الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَندَهْ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ الحارِثِ بْنِ ضِرارٍ الخُزاعِيِّ قالَ: «قَدِمْتُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَدَعانِي إلى الإسْلامِ، فَدَخَلْتُ فِيهِ وأقْرَرْتُ بِهِ، ودَعانِي إلى الزَّكاةِ فَأقْرَرْتُ بِها، وقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ: أرْجِعُ إلى قَوْمِي فَأدْعُوهم إلى الإسْلامِ وأداءِ الزَّكاةِ فَمَنِ اسْتَجابَ لِي جَمَعْتُ زَكاتَهُ وتُرْسِلُ إلَيَّ يا رَسُولَ اللَّهِ رَسُولًا لِإبّانِ كَذا وكَذا لِيَأْتِيَكَ ما جَمَعْتُ مِنَ الزَّكاةِ. فَلَمّا جَمَعَ الحارِثُ الزَّكاةَ مِمَّنِ اسْتَجابَ لَهُ وبَلَغَ الإبّانُ الَّذِي أرادَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ يَبْعَثَ إلَيْهِ احْتَبَسَ الرَّسُولُ فَلَمْ يَأْتِ فَظَنَّ الحارِثُ أنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سَخْطَةٌ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ، فَدَعا بِسَرَواتِ قَوْمِهِ فَقالَ لَهم: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ وقَّتَ لِي وقْتًا يُرْسِلُ إلَيَّ رَسُولَهُ لِيَقْبِضَ ما كانَ عِنْدِي مِنَ الزَّكاةِ ولَيْسَ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الخُلْفُ ولا أرى حُبِسَ رَسُولُهُ إلّا مِن سَخْطَةٍ، فانْطَلِقُوا فَنَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ . وبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إلى الحارِثِ لِيَقْبِضَ ما كانَ عِنْدَهُ مِمّا جَمَعَ مِنَ الزَّكاةِ. فَلَمّا أنْ سارَ الوَلِيدُ حَتّى بَلَغَ بَعْضَ الطَّرِيقِ فَرِقَ فَرَجَعَ فَأتى رَسُولَ اللَّهِ (p-٥٤٦)ﷺ فَقالَ: إنَّ الحارِثَ مَنَعَنِي الزَّكاةَ وأرادَ قَتْلِي فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ البَعْثَ إلى الحارِثِ فَأقْبَلَ الحارِثُ بِأصْحابِهِ حَتّى إذا اسْتَقْبَلَ البَعْثُ وفَصَلَ عَنِ المَدِينَةِ لَقِيَهُمُ الحارِثُ، فَقالُوا: هَذا الحارِثُ فَلَمّا غَشِيَهم قالَ لَهم: إلى مَن بُعِثْتُمْ؟ قالُوا: إلَيْكَ قالَ: ولِمَ؟ قالُوا: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ إلَيْكَ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَزَعَمَ أنَّكَ مَنَعْتَهُ الزَّكاةَ وأرَدْتَ قَتْلَهُ، قالَ: لا والَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالحَقِّ ما رَأيْتُهُ بَتَّةً ولا أتانِي. فَلَمّا دَخَلَ الحارِثُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: مَنَعْتَ الزَّكاةَ وأرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي؟ قالَ: لا والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ما رَأيْتُهُ ولا رَآنِي، وما أقْبَلْتُ إلّا حِينَ احْتَبَسَ عَلَيَّ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خَشِيتُ أنْ تَكُونَ كانَتْ سَخْطَةٌ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ. فَنَزَلَ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿حَكِيمٌ﴾ [الحجرات»: ٨] .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَندَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ ناجِيَةَ قالَ: «بَعَثَ إلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أبِي مُعَيْطٍ يُصَدِّقُ أمْوالَنا فَسارَ حَتّى إذا كانَ قَرِيبًا مِنّا، وذَلِكَ بَعْدَ وقْعَةِ المُرَيْسِيعِ رَجَعَ فَرَكِبْتُ في أثَرِهِ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ أتَيْتُ قَوْمًا في جاهِلِيَّتِهِمْ أخَذُوا اللِّباسَ ومَنَعُوا (p-٥٤٧)الصَّدَقَةَ فَلَمْ يُغَيِّرْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حَتّى أُنْزِلَتِ الآيَةُ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ فَأتى المُصْطَلِقُونَ إلى النَّبِيِّ ﷺ إثْرَ الوَلِيدِ بِطائِفَةٍ مِن صَدَقاتِهِمْ» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في الأوْسَطِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إلى بَنِي ولِيعَةَ، وكانَتْ بَيْنَهم شَحْناءُ في الجاهِلِيَّةِ، فَلَمّا بَلَغَ بَنِي ولِيعَةَ اسْتَقْبَلُوهُ لِيَنْظُرُوا ما في نَفْسِهِ، فَخَشِيَ القَوْمَ فَرَجَعَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنَّ بَنِي ولِيعَةَ أرادُوا قَتْلِي ومَنَعُونِي الصَّدَقَةَ. فَلَمّا بَلَغَ بَنِي ولِيعَةَ الَّذِي قالَ الوَلِيدُ أتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبَ الوَلِيدُ، قالَ: وأنْزَلَ اللَّهُ في الوَلِيدِ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ راهَوَيْهِ، وابْنُ جَرِيرٍ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: «بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إلى بَنِي المُصْطَلِقِ يُصَدِّقُ أمْوالَهم فَسَمِعَ بِذَلِكَ القَوْمُ، فَتَلَقَّوْهُ يُعَظِّمُونَ أمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَحَدَّثَهُ الشَّيْطانُ أنَّهم يُرِيدُونَ قَتْلَهُ، فَرَجَعَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنَّ بَنِي المُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقاتِهِمْ فَبَلَغَ القَوْمَ رُجُوعُهُ فَأتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِن سَخَطِ اللَّهِ وسَخَطِ رَسُولِهِ، بَعَثْتَ إلَيْنا رَجُلًا مُصَدِّقًا فَسُرِرْنا بِذَلِكَ وقَرَّتْ أعْيُنُنا ثُمَّ إنَّهُ رَجَعَ مِن بَعْضِ الطَّرِيقِ فَخَشِينا أنْ يَكُونَ ذَلِكَ غَضَبًا مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ. ونَزَلَتْ ! (p-٥٤٨)﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أبِي مُعَيْطٍ إلى بَنِي المُصْطَلِقِ
لِيَأْخُذَ مِنهُمُ الصَّدَقاتِ وإنَّهُ لَمّا أتاهُمُ الخَبَرُ فَرِحُوا وخَرَجُوا لِيَتَلَقَّوْا رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وإنَّهُ لَمّا حُدِّثَ الوَلِيدُ أنَّهم خَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ رَجَعَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ بَنِي المُصْطَلِقِ قَدْ مَنَعُوا الصَّدَقَةَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا فَبَيْنَما هو يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أنْ يَغْزُوَهم إذْ أتاهُ الوَفْدُ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ إنّا حُدِّثْنا أنَّ رَسُولَكَ رَجَعَ مِن نِصْفِ الطَّرِيقِ وإنّا خَشِينا أنْ يَكُونَ إنَّما رَدَّهُ كِتابٌ جاءَهُ مِنكَ لِغَضَبٍ غَضِبْتَهُ عَلَيْنا فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ آدَمُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: «أرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أبِي مُعَيْطٍ إلى بَنِي المُصْطَلِقِ لِيُصَدِّقَهم فَتَلَقَّوْهُ بِالهِدِيَّةِ فَرَجَعَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنَّ بَنِي المُصْطَلِقِ (p-٥٤٩)جَمَعُوا لَكَ لِيُقاتِلُوكَ فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ [الحجرات»: ٦] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إلى بَنِي ولِيعَةَ، وكانَتْ بَيْنَهم شَحْناءُ في الجاهِلِيَّةِ، فَلَمّا بَلَغَ بَنِي ولِيعَةَ اسْتَقْبَلُوهُ لِيَنْظُرُوا ما في نَفْسِهِ فَخَشِيَ القَوْمُ فَرَجَعَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: إنَّ بَنِي ولِيعَةَ أرادُوا قَتْلِي ومَنَعُونِي الصَّدَقَةَ، فَلَمّا بَلَغَ بَنِي ولِيعَةَ الَّذِي قالَ لَهُمُ الوَلِيدُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبَ الوَلِيدُ، ولَكِنْ كانَتْ بَيْنَنا وبَيْنَهُ شَحْناءُ فَخَشِينا أنْ يُكافِئَنا بِالَّذِي كانَ بَيْنَنا فَأنْزَلَ اللَّهُ في الوَلِيدِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ «أنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ إنَّ بَنِي فُلانٍ - حَيًّا مِن أحْياءِ العَرَبِ - وكانَ في نَفْسِهِ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ وكانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالإسْلامِ قَدْ تَرَكُوا الصَّلاةَ وارْتَدُّوا وكَفَرُوا بِاللَّهِ، قالَ: فَلَمْ يَعْجَلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ودَعا خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ فَبَعَثَهُ إلَيْهِمْ ثُمَّ قالَ: ارْمُقْهم عِنْدَ الصَّلَواتِ، فَإنْ كانَ القَوْمُ قَدْ تَرَكُوا الصَّلاةَ فَشَأْنَكَ بِهِمْ، (p-٥٥٠)وإلّا فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ. قالَ: فَدَنا مِنهم عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَكَمَنَ حَيْثُ يَسْمَعُ الصَّلاةَ، فَرَمَقَهم فَإذا هو بِالمُؤَذِّنِ قَدْ قامَ حِينَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَأذَّنَ ثُمَّ أقامَ الصَّلاةَ فَصَلَّوُا المَغْرِبَ فَقالَ خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: ما أُراهم إلّا يُصَلُّونَ فَلَعَلَّهم تَرَكُوا صَلاةً غَيْرَ هَذِهِ الصَّلاةِ ثُمَّ كَمَنَ حَتّى إذا جَنَحَ اللَّيْلُ وغابَ الشَّفَقُ أذَّنَ مُؤَذِّنُهم فَصَلَّوْا، قالَ: فَلَعَلَّهم تَرَكُوا صَلاةً أُخْرى. فَكَمَنَ حَتّى إذا كانَ في جَوْفِ اللَّيْلِ تَقَدَّمَ حَتّى أطَلَّ الخَيْلُ بِدَوْرِهِمْ، فَإذا القَوْمُ تَعَلَّمُوا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ فَهم يَتَهَجَّدُونَ بِهِ مِنَ اللَّيْلِ ويَقْرَأُونَهُ ثُمَّ أتاهم عِنْدَ الصُّبْحِ، فَإذا المُؤَذِّنُ حِينَ طَلَعَ الفَجْرُ قَدْ أذَّنَ وأقامَ، فَقامُوا فَصَلَّوْا، فَلَمّا انْصَرَفُوا وأضاءَ لَهُمُ النَّهارُ إذا هم بِنَواصِي الخَيْلِ في دِيارِهِمْ فَقالُوا: ما هَذا قالُوا: هَذا خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ وكانَ رَجُلًا مُشْبَعًا فَقالُوا يا خالِدُ: ما شَأْنُكَ قالَ: أنْتُمْ واللَّهِ شَأْنِي أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ فَقِيلَ لَهُ: إنَّكم تَرَكْتُمُ الصَّلاةَ وكَفَرْتُمْ بِاللَّهِ فَجَثَوْا يَبْكُونَ وقالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ أنْ نَكْفُرَ أبَدًا، قالَ: فَصَرَفَ (p-٥٥١)الخَيْلَ ورَدَّها عَنْهم حَتّى أتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وأنْزَلَ اللَّهُ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا﴾ قالَ الحَسَنُ: فَواللَّهِ لَئِنْ كانَتْ نَزَلَتْ في هَؤُلاءِ القَوْمِ خاصَّةً إنَّها لَمُرْسَلَةٌ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ما نَسَخَها شَيْءٌ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ الوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إلى بَنِي المُصْطَلِقِ يُصَدِّقُهُمْ، فَلَمْ يَبْلُغْهم ورَجَعَ، فَقالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: إنَّهم عَصَوْا فَأرادَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ يُجَهِّزَ إلَيْهِمْ إذْ جاءَ رَجُلٌ مِن بَنِي المُصْطَلِقِ، فَقالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: سَمِعْنا أنَّكَ أرْسَلْتَ إلَيْنا فَفَرِحْنا بِهِ واسْتَبْشَرْنا بِهِ، وإنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنا رَسُولُكَ وكَذِبَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وسَمّاهُ فاسِقًا ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، «عَنْ قَتادَةَ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ قالَ: هو ابْنُ أبِي مُعَيْطٍ الوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بَعَثَهُ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ إلى بَنِي المُصْطَلِقِ مُصَدِّقًا، فَلَمّا أبْصَرُوهُ أقْبَلُوا نَحْوَهُ، فَهابَهم فَرَجَعَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأخْبَرَهُ أنَّهم قَدِ ارْتَدُّوا عَنِ الإسْلامِ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ وأمَرَهُ أنْ يَتَثَبَّتَ ولا يَعْجَلَ فانْطَلَقَ حَتّى أتاهم لَيْلًا فَبَعَثَ عُيُونَهُ، فَلَمّا (p-٥٥٢)جاءَهم أخْبَرُوهُ أنَّهم مُتَمَسِّكُونَ بِالإسْلامِ وسَمِعُوا أذانَهم وصَلاتَهُمْ، فَلَمّا أصْبَحُوا أتاهم خالِدٌ فَرَأى ما يُعْجِبُهُ فَرَجَعَ إلى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ فَأخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ في ذَلِكَ القُرْآنَ، فَكانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: التَّبَيُّنُّ مِنَ اللَّهِ والعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطانِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ الآيَةَ قالَ: إذا جاءَكَ فَحَدَّثَكَ أنَّ فُلانًا أنَّ فُلانَةَ يَعْمَلُونَ كَذا وكَذا مِن مَساوِئِ الأعْمالِ فَلا تُصَدِّقْهُ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق