الباحث القرآني
(p-٣٦٨)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلا السّاعَةَ أنْ تَأْتِيَهم بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أشْراطُها﴾ .
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَقَدْ جاءَ أشْراطُها﴾ قالَ: دَنَتِ السّاعَةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَقَدْ جاءَ أشْراطُها﴾ قالَ: أوَّلُ السّاعاتِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿فَقَدْ جاءَ أشْراطُها﴾ قالَ: مُحَمَّدٌ ﷺ مِن أشْراطِها.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «رَأيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ بِأصْبَعَيْهِ هَكَذا الوُسْطى والَّتِي تَلِيها: بُعِثْتُ أنا والسّاعَةُ كَهاتَيْنِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بُعِثْتُ أنا والسّاعَةُ كَهاتَيْنِ وأشارَ بِالسَّبّابَةِ والوُسْطى» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي عَرُوبَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلا السّاعَةَ أنْ تَأْتِيَهم بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أشْراطُها﴾ قالَ: كانَ قَتادَةُ يَقُولُ: قَدْ دَنَتِ السّاعَةُ ودَنا مِنكم فَناءٌ ودَنا مِنَ اللَّهِ فَراغٌ لِلْعِبادِ. قالَ قَتادَةُ: وذُكِرَ لَنا «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ خَطَبَ أصْحابَهُ بَعْدَ العَصْرِ حَتّى كادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، ولَمْ يَبْقَ مِنها (p-٣٦٩)إلّا شِفٌّ - أيْ: شَيْءٌ - قالَ: والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، ما مَثَلُ ما مَضى مِنَ الدُّنْيا فِيما بَقِيَ مِنها، إلّا مَثَلُ ما مَضى مِن يَوْمِكم هَذا فِيما بَقِيَ مِنهُ، وما بَقِيَ مِنهُ إلّا اليَسِيرُ» .
وأخْرُجُ أحْمَدُ عَنْ بُرَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «بُعِثْتُ أنا والسّاعَةُ جَمِيعًا إنْ كادَتْ لَتَسْبِقُنِي» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بُعِثْتُ أنا والسّاعَةُ كَهاتَيْنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ أبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحّاكِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بُعِثْتُ في نَسَمِ السّاعَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أنَسٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ ويَظْهَرَ الجَهْلُ ويُشْرَبَ الخَمْرُ ويَظْهَرَ الزِّنا ويَقِلَّ الرِّجالُ ويَكْثُرَ النِّساءُ حَتّى يَكُونَ عَلى خَمْسِينَ امْرَأةً قَيِّمٌ واحِدٌ» .
(p-٣٧٠)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بارِزًا لِلنّاسِ فَأتاهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ مَتى السّاعَةُ؟ فَقالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بِأعْلَمَ مِنَ السّائِلِ، ولَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أشْراطِها، إذا ولَدَتِ الأمَةُ رَبَّتَها، فَذاكَ مِن أشْراطِها وإذا كانَتِ الحُفاةُ العُراةُ رِعاءُ الشّاءِ رُءُوسَ النّاسِ فَذاكَ مِن أشْراطِها وإذا تَطاوَلَ رِعاءُ الغَنَمِ في البُنْيانِ فَذاكَ مِن أشْراطِها» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ أعْرابِيًّا سَألَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: مَتى السّاعَةُ؟ فَقالَ: إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السّاعَةَ. قالَ يا رَسُولَ اللَّهِ وكَيْفَ إضاعَتُها؟ قالَ: إذا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غَيْرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السّاعَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «أتى رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ مَتى السّاعَةُ؟ قالَ: ما السّائِلُ بِأعْلَمَ مِنَ المَسْؤُولِ. قالَ: فَلَوْ عَلَّمْتَنا أشْراطَها. قالَ: تَقارُبُ الأسْواقِ. قُلْتُ: وما تَقارُبُ الأسْواقِ؟ قالَ: أنْ يَشْكُوَ النّاسُ بَعْضُهم إلى بَعْضٍ قِلَّةَ إصابَتِهِمْ، ويَكْثُرُ ولَدُ البَغْيِ وتَفْشُو الغِيبَةَ ويُعَظَّمَ رَبُّ المالِ وتَرْتَفِعَ أصْواتُ الفُسّاقِ في المَساجِدِ ويَظْهَرَ أهْلُ المُنْكَرِ ويَظْهَرُ البِناءُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والدَّيْلَمِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مِن أشْراطِ السّاعَةِ سُوءُ الجِوارِ وقَطِيعَةُ الأرْحامِ وأنْ يُعَطَّلَ السَّيْفُ مِنَ الجِهادِ، (p-٣٧١)وأنْ تُخْتَلَ الدُّنْيا بِالدِّينِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يَكُونَ أسْعَدَ النّاسِ بِالدُّنْيا لُكَعُ بْنُ لُكَعَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَنْ تَذْهَبَ الدُّنْيا حَتّى تَصِيرَ لِلُكَعَ بْنِ لُكَعَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ وإنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ تُقاتِلُوا قَوْمًا عِراضَ الوُجُوهِ كَأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ والنَّسائِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يُقْبَضَ العِلْمُ ويَفْشُوَ المالُ وتَفْشُوَ التِّجارَةُ ويَظْهَرَ القَلَمُ» . قالَ عَمْرٌو: فَإنْ كانَ هَذا الرَّجُلُ لَيَبِيعُ البَيْعَ فَيَقُولُ: حَتّى أسْتَأْمِرَ (p-٣٧٢)تاجِرَ بَنِي فُلانٍ. ويُلْتَمَسُ في الحِواءِ العَظِيمِ الكاتِبُ فَلا يُوجَدُ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةَ أيّامٌ يُرْفَعُ فِيها العِلْمُ ويَنْزِلُ فِيها الجَهْلُ ويَكْثُرُ فِيها الهَرْجُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، في ”المُصَنَّفِ“ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُبَيْبٍ الجَنَدِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يا أبا الوَلِيدِ يا عُبادَةَ بْنَ الصّامِتِ إذا رَأيْتَ الصَّدَقَةَ كُتِمَتْ وغُلَّتْ واسْتُؤْجِرَ في الغَزْوِ وعُمِّرَ الخَرابُ وخُرِّبَ العامِرُ والرَّجُلُ يَتَمَرَّسُ بِأمانَتِهِ كَما يَتَمَرَّسُ البَعِيرُ بِالشَّجَرَةِ فَإنَّكَ والسّاعَةَ كَهاتَيْنِ. وأشارَ بِإصْبَعَيْهِ السَّبّابَةِ والَّتِي تَلِيها» .
(p-٣٧٣)وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ أنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَتَباهى النّاسُ في المَساجِدِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أنَسٍ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَتَقارَبَ الزَّمانُ فَتَكُونَ السَّنَةُ كالشَّهْرِ والشَّهْرُ كالجُمُعَةِ والجُمُعَةُ كاليَوْمِ واليَوْمُ كالسّاعَةِ والسّاعَةُ كالضَّرَمَةِ بِالنّارِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَتَقارَبَ الزَّمانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كالشَّهْرِ ويَكُونَ الشَّهْرُ كالجُمُعَةِ وتَكُونَ الجُمُعَةُ كاليَوْمِ ويَكُونَ اليَوْمُ كالسّاعَةِ وتَكُونَ السّاعَةُ كاحْتِراقِ السَّعَفَةِ» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأنْهارًا» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَقْتَتَلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ يَكُونُ بَيْنَهم مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعَواهُما واحِدَةٌ، وحَتّى يُبْعَثَ دَجّالُونَ كَذّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهم يَزْعُمُ (p-٣٧٤)أنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وحَتّى يُقْبَضَ العِلْمُ وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ ويَتَقارَبَ الزَّمانُ وتَظْهَرَ الفِتَنُ ويَكْثُرَ الهَرْجُ - وهو القَتْلُ - وحَتّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ، حَتّى يُهِمَّ رَبُّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وحَتّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولُ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أرَبَ لِي بِهِ وحَتّى يَتَطاوَلَ النّاسُ في البُنْيانِ وحَتّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ. وحَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها فَإذا طَلَعَتْ ورَآها النّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، وذَلِكَ حِينَ ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨] [الأنْعامِ: ١٥٨] ولَتَقُومَنَّ السّاعَةُ وقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبًا بَيْنَهُما فَلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ ولَتَقُومَنَّ السّاعَةُ وهو يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يُسْقى بِهِ ولَتَقُومَنَّ السّاعَةُ وقَدْ رُفِعَتْ أكْلَتُهُ إلى فِيهِ فَلا يَطْعَمُها» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الفاحِشَ ولا المُتَفَحِّشَ والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ وسُوءُ الجِوارِ وقَطِيعَةُ الأرْحامِ وحَتّى يُخَوَّنَ الأمِينُ ويُؤْتَمَنَ الخائِنُ. ثُمَّ قالَ: إنَّما مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ النَّخْلَةِ، وقَعَتْ (p-٣٧٥)فَأكَلَتْ طَيِّبًا ثُمَّ سَقَطَتْ ولَمْ تَفْسُدْ ولَمْ تُكْسَرْ ومَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ القِطْعَةِ الذَّهَبِ الأحْمَرِ أُدْخِلَتِ النّارَ فَنُفِخَ عَلَيْها ولَمْ تَتَغَيَّرْ ووُزِنَتْ فَلَمْ تَنْقُصْ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يُمْطَرَ النّاسُ مَطَرًا عامًّا ولا تُنْبِتَ الأرْضُ شَيْئًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، عَنْ جابِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ كَذّابُونَ؛ مِنهم صاحِبُ اليَمامَةِ وصاحِبُ صَنْعاءَ العَنْسِيُّ ومِنهم صاحِبُ حِمْيَرَ ومِنهُمُ الدَّجّالُ وهو أعْظَمُهم فِتْنَةً» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ دَجّالِينَ كُلُّهم يَقُولُ: أنا نَبِيٌّ أنا نَبِيٌّ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «سَيَكُونُ في أُمَّتِي دَجّالُونَ كَذّابُونَ يَأْتُونَكم بِبِدْعٍ مِنَ الحَدِيثِ بِما لَمْ تَسْمَعُوا أنْتُمْ ولا آباؤُكم فَإيّاكم وإيّاهم لا يَفْتِنُونَكم» .
(p-٣٧٦)وأخْرَجَ أحْمَدُ، والطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ قَبْلَ يَوْمِ القِيامَةِ المَسِيحُ الدَّجّالُ وكَذّابُونَ ثَلاثُونَ أوْ أكْثَرُ» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ في أُمَّتِي لَنَيِّفًا وسَبْعِينَ داعِيًا كُلُّهم داعٍ إلى النّارِ لَوْ أشاءُ لَأنْبَأْتُكم بِأسْمائِهِمْ وقَبائِلِهِمْ» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى عَنْ أبِي الجُلاسِ قالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ السَّبائِيِّ: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ ثَلاثِينَ كَذّابًا. وإنَّكَ لَأحَدُهم» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجّالِ نَيِّفٌ عَلى سَبْعِينَ دَجّالًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أنَسٍ أنَّ بَيْنَ يَدَيِ الدَّجّالِ لَسِتًّا وسَبْعِينَ دَجّالًا.
(p-٣٧٧)وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَزّارُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تُمْطِرَ السَّماءُ مَطَرًا لا يَكِنُّ مِنهُ بُيُوتُ المَدَرِ ولا يَكِنُّ مِنهُ إلّا بُيُوتُ الشَّعَرِ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ والنُّشُورِ“ عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ عُتَيٌّ: «خَرَجْتُ في طَلَبِ العِلْمِ فَقَدِمْتُ الكُوفَةَ، فَإذا أنا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ: يا أبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَلْ لِلسّاعَةِ مَن عَلَمٍ تُعْرَفُ بِهِ؟ قالَ: سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ: إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يَكُونَ الوَلَدُ غَيْظًا والمَطَرُ قَيْظًا وتَفِيضُ الأشْرارُ فَيْضًا ويُصَدَّقُ الكاذِبُ ويُؤْتَمَنُ الخائِنُ ويُخَوَّنَ الأمِينُ ويَسُودَ كُلَّ قَبِيلَةٍ وكُلَّ سُوقٍ فُجّارُها وتُزَخْرَفُ المَحارِيبُ وتَخْرَبَ القُلُوبُ ويَكْتَفِيَ الرِّجالُ بِالرِّجالِ والنِّساءُ بِالنِّساءِ ويُخَرَّبَ عُمْرانُ الدُّنْيا ويُعَمَّرَ خَرابُها وتَظْهَرَ الفِتْنَةُ وأكْلُ الرِّبا وتَظْهَرَ المَعازِفُ والكُنُوزُ وشُرْبُ الخَمْرِ ويَكْثُرَ الشُّرَطُ والغَمّازُونَ والهَمّازُونَ» .
وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ (p-٣٧٨)ﷺ: «مِنِ اقْتِرابِ السّاعَةِ اثْنَتانِ وسَبْعُونَ خَصْلَةً إذْ رَأيْتُمُ النّاسَ أماتُوا الصَّلاةَ وأضاعُوا الأمانَةَ وأكَلُوا الرِّبا واسْتَحَلُّوا الكَذِبَ واسْتَخَفُّوا الدِّماءَ واسْتَعْلَوُا البِناءَ وباعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيا وتَقَطَّعَتِ الأرْحامُ ويَكُونُ الحُكْمُ ضَعْفًا والكَذِبُ صِدْقًا والحَرِيرُ لِباسًا وظَهَرَ الجَوْرُ وكَثُرَ الطَّلاقُ ومَوْتُ الفُجاءَةِ، وائْتُمِنَ الخائِنُ وخُوِّنَ الأمِينُ وصُدِّقَ الكاذِبُ وكُذِّبَ الصّادِقُ وكَثُرَ القَذْفُ وكانَ المَطَرُ قَيْظًا والوَلَدُ غَيْظًا وفاضَ اللِّئامُ فَيْضًا وغاضَ الكِرامُ غَيْضًا وكانَ الأُمَراءُ والوُزَراءُ كَذَبَةً والأُمَناءُ خَوَنَةً والعُرَفاءُ ظَلَمَةً والقُرّاءُ فَسَقَةً إذا لَبِسُوا مُسُوكَ الضَّأْنِ قُلُوبُهم أنْتَنُ مِنَ الجِيَفِ وأمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ يُغْشِيهِمُ اللَّهُ فِتْنَةً يَتَهاوَكُونَ تَهاوُكَ اليَهُودِ الظَّلَمَةِ وتَظْهَرُ الصَّفْراءُ يَعْنِي الدَّنانِيرَ وتُطْلَبُ البَيْضاءُ وتَكْثُرُ الخَطايا ويَقِلُّ الأمْنُ وحُلِّيَتِ المَصاحِفُ وصُوِّرَتِ المَساجِدُ وطُوِّلَتِ المَنائِرُ وخَرِبَتِ القُلُوبُ وشُرِبَتِ الخُمُورُ وعُطِّلَتِ الحُدُودُ ووَلَدَتِ الأمَةُ رَبَّها وتَرى الحُفاةَ العُراةَ قَدْ صارُوا مُلُوكًا وشارَكَتِ المَرْأةُ زَوْجَها في التِّجارَةِ وتَشَبَّهَ الرِّجالُ بِالنِّساءِ، والنِّساءُ (p-٣٧٩)بِالرِّجالِ وحُلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ وشَهِدَ المُؤْمِنُ مِن غَيْرِ أنْ يُسْتَشْهَدَ وسَلَّمَ لِلْمَعْرِفَةِ وتَفَقَّهَ لِغَيْرِ دِينِ اللَّهِ وطَلَبَ الدُّنْيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ واتُّخِذَ المَغْنَمُ دُوَلًا والأمانَةُ مَغْنَمًا والزَّكاةُ مَغْرَمًا وكانَ زَعِيمُ القَوْمِ أرْذَلَهم وعَقَّ الرَّجُلُ أباهُ وجَفا أُمَّهُ وبَرَّ صَدِيقَهُ وأطاعَ امْرَأتَهُ وعَلَتْ أصْواتُ الفَسَقَةِ في المَساجِدِ واتُّخِذَ القِيناتُ والمَعازِفُ وشُرِبَتِ الخُمُورُ في الطُّرُقِ، واتُّخِذَ الظُّلْمُ فَخْرًا، وبِيعَ الحُكْمُ وكَثُرَتِ الشُّرَطُ واتُّخِذَ القُرْآنُ مَزامِيرَ وجُلُودُ السِّباعِ خِفافًا ولَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أوَّلَها فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْراءَ وخَسْفًا ومَسْخًا وقَذْفًا وآياتٍ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أنَّهم سَألُوهُ مَتى السّاعَةُ؟ فَقالَ: لَقَدْ سَألْتُمُونِي عَنْ أمْرٍ ما يَعْلَمُهُ جِبْرِيلُ ولا مِيكائِيلُ، ولَكِنْ إنْ شِئْتُمْ أنْبَأْتُكم بِأشْياءَ إذا كانَتْ لَمْ يَكُنْ لِلسّاعَةِ كَثِيرُ لُبْثٍ؛ إذا كانَتِ الألْسُنُ لَيِّنَةً والقُلُوبُ جَنادِلَ ورَغِبَ النّاسُ في الدُّنْيا وظَهَرَ البِناءُ عَلى وجْهِ الأرْضِ واخْتَلَفَ (p-٣٨٠)الأخَوانِ فَصارَ هَواهُما شَتّى، وبِيعَ حُكْمُ اللَّهِ بَيْعًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ قالَ: إنَّ مِنِ اقْتِرابِ السّاعَةِ أنْ يَظْهَرَ البِناءُ عَلى وجْهِ الأرْضِ وأنْ تُقْطَعَ الأرْحامُ وأنْ يُؤْذِيَ الجارُ جارَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ وسُوءُ الخُلُقِ وسُوءُ الجِوارِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ قالَ: مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يُظْهَرَ القَوْلُ ويُخْزَنَ العَمَلُ ويَرْتَفِعَ الأشْرارُ ويُوضَعَ الأخْيارُ وتُقْرَأ المَثانِي عَلَيْهِمْ فَلا يَعِيبَها أحَدٌ مِنهم. قُلْتُ: ما المَثانِي؟ قالَ: كُلُّ كِتابٍ سِوى كِتابِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ رَجاءِ بْنِ حَيْوَةَ قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى لا تَحْمِلَ النَّخْلَةُ إلّا تَمْرَةً.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ قَيْسٍ قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يُقَوَّمَ رَأْسُ البَقَرَةِ بِالأُوقِيَّةِ.
(p-٣٨١)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ أبِي الوَدّاكِ قالَ: مِنِ اقْتِرابِ السّاعَةِ انْتِفاخُ الأهِلَّةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مِنِ اقْتِرابِ السّاعَةِ أنْ يُرى الهِلالُ قَبَلًا فَيُقالُ: ابْنُ لَيْلَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي مُوسى قالَ: إنَّ بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ أيّامًا يَنْزِلُ فِيها الجَهْلُ ويُرْفَعُ فِيها العِلْمُ حَتّى يَقُومَ الرَّجُلُ إلى أُمِّهِ فَيَضْرِبَها بِالسَّيْفِ مِنَ الجَهْلِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: يَأْتِي عَلى النّاسِ زَمانٌ يَجْتَمِعُونَ ويُصَلُّونَ في المَساجِدِ ولَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَصِيرَ العِلْمُ جَهْلًا والجَهْلُ عِلْمًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أنَسٍ قالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلى النّاسِ زَمانٌ تَجِدُ النِّسْوَةَ النَّعْلَ (p-٣٨٢)مُلْقًى عَلى الطَّرِيقِ فَيَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: قَدْ كانَتْ هَذِهِ النَّعْلَةُ مَرَّةً لِرَجُلٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والبَزّارُ، عَنْ عَلِيٍّ قالَ: «قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَتى السّاعَةُ؟ فَزَبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتّى إذا صَلّى الفَجْرَ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ فَقالَ: تَبارَكَ خالِقُها ورافِعُها ومُبْدِلُها وطاوِيها كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتابِ. ثُمَّ نَظَرَ إلى الأرْضِ فَقالَ: تَبارَكَ خالِقُها وواضِعُها ومُبْدِلُها وطاوِيها كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتابِ. ثُمَّ قالَ: أيْنَ السّائِلُ عَنِ السّاعَةِ؟ فَجَثا رَجُلٌ مِن آخِرِ القَوْمِ عَلى رُكْبَتَيْهِ فَإذا هو عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ذَلِكَ عِنْدَ حَيْفِ الأئِمَّةِ وتَكْذِيبٍ بِالقَدَرِ وإيمانٍ بِالنُّجُومِ وقَوْمٍ يَتَّخِذُونَ الأمانَةَ مَغْنَمًا والزَّكاةَ مَغْرَمًا والفاحِشَةَ زِيارَةً. فَسَألْتُهُ عَنِ الفاحِشَةِ زِيارَةً فَقالَ: الرَّجُلانِ مِن أهْلِ الفِسْقِ يَصْنَعُ أحَدُهُما طَعامًا وشَرابًا ويَأْتِيهِ بِالمَرْأةِ فَيَقُولُ: اصْنَعْ لِي كَما صَنَعْتُ فَيَتَزاوَرُونَ عَلى ذَلِكَ. قالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ هَلَكَتْ أُمَّتِي يا ابْنَ الخَطّابِ» .
(p-٣٨٣)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَكُونَ السَّلامُ عَلى المَعْرِفَةِ وحَتّى تُتَّخَذَ المَساجِدُ طُرُقًا لا يُسْجَدُ لِلَّهِ فِيها حَتّى تُجاوَزَ وحَتّى يَبْعَثَ الغُلامُ بِالشَّيْخِ بَرِيدًا بَيْنَ الأُفُقَيْنِ، وحَتّى يَنْطَلِقَ التّاجِرُ إلى الأرْضِ اليابِسَةِ فَلا يَجِدُ فَضْلًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ حَجَّةَ الوَداعِ، ثُمَّ أخَذَ بِحَلْقَةِ بابِ الكَعْبَةِ فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ ألا أُخْبِرُكم بِأشْراطِ السّاعَةِ فَقامَ إلَيْهِ سَلْمانُ فَقالَ: أخْبِرْنا فِداكَ أبِي وأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ إضاعَةَ الصَّلاةِ والمَيْلَ مَعَ الهَوى وتَعْظِيمَ رَبِّ المالِ. فَقالَ سَلْمانُ: ويَكُونُ هَذا يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ تَكُونُ الزَّكاةُ مَغْرَمًا والفَيْءُ مَغْنَمًا ويُصَدَّقُ الكاذِبُ ويُكَذَّبُ الصّادِقُ ويُؤْتَمَنُ الخائِنُ ويُخَوَّنُ الأمِينُ ويَتَكَلَّمُ الرُّوَيْبِضَةُ. قالَ: وما الرُّوَيْبِضَةُ؟ قالَ: يَتَكَلَّمُ في النّاسِ مَن لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ ويُنْكِرُ الحَقَّ تِسْعَةُ أعْشارِهِمْ ويَذْهَبِ الإسْلامُ فَلا يَبْقى إلّا اسْمُهُ ويَذْهَبُ القُرْآنُ فَلا يَبْقى إلّا رَسْمُهُ وتُحَلّى المَصاحِفُ بِالذَّهَبِ ويَتَسَمَّنُ ذُكُورُ أُمَّتِي وتَكُونُ المَشُورَةُ (p-٣٨٤)لِلْإماءِ ويَخْطُبُ عَلى المَنابِرِ الصِّبْيانُ وتَكُونُ المُخاطَبَةُ لِلنِّساءِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تُزَخْرَفُ المَساجِدُ كَما تُزَخْرَفُ الكَنائِسُ والبِيَعُ وتُطَوَّلُ المَنارُ وتَكْثُرُ الصُّفُوفُ مَعَ قُلُوبٍ مُتَباغِضَةٍ وألْسُنٍ مُخْتَلِفَةٍ وأهْواءٍ جَمَّةٍ. قالَ سَلْمانُ: ويَكُونُ ذَلِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ عِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ يَكُونُ المُؤْمِنُ فِيهِمْ أذَلَّ مِنَ الأمَةِ يَذُوبُ قَلْبُهُ في جَوْفِهِ كَما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ مِمّا يَرى مِنَ المُنْكَرِ فَلا يَسْتَطِيعُ أنْ يُغَيِّرَهُ ويَكْتَفِيَ الرِّجالُ بِالرِّجالِ والنِّساءُ بِالنِّساءِ ويُغارُ عَلى الغِلْمانِ كَما يُغارُ عَلى الجارِيَةِ البِكْرِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ يَكُونُ أُمَراءُ فَسَقَةٌ ووُزَراءُ فَجَرَةٌ وأُمَناءُ خَوَنَةٌ يُضَيِّعُونَ الصَّلَواتِ ويَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ فَإنْ أدْرَكْتُمُوهم فَصَلُّوا صَلاتَكم لِوَقْتِها، عِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ يَجِيءُ سَبْيٌ مِنَ المَشْرِقِ وسَبْيٌ مِنَ المَغْرِبِ جِثاؤُهم جِثاءُ النّاسِ، وقُلُوبُهم قُلُوبُ الشَّياطِينِ لا يَرْحَمُونَ صَغِيرًا ولا يُوَقِّرُونَ كَبِيرًا عِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ يَحُجُّ النّاسُ إلى هَذا البَيْتِ الحَرامِ تَحُجُّ مُلُوكُهم لَهْوًا وتَنَزُّهًا وأغْنِياؤُهم لِلتِّجارَةِ ومَساكِينُهم لِلْمَسْألَةِ وقُرّاؤُهم رِياءً وسُمْعَةً. قالَ: ويَكُونُ ذَلِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ عِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ يَفْشُو الكَذِبُ ويَظْهَرُ الكَوْكَبُ لَهُ الذَّنْبُ وتُشارِكُ المَرْأةُ زَوْجَها في التِّجارَةِ، وتَتَقارَبُ الأسْواقُ. قالَ: وما تَقارُبُها؟ قالَ: كَسادُها وقِلَّةُ أرْباحِها، (p-٣٨٥)عِنْدَ ذَلِكَ يا سَلْمانُ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيها حَيّاتٌ صُفْرٌ فَتَلْتَقِطُ رُؤَساءَ العُلَماءِ لَمّا رَأوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ. قالَ: ويَكُونُ ذَلِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ والَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالحَقِّ نَبِيًّا» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، في ”المُصَنَّفِ“ عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: واللَّهِ لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَلِيَ عَلَيْكم مَن لا يَزِنُ عُشْرَ بَعُوضَةٍ يَوْمَ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ ماجَهْ والطَّبَرانِيُّ وابْنُ سَعْدٍ عَنْ سَلامَةَ بِنْتِ الحُرِّ قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلى النّاسِ زَمانٌ يَقُومُونَ ساعَةً لا يَجِدُونَ إمامًا يُصَلِّي بِهِمْ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ أيّامَ الدَّجّالِ سِنِينَ خَدّاعَةً يُكَذَّبُ فِيها الصّادِقُ ويُصَدَّقُ فِيها الكاذِبُ ويُخَوَّنُ فِيها الأمِينُ ويُؤْتَمَنُ فِيها الخائِنُ ويَتَكَلَّمُ فِيها الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: وما الرُّوَيْبِضَةُ؟ قالَ: الفاسِقُ يَتَكَلَّمُ في أمْرِ العامَّةِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَبْلَ السّاعَةِ سُنُونَ خَدّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيها الصّادِقُ ويُصَدَّقُ فِيها الكاذِبُ ويُخَوَّنُ فِيها الأمِينُ، (p-٣٨٦)ويُؤْتَمَنُ فِيها الخائِنُ ويَنْطِقُ بِها الرُّوَيْبِضَةُ» .
* * *
وأخْرُجُ أحْمَدُ، وأبُو يَعْلى والحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ والضِّياءُ عَنْ بِرَيْدَةٍ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ أُمَّتِي يَسُوقُها قَوْمٌ عِراضُ الوُجُوهِ صِغارُ الأعْيُنِ كَأنَّ وُجُوهَهُمُ الحَجَفُ ثَلاثَ مِرارٍ حَتّى يُلْحِقُوهم بِجَزِيرَةِ العَرَبِ، أمّا السّائِقَةُ الأُولى فَيَنْجُو مَن هَرَبَ مِنهُمْ، وأمّا الثّانِيَةُ فَيَهْلِكُ بَعْضٌ ويَنْجُو بَعْضٌ وأمّا الثّالِثَةُ فَيُصْطَلَمُونَ كُلُّهم مَن بَقِيَ مِنهم. قالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ، مَن هُمْ؟ قالَ: هُمُ التُّرْكُ، أما والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَرْبِطُنَّ خُيُولَهم إلى سَوارِي مَساجِدِ المُسْلِمِينَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَتَسافَدَ النّاسُ في الطُّرُقِ تَسافُدَ الحُمُرِ - وفي لَفْظٍ: حَتّى يَتَهارَجُونَ في الطُّرُقِ تَهارُجَ الحُمُرِ - فَيَأْتِيهِمْ إبْلِيسُ فَيَصْرِفُهم إلى عِبادَةِ الأوْثانِ.
(p-٣٨٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ، ولا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تُقاتِلُوا قَوْمًا صِغارَ الأعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ كَأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: «إنَّ النّاسَ كانُوا يَسْألُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الخَيْرِ وكُنْتُ أسْألُهُ عَنِ الشَّرِّ كَيْما أعْرِفُهُ فَأتَّقِيَهُ، قَلَتْ يا رَسُولَ اللَّهِ: أرَأيْتَ هَذا الخَيْرَ الَّذِي أعْطانا اللَّهُ يَكُونُ بَعْدَهُ شَرٌّ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَما العِصْمَةُ مِن ذَلِكَ؟ قالَ: السَّيْفُ. قُلْتُ: وهَلْ لِلسَّيْفِ مِن بَقِيَّةٍ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ هُدْنَةٌ عَلى دَخَنٍ، جَماعَةٌ عَلى فُرْقَةٍ، فَإنْ كانَ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ خَلِيفَةٌ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وأخَذَ مالَكَ فاسْمَعْ وأطِعْ وإلّا فَمُتْ عاضًّا بِجِذْلِ شَجَرَةٍ. قُلْتُ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: يَخْرُجُ الدَّجّالُ ومَعَهُ نَهَرٌ ونارٌ، فَمِن وقَعَ في نارِهِ وقَعَ أجْرُهُ وحُطَّ وِزْرُهُ ومَن وقَعَ في نَهْرِهِ وجَبَ وِزْرُهُ وحُطَّ أجْرُهُ. قُلْتُ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ إنَّما هي قِيامُ السّاعَةِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى لا يُقالَ في الأرْضِ: اللَّهُ اللَّهُ» .
(p-٣٨٨)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى لا يُقالَ في الأرْضِ: اللَّهُ اللَّهُ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو يَعْلى والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى لا يُقالَ في الأرْضِ: اللَّهُ اللَّهُ. وحَتّى تَمُرَّ المَرْأةُ بِقِطْعَةِ النَّعْلِ فَتَقُولُ: قَدْ كانَ لِهَذِهِ رَجُلٌ مَرَّةً وحَتّى يَكُونَ الرَّجُلُ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأةً وحَتّى تُمْطِرَ السَّماءُ ولا تُنْبِتُ الأرْضُ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أنَسٍ مَرْفُوعًا: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تَقُومُ السّاعَةُ عَلى رَجُلٍ يَقُولُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ ويَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهى عَنِ المُنْكَرِ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ وضَعَّفَهُ الذَّهَبِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى لا يَبْقى عَلى وجْهِ الأرْضِ أحَدٌ لِلَّهِ فِيهِ حاجَةٌ، وحَتّى تُؤْخَذَ المَرْأةُ نَهارًا جِهارًا تُنْكَحُ وسَطَ الطَّرِيقِ، لا يُنْكِرُ ذَلِكَ أحَدٌ، فَيَكُونُ أمْثَلُهُمُ يَوْمَئِذٍ الَّذِي يَقُولُ: لَوْ نَحَّيْتَها عَنِ الطَّرِيقِ قَلِيلًا. فَذاكَ فِيهِمْ مِثْلُ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ فِيكم» .
(p-٣٨٩)وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عِلْباءَ السُّلَمِيِّ مَرْفُوعًا: «لا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا عَلى حُثالَةِ النّاسِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا عَلى شِرارِ النّاسِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي زَمانٌ ولا تُدْرِكُونَ زَمانًا لا يُتَّبَعُ فِيهِ العَلِيمُ ولا يُسْتَحَيا مِنَ الحَلِيمِ، قُلُوبُهم قُلُوبُ الأعاجِمِ وألْسِنَتُهم ألْسِنَةُ العَرَبِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَضْطَرِبَ ألْياتُ نِساءِ دَوْسٍ عَلى ذِي الخَلَصَةِ. وذُو الخَلَصَةِ طاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كانُوا يَعْبُدُونَ في الجاهِلِيَّةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَضْطَرِبَ ألْياتُ النِّساءِ حَوْلَ الأصْنامِ.
(p-٣٩٠)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ تَعْزُبَ العُقُولُ وتَنْقُصَ الأحْلامُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: كانَ يُقالُ: مِنِ اقْتِرابِ السّاعَةِ مَوْتُ الفَجْأةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: مِن أشْراطِ السّاعَةِ مَوْتُ البِدارِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: كُنّا نَتَحَدَّثُ أنَّهُ سَيَأْتِي عَلى النّاسِ زَمانٌ خَيْرُ أهْلِهِ الَّذِي يَرى الخَيْرَ فَيُجانِبُهُ قَرِيبًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مالِكٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ مِنِ اقْتِرابِ السّاعَةِ هَلاكَ العَرَبِ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تُتَّخَذَ المَساجِدُ طُرُقًا، وحَتّى يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلى الرَّجُلِ بِالمَعْرِفَةِ، وحَتّى تَتَّجِرَ المَرْأةُ وزَوْجُها وحَتّى تَغْلُوَ الخَيْلُ والنِّساءُ ثُمَّ تَرْخُصَ فَلا تَغْلُو إلى يَوْمِ القِيامَةِ» .
(p-٣٩١)وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، في ”الأدَبِ المُفْرَدِ“ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ تَسْلِيمُ الخاصَّةِ وفُشُوُّ التِّجارَةِ حَتّى تُعِينُ المَرْأةُ زَوْجَها عَلى التِّجارَةِ وقَطْعُ الأرْحامِ وفُشُوُّ القَلَمِ وظُهُورُ الشَّهادَةِ بِالزُّورِ وكِتْمانُ شَهادَةِ الحَقِّ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ في المَسْجِدِ لا يُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وألّا يُسَلِّمَ الرَّجُلُ إلّا عَلى مَن يَعْرِفُ، وأنْ يُبْرِدَ الصَّبِيُّ بِالشَّيْخِ ويَأْمُرَهُ لِفَقْرِهِ، وأنْ تَتَطاوَلَ الحُفاةُ العُراةُ رِعاءُ الشّاءِ في البُنْيانِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَأْخُذَ اللَّهُ شَرِيطَتَهُ مِن أهْلِ الأرْضِ فَيَبْقى مِنها عَجاجٌ لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا ولا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا» .
(p-٣٩٢)وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنْ طالَتْ بِكَ مُدَّةٌ يُوشَكُ أنْ تَرى قَوْمًا يَغْدُونَ في سُخْطِ اللَّهِ ويَرُوحُونَ في لَعْنَتِهِ، في أيْدِيهِمْ مِثْلُ أذْنابِ البَقَرِ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو مَرْفُوعًا: «يَكُونُ في آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ رِجالٌ يَرْكَبُونَ عَلى المَياثِرِ حَتّى يَأْتُوا أبْوابَ المَساجِدِ، نِساؤُهم كاسِياتٌ عارِياتٌ عَلى رُءُوسِهِنَّ كَأسْنِمَةِ البُخْتِ العِجافِ، العَنُوهُنَّ فَإنَّهُنَّ مَلْعُوناتٌ لَوْ كانَتْ وراءَكم أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمْتُمْ كَما خَدَمَكم نِساءُ الأُمَمِ قَبْلَكم. فَقُلْتُ لِأبِي: وما المَياثِرُ؟ قالَ: سُرُوجٌ عِظامٌ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي أُمامَةَ مَرْفُوعًا: «يَخْرُجُ في هَذِهِ الأُمَّةِ في آخِرِ الزَّمانِ رِجالٌ مَعَهم سِياطٌ كَأنَّها أذْنابُ البَقَرِ يَغْدُونَ في سَخَطِ اللَّهِ ويَرُوحُونَ في غَضَبِهِ» .
وأخْرَجَ البَزّارُ والحاكِمُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ (p-٣٩٣)قالَ: «والَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ لا تَنْقَضِي هَذِهِ الدُّنْيا حَتّى يَقَعَ بِهِمُ الخَسْفُ والمَسْخُ والقَذْفُ. قالُوا: ومَتى ذاكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قالَ: إذا رَأيْتَ النِّساءَ رَكِبْنَ السُّرُوجَ وكَثُرَتِ القِيناتُ وشُهِدَ شَهاداتُ الزُّورِ وشَرِبَ المُصَلُّونَ في آنِيَةِ أهْلِ الشِّرْكِ؛ الذَّهَبِ والفِضَّةِ واسْتَغْنى الرِّجالُ بِالرِّجالِ والنِّساءُ بِالنِّساءِ فاسْتَذْفِرُوا واسْتَعِدُّوا» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي أُمامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا يَزْدادُ الأمْرُ إلّا شِدَّةً ولا المالُ إلّا إفاضَةً ولا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا عَلى شِرارِ خَلْقِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في سَفَرٍ فَلَمّا رَجَعْنا تَعَجَّلَ النّاسُ فَدَخَلُوا المَدِينَةَ، فَسَألَ عَنْهُمُ النَّبِيُّ ﷺ فَأُخْبِرَ أنَّهم تَعَجَّلُوا إلى المَدِينَةِ، فَقالَ: يُوشِكُ أنْ يَدَعُوَها أحْسَنَ ما كانَتْ، لَيْتَ شِعْرِي مَتى تَخْرُجُ نارٌ مِن جَبَلِ الوِراقِ تُضِيءُ لَها أعْناقُ (p-٣٩٤)البُخْتِ بِبُصْرى يَرَوْها كَضَوْءِ النَّهارِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ عَنْ رافِعِ بْنِ بِشْرٍ السُّلَمِيِّ عَنْ أبِيهِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «تَخْرُجُ نارٌ مِن حِبْسِ سَيَلٍ تَسِيرُ بِسَيْرٍ بَطِيئَةٍ، تَكْمُنُ بِاللَّيْلِ وتَسِيرُ بِالنَّهارِ تَغْدُو وتَرُوحُ، يُقالُ: غَدَتِ النّارُ أيُّها النّاسُ فاغْدُوا، قالَتِ النّارُ أيُّها النّاسُ فَقِيلُوا، راحَتِ النّارُ فَرُوحُوا. مَن أدْرَكَتْهُ أكَلَتْهُ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أبِي البَدّاحِ بْنِ عاصِمٍ الأنْصارِيِّ عَنْ أبِيهِ قالَ: «سَألْنا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حِدْثانَ ما قَدِمَ فَقالَ: أيْنَ حِبْسُ سَيَلٍ؟ قُلْنا: لا نَدْرِي. فَمَرَّ بِي رَجُلٌ مِن بَنِي سُلَيْمٍ، فَقُلْتُ: مِن أيْنَ جِئْتَ قالَ: مِن حِبْسِ سَيَلٍ، فَأتَيْتُ فَقُلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ هَذا الرَّجُلَ يَزْعُمُ أنَّ أهْلَهُ بِحِبْسِ سَيَلٍ، فَسَألَهُ النَّبِيُّ ﷺ وقالَ: أخِّرْ أهْلَكَ؛ فَإنَّهُ يُوشِكَ أنْ تَخْرُجَ مِنهُ نارٌ تُضِيءُ (p-٣٩٥)أعْناقَ الإبِلِ بِبُصْرى» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ، والحاكِمُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَخْرُجَ نارٌ بِأرْضِ الحِجازِ تُضِيءُ مِنها أعْناقُ الإبِلِ بِبُصْرى» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وضَعَّفَهُ الذَّهَبِيُّ عَنْ مُعاذِ بْنِ أنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا تَزالُ الأُمَّةُ عَلى شَرِيعَةٍ ما لَمْ يَظْهَرْ فِيهِمْ ثَلاثٌ؛ ما لَمْ يُقْبَضْ مِنهُمُ العِلْمُ، ويَكْثُرُ فِيهِمْ ولَدُ الخِبْثِ، ويَظْهَرْ فِيهِمُ السَّقّارُونَ. قالُوا: وما السَّقّارُونَ؟ قالَ: بَشَرٌ يَكُونُونَ في آخِرِ الزَّمانِ تَكُونُ تَحِيَّتُهم بَيْنَهم إذا تَلاقَوُا التَّلاعُنَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «تَكْثُرُ الصَّواعِقُ عِنْدَ اقْتِرابِ السّاعَةِ فَيُصْبِحُ القَوْمُ فَيَقُولُونَ: مَن صُعِقَ (p-٣٩٦)البارِحَةَ فَيَقُولُونَ: صُعِقَ فُلانٌ وفُلانٌ» .
وأخْرَجَ البَزّارُ وأبُو يَعْلى، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى لا يُحَجَّ البَيْتُ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَكُونُ في أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي المالَ حَثْيًا لا يَعُدُّهُ عَدًّا. ثُمَّ قالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَعُودَنَّ الأمْرُ كَما بَدَأ لَيَعُودَنَّ كُلُّ إيمانٍ إلى المَدِينَةِ كَما بَدَأ بِها حَتّى يَكُونَ كُلُّ إيمانٍ بِالمَدِينَةِ. ثُمَّ قالَ: لا يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ المَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْها إلّا أبْدَلَها اللَّهُ خَيْرًا مِنهُ، ولَيَسْمَعَنَّ ناسٌ بِرُخْصٍ مِن أسْعارٍ ورِيفٍ فَيَتَّبِعُونَهُ والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهم لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَن كانَ قَبْلَكم شِبْرًا بِشِبْرٍ وذِراعًا بِذِراعٍ، حَتّى لَوْ أنَّ أحَدَهم دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ وحَتّى لَوْ أنَّ أحَدَهم جامَعَ امْرَأتَهُ بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ» .
(p-٣٩٧)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَيَأْتِي عَلى أُمَّتِي زَمانٌ يَكْثُرُ فِيهِ القُرّاءُ وتَقِلُّ الفُقَهاءُ ويُقْبَضُ العِلْمُ ويَكْثُرُ الهَرْجُ. قالُوا وما الهَرْجُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: القَتْلُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَ رِجالٌ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمانٌ يُجادِلُ المُنافِقُ الكافِرُ المُشْرِكُ بِاللَّهِ المُؤْمِنَ بِمِثْلِ ما يَقُولُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تُكَلِّمَ السِّباعُ الإنْسانَ وحَتّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وشِراكُ نَعْلِهِ ويُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بِما أحْدَثَ أهْلُهُ مِن بَعْدِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ قالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ فَيَقُومُ لَها رِجالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَها حَتّى تَذْهَبَ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرى فَيَقُومُ لَها رِجالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَها حَتّى تَذْهَبَ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرى فَيَقُومُ لَها رِجالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَها حَتّى تَذْهَبَ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرى فَيَقُومُ لَها رِجالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَها حَتّى تَذْهَبَ (p-٣٩٨)ثُمَّ تَكُونُ الخامِسَةُ دَهْماءُ مُجَلِّلَةٌ تَنْبَثِقُ في الأرْضِ كَما يَنْبَثِقُ الماءُ.
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ «عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ قالَ: واللَّهِ إنِّي لَأعْلَمُ النّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ كائِنَةٍ فِيما بَيْنِي وبَيْنَ السّاعَةِ، وما بِي إلّا أنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أسَرَّ إلَيَّ في ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي، ولَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قالَ وهو يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أنا فِيهِ عَنِ الفِتَنِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو يَعُدُّ الفِتَنَ: مِنهُنَّ ثَلاثٌ لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا ومِنهُنَّ فِتَنٌ كَرِياحِ الصَّيْفِ؛ مِنها صِغارٌ ومِنها كِبارٌ. قالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهم غَيْرِي» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأبُو داوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يَكُونُ في هَذِهِ الأُمَّةِ أرْبَعُ فِتَنٍ آخِرُها الفَناءُ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: (p-٣٩٩)«كُنّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ الفِتَنَ فَأكْثَرَ في ذِكْرِها حَتّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأحْلاسِ فَقالَ قائِلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وما فِتْنَةُ الأحْلاسِ؟ قالَ: هي فِتْنَةُ حَرْبٍ وهَرَبٍ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرّاءِ دَخَنُها مِن تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِن أهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أنَّهُ مِنِّي ولَيْسَ مِنِّي، إنَّما أوْلِيائِي المُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ عَلى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْماءِ لا تَدْعُ أحَدًا مِن هَذِهِ الأُمَّةِ إلّا لَطَمَتْهُ، حَتّى إذا قِيلَ: انْقَضَتْ. تَمادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيها مُؤْمِنًا ويُمْسِي كافِرًا، حَتّى يَصِيرَ النّاسُ إلى فُسْطاطَيْنِ؛ فُسْطاطُ إيمانٍ لا نِفاقَ فِيهِ، وفُسْطاطُ نِفاقٍ لا إيمانَ فِيهِ، فَإذا كانَ ذاكم فانْتَظِرُوا الدَّجّالَ مِن يَوْمِهِ أوْ مِن غَدِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في سَفَرٍ فَنَزَلْنا مَنزِلًا فَمِنّا مَن يَضْرِبُ خِباءَهُ ومِنّا مَن يَنْتَضِلُ إذْ نادى مُنادِي رَسُولِ اللَّهِ (p-٤٠٠)ﷺ: الصَّلاةَ جامِعَةً. فانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يَخْطُبُ النّاسَ ويَقُولُ: أيُّها النّاسُ، إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبَلِيٌّ إلّا كانَ حَقًّا عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلى ما يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، ويُنْذِرَهم ما يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، ألا وإنَّ عافِيَةَ هَذِهِ الأُمَّةِ في أوَّلِها، وسَيُصِيبُ آخِرَها بَلاءٌ وفِتَنٌ يُرَفِّقُ بَعْضُها بَعْضًا، تَجِيءُ الفِتْنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي. ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذِهِ هَذِهِ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ. فَمِن أحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النّارِ ويُدْخَلَ الجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وهو يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ ويَأْتِي إلى النّاسِ ما يُحِبُّ أنْ يُؤْتى إلَيْهِ، ومَن بايَعَ إمامًا فَأعْطاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ ما اسْتَطاعَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ خُزَيْمَةَ والحاكِمُ عَنِ العَدّاءِ بْنِ خالِدٍ قالَ: «كُنّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إذْ قامَ قَوْمَةً لَهُ كَأنَّهُ مُفَزَّعٌ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: أُحَذِّرُكُمُ الدَّجّالِينَ الثَّلاثَ. فَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: بِأبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ أخْبَرْتَنا عَنِ الدَّجّالِ الأعْوَرِ وعَنْ أكْذَبِ الكَذّابِينَ فَمَنِ الثّالِثُ؟ قالَ: رَجُلٌ يَخْرُجُ في قَوْمٍ أوَّلُهم مَثْبُورٌ وآخِرُهم مَثْبُورٌ، عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ دائِبَةً في فِتْنَةِ الجارِفَةِ وهو الدَّجّالُ الألْيَسُ، (p-٤٠١)يَأْكُلُ عِبادَ اللَّهِ قالَ مُحَمَّدٌ: وهو أبْعَدُ النّاسِ مِن شَيْبَةَ» . قالَ الذَّهَبِيُّ: الحَدِيثُ مُنْكَرٌ بِمَرَّةٍ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَرْفُوعًا: «لَتَفْتَحَنَّ لَكم كُنُوزَ كِسْرى الأبْيَضَ أوِ الَّذِي في الأبْيَضِ عِصابَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «تَكُونُ هَدَّةٌ في شَهْرِ رَمَضانَ تُوقِظُ النّائِمَ وتُفْزِعُ اليَقِظانَ، ثُمَّ تَظْهَرُ عِصابَةٌ في شَوّالٍ، ثُمَّ مَعْمَعَةٌ في ذِي الحِجَّةِ ثُمَّ تُنْتَهَكُ المَحارِمُ في المُحَرَّمِ، ثُمَّ يَكُونُ مَوْتٌ في صَفَرٍ، ثُمَّ تَتَنازَعُ القَبائِلُ في رَبِيعٍ ثُمَّ العَجَبُ كُلَّ العَجَبِ بَيْنَ جُمادى ورَجَبٍ، ثُمَّ ناقَةٌ مُقَتَّبَةٌ خَيْرٌ مِن دَسْكَرَةٍ تُقِلُّ مِائَةَ ألْفٍ» . قالَ الحاكِمُ: غَرِيبُ المَتْنِ. وقالَ الذَّهَبِيُّ: مَوْضُوعٌ.
(p-٤٠٢)وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو يَعْلى والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقاصٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «شَيْطانُ الرَّدْهَةِ يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِن بَجِيلَةَ يُقالُ لَهُ: الأشْهَبُ أوِ ابْنُ الأشْهَبِ راعِي الخَيْلِ عَلامَةٌ في القَوْمِ الظَّلَمَةِ» . قالَ الذَّهَبِيُّ: ما أبْعَدَهُ مِنَ الصِّحَّةِ وأنْكَرَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أرْقَمَ بْنِ يَعْقُوبَ قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: كَيْفَ أنْتُمْ إذا أُخْرِجْتُمْ مِن أرْضِكم هَذِهِ إلى جَزِيرَةِ العَرَبِ ومَنابِتِ الشِّيحِ قُلْتُ: مَن يُخْرِجُنا قالَ: عَدُوُّ اللَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: كَأنِّي أراهم مُشْرِفِي آذانِ خَيْلِهِمْ رابِطِيها بِحافَّتَيِ الفُراتِ.
وأخْرَجَ نُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وتُعُقِّبَ عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا: «لَنْ تَفْنى أُمَّتِي حَتّى يَظْهَرَ فِيهِمُ التَّمايُزُ والتَّمايُلُ والمَعامِعُ، قَلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ ما التَّمايُزُ؟ قالَ: عَصَبِيَّةٌ يُظْهِرُها النّاسُ بَعْدِي في الإسْلامِ.
(p-٤٠٣)قُلْتُ: فَما التَّمايُلُ؟ قالَ: تَمِيلُ القَبِيلَةُ عَلى القَبِيلَةِ فَتَسْتَحِلُّ حُرْمَتَها، قُلْتُ: فَما المَعامِعُ؟ قالَ: تَسِيرُ الأحْبارُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ تَخْتَلِفُ أعْناقُها في الحَرْبِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إذا وقَعَتِ المَلاحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنَ المَوالِي مِن دِمَشْقَ هم أكْرَمُ العَرَبِ فَرَسًا وأجْوَدُهُ سِلاحًا يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمْ هَذا الدِّينَ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يُحَصُّلُ النّاسُ مِنها كَما يُحَصُّلُ الذَّهَبُ في المَعْدِنِ فَلا تَسُبُّوا أهْلَ الشّامِ وسُبُّوا ظَلَمَتَهم فَإنَّ فِيهِمُ الأبْدالَ، وسَيُرْسِلُ اللَّهُ سَيْبًا مِنَ السَّماءِ فَيُغْرِقُهُمْ، حَتّى لَوْ قاتَلَهُمُ الثَّعالِبُ غَلَبَتْهم ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلًا مِن عِتْرَةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلامُ في اثْنَيْ عَشَرَ ألْفًا إنْ قَلُّوا أوْ خَمْسَةَ عَشَرَ ألْفًا إنْ كَثُرُوا، أمارَتُهم أوْ عَلامَتُهم أمِتْ أمِتْ عَلى ثَلاثِ راياتٍ يُقاتِلُهم أهْلُ سَبْعِ راياتٍ لَيْسَ مِن صاحِبِ رايَةٍ إلّا وهو يَطْمَعُ بِالمُلْكِ فَيُقْتَلُونَ ويُهْزَمُونَ، ثُمَّ يَظْهَرُ (p-٤٠٤)الهاشِمِيُّ فَيَرُدُّ اللَّهُ إلى النّاسِ أُلْفَتَهم ونِعْمَتَهم فَيَكُونُونَ عَلى ذَلِكَ حَتّى يَخْرُجَ الدَّجّالُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في ذَمِّ المَلاهِي عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَتَسْتَصْعِبَنَّ الأرْضُ بِأهْلِها حَتّى لا يَكُونَ عَلى ظَهْرِها أهْلُ بَيْتٍ مَدَرٍ ولا وبَرٍ ولَيُبْتَلَيَنَّ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالرَّجْفِ، فَإنْ تابُوا تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وإنْ عادُوا عادَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالرَّجْفِ فَإنْ تابُوا تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وإنْ عادُوا عادَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالرَّجْفِ والقَذْفِ والمَسْخِ والصَّواعِقِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أُبَشِّرُكم بِالمَهْدِيِّ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ في أُمَّتِي عَلى اخْتِلافٍ مِنَ النّاسِ وزَلازِلَ فَيَمْلَأُ الأرْضَ قِسْطًا وعَدْلًا كَما مُلِئَتْ جَوْرًا وظُلْمًا، ويَرْضى عَنْهُ ساكِنُو السَّماءِ وساكِنُو الأرْضِ يَقْسِمُ المالَ صَحاحًا، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: ما صَحاحًا قالَ: بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النّاسِ ويَمْلَأُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ غِنًى ويَسَعُهم عَدْلُهُ حَتّى يَأْمُرَ مُنادٍ يُنادِي يَقُولُ: مَن كانَتْ لَهُ في مالٍ حاجَةٌ فَما يَقُومُ مِنَ المُسْلِمِينَ إلّا رَجُلٌ (p-٤٠٥)واحِدٌ فَيَقُولُ: أنا فَيَقُولُ: ائْتِ السّادِنَ يَعْنِي الخازِنَ فَقُلْ لَهُ: إنَّ المَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أنْ تُعْطِيَنِي مالًا فَيَقُولُ لَهُ: احْثُ حَتّى إذا جَعَلَهُ في حِجْرِهِ وأبْرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ: كُنْتُ أجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أوْ عَجَزَ عَنِّي ما وسِعَهُمْ؟ قالَ: فَيَرُدُّ فَلا يُقْبَلُ مِنهُ فَيُقالُ لَهُ: إنّا لا نَأْخُذُ شَيْئًا أعْطَيْناهُ فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أوْ ثَمانِ سِنِينَ أوْ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ لا خَيْرَ في العَيْشِ بَعْدَهُ أوْ قالَ: ثُمَّ لا خَيْرَ في الحَياةِ بَعْدَهُ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَمْلِكَ الأرْضَ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيْتِي أجْلى أقْنى. ولَفْظُ أبِي داوُدَ: المَهْدِيُّ مِنِّي أجْلى الجَبْهَةِ أقْنى الأنْفِ، يَمْلَأُ الأرْضَ قِسْطًا وعَدْلًا كَما مُلِئَتْ قَبْلَهُ ظُلْمًا وجَوْرًا يَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يَخْرُجُ المَهْدِيُّ في أُمَّتِي خَمْسًا أوْ سَبْعًا أوْ تِسْعًا - شَكَّ أبُو الحَوارِيِّ - قُلْنا: أيُّ شَيْءٍ قالَ: سِنِينَ ثُمَّ تُرْسَلُ السَّماءُ عَلَيْهِمْ (p-٤٠٦)مِدْرارًا ولا تَدَّخِرُ الأرْضُ مِن نَباتِها شَيْئًا ويَكُونُ المالُ كُدُوسًا يَجِيءُ الرَّجُلُ إلَيْهِ فَيَقُولُ: يا مَهْدِيُّ أعْطِنِي أعْطِنِي فَيَحْثِي لَهُ في ثَوْبِهِ ما اسْتَطاعَ أنْ يَحْمِلَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وجابِرٍ قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَكُونُ في آخِرِ الزَّمانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يَعُدُّهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ خَلِيفَةٌ يُعْطِي الحَقَّ بِغَيْرِ عَدَدٍ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطاعٍ مِنَ الزَّمانِ وظُهُورٍ مِنَ الفِتَنِ يَكُونُ عَطاؤُهُ حَثْيًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ وأبُو داوُدَ عَنْ عَلِيٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا إلّا يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنّا يَمْلَؤُها عَدْلًا كَما مُلِئَتْ جَوْرًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ (p-٤٠٧)ﷺ: «المَهْدِيُّ مِنّا أهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ في لَيْلَةٍ» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ عَنْ أبِي إسْحاقَ قالَ: «قالَ عَلِيٌّ ونَظَرَ إلى ابْنِهِ الحَسَنِ فَقالَ: إنَّ ابْنِي هَذا سَيِّدٌ كَما سَمّاهُ النَّبِيُّ ﷺ وسَيَخْرُجُ مِن صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمّى بِاسْمِ نَبِيِّكم يُشْبِهُهُ في الخُلُقِ ولا يُشْبِهُهُ في الخَلْقِ يَمْلَأُ الأرْضَ عَدْلًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا إلّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتّى يُبْعَثَ فِيهِ رَجُلٌ مِنِّي أوْ مِن أهْلِ بَيْتِي وفي لَفْظٍ: لا تَذْهَبُ الأيّامُ واللَّيالِي حَتّى يَمْلِكَ العَرَبَ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيْتِي يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، واسْمُ أبِيهِ اسْمَ أبِي يَمْلَأُ الأرْضَ قِسْطًا وعَدْلًا كَما مُلِئَتْ ظُلْمًا وجَوْرًا» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا إلّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتّى يَلِيَ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيْتِي يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» .
(p-٤٠٨)وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «المَهْدِيُّ مِن عِتْرَتِي مِن ولَدِ فاطِمَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ وأبُو داوُدَ وأبُو يَعْلى والطَّبَرانِيُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يَكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِن أهْلِ المَدِينَةِ هارِبًا إلى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ ناسٌ مَن أهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وهو كارِهٌ فَيُبايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقامِ ويُبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ الشّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالبَيْداءِ بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ، فَإذا رَأى النّاسُ ذَلِكَ أتاهُ أبْدالُ الشّامِ وعَصائِبُ أهْلِ العِراقِ فَيُبايِعُونَهُ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ أخْوالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، والخَيْبَةُ لِمَن لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ المالَ ويَعْمَلُ في النّاسِ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ ويُلْقِي الإسْلامُ بِجِرانِهِ إلى الأرْضِ فَيَلْبَثُ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفّى ويُصَلِّي عَلَيْهِ المُسْلِمُونَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «بَيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذْ أقْبَلَ فِتْيَةٌ مِن بَنِي هاشِمٍ فَلَمّا رَآهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ اغْرَوْرَقَتْ عَيْناهُ وتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقُلْتُ: ما نَزالُ نَرى في وجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ فَقالَ: (p-٤٠٩)إنّا أهْلُ بَيْتٍ اخْتارَ لَنا الآخِرَةَ عَلى الدُّنْيا، وإنَّ أهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاءً وتَشْرِيدًا وتَطْرِيدًا حَتّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ مَعَهم راياتٌ سُودٌ فَيَسْألُونَ الخَيْرَ فَلا يُعْطُونَهُ فَيُقاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ فَيُعْطَوْنَ ما سَألُوا فَلا يَقْبَلُونَهُ حَتّى يَدْفَعُوها إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ بَيْتِي فَيَمْلَؤُها قِسْطًا كَما مَلَئُوها جَوْرًا فَمَن أدْرَكَ ذَلِكَ مِنكم فَلْيَأْتِهِمْ ولَوْ حَبْوًا عَلى الثَّلْجِ» .
* * *
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ ثَوْبانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكم ثَلاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لا يَصِيرُ إلى واحِدٍ مِنهم ثُمَّ تَطَلُعُ الرّاياتُ السُّودُ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ فَيُقاتِلُونَكم قِتالًا لَمْ يُقاتِلْهُ قَوْمٌ. ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لا أحْفَظُهُ قالَ: فَإذا رَأيْتُمُوهُ فَبايِعُوهُ ولَوْ حَبْوًا عَلى الثَّلْجِ فَإنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ المَهْدِيُّ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ونُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ، والتِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَخْرُجُ مِن خُراسانَ راياتٌ سُودٌ فَلا يَرُدُّها شَيْءٌ حَتّى تُنْصَبَ بِإيلْياءَ» . وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَنْزِلُ بِأُمَّتِي في (p-٤١٠)آخِرِ الزَّمانِ بَلاءٌ شَدِيدٌ مِن سُلْطانِهِمْ حَتّى تَضِيقَ عَنْهُمُ الأرْضُ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلًا مِن عِتْرَتِي فَيَمْلَأُ الأرْضَ قِسْطًا وعَدْلًا كَما مُلِئَتْ ظُلْمًا وجَوْرًا، يَرْضى عَنْهُ ساكِنُ السَّماءِ وساكِنُ الأرْضِ، لا تَدَّخِرُ الأرْضُ مِن بَذْرِها شَيْئًا إلّا أخْرَجَتْهُ ولا السَّماءُ شَيْئًا مِن قَطْرِها إلّا صَبَّتْهُ، يَعِيشُ فِيهِمْ سَبْعَ سِنِينَ أوْ ثَمانٍ أوْ تِسْعَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ رَجُلٌ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ «أنَّ المَهْدِيَّ لا يَخْرُجُ حَتّى تُقْتَلَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ فَإذا قُتِلَتِ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ غَضِبَ عَلَيْهِمْ مَن في السَّماءِ ومَن في الأرْضِ فَأتى النّاسُ المَهْدِيُّ فَزَفُّوهُ كَما تُزَفُّ العَرُوسُ إلى زَوْجِها لَيْلَةَ عُرْسِها وهو يَمْلَأُ الأرْضَ قِسْطًا وعَدْلًا، وتُخْرِجُ الأرْضُ نَباتَها وتُمْطِرُ السَّماءُ مَطَرَها، وتَنْعَمُ أُمَّتِي في وِلايَتِهِ نِعْمَةً لَمْ تَنْعَمْها قَطُّ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي الجَلْدِ قالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ بَعْدَها فِتْنَةٌ الأُولى في الآخِرَةِ كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُها ذُبابُ السَّيْفِ ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فِتْنَةٌ تُسْتَحَلُّ فِيها المَحارِمُ كُلُّها، ثُمَّ تَأْتِي الخِلافَةُ خَيْرَ أهْلِ الأرْضِ وهو قاعِدٌ في بَيْتِهِ هُنَيْهًا.
(p-٤١١)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عاصِمِ بْنِ عَمْرٍو البَجَلِيِّ أنَّ أبا أُمامَةَ قالَ: لَيُنادَيَنَّ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ السَّماءِ لا يُنْكِرُهُ الذَّلِيلُ ولا يَمْتَنِعُ مِنهُ العَزِيزُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، مِن طَرِيقِ ثابِتِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: الزَمُوا هَذِهِ الطّاعَةَ والجَماعَةَ؛ فَإنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أمَرَ بِهِ، وإنَّ ما تَكْرَهُونَ في الجَماعَةِ خَيْرٌ مِمّا تُحِبُّونَ في الفُرْقَةِ إنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا إلّا جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى، وإنَّ هَذا الدِّينَ قَدْ تَمَّ، وإنَّهُ صائِرٌ إلى نُقْصانٍ، وإنَّ أمارَةَ ذَلِكَ أنْ تُقْطَعَ الأرْحامُ، ويُؤْخَذَ المالُ بِغَيْرِ حَقِّهِ وتُسْفَكَ الدِّماءُ ويَشْتَكِيَ ذُو القَرابَةِ قَرابَتَهُ لا يَعُودُ عَلَيْهِ شَيْءٌ ويَطُوفُ السّائِلُ لا يُوضَعُ في يَدِهِ شَيْءٌ فَبَيْنَما هم كَذَلِكَ إذْ خارَتِ الأرْضُ خُوارَ البَقَرَةِ يَحْسَبُ كُلُّ إنْسانٍ أنَّها خارَتْ مِن قِبَلِهِمْ فَبَيْنَما النّاسُ كَذَلِكَ إذْ قَذَفَتِ الأرْضُ بِأفْلاذِ كَبِدِها مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، لا يَنْفَعُ بَعْدُ شَيْءٌ مِنهُ ذَهَبٌ ولا فِضَّةٌ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: «دَخَلْتُ عَلى النَّبِيِّ ﷺ وهو يَتَوَضَّأُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إلَيَّ فَقالَ: سِتٌّ فِيكم أيَّتُها الأُمَّةُ مَوْتُ نَبِيِّكم. فَكَأنَّما انْتُزِعَ قَلْبِي مِن مَكانِهِ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: واحِدَةٌ قالَ: ويَفِيضُ (p-٤١٢)المالُ فِيكم حَتّى إنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطى عَشَرَةَ آلافٍ فَيَظَلُّ يَسْخَطُها، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ثِنْتَيْنِ. قالَ: وفِتْنَةٌ تَدْخُلُ بَيْتَ كُلِّ رَجُلٍ مِنكُمْ، قالَ رَسُولٌ ﷺ: ثَلاثٌ، قالَ: ومَوْتٌ كَقُعاصِ الغَنَمِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أرْبَعٌ وهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكم وبَيْنَ بَنِي الأصْفَرِ فَيَجْمَعُونَ لَكم تِسْعَةَ أشْهُرٍ كَقَدْرِ حَمْلِ المَرْأةِ ثُمَّ يَكُونُونَ أوْلى بِالغَدْرِ مِنكُمْ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: خَمْسٌ وفَتْحُ مَدِينَةٍ، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أيُّ مَدِينَةٍ قالَ: قُسْطَنْطِينِيَّةُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ والبُخارِيُّ وأبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ الأشْجَعِيِّ قالَ: «أتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةِ أدَمٍ فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ؛ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ ثُمَّ مَوْتانِ يَأْخُذُكم كَقُعاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفاضَةُ المالِ حَتّى يُعْطى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينارٍ فَيَظَلُّ ساخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكم وبَيْنَ بَنِي الأصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكم تَحْتَ ثَمانِينَ رايَةً تَحْتَ كُلِّ رايَةٍ اثْنا عَشَرَ ألْفًا. زادَ أحْمَدُ: فُسْطاطُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ في أرْضٍ يُقالُ لَها: الغُوطَةُ في مَدِينَةٍ يُقالُ لَها دِمَشْقُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ والطَّبَرانِيُّ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: قالَ (p-٤١٣)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سِتٌّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ: مَوْتِي وفَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ومَوْتٌ يَأْخُذُ في النّاسِ كَقُعاصِ الغَنَمِ، وفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَرْبُها بَيْتَ كُلِّ مُسْلِمٍ وأنْ يُعْطى الرَّجُلُ ألْفَ دِينارٍ فَيَسْخَطُها، وأنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فَيَسِيرُونَ بِثَمانِينَ بَنْدًا تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنا عَشَرَ ألْفًا» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ فُسْطاطَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ الكُبْرى بِالغُوطَةِ إلى جانِبِ مَدِينَةٍ يُقالُ لَها: دِمَشْقُ مِن خَيْرِ مَدائِنِ الشّامِ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ أبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ قالَ: إذا رَأيْتَ الشّامَ مائِدَةَ رَجُلٍ وأهْلِ بَيْتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ.
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والحاكِمُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: هَلْ سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جانِبٌ مِنها في البَرِّ وجانِبٌ مِنها في البَحْرِ؟ قالُوا: نَعَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَغْزُوَها سَبْعُونَ ألْفًا مِن بَنِي إسْحاقَ حَتّى إذا (p-٤١٤)جاءُوها نَزَلُوا فَلَمْ يُقاتِلُوا بِسِلاحٍ ولَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ فَيَقُولُونَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبَرُ فَيَسْقُطُ أحَدُ جانِبَيْها ثُمَّ يَقُولُونَ الثّانِيَةَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبَرُ فَيَسْقُطُ جانِبُها الآخَرُ، ثُمَّ يَقُولُونَ الثّالِثَةَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبَرُ فَيُفَرَّجُ لَهم فَيَدْخُلُونَها فَيَغْنَمُونَ، فَبَيْنَما هم يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ إذْ جاءَهُمُ الصَّرِيخُ: إنَّ الدَّجّالَ قَدْ خَرَجَ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ ويَرْجِعُونَ»، قالَ الحاكِمُ: يُقالُ: إنَّ هَذِهِ المَدِينَةَ هي القُسْطَنْطِينِيَّةُ صَحَّ أنَّ فَتْحَها مَعَ قِيامِ السّاعَةِ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ وأبُو يَعْلى ونُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ في الفِتَنِ والطَّبَرانِيُّ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ والضِّياءُ المَقْدَسِيُّ في المُخْتارَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «بَيْنَ المَلْحَمَةِ وفَتْحِ القُسْطَنْطِينِيَّةِ سِتُّ سِنِينَ ويَخْرُجُ الدَّجّالُ في السّابِعَةِ» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ مَعَ قِيامِ السّاعَةِ.
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «لا (p-٤١٥)تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأعْماقِ فَيَخْرُجُ إلَيْهِمْ جَلَبٌ مِنَ المَدِينَةِ مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإذا تَصافُّوا قالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنا وبَيْنَ الَّذِينَ سُبُوا مِنّا نُقاتِلْهم فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: لا واللَّهِ فَيُقاتِلُونَهم فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهم أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللَّهِ ويُصْبِحُ ثُلُثٌ لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَبْلُغُونَ القُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَفْتَتِحُونَ فَبَيْنَما هم يَقْتَسِمُونَ غَنائِمَهُمْ، وقَدْ عَلَّقُوا سِلاحَهم بِالزَّيْتُونِ إذْ صاحَ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قَدْ خَلَفَكم في أهْلِيكم وذاكَ باطِلٌ، فَإذا جاءُوا الشّامَ خَرَجَ فَبَيْنَما هم يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ ويُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ صَلاةُ الصُّبْحِ فَيَنْزِلُ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ فَأمَّهُمْ، فَإذا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذابَ كَما يَذُوبُ المِلْحُ فَلَوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حَتّى يَهْلِكَ ولَكِنَّ اللَّهَ يَقْتُلُهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ والحاكِمُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزْنِيِّ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا تَذْهَبُ الدُّنْيا حَتّى تُقاتِلُوا بَنِي الأصْفَرِ، يَخْرُجُ إلَيْهِمْ رُوقَةُ المُؤْمِنِينَ أهْلُ الحِجازِ الَّذِينَ يُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ (p-٤١٦)ولا تَأْخُذُهم في اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، حَتّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ورُومِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ والتَّكْبِيرِ، فَيَنْهَدِمُ حِصْنُها فَيُصِيبُونَ نَيْلًا عَظِيمًا لَمْ يُصِيبُوا مَثَلَهُ قَطُّ، حَتّى إنَّهم يَقْتَسِمُونَ بِالتُّرْسِ ثُمَّ يَصْرُخُ صارِخٌ، يا أهْلَ الإسْلامِ قَدْ خَرَجَ الدَّجّالُ في بِلادِكم وذَرارِيِّكم فَيَنْفَضُّ النّاسُ عَنِ المالِ مِنهُمُ الآخِذُ ومِنهُمُ التّارِكُ فالآخِذُ نادِمٌ والتّارِكُ نادِمٌ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ وأبُو داوُدَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عُمْرانُ بَيْتِ المَقْدِسِ خَرابُ يَثْرِبَ، وخَرابُ يَثْرِبَ حُضُورُ المَلْحَمَةِ، وحُضُورُ المَلْحَمَةِ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ، وفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجّالِ. ثُمَّ ضَرَبَ مُعاذٌ عَلى مَنكِبِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ وقالَ: واللَّهِ إنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ كَما أنَّكَ جالِسٌ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «المَلْحَمَةُ العُظْمى وفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ وخُرُوجُ الدَّجّالِ في سَبْعَةِ أشْهُرٍ» .
(p-٤١٧)وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ ذِي مِخْمَرٍ ابْنِ أخِي النَّجّاشِيِّ أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «سَتُصالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا حَتّى تَغْزُونَ أنْتُمْ وهم عَدُوًّا مِن ورائِهِمْ فَتُنْصَرُونَ وتَغْنَمُونَ وتَنْصَرِفُونَ حَتّى تَنْزِلُوا بِمُرُجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُولُ قائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ ويَقُولُ قائِلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ فَيَتَداوَلانِها بَيْنَهُمْ، فَيَثُورُ المُسْلِمُ إلى صَلِيبِهِمْ وهو مِنهُ غَيْرُ بَعِيدٍ فَيَدُقُّهُ، وتَثُورُ الرُّومُ إلى كاسِرِ صَلِيبِهِمْ فَيَقْتُلُونَهُ ويَثُورُ المُسْلِمُونَ إلى أسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ العِصابَةَ مِنَ المُسْلِمِينَ بِالشَّهادَةِ، فَتَقُولُ الرُّومُ لِصاحِبِ الرُّومِ كَفَيْناكَ حَدَّ العَرَبِ فَيَغْدِرُونَ فَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَكم تَحْتَ ثَمانِينَ غايَةٍ تَحْتَ كُلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَرَ ألْفًا» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في تارِيخِهِ والبَزّارُ، وابْنُ خُزَيْمَةَ والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الغَنَوِيِّ حَدَّثَنِي أبِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةُ ولَنِعْمَ الأمِيرُ أمِيرُها (p-٤١٨)ولَنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْشُ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي قَبِيلٍ قالَ: «تَذاكَرْنا فَتْحَ القُسْطَنْطِينِيَّةِ والرُّومِيَّةِ أيُّهُما تُفْتَحُ أوَّلًا فَدَعا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِصُنْدُوقٍ فَفَتَحَهُ فَأخْرَجَ مِنهُ كِتابًا فَقالَ: كُنّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَكْتُبُ فَقِيلَ: أيُّ المَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أوَّلًا يا رَسُولَ اللَّهِ قُسْطَنْطِينِيَّةُ أوْ رُومِيَّةُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أوَّلًا يُرِيدُ القُسْطَنْطِينِيَّةَ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وأقْناءٌ مُعَلَّقَةٌ، وقِنْوٌ مِنها حَشَفٌ ومَعَهُ عَصًا فَطَعَنَ بِالعَصا في القِنْوِ وقالَ: لَوْ شاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأطْيَبَ مِنها، إنَّ صاحِبَ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الحَشَفَ يَوْمَ القِيامَةِ أما واللَّهِ يا أهْلَ المَدِينَةِ لَتَدَعُنَّها مُذَلَّلَةً أرْبَعِينَ عامًا لِلْعَوافِي، قُلْنا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ قالَ: أتَدْرُونَ ما العَوافِي؟ قالُوا: لا، قالَ: الطَّيْرُ والسِّباعُ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «لَتَتْرُكُنَّ المَدِينَةَ عَلى خَيْرِ ما (p-٤١٩)كانَتْ تَأْكُلُها الطَّيْرُ والسِّباعُ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأدْرَعِ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَعِدَ أُحُدًا وصَعِدْتُ مَعَهُ فَأقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ المَدِينَةِ فَقالَ لَها قَوْلًا، ثُمَّ قالَ: ويْلَ أُمِّكَ أوْ ويْحَ أُمِّها قَرْيَةً، يَدَعُها أهْلُها أيْنَعَ ما تَكُونُ يَأْكُلُها عافِيَةُ الطَّيْرِ والسِّباعِ ولا يَدْخُلُها الدَّجّالُ إنْ شاءَ اللَّهُ، كُلَّما أرادَ دُخُولَها تَلَقّاهُ: بِكُلِّ نَقْبٍ مِن نِقابِها مَلَكٌ مُصْلِتٌ يَمْنَعُهُ عَنْها» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ واثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَكُونَ عَشْرُ آياتٍ، خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ وخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ وخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، والدَّجّالُ، ونُزُولُ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ، والدّابَّةُ وطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، ونارٌ تَخْرُجُ مِن قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النّاسَ إلى المَحْشَرِ تَحْشُرُ الذَّرَّ والنَّمْلَ» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى والرُّويانِيُّ، وابْنُ قانِعٍ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ بُرَيْدَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ لِلَّهِ رِيحًا يَبْعَثُها عَلى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ تَقْبِضُ رُوحَ (p-٤٢٠)كُلِّ مُؤْمِنٍ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَيّاشِ بْنِ أبِي رَبِيعَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «تَجِيءُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ تُقْبَضُ فِيها رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ ألْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ فَلا تَدَعُ أحَدًا في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن إيمانٍ إلّا قَبَضَتْهُ» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حَتّى تُعْبَدَ اللّاتُ والعُزّى ويَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَتَوَفّى مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن خَيْرٍ فَيَبْقى مَن لا خَيْرَ فِيهِ فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لا تَزالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتِي يُقاتِلُونَ عَلى أمْرِ اللَّهِ ظاهِرِينَ عَلى العَدُوِّ لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم حَتّى تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ وهم عَلى ذَلِكَ» . فَقالَ (p-٤٢١)عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: أجَلْ ويَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا رِيحُها المِسْكُ ومَسُّها مَسُّ الحَرِيرِ فَلا تَتْرُكُ نَفْسًا في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِنَ الإيمانِ إلّا قَبَضَتْهُ ثُمَّ يَبْقى شِرارُ النّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السّاعَةُ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا لا تَدْعُ أحَدًا في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن تُقًى أوْ نُهًى إلّا قَبْضَتْهُ، ويَلْحَقُ كُلُّ قَوْمٍ بِما كانَ يَعْبُدُ آباؤُهم في الجاهِلِيَّةِ ويَبْقى عَجاجٌ مِنَ النّاسِ لا يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ ولا يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ يَتَناكَحُونَ في الطُّرُقِ، فَإذا كانَ ذَلِكَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلى أهْلِ الأرْضِ فَأقامَ السّاعَةَ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَحْسِرَ الفُراتُ عَنْ جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنهم: لَعَلِّي أكُونُ الَّذِي أنْجُو» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «يُوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، فَإذا سَمِعَ بِهِ النّاسُ سارُوا إلَيْهِ، فَيَقُولُ مَن عِنْدَهُ: لَئِنْ تَرَكْنا النّاسَ يَأْخُذُونَ مِنهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ، قالَ: فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قالَ: تَخْرُجُ مَعادِنُ مُخْتَلِفَةٌ (p-٤٢٢)مَعْدِنٌ مِنها قَرِيبٌ مِنَ الحِجازِ يَأْتِيهِ شِرارُ النّاسِ، يُقالُ لَهُ: فِرْعَوْنُ. فَبَيْنَما هم يَعْمَلُونَ فِيهِ إذْ حَسَرَ عَنِ الذَّهَبِ فَأعْجَبَهم مُعْتَمَلُهُ إذْ خُسِفَ بِهِ وبِهِمْ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ ماجَهْ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَكُونُ في أُمَّتِي خَسْفٌ وقَذْفٌ ومَسْخٌ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَغَوِيُّ، وابْنُ قانِعٍ والطَّبَرانِيُّ وابْنُ أبِي الدُّنْيا في ذَمِّ المَلاهِي والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحَمَنِ بْنِ صُحارٍ العَبْدِيِّ، عَنْ أبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يُخْسَفَ بِقَبائِلَ مِنَ العَرَبِ فَيُقالُ: مَن بَقِيَ مِن بَنِي فُلانٍ»؟
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لَيُخْسَفَنَّ بِالدّارِ إلى جَنْبِ الدّارِ، وبِالدّارِ إلى جَنْبِ الدّارِ حَيْثُ تَكُونُ المَظالِمُ.
(p-٤٢٣)وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أبِي عاصِمٍ الغَطَفانِيِّ قالَ: كانَ حُذَيْفَةُ لا يَزالُ يُحَدِّثُ الحَدِيثَ يَسْتَفْظِعُونَهُ فَقِيلَ لَهُ: يُوشِكُ أنَّ تُحَدِّثَنا أنَّهُ سَيَكُونُ فِينا مَسْخٌ قالَ: نَعَمْ لَيَكُونَنَّ فِيكم مَسْخُ قِرَدَةٍ وخَنازِيرَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في ذَمِّ المَلاهِي عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قالَ: قَرَأْتُ في التَّوْراةِ الَّتِي جاءَ بِها جِبْرِيلُ إلى مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ: لَيَكُونَنَّ مَسْخٌ وقَذْفٌ وخَسْفٌ في أُمَّةِ مُحَمَّدٍ في أهْلِ القِبْلَةِ، قِيلَ: يا أبا يَعْقُوبَ: ما أعْمالُهُمْ؟ قالَ: بِاتِّخاذِهِمُ القِيناتِ وضَرْبِهِمْ بِالدُّفُوفِ ولِباسِهِمُ الحَرِيرَ والذَّهَبَ، ولَئِنْ بَقِيتَ حَتّى تَرى أعْمالًا ثَلاثَةً فاسْتَيْقِنْ واسْتَعِدَّ واحْذَرْ، قِيلَ: ما هِيَ؟ قالَ: تَكافَأُ الرِّجالُ بِالرِّجالِ والنِّساءُ بِالنِّساءِ ورَغِبَتِ العَرَبُ في آنِيَةِ العَجَمِ فَعِنْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ قالَ: واللَّهِ لَيُقْذَفَنَّ رِجالٌ مِنَ السَّماءِ بِالحِجارَةِ يُشْدَخُونَ بِها في طُرُقِهِمْ وقَبائِلِهِمْ كَما فُعِلَ بِقَوْمِ لُوطٍ ولَيُمْسَخَنَّ آخَرُونَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ كَما فُعِلَ بِبَنِي إسْرائِيلَ ولْيُخْسَفَنَّ بِقَوْمٍ كَما خُسِفَ بِقارُونَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ سالِمِ بْنِ أبِي الجَعْدِ قالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلى النّاسِ زَمانٌ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ عَلى بابِ رَجُلٍ مِنهم يَنْتَظِرُونَ أنْ يَخْرُجَ إلَيْهِمْ فَيَطْلُبُونَ إلَيْهِ الحاجَةَ فَيَخْرُجُ إلَيْهِمْ وقَدْ مُسِخَ قِرْدًا أوْ خِنْزِيرًا ولَيَمُرَّنَّ الرَّجُلُ عَلى الرَّجُلِ في حانُوتِهِ (p-٤٢٤)يَبِيعُ فَيَرْجِعُ عَلَيْهِ وقَدْ مُسِخَ قِرْدًا أوْ خِنْزِيرًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ أبِي الزّاهِرِيَّةِ قالَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى يَمْشِيَ الرَّجُلانِ إلى الأمْرِ يَعْمَلانِهِ فَيُمْسَخُ أحَدُهُما قِرْدًا أوْ خِنْزِيرًا فَلا يَمْنَعُ الَّذِي نَجا مِنهُما ما رَأى بِصاحِبِهِ أنْ يَمْشِيَ إلى شَأْنِهِ ذَلِكَ حَتّى يَقْضِيَ شَهْوَتَهُ، وحَتّى يَمْشِيَ الرَّجُلانِ إلى الأمْرِ يَعْمَلانِهِ فَيُخْسَفُ بِأحَدِهِما فَلا يَمْنَعُ الَّذِي نَجا مِنهُما ما رَأى بِصاحِبِهِ أنْ يَمْضِيَ إلى شَأْنِهِ ذَلِكَ حَتّى يَقْضِيَ شَهْوَتَهُ مِنهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قالَ: يُوشِكُ أنْ تَقْعُدَ أمَتانِ عَلى ثِفالِ رَحًى فَتَطْحَنانِ فَتُمْسَخُ إحْداهُما والأُخْرى تَنْظُرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنِ ابْنِ غَنْمٍ قالَ: سَيَكُونُ حَيّانِ مُتَجاوِرانِ فَيُشَقُّ بَيْنَهُما نَهْرٌ فَيَسْقِيانِ مِنهُ قَبَسُهم واحِدٌ يَقْتَبِسُ بَعْضُهم مِن بَعْضٍ فَيُصْبِحانِ يَوْمًا مِنَ الأيّامِ قَدْ خُسِفَ بِأحَدِهِما والآخِرُ حَيٌ.
(p-٤٢٥)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ مالِكِ بْنِ دِينارٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ رِيحًا تَكُونُ في آخِرِ الزَّمانِ وظُلْمَةً فَيَفْزَعُ النّاسُ إلى عُلَمائِهِمْ فَيَجِدُونَهم قَدْ مُسِخُوا.
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في نَوادِرِ الأُصُولِ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَكُونُ في أُمَّتِي فَزْعَةٌ فَيَصِيرُ النّاسُ إلى عُلَمائِهِمْ فَإذا هم قِرَدَةٌ وخَنازِيرُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أنَّهُ قالَ: لَتَعْمَلُنَّ عَمَلَ بَنِي إسْرائِيلَ فَلا يَكُونُ فِيهِمْ شَيْءٌ إلّا كانَ فِيكم مِثْلُهُ، فَقالَ رَجُلٌ: يَكُونُ مِنّا قِرْدَةٌ وخَنازِيرُ قالَ: وما يُبَرِّئُكَ مِن ذَلِكَ لا أُمَّ لَكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: كَيْفَ أنْتُمْ إذا أتاكم زَمانٌ يَخْرُجُ أحَدُكم مِن حَجَلَتِهِ إلى حَشَّهِ فَيَرْجِعُ وقَدْ مُسِخَ قِرْدًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أنَسٍ «أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ قالَ يا رَسُولَ اللَّهِ: ما أوَّلُ أشْراطِ السّاعَةِ قالَ: نارٌ تَحْشُرُ النّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إلى المَغْرِبِ» .
(p-٤٢٦)وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ في الأفْرادِ والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَبْعَثُ نارٌ عَلى أهْلِ المَشْرِقِ فَتَحْشُرُهم إلى المَغْرِبِ، تَبِيتُ مَعَهم حَيْثُ باتُوا وتَقِيلُ مَعَهم حَيْثُ قالُوا يَكُونُ لَها ما سَقَطَ مِنهم وتَخَلَّفَ تَسُوقُهم سَوْقَ الجَمَلِ الكَسِيرِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وقالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَتَخْرُجُ نارٌ قَبْلَ يَوْمِ القِيامَةِ مِن بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النّاسَ قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ فَما تَأْمُرُنا؟ قالَ: عَلَيْكم بِالشّامِ» .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأنّى لَهم إذا جاءَتْهم ذِكْراهُمْ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَأنّى لَهم إذا جاءَتْهم ذِكْراهُمْ﴾ يَقُولُ: إذا جاءَتِ السّاعَةُ أنّى لَهُمُ الذِّكْرى؟
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَأنّى لَهم إذا جاءَتْهم ذِكْراهُمْ﴾ قالَ: إذا جاءَتْهُمُ السّاعَةُ فَأنّى لَهم أنْ يَذَّكَّرُوا ويَتُوبُوا ويَعْمَلُوا؟
{"ayah":"فَهَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِیَهُم بَغۡتَةࣰۖ فَقَدۡ جَاۤءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَاۤءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











