الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَقَدْ أخَذَ اللَّهُ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿ولَقَدْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ﴾ قالَ: أخَذَ اللَّهُ مَواثِيقَهُمْ، أنْ يُخْلِصُوا لَهُ ولا يَعْبُدُوا غَيْرَهُ، ﴿وبَعَثْنا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ: وبَعَثْنا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ كَفِيلًا، فَكُفِّلُوا عَلَيْهِمْ بِالوَفاءِ لِلَّهِ بِما واثَقُوهُ عَلَيْهِ مِنَ العُهُودِ فِيما أمَرَهم بِهِ، وفِيما نَهاهم عَنْهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ قالَ: مِن كُلِّ سِبْطٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ رِجالٌ، أرْسَلَهم مُوسى إلى الجَبّارِينَ، فَوَجَدُوهم يَدْخُلُ في كُمِّ أحَدِهِمُ اثْنانِ مِنهُمْ، ولا يَحْمِلُ عُنْقُودَ عِنَبِهِمْ إلّا خَمْسَةُ أنْفُسٍ بَيْنَهم في خَشَبَةٍ، ويَدْخُلُ في شَطْرِ (p-٢٢٨)الرُّمّانَةِ إذا نُزِعَ حَبُّها خَمْسَةُ أنْفُسٍ، أوْ أرْبَعَةٌ، فَرَجَعَ النُّقَباءُ كُلُّهم يَنْهى سِبْطَهُ عَنْ قِتالِهِمْ إلّا يُوشَعَ بْنَ نُونٍ، وكالَبَ بْنَ يافَنَّةَ، أمَرا الأسْباطَ بِقِتالِ الجَبّارِينَ، ومُجاهَدَتِهِمْ، فَعَصَوْهُما، وأطاعُوا الآخَرِينَ، فَهُما الرَّجُلانِ اللَّذانِ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِما، فَتاهَتْ بَنُو إسْرائِيلَ أرْبَعِينَ سَنَةً، يُصْبِحُونَ حَيْثُ أمْسَوْا، ويُمْسُونَ حَيْثُ أصْبَحُوا في تِيهِهِمْ ذَلِكَ، فَضَرَبَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ الحَجَرَ لِكُلِّ سِبْطٍ عَيْنًا، حَجْرًا لَهم يَحْمِلُونَهُ مَعَهُمْ، فَقالَ لَهم مُوسى: اشْرَبُوا يا حَمِيرُ، فَنَهاهُ اللَّهُ عَنْ سَبِّهِمْ، وقالَ: هم خَلْقٌ فَلا تَجْعَلْهم حَمِيرًا، والسِّبْطُ كُلُّ بَطْنٍ، بَنُو فُلانٍ. وبَنُو فُلانٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: أمَرَ اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ بِالسَّيْرِ إلى أرِيحاءَ - وهي أرْضُ بَيْتِ المَقْدِسِ - فَسارُوا حَتّى إذا كانُوا قَرِيبًا مِنهُ بَعَثَ مُوسى اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِن جَمِيعِ أسْباطِ بَنِي إسْرائِيلَ، فَسارُوا يُرِيدُونَ أنْ يَأْتُوهُ بِخَبَرِ الجَبابِرَةِ، فَلَقِيَهم رَجُلٌ مِنَ الجَبّارِينَ، يُقالُ لَهُ: عاجٌ، فَأخَذَ الِاثْنَيْ عَشَرَ فَجَعَلَهم في حُجْزَتِهِ، وعَلى رَأْسِهِ حَمْلَةُ حَطَبٍ، فانْطَلَقَ بِهِمْ إلى امْرَأتِهِ، فَقالَ: انْظُرِي إلى هَؤُلاءِ (p-٢٢٩)القَوْمِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أنَّهم يُرِيدُونَ أنْ يُقاتِلُونا، فَطَرَحَهم بَيْنَ يَدَيْها، فَقالَ: ألا أطْحَنُهم بِرِجْلِي؟ فَقالَتِ امْرَأتُهُ: بَلْ خَلِّ عَنْهم حَتّى يُخْبِرُوا قَوْمَهم بِما رَأوْا، فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَلَمّا خَرَجَ القَوْمُ قالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: يا قَوْمُ، إنَّكم إنْ أخْبَرْتُمْ بَنِي إسْرائِيلَ خَبَرَ القَوْمِ ارْتَدُّوا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ، لَكِنِ اكْتُمُوهُ، وأخْبِرُوا نَبِيَّيِ اللَّهِ فَيَكُونانِ هُما يَرَيانِ رَأْيَهُما، فَأخَذَ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ المِيثاقَ بِذَلِكَ لِيَكْتُمُوهُ، ثُمَّ رَجَعُوا، فانْطَلَقَ عَشَرَةٌ مِنهُمْ، فَنَكَثُوا العَهْدَ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يُخْبِرُ أخاهُ وأباهُ بِما رَأى مِن عاجٍ، وكَتَمَ رَجُلانِ مِنهُمْ، فَأتَوْا مُوسى وهارُونَ، فَأخْبَرُوهُما الخَبَرَ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿ولَقَدْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ وبَعَثْنا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وبَعَثْنا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ قالَ: شَهِيدًا مِن كُلِّ سِبْطٍ رَجُلٌ شاهِدٌ عَلى قَوْمِهِ. (p-٢٣٠)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ قالَ: النُّقَباءُ الأُمَناءُ. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾، قالَ: اثْنَيْ عَشَرَ وزِيرًا، وصارُوا أنْبِياءَ بَعْدَ ذَلِكَ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ يَقُولُ: ؎وإنِّي بِحَقٍّ قائِلٌ لِسَراتِها مَقالَةَ نُصْحٍ لا يَضِيعُ نَقِيبُها. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ قالَ: هم مِن بَنِي إسْرائِيلَ، بَعَثَهم مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ، لِيَنْظُرُوا إلى المَدِينَةِ، فَجاؤُوا بِحَبَّةٍ مِن فاكِهَتِهِمْ، وِقْرَ رَجُلٍ فَقالُوا: اقْدُرُوا قُوَّةَ قَوْمٍ وبَأْسَهُمْ، وهَذِهِ فاكِهَتُهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فُتِنُوا فَقالُوا: لا نَسْتَطِيعُ القِتالَ، فاذْهَبْ أنْتَ ورَبُّكَ فَقاتِلا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(لَوْ صَدَقَنِي وآمَنَ بِي واتَّبَعَنِي عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُودِ، لَأسْلَمَ كُلُّ يَهُودِيٍّ»)، قالَ كَعْبٌ: اثْنا عَشَرَ، وتَصْدِيقُ ذَلِكَ في (المائِدَةِ): ﴿وبَعَثْنا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ (p-٢٣١)وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ، «عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّهُ سُئِلَ: كَمْ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ مِن خَلِيفَةٍ؟ فَقالَ: سَألْنا عَنْها رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: (اثْنا عَشَرَ كَعِدَّةِ نُقَباءِ بَنِي إسْرائِيلَ») . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، أنَّ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ قالَ لِلنُّقَباءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ: سِيرُوا إلَيْهِمْ، فَحَدِّثُونِي حَدِيثَهُمْ، وما أمْرُهُمْ، ولا تَخافُوا، إنَّ اللَّهَ مَعَكم ما: ﴿أقَمْتُمُ الصَّلاةَ وآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وآمَنتُمْ بِرُسُلِي وعَزَّرْتُمُوهم وأقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وعَزَّرْتُمُوهُمْ﴾ قالَ: أعَنْتُمُوهم. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وعَزَّرْتُمُوهُمْ﴾ قالَ: نَصَرْتُمُوهم. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: التَّعْزِيرُ، والتَّوْقِيرُ، النُّصْرَةُ والطّاعَةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب