الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ومَن أحْسَنُ دِينًا﴾ الآيَةَ
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ أهْلُ الإسْلامِ: لا دِينَ إلّا الإسْلامُ، كِتابُنا نَسَخَ كُلَّ كِتابٍ، ونَبِيُّنا خاتَمُ النَّبِيِّينَ، ودِينُنا خَيْرُ الأدْيانِ، فَقالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ومَن أحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وهو مُحْسِنٌ﴾ .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿واتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلا﴾
(p-٥٦)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(إنَّ اللَّهَ اصْطَفى مُوسى بِالكَلامِ، وإبْراهِيمَ بِالخُلَّةِ») .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، والطَّبَرانِيُّ في (السُّنَّةِ)، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّ اللَّهَ اصْطَفى إبْراهِيمَ بِالخُلَّةِ، واصْطَفى مُوسى بِالكَلامِ، واصْطَفى مُحَمَّدًا بِالرُّؤْيَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، وابْنُ الضُّرَيْسِ، عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ، أنَّهُ لَمّا قَدِمَ اليَمَنَ صَلّى بِهِمُ الصُّبْحَ فَقَرَأ: ﴿واتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلا﴾ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إبْراهِيمَ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ، وصَحَّحَهُ عَنْ جُنْدُبٍ: أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ قَبْلَ أنْ يُتَوَفّى: «(إنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَما اتَّخَذَ إبْراهِيمَ خَلِيلًا») .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(إنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إبْراهِيمَ خَلِيلًا، وإنَّ صاحِبَكم خَلِيلُ اللَّهِ، وإنَّ مُحَمَّدًا سَيِّدُ بَنِي آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ)، ثُمَّ قَرَأ: ﴿عَسى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء»: ٧٩] .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ سَمُرَةَ قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «(إنَّ الأنْبِياءَ يَوْمَ القِيامَةِ كُلُّ اثْنَيْنِ مِنهم خَلِيلانِ دُونَ سائِرِهِمْ)، قالَ: (فَخَلِيلِي مِنهم يَوْمَئِذٍ خَلِيلُ اللَّهِ إبْراهِيمُ») .
وأخْرَجَ البَزّارُ، والطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(إنَّ في الجَنَّةِ قَصْرًا مِن دُرَّةٍ لا صَدْعَ فِيهِ ولا وهْنَ، أعَدَّهُ اللَّهُ لِخَلِيلِهِ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ نُزُلًا» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أتَعْجَبُونَ أنْ تَكُونَ الخُلَّةُ لِإبْراهِيمَ، والكَلامُ لِمُوسى، والرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ ﷺ!
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «جَلَسَ ناسٌ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ يَنْتَظِرُونَهُ، فَخَرَجَ حَتّى إذا دَنا مِنهم سَمِعَهم يَتَذاكَرُونَ، فَسَمِعَ حَدِيثَهم وإذا بَعْضُهم يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ مِن خَلْقِهِ خَلِيلًا، فَإبْراهِيمُ خَلِيلُهُ، وقالَ آخَرُ: ماذا بِأعْجَبَ مِن أنْ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيمًا، وقالَ آخَرُ: فَعِيسى رُوحُ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ، وقالَ آخَرُ: آدَمُ اصْطَفاهُ اللَّهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ فَقالَ: (قَدْ سَمِعْتُ كَلامَكم وعَجَبَكم أنَّ إبْراهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ، وهو كَذَلِكَ، ومُوسى كَلِيمُهُ، وعِيسى رُوحُهُ (p-٥٨)وكَلِمَتُهُ، وآدَمُ اصْطَفاهُ اللَّهُ، وهو كَذَلِكَ، ألا وإنِّي حَبِيبُ اللَّهِ، ولا فَخْرَ، وأنا أوَّلُ شافِعٍ وأوَّلُ مُشَفَّعٍ، ولا فَخْرَ، وأنا أوَّلُ مَن يُحَرِّكُ حِلَقَ الجَنَّةِ، فَيَفْتَحُها اللَّهُ فَيُدْخِلُنِيها ومَعِي فُقَراءُ المُؤْمِنِينَ، ولا فَخْرَ، وأنا أكْرَمُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ يَوْمَ القِيامَةِ، ولا فَخْرَ») .
وأخْرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ بِكّارٍ في (المُوَفَّقِيّاتِ) قالَ: أوْحى اللَّهُ إلى إبْراهِيمَ: أتَدْرِي لِمَ اتَّخَذْتُكَ خَلِيلًا؟ قالَ: لا يا رَبِّ، قالَ: لِأنِّي اطَّلَعْتُ عَلى قَلْبِكَ فَوَجَدْتُكَ تُحِبُّ أنْ تُرْزَأ ولا تَرْزَأ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ أبْزى قالَ: دَخَلَ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ مَنزِلَهُ فَجاءَهُ مَلَكُ المَوْتِ في صُورَةِ شابٍّ لا يَعْرِفُهُ، فَقالَ لَهُ إبْراهِيمُ: بِإذْنِ مَن دَخَلْتَ؟ قالَ: بِإذْنِ رَبِّ المَنزِلِ، فَعَرَفَهُ إبْراهِيمُ، فَقالَ لَهُ مَلَكُ المَوْتِ: إنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ مِن عِبادِهِ خَلِيلًا، قالَ إبْراهِيمُ: ومَن ذَلِكَ؟ قالَ: وما تَصْنَعُ بِهِ؟ قالَ: أكُونُ خادِمًا لَهُ حَتّى أمُوتَ، قالَ: فَإنَّهُ أنْتَ، قالَ: وبِأيِّ شَيْءٍ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا؟ قالَ: بِأنَّكَ تُحِبُّ أنْ تُعْطِيَ ولا تَأْخُذَ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في (الشُّعَبِ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَسُولُ (p-٥٩)اللَّهِ ﷺ: «(يا جِبْرِيلُ، لِمَ اتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا؟) قالَ: لِإطْعامِهِ الطَّعامَ يا مُحَمَّدُ» .
وأخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ بِسَنَدٍ واهٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ لِلْعَبّاسِ: (يا عَمُّ، هَلْ تَدْرِي لِمَ اتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا؟ هَبَطَ إلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقالَ: أيُّها الخَلِيلُ، هَلْ تَدْرِي بِمَ اسْتَوْجَبْتَ الخُلَّةَ؟ فَقالَ: لا أدْرِي يا جِبْرِيلُ، قالَ: لِأنَّكَ تُعْطِي ولا تَأْخُذُ») .
وأخْرَجَ الحافِظُ أبُو القاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ في (فَضائِلِ العَبّاسِ) عَنْ واثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(إنَّ اللَّهَ اصْطَفى مِن ولَدِ آدَمَ إبْراهِيمَ، واتَّخَذَهُ خَلِيلًا، واصْطَفى مِن ولَدِ إبْراهِيمَ إسْماعِيلَ، ثُمَّ اصْطَفى مِن ولَدِ إسْماعِيلَ نِزارًا، ثُمَّ اصْطَفى مِن ولَدِ نِزارٍ مُضَرَ، ثُمَّ اصْطَفى مِن مُضَرَ كِنانَةَ، ثُمَّ اصْطَفى مِن كِنانَةَ قُرَيْشًا، ثُمَّ اصْطَفى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ، ثُمَّ اصْطَفى مِن بَنِي هاشِمٍ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، ثُمَّ اصْطَفانِي مِن بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ») .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في (نَوادِرِ الأُصُولِ)، والبَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ) وضَعَّفَهُ، وابْنُ عَساكِرَ، والدَّيْلَمِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ (p-٦٠)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(اتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا، ومُوسى نَجِيًّا، واتَّخَذَنِي حَبِيبًا، ثُمَّ قالَ: وعِزَّتِي لَأُوثِرَنَّ حَبِيبِي عَلى خَلِيلِي ونَجِيِّي») .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في (الأسْماءِ والصِّفاتِ) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: أوَّلُ مَن يُكْسى يَوْمَ القِيامَةِ إبْراهِيمُ قُبْطِيَّتَيْنِ، والنَّبِيُّ ﷺ حُلَّةً حِبَرَةً، وهو عَنْ يَمِينِ العَرْشِ.
{"ayah":"وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِینࣰا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰهِیمَ حَنِیفࣰاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَ ٰهِیمَ خَلِیلࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق