتَلَ أحَدُهُما صاحِبَهُ، فَحَفَرَ لَهُ ثُمَّ حَثا عَلَيْهِ، فَلَمّا رَآهُ قالَ: ﴿يا ويْلَتا أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذا الغُرابِ﴾ [المائدة: ٣١] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: ابْنُ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أخاهُ لَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَقْتُلُهُ، فَتَمَثَّلَ لَهُ إبْلِيسُ في هَيْئَةِ طَيْرٍ، فَأخَذَ طَيْرًا فَوَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَشَدَخَ رَأْسَهُ، فَعَلَّمَهُ القَتْلَ.
وأخْرَجَ عَنْ مُجاهِدٍ، نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ قالَ: لَمّا قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أخاهُ نَشَّفَتِ الأرْضُ دَمَهُ، فَلُعِنَتْ، فَلَمْ تُنَشِّفِ الأرْضُ دَمًا بَعْدُ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، عَنْ عَلِيٍّ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: (بِدِمَشْقَ جَبَلٌ يُقالُ لَهُ: قاسِيُونُ، فِيهِ قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أخاهُ») .
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَيْرٍ الشَّعْبانِيِّ قالَ: كُنْتُ مَعَ كَعْبِ الأحْبارِ عَلى جَبَلِ دَيْرِ المُرّانِ فَرَأى لُمَعَةً سائِلَةً في الجَبَلِ فَقالَ: ها هُنا قَتَلَ ابْنُ (p-٢٧٢)آدَمَ أخاهُ، وهَذا أثَرُ دَمِهِ، جَعَلَهُ اللَّهُ آيَةً لِلْعالَمِينَ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، مِن وجْهٍ آخَرَ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: الدَّمُ الَّذِي عَلى جَبَلِ قاسِيُونَ هو دَمُ ابْنِ آدَمَ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، عَنْ وهْبٍ قالَ: إنَّ الأرْضَ نَشَّفَتْ دَمَ ابْنِ آدَمَ المَقْتُولِ، فَلَعَنَ آدَمُ الأرْضَ، فَمِن أجْلِ ذَلِكَ لا تُنَشِّفُ الأرْضُ دَمًا بَعْدَ دَمِ هابِيلَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ نُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ في (الفِتَنِ) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَضالَةَ قالَ: لَمّا قَتَلَ قابِيلُ هابِيلَ مَسَخَ اللَّهُ عَقْلَهُ وخَلَعَ فُؤادَهُ، فَلَمْ يَزَلْ تائِهًا حَتّى ماتَ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأصْبَحَ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ .
أخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إلّا كانَ عَلى ابْنِ آدَمَ الأوَّلِ كِفْلٌ مِن دَمِها، لِأنَّهُ أوَّلُ مَن سَنَّ القَتْلَ» (p-٢٧٣)وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(ما قُتِلَتْ نَفْسٌ ظُلْمًا إلّا كانَ عَلى ابْنِ آدَمَ قاتِلِ الأوَّلِ كِفْلٌ مِن دَمِها، لِأنَّهُ أوَّلُ مَن سَنَّ القَتْلَ») .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: إنَّ أشْقى النّاسِ رَجُلًا لِابْنِ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أخاهُ، ما سُفِكَ دَمٌ في الأرْضِ مُنْذُ قَتَلَ أخاهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، إلّا لَحِقَ بِهِ مِنهُ شَيْءٌ، وذَلِكَ أنَّهُ أوَّلُ مَن سَنَّ القَتْلَ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(أشْقى النّاسِ ثَلاثَةٌ: عاقِرُ ناقَةِ ثَمُودَ، وابْنُ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أخاهُ، ما سُفِكَ عَلى الأرْضِ مِن دَمٍ إلّا لَحِقَهُ مِنهُ، لِأنَّهُ أوَّلُ مَن سَنَّ القَتْلَ») .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ)، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قالَ: إنّا لَنَجِدُ ابْنَ آدَمَ القاتِلَ يُقاسِمُ أهْلَ النّارِ، قِسْمَةً صَحِيحَةً، العَذابَ، عَلَيْهِ شَطْرُ عَذابِهِمْ. (p-٢٧٤)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ (مَن عاشَ بَعْدَ المَوْتِ)، وابْنُ عَساكِرَ مِن طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ، عَنْ أبِي أيُّوبَ اليَمانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِن قَوْمِهِ يُقالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ، أنَّهُ ونَفَرًا مِن قَوْمِهِ رَكِبُوا البَحْرَ، وأنَّ البَحْرَ أظْلَمَ عَلَيْهِمْ أيّامًا، ثُمَّ انْجَلَتْ عَنْهم تِلْكَ الظُّلْمَةُ، وهم قُرْبَ قَرْيَةٍ، قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَخَرَجْتُ ألْتَمِسُ الماءَ، فَإذا أبْوابٌ مُغْلَقَةٌ تَجَأْجَأُ فِيها الرِّيحُ، فَهَتَفْتُ فِيها فَلَمْ يُجِبْنِي أحَدٌ، فَبَيْنا أنا عَلى ذَلِكَ إذْ طَلَعَ عَلَيَّ فارِسانِ فَسَألانِي عَنْ أمْرِي، فَأخْبَرْتُهُما الَّذِي أصابَنا في البَحْرِ، وأنِّي خَرَجْتُ أطْلُبُ الماءَ، فَقالا لِي: اسْلُكْ في هَذِهِ السِّكَّةِ، فَإنَّكَ سَتَنْتَهِي إلى بِرْكَةٍ فِيها ماءٌ فاسْتَقِ مِنها، ولا يَهُولَنَّكَ ما تَرى فِيها، فَسَألْتُهُما عَنْ تِلْكَ البُيُوتِ المُغْلَقَةِ الَّتِي تَجَأْجَأُ فِيها الرِّيحُ، فَقالا: هَذِهِ بُيُوتُ أرْواحِ المَوْتى، فَخَرَجْتُ حَتّى انْتَهَيْتُ إلى البِرْكَةِ، فَإذا فِيها رَجُلٌ مُعَلَّقٌ مَنكُوسٌ عَلى رَأْسِهِ، يُرِيدُ أنْ يَتَناوَلَ الماءَ بِيَدِهِ، فَلا يَنالُهُ، فَلَمّا رَآنِي هَتَفَ بِي، وقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، اسْقِنِي، فَغَرَفْتُ بِالقَدَحِ لِأُناوِلَهُ، فَقُبِضَتْ يَدِي، فَقُلْتُ: أخْبِرْنِي، مَن أنْتَ؟ فَقالَ: أنا ابْنُ آدَمَ، أوَّلُ مَن سَفَكَ دَمًا في الأرْضِ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «(مَن هَجَرَ أخاهُ سَنَةً، لَقِيَ اللَّهَ بِخَطِيئَةِ قابِيلَ ابْنِ آدَمَ، لا يَفُكُّهُ شَيْءٌ دُونَ وُلُوجِ النّارِ») .
{"ayah":"فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











