الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ﴾ الآيَتَيْنِ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ﴾ الآيَةَ، قالَ: كانَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ إذا أرادَ الرَّجُلُ أنْ يَقْتُلَ رَجُلًا تَرَكَهُ ويَمْتَنِعُ مِنهُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في الآيَةِ، قالَ: كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ إذا الرَّجُلُ بَسَطَ يَدَهُ إلى الرَّجُلِ لا يَمْتَنِعُ مِنهُ حَتّى يَقْتُلَهُ، أوْ يَدَعَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: (p-٢٦٥)﴿إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وإثْمِكَ﴾، يَقُولُ: إنِّي أُرِيدُ أنْ تَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيئَتُكَ ودَمِي فَتَبُوءَ بِهِما جَمِيعًا. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي﴾، قالَ: بِقَتْلِكَ إيّايَ، ﴿وإثْمِكَ﴾ قالَ: بِما كانَ مِنكَ قَبْلَ ذَلِكَ. وأخْرَجَ عَنْ قَتادَةَ، والضَّحّاكِ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وإثْمِكَ﴾ قالَ: تَرْجِعُ بِإثْمِي وإثْمِكَ الَّذِي عَمِلْتَ فَتَسْتَوْجِبُ النّارَ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ وهو يَقُولُ: ؎مَن كانَ كارِهَ عَيْشِهِ فَلْيَأْتِنا يَلْقى المَنِيَّةَ أوْ يَبُوءُ لَهُ غِنى. وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(إنَّها سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، القاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي خَيْرٌ مِنَ السّاعِي)، قالَ: أفَرَأيْتَ إنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي فَبَسَطَ إلَيَّ يَدَهُ لِيَقْتُلَنِي؟ قالَ: (كُنْ كابْنِ (p-٢٦٦)آدَمَ)، وتَلا: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والحاكِمُ، عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: «رَكِبَ النَّبِيُّ ﷺ حِمارًا، وأرْدَفَنِي خَلْفَهُ، فَقالَ: (يا أبا ذَرٍّ، أرَأيْتَ إنْ أصابَ النّاسَ جُوعٌ شَدِيدٌ، لا تَسْتَطِيعُ أنْ تَقُومَ مِن فِراشِكَ إلى مَسْجِدِكَ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟) قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: (تَعَفَّفْ يا أبا ذَرٍّ، أرَأيْتَ إنْ أصابَ النّاسَ مَوْتٌ شَدِيدٌ يَكُونُ البَيْتُ فِيهِ بِالعَبْدِ)، يَعْنِي القَبْرَ، قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: (اصْبِرْ يا أبا ذَرٍّ، أرَأيْتَ إنْ قَتَلَ النّاسُ بَعْضُهم بَعْضًا حَتّى تَغْرَقَ حِجارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّماءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟) قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: (اقْعُدْ في بَيْتِكَ، وأغْلِقْ عَلَيْكَ بابَكَ)، قُلْتُ: فَإنْ لَمْ أتْرُكْ؟ قالَ: (فَأْتِ مَن أنْتَ مِنهم فَكُنْ فِيهِمْ)، قُلْتُ: فَآخُذُ سِلاحِي؟ قالَ: (إذَنْ تُشارِكُهم فِيما هم فِيهِ، ولَكِنْ إنْ خَشِيتَ أنْ يَرْدَعَكَ شُعاعُ السَّيْفِ فَألْقِ طَرَفَ رِدائِكَ عَلى وجْهِكَ، حَتّى يَبُوءَ بِإثْمِهِ وإثْمِكَ فَيَكُونَ مِن أصْحابِ النّارِ») . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي مُوسى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «(اكْسِرُوا سَيْفَكم (p-٢٦٧)يَعْنِي في الفِتْنَةِ، واقْطَعُوا أوْتارَكُمْ، والزَمُوا أجْوافَ البُيُوتِ، وكُونُوا فِيها كالخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ») . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: لَئِنِ اقْتَتَلْتُمْ فَلَأنْظُرَنَّ أقْصى بَيْتٍ في دارِي فَلَألِجَنَّهُ، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ فَلَأقُولَنَّ: ها بُؤْ بِإثْمِي وإثْمِكَ، فَأكُونَ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ. وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ أبِي نَضْرَةَ، قالَ: دَخَلَ أبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ يَوْمَ الحَرَّةِ غارًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ومَعَ أبِي سَعِيدٍ السَّيْفُ، فَوَضَعَهُ أبُو سَعِيدٍ، وقالَ: بُؤْ بِإثْمِي وإثْمِكَ، وكُنْ مِن أصْحابِ النّارِ، ولَفْظُ ابْنِ سَعْدٍ: وقالَ: ﴿إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وإثْمِكَ فَتَكُونَ مِن أصْحابِ النّارِ﴾ قالَ أبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ: أنْتَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فاسْتَغْفِرْ لِي، قالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(إنَّ ابْنَيْ آدَمَ ضُرِبا مَثَلًا لِهَذِهِ الأُمَّةِ، فَخُذُوا بِالخَيِّرِ مِنهُما») . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(يا أيُّها النّاسُ، ألا إنَّ ابْنَيْ آدَمَ ضُرِبا لَكم مَثَلًا، فَتَشَبَّهُوا بِخَيْرِهِما، ولا تَتَشَبَّهُوا بِشَرِّهِما») . (p-٢٦٨)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ المُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمانَ، عَنْ أبِيهِ، قالَ: قُلْتُ لِبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أما بَلَغَكَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ ضَرَبَ لَكُمُ ابْنَيْ آدَمَ مَثَلًا، فَخُذُوا خَيْرَهُما، ودَعُوا شَرَّهُما»)، قالَ: بَلى. وأخْرَجَ الحاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنْ أبِي بَكْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ألا إنَّها سَتَكُونُ فِتَنٌ، ألا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ، القاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فِيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فِيها خَيْرٌ مِنَ السّاعِي إلَيْها، فَإذا نَزَلَتْ فَمَن كانَ لَهُ إبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإبِلِهِ، ومَن كانَ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، ومَن كانَ لَهُ أرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأرْضِهِ)، فَقِيلَ: أرَأيْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ؟ قالَ: (فَلْيَأْخُذْ حَجَرًا فَلْيَدُقَّ بِهِ عَلى حَدِّ سَيْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْجُ إنِ اسْتَطاعَ النَّجاةَ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ)، ثَلاثًا، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أرَأيْتَ إنْ أُكْرِهْتُ حَتّى يُنْطَلَقَ بِي إلى أحَدِ الصَّفَّيْنِ، فَيَرْمِينِي رَجُلٌ بِسَهْمٍ، أوْ يَضْرِبُنِي بِسَيْفٍ، فَيَقْتُلُنِي؟ قالَ: (يَبُوءُ بِإثْمِهِ وإثْمِكَ، فَيَكُونُ مِن أصْحابِ النّارِ)، قالَها ثَلاثًا» . وأخْرَجَ الحاكِمُ، وصَحَّحَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: ما تَأْمُرُنا إذا اقْتَتَلَ المُصَلُّونَ؟ قالَ: آمُرُكَ أنْ تَنْظُرَ أقْصى بَيْتٍ في دارِكَ فَتَلِجَ فِيهِ، فَإنْ دُخِلَ عَلَيْكَ، فَتَقُولُ: ها بُؤْ بِإثْمِي وإثْمِكَ فَتَكُونُ كابْنِ آدَمَ. (p-٢٦٩)وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ، «عَنْ خالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يا خالِدُ، إنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أحْداثٌ وفِتَنٌ واخْتِلافٌ، فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ المَقْتُولَ لا القاتِلَ فافْعَلْ») . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «(تَكُونُ فِتْنَةٌ، النّائِمُ فِيها خَيْرٌ مِنَ المُضْطَجِعِ، والمُضْطَجِعُ خَيْرٌ مِنَ القاعِدِ، والقاعِدُ خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي خَيْرٌ مِنَ السّاعِي، قَتْلاها كُلِّها في النّارِ)، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَبِمَ تَأْمُرُنِي إنْ أدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قالَ: (ادْخُلْ بَيْتَكَ)، قُلْتُ: أفَرَأيْتَ إنْ دُخِلَ عَلَيَّ؟ قالَ: (قُلْ: بُؤْ بِإثْمِي وإثْمِكَ، وكُنْ عَبْدَ اللَّهِ المَقْتُولَ») . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ)، وابْنُ عَساكِرَ، عَنِ الأوْزاعِيِّ قالَ: مَن قُتِلَ مَظْلُومًا كَفَّرَ اللَّهُ كُلَّ ذَنْبٍ عَنْهُ، وذَلِكَ في القُرْآنِ: ﴿إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ (p-٢٧٠)بِإثْمِي وإثْمِكَ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَبّابِ بْنِ الأرَتِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «أنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً، القاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فِيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فِيها خَيْرٌ مِنَ السّاعِي، فَإنْ أدْرَكْتَ ذَلِكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ المَقْتُولَ، ولا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ القاتِلَ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(أيَعْجِزُ أحَدُكم إذا أتاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ أنْ يَقُولَ هَكَذا، وقالَ بِإحْدى يَدَيْهِ عَلى الأُخْرى، فَيَكُونُ كالخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ، وإذا هو في الجَنَّةِ، وإذا قاتِلُهُ في النّارِ») .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب