الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ وعَبْدُ بْنُ (p-٦٦٠)حَمِيدٍ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والدّارَقُطْنِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي عَيّاشٍ الزُّرَقِيِّ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِعُسْفانَ فاسْتَقْبَلَنا المُشْرِكُونَ عَلَيْهِمْ خالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، وهم بَيْنَنا وبَيْنَ القِبْلَةِ، فَصَلّى بِنا النَّبِيُّ ﷺ الظُّهْرَ، فَقالُوا: قَدْ كانُوا عَلى حالٍ لَوْ أصَبْنا غِرَّتَهم. ثُمَّ قالُوا: يَأْتِي عَلَيْهِمُ الآنَ صَلاةٌ هي أحَبُّ إلَيْهِمْ مِن أبْنائِهِمْ وأنْفُسِهِمْ. فَنَزَلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الآياتِ بَيْنَ الظُّهْرِ والعَصْرِ: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ﴾ فَحَضَرَتْ، فَأمَرَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأخَذُوا السِّلاحَ، فَصَفَفْنا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعْنا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، والآخَرُونَ قِيامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمّا سَجَدُوا وقامُوا، جَلَسَ الآخَرُونَ فَسَجَدُوا في مَكانِهِمْ ثُمَّ تَقَدَّمُ هَؤُلاءِ إلى مَصافِّ هَؤُلاءِ، وهَؤُلاءِ إلى مَصافِّ هَؤُلاءِ، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، والآخَرُونَ قِيامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمّا جَلَسُوا جَلَسَ الآخَرُونَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ انْصَرَفَ. قالَ: فَصَلّاها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِعُسْفانَ، ومَرَّةً بِأرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَزَلَ بَيْنَ ضَجْنانَ وعُسْفانَ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: إنَّ لِهَؤُلاءِ صَلاةً هي أحَبُّ إلَيْهِمْ (p-٦٦١)مِن آبائِهِمْ وأبْنائِهِمْ، وهي العَصْرُ، فَأجْمِعُوا أمْرَكُمْ، فَمِيلُوا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً واحِدَةً، وإنَّ جِبْرِيلَ أتى النَّبِيَّ ﷺ فَأمَرَهُ أنْ يَقْسِمَ أصْحابَهُ شَطْرَيْنِ، فَيُصَلِّي بِهِمْ وتَقُومُ طائِفَةٌ أُخْرى وراءَهُمْ، ولْيَأْخُذُوا حِذْرَهم وأسْلِحَتَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي الآخَرُونَ ويُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً واحِدَةً، ثُمَّ يَأْخُذُ هَؤُلاءِ حِذْرَهم وأسْلِحَتَهُمْ، فَيَكُونُ لَهم رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ، ولِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَكْعَتانِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ يَزِيدَ الفَقِيرِ قالَ: «سَألْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ في السَّفَرِ؛ أُقْصُرُهُما؟ قالَ: الرَّكْعَتانِ في السَّفَرِ تَمامٌ، إنَّما القَصْرُ واحِدَةٌ عِنْدَ القِتالِ؛ بَيْنا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في قِتالٍ إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَصَفَّتْ طائِفَةٌ، وطائِفَةٌ وُجُوهُها قِبَلَ العَدُوِّ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً، وسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ الَّذِينَ خَلَفُوا انْطَلَقُوا إلى أُولَئِكَ فَقامُوا مَقامَهُمْ، وجاءَ أُولَئِكَ فَقامُوا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً وسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَلَسَ فَسَلَّمَ وسَلَّمَ الَّذِينَ خَلْفَهُ، وسَلَّمَ أُولَئِكَ، فَكانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ ولِلْقَوْمِ رَكْعَةً. ثُمَّ قَرَأ: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ﴾ [النساء»: ١٠٢] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ سُلَيْمانَ اليَشْكُرِيِّ، «أنَّهُ سَألَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إقْصارِ الصَّلاةِ، أيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَ؟ فَقالَ جابِرٌ: انْطَلَقْنا نَتَلَقّى عِيرَ (p-٦٦٢)قُرَيْشٍ آتِيَةً مِنَ الشّامِ، حَتّى إذا كُنّا بِنَخْلٍ جاءَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: هَلْ تَخافُنِي؟ قالَ: «لا» قالَ: فَمَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قالَ: «اللَّهُ يَمْنَعُنِي مِنكَ» قالَ: فَسَلَّ السَّيْفَ ثُمَّ تَهَدَّدَهُ وأوْعَدَهُ، ثُمَّ نادى بِالرَّحِيلِ وأخْذِ السِّلاحِ، ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلاةِ فَصَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِطائِفَةٍ مِنَ القَوْمِ، وطائِفَةٌ أُخْرى تَحْرُسُهُمْ، فَصَلّى بِالَّذِينِ يَلُونَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأخَّرَ الَّذِينَ يَلُونَهُ عَلى أعْقابِهِمْ فَقامُوا في مَصافِّ أصْحابِهِمْ، ثُمَّ جاءَ الآخَرُونَ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، والآخَرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَكانَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ أرْبَعَ رَكَعاتٍ، ولِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، يَوْمَئِذٍ أنْزَلَ اللَّهُ في إقْصارِ الصَّلاةِ، وأمَرَ المُؤْمِنِينَ بِأخْذِ السِّلاحِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ، عَنْ أبِيهِ في قَوْلِهِ: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ﴾ قالَ: «هِيَ صَلاةُ الخَوْفِ، صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِإحْدى الطّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، والطّائِفَةُ الأُخْرى مُقْبِلَةٌ عَلى العَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي صَلَّتْ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَقامُوا مَقامَ أُولَئِكَ مُقْبِلِينَ عَلى العَدُوِّ، وأقْبَلَتِ الطّائِفَةُ الأُخْرى الَّتِي كانَتْ مُقْبِلَةً عَلى العَدُوِّ، فَصَلّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَكْعَةً أُخْرى، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ، ثُمَّ قامَتْ كُلُّ طائِفَةٍ فَصَلَّوْا رَكْعَةً رَكْعَةً» .
(p-٦٦٣)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: «﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنهم مَعَكَ﴾ فَهَذا في الصَّلاةِ عِنْدَ الخَوْفِ، يَقُومُ الإمامُ وتَقُومُ مَعَهُ طائِفَةٌ مِنهُمْ، وطائِفَةٌ يَأْخُذُونَ أسْلِحَتَهُمْ، ويَقِفُونَ بِإزاءِ العَدُوِّ فَيُصَلِّي الإمامُ بِمَن مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجْلِسُ عَلى هَيْئَتِهِ فَيَقُومُ القَوْمُ فَيُصَلُّونَ لِأنْفُسِهِمُ الرَّكْعَةَ الثّانِيَةَ، والإمامُ جالِسٌ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيَقِفُونَ مَوْقِفَهُمْ، ثُمَّ يُقْبِلُ الآخَرُونَ فَيُصَلِّي بِهِمُ الإمامُ الرَّكْعَةَ الثّانِيَةَ، ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقُومُ القَوْمُ فَيُصَلُّونَ لِأنْفُسِهِمُ الرَّكْعَةَ الثّانِيَةَ، فَهَكَذا صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ بَطْنِ نَخْلَةَ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلّى صَلاةَ الخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ، فَصَفَّ النّاسُ صَفَّيْنِ صَفًّا خَلْفَهُ، وصَفًّا مُوازِيَ العَدُوِّ، فَصَلّى بِالَّذِينِ خَلْفَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلاءِ إلى مَكانِ هَؤُلاءِ، وجاءَ أُولَئِكَ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً ولَمْ يَقْضُوا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلّى صَلاةَ الخَوْفِ» . قالَ سُفْيانُ: فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، (p-٦٦٤)وابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ قالَ: كُنّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ العاصِ بِطَبَرِسْتانَ فَقالَ: «أيُّكم صَلّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الخَوْفِ؟ فَقالَ حُذَيْفَةُ: أنا. فَقامَ حُذَيْفَةُ فَصَفَّ النّاسَ خَلْفَهُ وصَفًّا مُوازِيَ العَدُوِّ، فَصَلّى بِالَّذِينِ خَلْفَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلاءِ مَكانَ هَؤُلاءِ، وجاءَ أُولَئِكَ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً ولَمْ يَقْضُوا» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الخَوْفِ بِذاتِ الرِّقاعِ، فَصَدَعَ النّاسَ صَدْعَتَيْنِ، فَصَفَّتْ طائِفَةٌ وراءَهُ، وقامَتْ طائِفَةٌ وِجاهَ العَدُوِّ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وكَبَّرَتِ الطّائِفَةُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ ورَكَعُوا، وسَجَدَ وسَجَدُوا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعُوا، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جالِسًا، وسَجَدُوا لِأنْفُسِهِمْ سَجْدَةً ثانِيَةً، ثُمَّ قامُوا، ثُمَّ نَكَصُوا عَلى أعْقابِهِمْ يَمْشُونَ القَهْقَرى حَتّى قامُوا مِن ورائِهِمْ، وأقْبَلَتِ الطّائِفَةُ الأُخْرى فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَكَبَّرُوا، ثُمَّ رَكَعُوا لِأنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَجْدَتَهُ الثّانِيَةَ فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في رَكْعَتِهِ وسَجَدُوا لِأنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثّانِيَةَ، ثُمَّ قامَتِ الطّائِفَتانِ جَمِيعًا فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَرَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعُوا مَعَهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ سَرِيعًا جِدًّا، لا يَأْلُو أنْ يُخَفِّفَ ما اسْتَطاعَ، ثُمَّ سَلَّمَ فَسَلَّمُوا، ثُمَّ قامَ وقَدْ شَرَكَهُ النّاسُ في (p-٦٦٥)صِلاتِهِ كُلِّها» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنْ جابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في صَلاةِ الخَوْفِ أنَّهُ قالَ: «قامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وطائِفَةٌ مِن خَلْفِهِ، وطائِفَةٌ مِن وراءِ الطّائِفَةِ الَّتِي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قُعُودٌ، وُجُوهُهم كُلُّهم إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكَبَّرَتِ الطّائِفَتانِ، فَرَكَعَ فَرَكَعَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي خَلْفَهُ والآخَرُونَ قُعُودٌ، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا أيْضًا، والآخَرُونَ قُعُودٌ، ثُمَّ قامُوا ونَكَصُوا خَلْفَهُ حَتّى كانُوا مَكانَ أصْحابِهِمْ قُعُودًا، وأتَتِ الطّائِفَةُ الأُخْرى فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً وسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ والآخَرُونَ قُعُودٌ، ثُمَّ سَلَّمَ فَقامَتِ الطّائِفَتانِ كِلْتاهُما، فَصَلَّوْا لِأنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وسَجْدَتَيْنِ، رَكْعَةً وسَجْدَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ مالِكٌ والشّافِعِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ مِن طَرِيقِ صالِحِ بْنِ خَوّاتٍ، «عَمَّنْ صَلّى مَعَ النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ ذاتِ الرِّقاعِ صَلاةَ الخَوْفِ، أنَّ طائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ وطائِفَةً تُجاهَ العَدُوِّ، فَصَلّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قائِمًا، وأتَمُّوا لِأنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وصَلَّوْا تُجاهَ العَدُوِّ، وجاءَتِ الطّائِفَةُ الأُخْرى فَصَلّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِن صَلاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جالِسًا، وأتَمُّوا لِأنْفُسِهِمْ ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ» .
(p-٦٦٦)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ أبِي بَكْرَةَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلّى بِأصْحابِهِ صَلاةَ الخَوْفِ، فَصَلّى بِبَعْضِ أصْحابِهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ فَتَأخَّرُوا، وجاءَ الآخَرُونَ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَكانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ أرْبَعُ رَكَعاتٍ، ولِلْمُسْلِمِينَ رَكْعَتانِ رَكْعَتانِ» .
وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، والحاكِمُ عَنْ أبِي بَكْرَةَ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلّى بِالقَوْمِ في الخَوْفِ صَلاةَ المَغْرِبِ ثَلاثَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وجاءَ الآخَرُونَ فَصَلّى بِهِمْ ثَلاثَ رَكَعاتٍ، فَكانَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ سِتُّ رَكَعاتٍ، ولِلْقَوْمِ ثَلاثٌ ثَلاثٌ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والدّارَقُطْنِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «صَلّى بِنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الخَوْفِ، فَقامُوا صَفَّيْنِ، صَفٌّ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وصَفٌّ مُسْتَقْبِلَ العَدُوِّ، فَصَلّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَكْعَةً، وجاءَ الآخَرُونَ فَقامُوا مَقامَهم فاسْتَقْبَلُوا هَؤُلاءِ العَدُوَّ، فَصَلّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقامَ هَؤُلاءِ إلى مَقامِ هَؤُلاءِ فَصَلَّوْا لِأنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، مِن طَرِيقِ عُرْوَةَ عَنْ مَرْوانَ، (p-٦٦٧)«أنَّهُ سَألَ أبا هُرَيْرَةَ: هَلْ صَلَّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الخَوْفِ؟ قالَ أبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ، قالَ مَرْوانُ: مَتى؟ قالَ: عامَ غَزْوَةِ نَجْدٍ، قامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى الصَّلاةِ؛ صَلاةِ العَصْرِ، فَقامَتْ مَعَهُ طائِفَةٌ، وطائِفَةٌ أُخْرى مُقابِلَ العَدُوِّ، وظُهُورُهم إلى القِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكَبَّرَ الكُلُّ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَةً واحِدَةً ورَكَعَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي خَلْفَهُ، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، والآخَرُونَ قِيامٌ مُقابِلَ العَدُوِّ، ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وقامَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي مَعَهُ، وذَهَبُوا إلى العَدُوِّ فَقابَلُوهُمْ، وأقْبَلَتِ الطّائِفَةُ الأُخْرى فَرَكَعُوا وسَجَدُوا، ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ قائِمٌ كَما هُوَ، ثُمَّ قامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَكْعَةً أُخْرى، ورَكَعُوا مَعَهُ، وسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ أقْبَلَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي كانَتْ مُقابِلَ العَدُوِّ، فَرَكَعُوا وسَجَدُوا، ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ قاعِدٌ ومَن مَعَهُ، ثُمَّ كانَ السَّلامُ فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وسَلَّمُوا جَمِيعًا، فَكانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَكْعَتانِ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِنَ الطّائِفَتَيْنِ رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ» .
وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «أمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصَلاةِ الخَوْفِ، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وقُمْنا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَكَبَّرَ ورَكَعَ، ورَكَعْنا جَمِيعًا؛ الصَّفّانِ كِلاهُما، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ خَرَّ ساجِدًا، وسَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وثَبَتَ الآخَرُونَ قِيامًا يَحْرُسُونَ إخْوانَهُمْ، فَلَمّا فَرَغَ مِن سُجُودِهِ وقامَ خَرَّ الصَّفُّ المُؤَخَّرُ سُجُودًا، فَسَجَدُوا سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قامُوا فَتَأخَّرَ الصَّفُّ المُقَدَّمُ الَّذِي يَلِيهِ وتَقَدَّمَ الصَّفُّ المُؤَخَّرُ، فَرَكَعَ ورَكَعُوا جَمِيعًا، وسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ والصَّفُّ (p-٦٦٨)الَّذِي يَلِيهِ، وثَبَتَ الآخَرُونَ قِيامًا يَحْرُسُونَ إخْوانَهُمْ، فَلَمّا قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَرَّ الصَّفُّ المُؤَخَّرُ سُجُودًا، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ» ﷺ .
وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ جابِرٍ «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ مُحاصِرًا بَنِي مُحارِبٍ بِنَخْلٍ، ثُمَّ نُودِيَ في النّاسِ: أنَّ الصَّلاةَ جامِعَةٌ، فَجَعَلَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ طائِفَتَيْنِ؛ طائِفَةٌ مُقْبِلَةٌ عَلى العَدُوِّ يَتَحَدَّثُونَ، وصَلّى بِطائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ فانْصَرَفُوا فَكانُوا مَكانَ إخْوانِهِمْ، وجاءَتِ الطّائِفَةُ الأُخْرى فَصَلّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ، فَكانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ أرْبَعُ رَكَعاتٍ، ولِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَتانِ» .
وأخْرَجَ البَزّارُ، وابْنُ جَرِيرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في غَزاةٍ لَهُ فَلَقِيَ المُشْرِكِينَ بِعُسْفانَ، فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ فَرَأوْهُ يَرْكَعُ ويَسْجُدُ هو وأصْحابُهُ قالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: لَوْ حَمَلْتُمْ عَلَيْهِمْ ما عَلِمُوا بِكم حَتّى تُواقِعُوهُمْ، فَقالَ قائِلٌ مِنهم: إنْ لَهم صَلاةً أُخْرى هي أحَبُّ إلَيْهِمْ مِن أهْلِيهِمْ وأمْوالِهِمْ، فاصْبِرُوا حَتّى تَحْضُرَ فَنَحْمِلَ عَلَيْهِمْ حَمْلَةً، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ، وأعْلَمَهُ بِما ائْتَمَرَ بِهِ المُشْرِكُونَ، فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ العَصْرَ وكانُوا قُبالَتَهُ في القِبْلَةِ، جَعَلَ المُسْلِمِينَ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَكَبَّرَ فَكَبَّرُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ ورَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا، فَلَمّا سَجَدَ سَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ، ثُمَّ قامَ الَّذِينَ خَلْفَهم مُقْبِلِينَ عَلى العَدُوِّ، فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن سُجُودِهِ وقامَ سَجَدَ الصَّفُّ الثّانِي، ثُمَّ (p-٦٦٩)قامُوا وتَأخَّرَ الصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وتَقَدَّمَ الآخَرُونَ، فَكانُوا يَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَلَمّا رَكَعَ رَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ فَرَفَعُوا مَعَهُ، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدَ مَعَهُ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وقامَ الصَّفُّ الثّانِي مُقْبِلِينَ عَلى العَدُوِّ، فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن سُجُودِهِ وقَعَدَ، قَعَدَ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وسَجَدَ الصَّفُّ المُؤَخَّرُ، ثُمَّ قَعَدُوا فَسَجَدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَلَمّا نَظَرَ إلَيْهِمُ المُشْرِكُونَ يَسْجُدُ بَعْضُهم ويَقُومُ بَعْضٌ، قالُوا: لَقَدْ أُخْبِرُوا بِما أرَدْنا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي العالِيَةِ الرِّياحِيِّ أنَّ أبا مُوسى الأشْعَرِيَّ كانَ بِالدّارِ مِن أصْبَهانَ وما بِهِمْ يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ خَوْفٍ، ولَكِنْ أحَبَّ أنْ يُعَلِّمَهم دِينَهم وسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ ﷺ، فَجَعَلَهم صَفَّيْنِ، طائِفَةٌ مَعَها السِّلاحُ مُقْبِلَةٌ عَلى عَدُوِّها، وطائِفَةٌ وراءَها، فَصَلّى بِالَّذِينِ يَلُونَهُ رَكْعَةً ثُمَّ نَكَصُوا عَلى أدْبارِهِمْ حَتّى قامُوا مَقامَ الآخَرِينَ، وجاءَ الآخَرُونَ يَتَخَلَّلُونَهم حَتّى قامُوا وراءَهُ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقامَ الَّذِينَ يَلُونَهُ والآخَرُونَ فَصَلَّوْا رَكْعَةً رَكْعَةً، فَسَلَّمَ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ، فَتَمَّتْ لِلْإمامِ رَكْعَتانِ في جَماعَةٍ، ولِلنّاسِ رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ، مُجاهِدٍ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِعُسْفانَ والمُشْرِكُونَ بِضُجْنانَ، فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ ورَآهُ المُشْرِكُونَ يَرْكَعُ ويَسْجُدُ ائْتَمَرُوا أنْ يُغِيرُوا عَلَيْهِ، فَلَمّا حَضَرَتِ العَصْرُ صَفَّ النّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَكَبَّرَ وكَبَّرُوا جَمِيعًا، ورَكَعَ ورَكَعُوا جَمِيعًا، وسَجَدَ وسَجَدَ الصَّفُّ (p-٦٧٠)الَّذِينَ يَلُونَهُ وقامَ الصَّفُّ الثّانِي الَّذِينَ بِسِلاحِهِمْ مُقْبِلِينَ عَلى العَدُوِّ بِوُجُوهِهِمْ، فَلَمّا رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ رَأْسَهُ سَجَدَ الصَّفُّ الثّانِي، فَلَمّا رَفَعُوا رُؤُوسَهم رَكَعَ ورَكَعُوا جَمِيعًا، وسَجَدَ وسَجَدَ الصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ وقامَ الصَّفُّ الثّانِي بِسِلاحِهِمْ مُقْبِلِينَ عَلى العَدُوِّ بِوُجُوهِهِمْ، فَلَمّا رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ رَأْسَهُ سَجَدَ الصَّفُّ الثّانِي، قالَ مُجاهِدٌ: فَكانَ تَكْبِيرُهم ورُكُوعُهم وتَسْلِيمُهُ عَلَيْهِمْ سَواءً، وتَناصَفُوا في السُّجُودِ، قالَ مُجاهِدٌ: فَلَمْ يُصَلِّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الخَوْفِ قَبْلَ يَوْمِهِ ولا بَعْدَهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: «صَلَّيْتُ صَلاةَ الخَوْفِ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، إلّا المَغْرِبَ فَإنَّهُ صَلّاها ثَلاثًا» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: «صَلّى النَّبِيُّ ﷺ بِأصْحابِهِ صَلاةَ الظُّهْرِ قَبْلَ أنْ تَنْزِلَ صَلاةُ الخَوْفِ، فَتَلَهَّفَ المُشْرِكُونَ ألّا يَكُونُوا حَمَلُوا عَلَيْهِ، فَقالَ لَهم رَجُلٌ: فَإنَّ لَهم صَلاةً قَبْلَ مَغْرِبانِ الشَّمْسِ هي أحَبُّ إلَيْهِمْ مِن أنْفُسِهِمْ. فَقالُوا: لَوْ قَدْ صَلَّوْا بَعْدُ لَحَمَلْنا عَلَيْهِمْ، فارْصُدُوا ذَلِكَ. فَنَزَلَتْ صَلاةُ الخَوْفِ، فَصَلّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الخَوْفِ بِصَلاةِ العَصْرِ» .
(p-٦٧١)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ أبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَقِينا المُشْرِكِينَ بِنَخْلٍ، فَكانُوا بَيْنَنا وبَيْنَ القِبْلَةِ، فَلَمّا حَضَرَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ صَلّى بِنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ونَحْنُ جَمِيعٌ، فَلَمّا فَرَغْنا تَآمَرَ المُشْرِكُونَ فَقالُوا: لَوْ كُنّا حَمَلْنا عَلَيْهِمْ وهم يُصَلُّونَ. فَقالَ بَعْضُهم: فَإنَّ لَهم صَلاةً يَنْتَظِرُونَها تَأْتِي الآنَ، وهي أحَبُّ إلَيْهِمْ مِن أبْنائِهُمْ، فَإذا صَلَّوْا فَمِيلُوا عَلَيْهِمْ. فَجاءَ جِبْرِيلُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالخَبَرِ وعَلَّمَهُ كَيْفَ يُصَلِّي، فَلَمّا حَضَرَتِ العَصْرُ قامَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ مِمّا يَلِي العَدُوَّ، وقُمْنا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَكَبَّرَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ وكَبَّرْنا جَمِيعًا» . ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ البَزّارُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ في صَلاةِ الخَوْفِ، «أمَرَ النّاسَ فَأخَذُوا السِّلاحَ عَلَيْهِمْ فَقامَتْ طائِفَةٌ مِن ورائِهِمْ مُسْتَقْبِلِي العَدُوَّ، وجاءَتْ طائِفَةٌ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قامُوا إلى الطّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، وأقْبَلَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ مَعَهُ فَقامُوا خَلْفَهُ، فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً وسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَلَمّا سَلَّمَ قامَ الَّذِينَ قِبَلَ العَدُوِّ فَكَبَّرُوا جَمِيعًا، ورَكَعُوا رَكْعَةً وسَجْدَتَيْنِ بَعْدَما سَلَّمَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «غَزا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سِتَّ غَزَواتٍ قَبْلَ صَلاةِ الخَوْفِ، وكانَتْ صَلاةُ الخَوْفِ في السَّنَةِ السّابِعَةِ» . (p-٦٧٢)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن طَرِيقِ العَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ﴾ فَإنَّهُ كانَتْ تَأْخُذُ طائِفَةٌ مِنهُمُ السِّلاحَ فَيُقْبِلُونَ عَلى العَدُوِّ، والطّائِفَةُ الأُخْرى يُصَلُّونَ مَعَ الإمامِ رَكْعَةً، ثُمَّ يَأْخُذُونَ أسْلِحَتَهم فَيَسْتَقْبِلُونَ العَدُوَّ، ويَرْجِعُ أصْحابُهم فَيُصَلُّونَ مَعَ الإمامِ رَكْعَةً، فَيَكُونُ لِلْإمامِ رَكْعَتانِ، ولِسائِرِ النّاسِ رَكْعَةٌ واحِدَةٌ، ثُمَّ يَقْضُونَ رَكْعَةً أُخْرى، وهَذا تَمامٌ مِنَ الصَّلاةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَإذا سَجَدُوا﴾ يَقُولُ: فَإذا سَجَدَتِ الطّائِفَةُ الَّتِي قامَتْ مَعَكَ في صَلاتِكَ تُصَلِّي بِصَلاتِكَ فَفَرَغَتْ مِن سُجُودِها، ﴿فَلْيَكُونُوا مِن ورائِكُمْ﴾ يَقُولُ: فَلْيَصْيِرُوا بَعْدَ فَراغِهِمْ مِن سُجُودِهِمْ خَلْفَكم مُصافِّي العَدُوِّ، في المَكانَ الَّذِي فِيهِ سائِرُ الطَّوائِفِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ مَعَكَ، ولَمْ تَدْخُلْ مَعَكَ في صَلاتِكَ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا جُناحَ عَلَيْكُمْ﴾ . أخْرَجَ البُخارِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ كانَ بِكم أذًى مِن مَطَرٍ أوْ كُنْتُمْ مَرْضى﴾ قالَ: نَزَلَتْ في عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، كانَ جَرِيحًا.
(p-٦٧٣)وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ في الآيَةِ قالَ: رَخَّصَ في وضْعِ السِّلاحِ عِنْدَ ذَلِكَ، وأمَرَهم أنْ يَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ، وفي قَوْلِهِ: ﴿عَذابًا مُهِينًا﴾ قالَ: يَعْنِي بِالمُهِينِ الهَوانَ، وفي قَوْلِهِ: ﴿فَإذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ﴾ قالَ: صَلاةَ الخَوْفِ. ﴿فاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ قالَ: بِاللِّسانِ. ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ يَقُولُ: إذا اسْتَقْرَرْتُمْ وأمِنتُمْ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فاذْكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِكُمْ﴾ قالَ: بِاللَّيْلِ والنَّهارِ، في البَرِّ والبَحْرِ، في السَّفَرِ والحَضَرِ، والغِنى والفَقْرِ، والسَّقَمِ والصِّحَّةِ، والسِّرِّ والعَلانِيَةِ، وعَلى كُلِّ حالٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامًا، فَأتاهم فَقالَ: ما هَذا؟ قالُوا: سَمِعْنا اللَّهَ يَقُولُ: ﴿فاذْكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِكُمْ﴾ .
فَقالَ: إنَّما هَذِهِ إذا لَمْ يَسْتَطِعِ الرَّجُلُ أنْ يُصَلِّيَ قائِمًا صَلّى قاعِدًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ قالَ: إذا خَرَجْتُمْ مِن دارِ السَّفَرِ إلى دارِ الإقامَةِ، ﴿فَأقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ قالَ: أتِمُّوها.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ يَقُولُ: إذا اطْمَأْنَنْتُمْ في أمْصارِكم فَأتِمُّوا الصَّلاةَ.
(p-٦٧٤)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ يَقُولُ: فَإذا أمِنتُمْ ﴿فَأقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ يَقُولُ: أتِمُّوها.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾: أقَمْتُمْ في أمْصارِكم.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ يَعْنِي: إذا نَزَلَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ قالَ: بَعْدَ الخَوْفِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ قالَ: إذا اطْمَأْنَنْتُمْ فَصَلُّوا الصَّلاةَ، لا تُصَلِّها راكِبًا ولا ماشِيًا ولا قاعِدًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ يَعْنِي: مَفْرُوضًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: المَوْقُوتُ: الواجِبُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ قالَ: مَفْرُوضًا.
(p-٦٧٥)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ قالَ: فَرْضًا واجِبًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ: ﴿كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ قالَ: كِتابًا واجِبًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ قالَ: قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ لِلصَّلاةِ وقْتًا كَوَقْتِ الحَجِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ قالَ: مُنَجَّمًا كُلَّما مَضى نَجْمٌ جاءَ نَجْمٌ آخَرُ، يَقُولُ: كُلَّما مَضى وقْتٌ جاءَ وقْتٌ آخَرُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والحاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««أمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ البَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فَصَلّى بِي الظُّهْرَ حِينَ زالَتِ الشَّمْسُ وكانَتْ قَدْرَ الشِّراكِ، وصَلّى بِي العَصْرَ حِينَ كانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، وصَلّى بِي المَغْرِبَ حِينَ أفْطَرَ الصّائِمُ، وصَلّى بِي العَشاءَ حِينَ غابَ الشَّفَقُ، وصَلّى بِي الفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعامُ والشَّرابُ عَلى الصّائِمِ، وصَلّى بِيَ مِنَ الغَدِ الظُّهْرَ حِينَ كانَ ظِلُّ كُلِّ (p-٦٧٦)شَيْءٍ مِثْلَهُ، وصَلّى بِي العَصْرَ حِينَ كانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، وصَلّى بِيَ المَغْرِبَ حِينَ أفْطَرَ الصّائِمُ، وصَلّى بِيَ العَشاءَ ثُلْثَ اللَّيْلِ، وصَلّى بِيَ الفَجْرَ فَأسْفَرَ، ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، هَذا الوَقْتُ وقْتُ النَّبِيِّينَ قَبْلَكَ، الوَقْتُ ما بَيْنَ هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ لِلصَّلاةِ أوَّلًا وآخِرًا، وإنَّ أوَّلَ وقْتِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وإنَّ آخِرَ وقْتِها حِينَ يَدْخُلُ وقْتُ العَصْرِ، وإنَّ أوَّلَ وقْتِ العَصْرِ حِينَ يَدْخُلُ وقْتُ العَصْرِ، وإنَّ آخِرَ وقْتِها حِينَ تَصَفارُّ الشَّمْسُ، وإنَّ أوَّلَ وقْتِ المَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، وإنَّ آخِرَ وقْتِها حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ، وإنَّ أوَّلَ وقْتِ العَشاءِ الآخِرَةِ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ، وإنَّ آخِرَ وقْتِها حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ، وإنَّ أوَّلَ وقْتِ الفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الفَجْرُ، وإنَّ آخِرَ وقْتِها حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ»» .
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَهِنُوا﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿ولا تَهِنُوا﴾ قالَ: ولا تَضْعُفُوا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿ولا تَهِنُوا في ابْتِغاءِ القَوْمِ﴾ قالَ: (p-٦٧٧)لا تَضْعُفُوا في طَلَبِ القَوْمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقٍ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ﴾ قالَ: تَوَجَّعُونَ، ﴿وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ﴾ قالَ: تَرْجُونَ الخَيْرَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في الآيَةِ يَقُولُ: لا تَضْعُفُوا في طَلَبِ القَوْمِ، فَإنَّكم إنْ تَكُونُوا تَيْجَعُونَ فَإنَّهم يَيْجَعُونَ كَما تَيْجَعُونَ، وتَرْجُونَ مِنَ الأجْرِ والثَّوابِ ما لا يَرْجُونَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ في الآيَةِ قالَ: لا تَضْعُفُوا في طَلَبِ القَوْمِ، إنْ تَكُونُوا تَيْجَعُونَ مِنَ الجِراحاتِ فَإنَّهم يَيْجَعُونَ كَما تَيْجَعُونَ، وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مِنَ الثَّوابِ ما لا يَرْجُونَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ: ﴿وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ﴾ يَعْنِي: الحَياةَ والرِّزْقَ والشَّهادَةَ والظَّفَرَ في الدُّنْيا.
{"ayahs_start":102,"ayahs":["وَإِذَا كُنتَ فِیهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوۤا۟ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلۡیَكُونُوا۟ مِن وَرَاۤىِٕكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَاۤىِٕفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ یُصَلُّوا۟ فَلۡیُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوا۟ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ وَدَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَیَمِیلُونَ عَلَیۡكُم مَّیۡلَةࣰ وَ ٰحِدَةࣰۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ إِن كَانَ بِكُمۡ أَذࣰى مِّن مَّطَرٍ أَوۡ كُنتُم مَّرۡضَىٰۤ أَن تَضَعُوۤا۟ أَسۡلِحَتَكُمۡۖ وَخُذُوا۟ حِذۡرَكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا","فَإِذَا قَضَیۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ كِتَـٰبࣰا مَّوۡقُوتࣰا","وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا"],"ayah":"فَإِذَا قَضَیۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ كِتَـٰبࣰا مَّوۡقُوتࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











