الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ هم يَهُودُ. يَعْنِي: والعَرَبُ، كَما أُمِرَ أصْحابُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ أنْ يَقْتُلَ بَعْضُهم بَعْضًا بِالخَناجِرِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ سُفْيانَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ . قالَ: نَزَلَتْ في ثابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمّاسٍ، وفِيهِ أيْضًا: ﴿وآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ﴾ [الأنعام: ١٤١] [الأنْعامِ: ١٤١] . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ في الآيَةِ قالَ: افْتَخَرَ ثابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمّاسٍ ورَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَقالَ اليَهُودِيُّ: واللَّهِ لَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْنا أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكم فَقَتَلْنا أنْفُسَنا. فَقالَ ثابِتٌ: واللَّهِ لَوْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْنا أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكم لَقَتَلْنا أنْفُسَنا. (p-٥٢٧)فَأنْزَلَ اللَّهُ في هَذا: ﴿ولَوْ أنَّهم فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْرًا لَهم وأشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي إسْحاقَ السَّبِيعِيِّ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ الآيَةَ، قالَ رَجُلٌ: لَوْ أُمِرْنا لَفَعَلْنا، والحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عافانا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: «إنَّ مِن أُمَّتِي لَرِجالًا الإيمانُ أثْبَتُ في قُلُوبِهِمْ مِنَ الجِبالِ الرَّواسِي»» . وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ مِن طَرِيقِ إسْرائِيلَ عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الحَسَنِ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ قالَ ناسٌ مِنَ الأنْصارِ: واللَّهِ لَوْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنا لَقَبِلْنا، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عافانا، ثُمَّ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عافانا، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الإيمانُ أثْبَتُ في قُلُوبِ رِجالٍ مِنَ الأنْصارِ مِنَ الجِبالِ الرَّواسِي»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ هِشامٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ قالَ أُناسٌ مِنَ الصَّحابَةِ: لَوْ فَعَلَ رَبُّنا لَفَعَلْنا. فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: «الإيمانُ أثْبَتُ في قُلُوبِ أهْلِهِ مِنَ الجِبالِ الرَّواسِي»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَ: «نَزَلَتْ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ﴾ قالَ أبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ لَوْ أمَرْتَنِي أنْ أقْتُلَ نَفْسِي لَفَعَلْتُ، قالَ: «صَدَقْتَ يا أبا بَكْرٍ»» . (p-٥٢٨)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قالَ: «لَمّا تَلا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ولَوْ أنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أنِ اقْتُلُوا أنْفُسَكم أوِ اخْرُجُوا مِن دِيارِكم ما فَعَلُوهُ إلا قَلِيلٌ مِنهُمْ﴾ أشارَ بِيَدِهِ إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ فَقالَ: «لَوْ أنَّ اللَّهَ كَتَبَ ذَلِكَ لَكانَ هَذا مِن أُولَئِكَ القَلِيلِ»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سُفْيانَ في الآيَةِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: ««لَوْ نَزَلَتْ كانَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ مِنهُمْ»» . وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ في الآيَةِ قالَ: كانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنَ القَلِيلِ الَّذِي يَقْتُلُ نَفْسَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وعَمّارُ بْنُ ياسِرٍ. يَعْنِي مِن أُولَئِكَ القَلِيلِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿وأشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ قالَ: تَصْدِيقًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب