الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنْ أرَدْتُمُ﴾ الآيَتَيْنِ.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وإنْ أرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ﴾
قالَ: إنْ كَرِهْتَ امْرَأتَكَ وأعْجَبَكَ غَيْرُها فَطَلَّقْتَ هَذِهِ وتَزَوَّجْتَ تِلْكَ، فَأعْطِ هَذِهِ مَهْرَها وإنْ كانَ قِنْطارًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿وإنْ أرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ﴾ قالَ: طَلاقَ امْرَأةٍ ونِكاحَ أُخْرى، فَلا يَحِلُّ لَهُ مِن مالِ المُطَلَّقَةِ شَيْءٌ وإنْ كَثُرَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: «﴿وآتَيْتُمْ إحْداهُنَّ قِنْطارًا﴾ (p-٢٩٣)قالَ: «ألْفًا ومِائَتَيْنِ» يَعْنِي: ألْفَيْنِ» .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأبُو يَعْلى بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ: رَكِبَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ المِنبَرَ ثُمَّ قالَ: أيُّها النّاسُ، ما إكْثارُكم في صَداقِ النِّساءِ! وقَدْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأصْحابُهُ، وإنَّما الصَّدَقاتُ فِيما بَيْنَهم أرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَما دُونَ ذَلِكَ، ولَوْ كانَ الإكْثارُ في ذَلِكَ تَقْوى عِنْدَ اللَّهِ أوْ مَكْرُمَةً لَمْ تَسْبِقُوهم إلَيْها، فَلا أعْرِفَنَّ ما زادَ رَجُلٌ في صَداقِ امْرَأةٍ عَلى أرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ نَزَلَ فاعْتَرَضَتْهُ امْرَأةٌ مِن قُرَيْشٍ فَقالَتْ لَهُ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، نَهَيْتَ النّاسَ أنْ يَزِيدُوا النِّساءَ في صَدُقاتِهِنَّ عَلى أرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فَقالَتْ: أمّا سَمِعْتَ ما أنْزَلَ اللَّهُ؟ يَقُولُ: ﴿وآتَيْتُمْ إحْداهُنَّ قِنْطارًا﴾ فَقالَ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، كُلُّ النّاسِ أفْقَهُ مِن عُمَرَ، ثُمَّ رَجَعَ فَرَكِبَ المِنبَرَ فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ، إنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكم أنْ تَزِيدُوا النِّساءَ في صَدُقاتِهِنَّ عَلى أرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَن شاءَ أنْ يُعْطِيَ مِن مالِهِ ما أحَبَّ، أوْ طابَتْ نَفْسُهُ فَلْيَفْعَلْ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قالَ: قالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: لا تُغالُوا في مُهُورِ النِّساءِ. فَقالَتِ امْرَأةٌ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ يا (p-٢٩٤)عُمَرُ؛ إنَّ يَقُولُ: (وآتَيْتُمْ إحْداهُنَّ قِنْطارًا مِن ذَهَبٍ) قالَ: وكَذَلِكَ هي في قِراءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، (فَلا يَحِلُّ لَكم أنْ تَأْخُذُوا مِنهُ شَيْئًا) فَقالَ عُمَرُ: إنَّ امْرَأةً خاصَمَتْ عُمَرَ فَخَصَمَتْهُ.
وأخْرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكّارٍ في ”المُوَفَّقِيّاتِ“ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ قالَ: قالَ عُمَرُ: لا تَزِيدُوا في مُهُورِ النِّساءِ عَلى أرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَمَن زادَ ألْقَيْتُ الزِّيادَةَ في بَيْتِ المالِ، فَقالَتِ امْرَأةٌ: ما ذاكَ لَكَ. قالَ: ولِمَ؟ قالَتْ: لِأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وآتَيْتُمْ إحْداهُنَّ قِنْطارًا﴾ الآيَةَ. فَقالَ عُمَرُ: امْرَأةٌ أصابَتْ ورَجُلٌ أخْطَأ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيِّ قالَ: قالَ عُمَرُ: خَرَجْتُ وأنا أُرِيدُ أنْ أنْهاكم عَنْ كَثْرَةِ الصَّداقِ، فَعَرَضَتْ لِي آيَةٌ مِن كِتابِ اللَّهِ: ﴿وآتَيْتُمْ إحْداهُنَّ قِنْطارًا﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿بُهْتانًا﴾ قالَ: إثْمًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿مُبِينًا﴾ قالَ: البَيِّنَ.
(p-٢٩٥)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الإفْضاءُ: الجِماعُ، ولَكِنَّ اللَّهَ يَكْنِي.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿وقَدْ أفْضى بَعْضُكم إلى بَعْضٍ﴾ قالَ: مُجامَعَةُ النِّساءِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأخَذْنَ مِنكم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: المِيثاقُ الغَلِيظُ: إمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسانٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: هو ما أخَذَ اللَّهُ تَعالى لِلنِّساءِ عَلى الرِّجالِ؛ فَإمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسانٍ. قالَ: وقَدْ كانَ ذَلِكَ يُؤْخَذُ عِنْدَ عَقْدِ النِّكاحِ: آللَّهِ عَلَيْكَ لَتُمْسِكَنَّ بِمَعْرُوفٍ أوْ لَتُسَرِّحَنَّ بِإحْسانٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، أنَّ ابْنَ عُمَرَ كانَ إذا أنْكَحَ قالَ: أُنْكِحُكَ عَلى ما أمَرَ اللَّهُ بِهِ؛ إمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسانٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَوْفٍ قالَ: كانَ أنَسُ بْنُ مالِكٍ إذا زَوَّجَ امْرَأةً مِن (p-٢٩٦)بَناتِهِ أوِ امْرَأةً مِن بَعْضِ أهْلِهِ قالَ لِزَوْجِها: أُزَوِّجُكَ تُمْسِكُ بِمَعْرُوفٍ أوْ تُسَرِّحُ بِإحْسانٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبِي ثابِتٍ، أنَّ ابْنَ عَبّاسٍ كانَ إذا زَوَّجَ اشْتَرَطَ: إمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسانٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿وأخَذْنَ مِنكم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: إمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسانٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ يَحْيى بْنِ أبِي كَثِيرٍ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿وأخَذْنَ مِنكم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: عُقْدَةَ النِّكاحِ، قالَ: قَوْلُهُ: قَدْ أنْكَحْتُكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ، ومُجاهِدٍ: ﴿وأخَذْنَ مِنكم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: أخَذْتُمُوهُنَّ بِأمانَةِ اللَّهِ، واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وأخَذْنَ مِنكم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: هو قَوْلُ الرَّجُلِ: مَلَكْتَ.
(p-٢٩٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: كَلِمَةُ النِّكاحِ الَّتِي تُسْتَحَلُّ بِها فُرُوجُهُنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي مالِكٍ: ﴿مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ يَعْنِي: شَدِيدًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ بَكْرٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنِ المُخْتَلِعَةِ: أنَأْخَذُ مِنها شَيْئًا؟ قالَ: لا، ﴿وأخَذْنَ مِنكم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في الآيَةِ قالَ: ثُمَّ رَخَّصَ بَعْدُ فَقالَ: ﴿فَإنْ خِفْتُمْ ألا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيما افْتَدَتْ بِهِ﴾ [البقرة: ٢٢٩] [البَقَرَةِ: ٢٢٩] قالَ: فَنَسَخَتْ هَذِهِ تِلْكَ.
{"ayahs_start":20,"ayahs":["وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجࣲ مَّكَانَ زَوۡجࣲ وَءَاتَیۡتُمۡ إِحۡدَىٰهُنَّ قِنطَارࣰا فَلَا تَأۡخُذُوا۟ مِنۡهُ شَیۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا","وَكَیۡفَ تَأۡخُذُونَهُۥ وَقَدۡ أَفۡضَىٰ بَعۡضُكُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ وَأَخَذۡنَ مِنكُم مِّیثَـٰقًا غَلِیظࣰا"],"ayah":"وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجࣲ مَّكَانَ زَوۡجࣲ وَءَاتَیۡتُمۡ إِحۡدَىٰهُنَّ قِنطَارࣰا فَلَا تَأۡخُذُوا۟ مِنۡهُ شَیۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق