الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والعَدَنِيُّ، والدّارِمِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ الجارُودِ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والطَّحاوِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، وابْنُ حِبّانَ عَنْ يَعْلى بْنِ أُمَيَّةَ قالَ: «سَألْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ قُلْتُ: (p-٦٥٢)﴿فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وقَدْ أمِنَ النّاسُ؟ فَقالَ لِي عُمَرُ: عَجِبْتُ مِمّا عَجِبْتَ مِنهُ، فَسَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِها عَلَيْكُمْ، فاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي حَنْظَلَةَ قالَ: سَألْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صَلاةِ السَّفَرِ فَقالَ: رَكْعَتانِ، فَقُلْتُ: فَأيْنَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ونَحْنُ آمِنُونَ فَقالَ: سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خالِدِ بْنِ أسِيدٍ، أنَّهُ سَألَ ابْنَ عُمَرَ: أرَأيْتَ قَصْرَ الصَّلاةِ في السَّفَرِ، إنّا لا نَجِدُها في كِتابِ اللَّهِ، إنَّما نَجِدُ ذِكْرَ صَلاةِ الخَوْفِ؟ فَقالَ ابْنُ عُمَرَ: يا ابْنَ أخِي، إنَّ اللَّهَ أرْسَلَ مُحَمَّدًا ﷺ ولا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإنَّما نَفْعَلُ كَما رَأيْنا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَفْعَلُ، وقَصْرُ الصَّلاةِ في السَّفَرِ سُنَّةٌ سَنَّها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ .
(p-٦٥٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ عَنْ حارِثَةَ بْنِ وهْبٍ الخُزاعِيِّ قالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الظُّهْرَ والعَصْرَ بِمِنًى أكْثَرَ ما كانَ النّاسُ وآمَنَهُ رَكْعَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسائِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «صَلَّيْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ ونَحْنُ آمِنُونَ لا نَخافُ شَيْئًا رَكْعَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: سافَرْتُ إلى مَكَّةَ فَكُنْتُ أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَلَقِيَنِي قُرّاءٌ مِن أهْلِ هَذِهِ النّاحِيَةِ فَقالُوا: كَيْفَ تُصَلِّي؟ قُلْتُ: رَكْعَتَيْنِ. قالُوا: أسُنَّةٌ أوْ قُرْآنٌ؟ قُلْتُ: كُلٌّ؛ سُنَّةٌ وقُرْآنٌ، صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ، قالُوا: إنَّهُ كانَ في حَرْبٍ. قُلْتُ: قالَ اللَّهُ: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكم ومُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ﴾ [الفتح: ٢٧] [الفَتْحِ: ٢٧] وقالَ: ﴿وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ . فَقَرَأ حَتّى بَلَغَ: ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ [النساء: ١٠٣] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: «سَألَ قَوْمٌ مِنَ التُّجّارِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنّا نَضْرِبُ في الأرْضِ، فَكَيْفَ نُصَلِّي؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: (p-٦٥٤)﴿وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ ثُمَّ انْقَطَعَ الوَحْيُ، فَلَمّا كانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِحَوْلٍ، غَزا النَّبِيُّ ﷺ فَصَلّى الظُّهْرَ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: لَقَدْ أمْكَنَكم مُحَمَّدٌ وأصْحابُهُ مِن ظُهُورِهِمْ، هَلّا شَدَدْتُمْ عَلَيْهِمْ؟ فَقالَ قائِلٌ مِنهم: إنَّ لَهم أُخْرى مِثْلَها في إثْرِها. فَأنْزَلَ اللَّهُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ: ﴿إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إنَّ الكافِرِينَ كانُوا لَكم عَدُوًّا مُبِينًا﴾ ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنهم مَعَكَ﴾ [النساء: ١٠٢] إلى قَوْلِهِ: ﴿إنَّ اللَّهَ أعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذابًا مُهِينًا﴾ [النساء: ١٠٢] فَنَزَلَتْ صَلاةُ الخَوْفِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: «قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي رِجْلُ تاجِرٌ أخْتَلِفُ إلى البَحْرَيْنِ. فَأمَرَهُ أنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: (فاقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ولا يَقْرَأُ: ﴿إنْ خِفْتُمْ﴾ وهي في مُصْحَفِ عُثْمانَ: ﴿إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قالَ: سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ: «سَمِعْتُ عائِشَةَ تَقُولُ في السَّفَرِ: أتِمُّوا صَلاتَكم. فَقالُوا: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يُصَلِّي في السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ. فَقالَتْ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ في حَرْبٍ، وكانَ يَخافُ، هَلْ (p-٦٥٥)تَخافُونَ أنْتُمْ»؟
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: قُلْتُ لِعَطاءٍ: أيُّ أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كانَ يُتِمُّ الصَّلاةَ في السَّفَرِ؟ قالَ: عائِشَةُ وسَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنَّهُ قالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: إنّا نَجِدُ في كِتابِ اللَّهِ قَصْرَ الصَّلاةِ في الخَوْفِ، ولا نَجِدُ قَصْرَ صَلاةِ المُسافِرِ؟ فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: إنّا وجَدْنا نَبِيَّنا ﷺ يَعْمَلُ عَمَلًا عَمِلْنا بِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ قالَ: «أُنْزِلَتْ يَوْمَ كانَ النَّبِيُّ ﷺ بِعُسْفانَ والمُشْرِكُونَ بِضَجْنانَ، فَتَوافَقُوا، فَصَلّى النَّبِيُّ ﷺ بِأصْحابِهِ صَلاةَ الظُّهْرِ أرْبَعًا؛ رُكُوعُهم وسُجُودُهم وقِيامُهم مَعًا جَمِيعًا، فَهَمَّ بِهِمُ المُشْرِكُونَ أنْ يُغِيرُوا عَلى أمْتِعَتِهِمْ وأثْقالِهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنهم مَعَكَ﴾ [النساء: ١٠٢] فَصَلّى العَصْرَ فَصَفَّ أصْحابَهُ صَفَّيْنِ، ثُمَّ كَبَّرَ بِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ (p-٦٥٦)سَجَدَ الأوَّلُونَ لِسُجُودِهِ، والآخَرُونَ قِيامٌ لَمْ يَسْجُدُوا حَتّى قامَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ كَبَّرَ بِهِمْ ورَكَعُوا جَمِيعًا، فَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الآخَرُ، واسْتَأْخَرَ الصَّفُّ المُقَدَّمُ، فَتَعاقَبُوا السُّجُودَ، كَما فَعَلُوا أوَّلَ مَرَّةٍ، وقَصَرَ العَصْرَ إلى رَكْعَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ طاوُسٍ في قَوْلِهِ: ﴿أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قالَ: قَصْرُها مِنَ الخَوْفِ والقِتالِ، الصَّلاةُ في كُلِّ وجْهٍ؛ راكِبًا وماشِيًا. قالَ: فَأمّا صَلاةُ النَّبِيِّ ﷺ هَذِهِ الرَّكْعَتانِ، وصَلاةُ النّاسِ في السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ فَلَيْسَ بِقَصْرٍ، هو وفاؤُها.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قالَ: إنَّما ذَلِكَ إذا خافُوا الَّذِينَ كَفَرُوا، وسَنَّ النَّبِيُّ ﷺ بَعْدُ رَكْعَتَيْنِ، ولَيْسَ بِقَصْرٍ ولَكِنَّها وفاءٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ إنَّ الصَّلاةَ إذا صُلِّيَتْ رَكْعَتَيْنِ في السَّفَرِ فَهي تَمامٌ، والتَّقْصِيرُ لا يَحِلُّ إلّا أنْ تَخافَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، أنْ يَفْتِنُوكَ عَنِ الصَّلاةِ. والتَّقْصِيرُ رَكْعَةٌ؛ يَقُومُ الإمامُ ويَقُومُ جُنْدُهُ جُنْدَيْنِ؛ (p-٦٥٧)طائِفَةٌ خَلْفَهُ، وطائِفَةٌ يُوازُونَ العَدُوَّ، فَيُصَلِّي بِمَن مَعَهُ رَكْعَةً، ويَمْشُونَ إلَيْهِمْ عَلى أدْبارِهِمْ حَتّى يَقُومُوا في مَقامِ أصْحابِهِمْ، وتِلْكَ المِشْيَةُ القَهْقَرى، ثُمَّ تَأْتِي الطّائِفَةُ الأُخْرى فَتُصَلِّي مَعَ الإمامِ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجْلِسُ الإمامُ فَيُسَلِّمُ، فَيَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ لِأنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إلى صَفِّهِمْ، ويَقُومُ الآخَرُونَ فَيُضِيفُونَ إلى رَكْعَتِهِمْ رَكْعَةً، والنّاسُ يَقُولُونَ: لا، بَلْ هي رَكْعَةٌ واحِدَةٌ، لا يُصَلِّي أحَدٌ مِنهم إلى رَكْعَتِهِ شَيْئًا، تُجْزِئُهُ رَكْعَةُ الإمامِ. فَيَكُونُ لِلْإمامِ رَكْعَتانِ، ولَهم رَكْعَةٌ؛ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وإذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ﴾ [النساء: ١٠٢] إلى قَوْلِهِ: ﴿وخُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ [النساء: ١٠٢] .
وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في ”مَسائِلِهِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ سَألَهُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قالَ: يُضِلَّكم بِالعَذابِ والجَهْدِ، بِلُغَةِ هَوازِنَ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ الشّاعِرِ:
؎كَلُّ امْرِئٍ مِن عِبادِ اللَّهِ مُضْطَهَدٌ بِبَطْنِ مَكَّةَ مَقْهُورٌ ومَفْتُونُ
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ سِماكٍ الحَنَفِيِّ قالَ: سَألْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صَلاةِ السَّفَرِ فَقالَ: رَكْعَتانِ تَمامٌ غَيْرُ قَصْرٍ، إنَّما القَصْرُ صَلاةُ المَخافَةِ، قُلْتُ: وما صَلاةُ المَخافَةِ؟ قالَ: يُصَلِّي الإمامُ بِطائِفَةٍ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجِيءُ هَؤُلاءِ إلى مَكانِ هَؤُلاءِ، وهَؤُلاءِ إلى مَكانِ هَؤُلاءِ، فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً فَيَكُونُ لِلْإمامِ رَكْعَتانِ، (p-٦٥٨)ولِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ.
وأخْرَجَ مالِكٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «فُرِضَتِ الصَّلاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في السَّفَرِ والحَضَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلاةِ الحَضَرِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «فُرِضَتِ الصَّلاةُ عَلى النَّبِيِّ ﷺ بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمّا خَرَجَ إلى المَدِينَةِ فُرِضَتْ أرْبَعًا، وأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «فُرِضَتِ الصَّلاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، إلّا المَغْرِبَ فُرِضَتْ ثَلاثًا، وكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا سافَرَ صَلّى الصَّلاةَ الأُولى، وإذا أقامَ زادَ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، إلّا المَغْرِبَ؛ لِأنَّها وِتْرٌ، والصُّبْحَ؛ لِأنَّها تَطُولُ فِيها القِراءَةُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «يا أهْلَ مَكَّةَ، لا تَقْصُرُوا الصَّلاةَ في أدْنى مِن أرْبَعَةِ بُرُدٍ، مِن مَكَّةَ إلى عُسْفانَ»» .
وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ، أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ (p-٦٥٩)وعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبّاسٍ كانا يُصَلِّيانِ رَكْعَتَيْنِ ويُفْطِرانِ في أرْبَعَةِ بُرُدٍ فَما فَوْقَ ذَلِكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ سُئِلَ: أتَقْصُرُ إلى عَرَفَةَ؟ فَقالَ: لا، ولَكِنْ إلى عُسْفانَ، وإلى جُدَّةَ، وإلى الطّائِفِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، والنَّحّاسُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ عَلى لِسانِ نَبِيِّكم في الحَضَرِ أرْبَعًا، وفي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وفي الخَوْفِ رَكْعَةً.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ﴾ الآيَةَ، قالَ: قَصْرُ الصَّلاةِ؛ إنْ لَقِيتَ العَدُوَّ وقَدْ حانَتِ الصَّلاةُ، أنْ تُكَبِّرَ اللَّهَ وتَخْفِضَ رَأْسَكَ إيماءً، راكِبًا كُنْتَ أوْ ماشِيًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ قالَ: ذاكَ عِنْدَ القِتالِ، يُصَلِّي الرَّجُلُ الرّاكِبُ تَكْبِيرَةً مِن حَيْثُ كانَ وجْهُهُ.
{"ayah":"وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُوا۟ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن یَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱلۡكَـٰفِرِینَ كَانُوا۟ لَكُمۡ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











