الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، وأبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“، والضِّياءُ المَقْدِسِيُّ في ”صِفَةِ الجَنَّةِ“ وحَسَّنَهُ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: (p-٥٢٩)يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّكَ لَأحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، وإنَّكَ لَأحَبُّ إلَيَّ مِن ولَدِي، وإنِّي لَأكُونَ في البَيْتِ فَأذْكُرُكَ فَما أصْبِرُ حَتّى آتِيَ فَأنْظُرَ إلَيْكَ، وإذا ذَكَرْتُ مَوْتِي ومَوْتَكَ عَرَفْتُ أنَّكَ إذا دَخَلْتَ الجَنَّةَ رُفِعْتَ مَعَ النَّبِيِّينَ، وأنِّي إذا دَخَلْتُ الجَنَّةَ خَشِيتُ ألّا أراكَ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ شَيْئًا حَتّى نَزَلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي أُحِبُّكَ، حَتّى لَأذْكُرُكَ، فَلَوْلا أنِّي أجِيءُ فَأنْظُرُ إلَيْكَ ظَنَنْتُ أنَّ نَفْسِي تَخْرُجُ، وأذْكُرُ أنِّي إنْ دَخَلْتُ الجَنَّةَ صِرْتُ دُونَكَ في المَنزِلَةِ، فَشَقَّ عَلَيَّ، وأُحِبُّ أنْ أكُونَ مَعَكَ في الدَّرَجَةِ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ﴾ الآيَةَ، فَدَعاهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَتَلاها عَلَيْهِ» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وهَنّادٌ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنِ الشَّعْبِيِّ «أنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ أتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: واللَّهِ (p-٥٣٠)يا رَسُولَ اللَّهِ، لَأنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي ووَلَدِي وأهْلِي ومالِي، ولَوْلا أنِّي آتِيكَ فَأراكَ لَظَنَنْتُ أنِّي سَأمُوتُ. وبَكى الأنْصارِيُّ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «ما أبْكاكَ»؟ فَقالَ: ذَكَرْتُ أنَّكَ سَتَمُوتُ ونَمَوْتُ فَتُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ، ونَحْنُ إذا دَخَلْنا الجَنَّةَ كُنّا دُونَكَ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ النَّبِيُّ ﷺ بِشَيْءٍ، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿عَلِيمًا﴾ فَقالَ: «أبْشِرْ يا أبا فُلانٍ»» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. قالَ: «جاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ إلى النَّبِيِّ ﷺ وهو مَحْزُونٌ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «يا فُلانُ، ما لِي أراكَ مَحْزُونًا»؟ قالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، شَيْءٌ فَكَّرْتُ فِيهِ. فَقالَ: «ما هُوَ»؟ قالَ: نَحْنُ نَغْدُو عَلَيْكَ ونَرُوحُ، نَنْظُرُ في وجْهِكَ ونُجالِسُكَ، غَدًا تُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ فَلا نَصِلُ إلَيْكَ. فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ ﷺ شَيْئًا، فَأتاهُ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الآيَةِ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿رَفِيقًا﴾ قالَ: فَبَعَثَ إلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فَبَشَّرَهُ» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ: قالَ أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما يَنْبَغِي لَنا أنْ نُفارِقَكَ في الدُّنْيا؛ فَإنَّكَ لَوْ قَدْ مِتَّ رُفِعْتَ فَوْقَنا فَلَمْ نَرَكَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: «أتى فَتًى (p-٥٣١)النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ: إنَّ لَنا فِيكَ نَظْرَةً في الدُّنْيا، ويَوْمَ القِيامَةِ لا نَراكَ؛ لِأنَّكَ في الجَنَّةِ في الدَّرَجاتِ العُلى. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ﴾ الآيَةَ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أنْتَ مَعِي في الجَنَّةِ إنْ شاءَ اللَّهُ»» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّ رِجالًا قالُوا: هَذا نَبِيُّ اللَّهِ نَراهُ في الدُّنْيا، فَأمّا في الآخِرَةِ فَيُرْفَعُ بِفَضْلِهِ فَلا نَراهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿رَفِيقًا﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: قالَ ناسٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إذا أدْخَلَكَ اللَّهُ الجَنَّةَ فَكُنْتَ في أعْلاها، ونَحْنُ نَشْتاقُ إلَيْكَ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الرَّبِيعِ، «أنَّ أصْحابَ النَّبِيِّ ﷺ قالُوا: قَدْ عَلِمْنا أنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَهُ فَضْلٌ عَلى مَن آمَنَ بِهِ في دَرَجاتِ الجَنَّةِ مِمَّنْ تَبِعَهُ وصَدَّقَهُ، فَكَيْفَ لَهم إذا اجْتَمَعُوا في الجَنَّةِ أنْ يَرى بَعْضُهم بَعْضًا؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ في ذَلِكَ. فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «إنَّ الأعْلَيْنَ يَنْحَدِرُونَ إلى مَن هو أسْفَلَ مِنهُمْ، فَيَجْتَمِعُونَ في رِياضِها، فَيَذْكُرُونَ ما أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ويُثْنُونَ عَلَيْهِ»» . (p-٥٣٢)وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأسْلَمِيِّ قالَ: «كُنْتُ أبِيتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَآتِيهِ بِوَضُوئِهِ وحاجَتِهِ. فَقالَ لِي: «سَلْ» فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أسَألُكَ مُرافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: «أوَغَيْرَ ذَلِكَ»؟ قُلْتُ: هو ذاكَ. قالَ: «فَأعِنِّي عَلى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»» . وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الجُهَنِيِّ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، شَهِدْتُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وصَلَّيْتُ الخَمْسَ وأدَّيْتُ زَكاةَ مالِي، وصُمْتُ رَمَضانَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن ماتَ عَلى هَذا كانَ مَعَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ يَوْمَ القِيامَةِ هَكَذا» - ونَصَبَ أُصْبُعَيْهِ - «ما لَمْ يَعُقَّ والِدَيْهِ»» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ مُعاذِ بْنِ أنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««مَن قَرَأ ألْفَ آيَةٍ في سَبِيلِ اللَّهِ كُتِبَ يَوْمَ القِيامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ، وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا، إنْ شاءَ اللَّهُ»» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ عائِشَةَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «ما مِن نَبِيٍّ يَمْرَضُ إلّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ» وكانَ في شَكْواهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ (p-٥٣٣)النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ» فَعَلِمْتُ أنَّهُ خُيِّرَ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ المِقْدادِ قالَ: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: قُلْتَ في أزْواجِكَ: «إنِّي لَأرْجُو لَهُنَّ مِن بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ» قالَ: «مَن تَعْنُونَ الصِّدِّيقِينَ»؟ قُلْتُ: أوْلادُنا الَّذِينَ هَلَكُوا صِغارًا. قالَ: «لا، ولَكِنَّ الصِّدِّيقِينَ هُمُ المُصَدِّقُونَ»» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب