الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ قالَ: «بَيْنا نَحْنُ قائِلُونَ إذْ نادى مُنادِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أيُّها النّاسُ البَيْعَةَ البَيْعَةَ نَزَلَ رُوحُ القُدُسِ فَثُرْنا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو تَحْتَ شَجَرَةِ سَمُرَةٍ فَبايَعْناهُ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ فَبايَعَ لِعُثْمانَ إحْدى يَدَيْهِ عَلى الأُخْرى فَقالَ النّاسُ: هَنِيئًا لِابْنِ عَفّانَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ ونَحْنُ هَهُنا فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَوْ مَكَثَ كَذا وكَذا سَنَةً ما طافَ حَتّى أطُوفَ» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ طارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: انْطَلَقْتُ حاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ فَقُلْتُ: ما هَذا المَسْجِدُ قالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ حَيْثُ بايَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْعَةَ الرِّضْوانِ، فَأتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيِّبِ فَأخْبَرْتُهُ فَقالَ (p-٤٨٠)سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي أبِي أنَّهُ كانَ في مَن بايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَلَمّا خَرَجْنا مِنَ العامِ المُقْبِلِ نَسِيناها فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْها فَقالَ سَعِيدٌ: إنَّ أصْحابَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَعْلَمُوها وعَلِمْتُمُوها أنْتُمْ فَأنْتُمْ أعْلَمُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، في المُصَنَّفِ عَنْ نافِعٍ قالَ: بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ أنَّ ناسًا يَأْتُونَ الشَّجَرَةَ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَها فَأمَرَ بِها فَقُطِعَتْ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ: كَمْ كانَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوانِ قالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً قُلْتُ: فَإنَّ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كانُوا أرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ وهِمَ هو حَدَّثَنِي أنَّهم كانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي أوْفى قالَ: كانَ أصْحابُ الشَّجَرَةِ ألْفًا وثَلاثَمِائَةٍ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «كُنّا يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ ألْفًا وأرْبَعَمِائَةٍ فَقالَ لَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أنْتُمْ خَيْرُ أهْلِ الأرْضِ» .
(p-٤٨١)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ عَنْ أبِيهِ قالَ: «كُنّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ألْفًا وأرْبَعِمِائَةٍ» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ «عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ قالَ: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قِيلَ: عَلى أيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبايِعُونَ يَوْمَئِذٍ قالَ: عَلى المَوْتِ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عُرْوَةَ قالَ: «لَمّا نَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ الحُدَيْبِيَةَ فَزِعَتْ قُرَيْشٌ لِنُزُولِهِ عَلَيْهِمْ، فَأحَبَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ يَبْعَثَ إلَيْهِمْ رَجُلًا مِن أصْحابِهِ فَدَعا عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ لِيَبْعَثَهُ إلَيْهِمْ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي لا آمَنُ ولَيْسَ بِمَكَّةَ أحَدٌ مِن بَنِي كَعْبٍ يَغْضَبُ لِي إنْ أُوذِيتُ فَأرْسِلْ عُثْمانَ بْنَ عَفّانَ فَإنَّ عَشِيرَتَهُ بِها وإنَّهُ مُبَلِّغٌ لَكَ ما أرَدْتَ، فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُثْمانَ فَأرْسَلَهُ إلى قُرَيْشٍ وقالَ: أخْبِرْهم أنّا لَمْ نَأْتِ لِقِتالٍ وإنَّما جِئْنا عُمّارًا وادْعُهم إلى الإسْلامِ. وأمْرَهُ أنْ يَأْتِيَ رِجالًا بِمَكَّةَ مُؤْمِنِينَ ونِساءً مُؤْمِناتٍ فَيَدْخُلَ عَلَيْهِمْ ويُبَشِّرَهم بِالفَتْحِ، ويُخْبِرَهم أنَّ اللَّهَ وشِيكٌ أنْ يُظْهِرَ دِينَهُ بِمَكَّةَ حَتّى لا يُسْتَخْفى فِيها بِالإيمانِ. فانْطَلَقَ عُثْمانُ إلى قُرَيْشٍ فَأخْبَرَهم فارْتَهَنَهُ المُشْرِكُونَ ودَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى البَيْعَةِ ونادى مُنادِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ألا إنَّ رُوحَ القُدُسِ قَدْ نَزَلَ عَلى (p-٤٨٢)رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأمَرَهُ بِالبَيْعَةِ فاخْرُجُوا عَلى اسْمِ اللَّهِ فَبايِعُوهُ فَثارَ المُسْلِمُونَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَبايَعُوهُ عَلى ألّا يَفِرُّوا أبَدًا فَرَعَبَهُمُ اللَّهُ فَأرْسَلُوا مَن كانُوا ارْتَهَنُوا مِنَ المُسْلِمِينَ ودَعَوْا إلى المُوادَعَةِ والصُّلْحِ» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «كُنّا يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ ألْفًا وأرْبَعَمِائَةٍ فَبايَعْناهُ وعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وهي سَمُرَةٌ وقالَ: بايَعْناهُ عَلى ألّا نَفِرَّ ولَمْ نُبايِعْهُ عَلى المَوْتِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ومُسْلِمٌ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسارٍ قالَ: «لَقَدْ رَأيْتُنِي يَوْمَ الشَّجَرَةِ والنَّبِيُّ ﷺ يُبايِعُ النّاسَ وأنا رافِعٌ غُصْنًا مِن أغْصانِها عَنْ رَأْسِهِ ونَحْنُ أرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً ولَمْ نُبايِعْهُ عَلى المَوْتِ ولَكِنْ بايَعْناهُ عَلى ألّا نَفِرَّ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: «لَمّا دَعا النَّبِيُّ ﷺ النّاسَ إلى البَيْعَةِ كانَ أوَّلَ مَنِ انْتَهى إلَيْهِ أبُو سِنانٍ الأسَدِيُّ فَقالَ: ابْسُطْ يَدَكَ أُبايِعْكَ فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: عَلامَ تُبايِعُنِي قالَ: عَلى ما في نَفْسِكَ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ قالَ: «لِما أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِبَيْعَةِ الرِّضْوانِ كانَ عُثْمانُ بْنُ عَفّانَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلى أهْلِ مَكَّةَ فَبايَعَ النّاسُ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اللَّهُمَّ إنَّ عُثْمانَ في حاجَةِ اللَّهِ وحاجَةِ رَسُولِهِ فَضَرَبَ بِإحْدى (p-٤٨٣)يَدَيْهِ عَلى الأُخْرى فَكانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِعُثْمانَ خَيْرًا مِن أيْدِيهِمْ لِأنْفُسِهِمْ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ عَنْ جابِرٍ ومُسْلِمٌ عَنْهُ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لا يَدْخُلُ النّارَ أحَدٌ مِمَّنْ بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَعَلِمَ ما في قُلُوبِهِمْ فَأنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ قالَ: إنَّما أُنْزِلَتِ السَّكِينَةُ عَلى مَن عُلِمَ مِنهُ الوَفاءُ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي لَيْلى في قَوْلِهِ: ﴿وأثابَهم فَتْحًا قَرِيبًا﴾ قالَ: خَيْبَرَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وأبُو داوُدَ في مَراسِيلِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: «بَلَغَنا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمْ يَقْسِمْ لِغائِبٍ في مَغْنَمٍ لَمْ يَشْهَدْهُ إلّا يَوْمَ خَيْبَرَ قَسَمَ لِغُيَّبِ أهْلِ الحُدَيْبِيَةِ مِن أجْلِ أنَّ اللَّهَ كانَ أعْطى أهْلَ خَيْبَرَ المُسْلِمِينَ مِن أهْلِ الحُدَيْبِيَةِ فَقالَ: ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ وكانَتْ لِأهْلِ الحُدَيْبِيَةِ مَن شَهِدَ مِنهم ومَن غابَ» .
(p-٤٨٤)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، «عَنْ قَتادَةَ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما في قُلُوبِهِمْ فَأنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ قالَ: الوَقارَ والصَّبْرَ، وهُمُ الَّذِينَ بايَعُوا زَمانَ الحُدَيْبِيَةِ وكانَتِ الشَّجَرَةُ فِيما ذُكِرَ لَنا سَمُرَةً بايَعَ النَّبِيُّ ﷺ أصْحابَهُ تَحْتَها وكانُوا يَوْمَئِذٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً فَبايَعُوهُ عَلى ألّا يَفِرُّوا ولَمْ يُبايِعُوهُ عَلى المَوْتِ ﴿وأثابَهم فَتْحًا قَرِيبًا﴾ ﴿ومَغانِمَ كَثِيرَةً﴾ قالَ: هي مَغانِمُ خَيْبَرَ وكانَتْ عَقارًا ومالًا فَقَسَمَها نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ أصْحابِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ إلى المَدِينَةِ حَتّى إذا كانَ بَيْنَ المَدِينَةِ ومَكَّةَ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الفَتْحِ فَقالَ: ﴿إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] إلى قَوْلِهِ: ﴿عَزِيزًا﴾ [الفتح: ٣] ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ الأعْرابَ ومُخالَفَتَهُمُ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: ﴿سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأعْرابِ﴾ [الفتح: ١١] إلى قَوْلِهِ: ﴿خَبِيرًا﴾ [الفتح: ١١] ثُمَّ قالَ لِلْأعْرابِ: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ والمُؤْمِنُونَ﴾ [الفتح: ١٢] إلى قَوْلِهِ: ﴿سَعِيرًا﴾ [الفتح: ١٣] ثُمَّ ذَكَرَ البَيْعَةَ فَقالَ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿وأثابَهم فَتْحًا قَرِيبًا﴾ لِفَتْحِ الحُدَيْبِيَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ﴾ الآيَةَ. قالَ: كانَ أهْلُ البَيْعَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ألْفًا وخَمْسَمِائَةٍ وخَمْسًا وعِشْرِينَ.
(p-٤٨٥)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ أبِي أُمامَةَ الباهِلِيِّ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أنا مِمَّنْ بايَعَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قالَ: يا أبا أُمامَةَ أنْتَ مِنِّي وأنا مِنكَ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿وأثابَهم فَتْحًا قَرِيبًا﴾ قالَ: خَيْبَرَ حَيْثُ رَجَعُوا مِن صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ ﴿وأثابَهم فَتْحًا قَرِيبًا﴾ قالَ: فَتْحَ خَيْبَرَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها﴾ قالَ: المَغانِمُ الكَثِيرَةُ الَّتِي وُعِدُوا ما يَأْخُذُونَ حَتّى اليَوْمِ ﴿فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ قالَ: عُجِّلَتْ لَهم خَيْبَرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ يَعْنِي الفَتْحَ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ يَعْنِي خَيْبَرَ ﴿وكَفَّ أيْدِيَ النّاسِ عَنْكُمْ﴾ يَعْنِي (p-٤٨٦)أهْلَ مَكَّةَ أنْ يَسْتَحِلُّوا حُرَمَ اللَّهِ أوْ يُسْتَحَلَّ بِكم وأنْتُمْ حُرُمٌ ﴿ولِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: سُنَّةً لِمَن بَعْدَكم.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنْ مَرْوانَ والمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قالا: «انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عامَ الحُدَيْبِيَةِ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الفَتْحِ فِيما بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ فَأعْطاهُ اللَّهُ فِيها خَيْبَرَ ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ خَيْبَرَ فَقَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ في ذِي الحِجَّةِ فَأقامَ بِها حَتّى سارَ إلى خَيْبَرَ في المُحَرَّمِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالرَّجِيعِ وادٍ بَيْنَ غَطَفانَ وخَيْبَرَ فَتَخَوَّفَ أنْ تَمُدَّهم غَطَفانُ فَباتَ بِهِ حَتّى أصْبَحَ فَغَدا عَلَيْهِمْ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ قالَ: خَيْبَرَ ﴿وكَفَّ أيْدِيَ النّاسِ عَنْكُمْ﴾ قالَ: عَنْ بَيْضَتِهِمْ وعَنْ عِيالِهِمْ بِالمَدِينَةِ حِينَ سارُوا عَنِ المَدِينَةِ إلى خَيْبَرَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَطِيَّةَ ﴿فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ قالَ: فَتْحَ خَيْبَرَ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿وكَفَّ أيْدِيَ النّاسِ عَنْكُمْ﴾ قالَ: الحَلِيفانِ أسَدٌ وغَطَفانُ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ مَعَهُ مالِكُ بْنُ عَوْفٍ (p-٤٨٧)النَّصْرِيُّ أبُو النَّضِرِ وأهْلُ خَيْبَرَ عَلى بِئْرِ مَعُونَةَ فَألْقى اللَّهُ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فانْهَزَمُوا ولَمْ يَلْقَوُا النَّبِيَّ ﷺ، وفي قَوْلِهِ: ﴿ولَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ هم أسَدٌ وغَطَفانُ ﴿لَوَلَّوُا الأدْبارَ﴾ حَتّى ﴿ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا﴾ يَقُولُ: سُنَّةُ اللَّهِ في الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ أنْ لَنْ يُقاتِلَ أحَدٌ نَبِيَّهُ إلّا خَذَلَهُ اللَّهُ فَقَتَلَهُ أوْ رَعَّبَهُ فانْهَزَمَ ولَنْ يَسْمَعَ بِهِ عَدُوٌّ إلّا انْهَزَمُوا واسْتَسْلَمُوا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: هَذِهِ الفُتُوحُ الَّتِي تُفْتَحُ إلى اليَوْمِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ ﴿قَدْ أحاطَ اللَّهُ بِها﴾ أنَّها سَتَكُونُ لَكم بِمَنزِلَةِ قَوْلِهِ: أحاطَ اللَّهُ بِها عِلْمًا أنَّها لَكم.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي الأسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ أنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ العَوّامِ لَمّا قَدِمَ البَصْرَةَ دَخَلَ بَيْتَ المالِ فَإذا هو بِصَفْراءَ وبَيْضاءَ فَقالَ: يَقُولُ اللَّهُ ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكم هَذِهِ﴾ ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أحاطَ اللَّهُ بِها﴾ فَقالَ: هَذا لَنا.
(p-٤٨٨)وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ عَنْ عَلِيٍّ، وابْنِ عَبّاسِ قالا في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً﴾ فُتُوحٌ مِن لَدُنْ خَيْبَرَ ﴿تَأْخُذُونَها﴾ تَلُونَها وتَغْنَمُونَ ما فِيها ﴿فَعَجَّلَ لَكُمْ﴾ مِن ذَلِكَ خَيْبَرَ ﴿وكَفَّ أيْدِيَ النّاسِ﴾ قُرَيْشًا ﴿عَنْكُمْ﴾ بِالصُّلْحِ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ ﴿ولِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ شاهِدًا عَلى ما بَعْدَها ودَلِيلًا عَلى إنْجازِها ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ عَلى عِلْمِ وقْتِها أفِيئُها بَيْنَكم فارِسُ والرُّومُ ﴿قَدْ أحاطَ اللَّهُ بِها﴾ قَضى اللَّهُ بِها أنَّها لَكم.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي لَيْلى ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: فارِسُ والرُّومُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطِيَّةَ ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: فَتْحُ فارِسَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: يَزْعُمُونَ أنَّها قُرًى عَرَبِيَّةٌ ويَزْعُمُ آخَرُونَ أنَّها فارِسُ والرُّومُ.
(p-٤٨٩)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: بَلَغَنا أنَّها مَكَّةُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: يَوْمُ حُنَيْنٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها﴾ قالَ: هي خَيْبَرُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿ولَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأدْبارَ﴾ يَعْنِي أهْلَ مَكَّةَ.
{"ayahs_start":18,"ayahs":["۞ لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَـٰبَهُمۡ فَتۡحࣰا قَرِیبࣰا","وَمَغَانِمَ كَثِیرَةࣰ یَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمࣰا","وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِیرَةࣰ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَـٰذِهِۦ وَكَفَّ أَیۡدِیَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَایَةࣰ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَیَهۡدِیَكُمۡ صِرَ ٰطࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا","وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُوا۟ عَلَیۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣰا","وَلَوۡ قَـٰتَلَكُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوَلَّوُا۟ ٱلۡأَدۡبَـٰرَ ثُمَّ لَا یَجِدُونَ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا","سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰا"],"ayah":"وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُوا۟ عَلَیۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق