الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ومَن يُهاجِرْ﴾ الآيَةَ. (p-٦٤٣)أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿مُراغَمًا كَثِيرًا وسَعَةً﴾ قالَ: المُراغَمُ: التَّحَوُّلُ مِن أرْضٍ إلى أرْضٍ، والسَّعَةُ الرِّزْقُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿مُراغَمًا﴾ قالَ: مُتَزَحْزَحًا عَمّا يَكْرَهُ.
وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في ”مَسائِلِهِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ سَألَهُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿مُراغَمًا﴾ قالَ: مُنْفَسَحًا بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ الشّاعِرِ:
؎وأتْرُكُ أرْضَ جَهْرَةَ إنَّ عِنْدِي رَجاءً في المُراغَمِ والتَّعادِي
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: المُراغَمُ: المُهاجَرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿مُراغَمًا﴾ قالَ: مُبْتَغًى لِلْمَعِيشَةِ.
(p-٦٤٤)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي صَخْرٍ: ﴿مُراغَمًا﴾ قالَ مُنْفَسَحًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿يَجِدْ في الأرْضِ مُراغَمًا كَثِيرًا وسَعَةً﴾ قالَ: مُتَحَوَّلًا مِنَ الضَّلالَةِ إلى الهُدى، ومِنَ العَيْلَةِ إلى الغِنى.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: ﴿وسَعَةً﴾ قالَ: ورَخاءً.
وأخْرَجَ عَنِ ابْنِ القاسِمِ قالَ: سُئِلَ مالِكٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وسَعَةً﴾ قالَ: سَعَةَ البِلادِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ أبُو يَعْلى، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو نُعَيْمٍ في ”المَعْرِفَةِ“، بِسَنَدٍ رِجالُهُ ثِقاتٌ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: خَرَجَ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا فَقالَ لِأهْلِهِ: احْمِلُونِي، فَأخْرِجُونِي مِن أرْضِ المُشْرِكِينَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ . فَماتَ في الطَّرِيقِ قَبْلَ أنْ يَصِلَ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَنَزَلَ الوَحْيُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن وجْهٍ آخَرَ، عَنْ (p-٦٤٥)ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ ضَمْرَةُ، مِن بَنِي بَكْرٍ، وكانَ مَرِيضًا، فَقالَ لِأهْلِهِ: أخْرِجُونِي مِن مَكَّةَ؛ فَإنِّي أجِدُ الحَرَّ، فَقالُوا: أيْنَ نُخْرِجُكَ؟ فَأشارَ بِيَدِهِ نَحْوَ طَرِيقِ المَدِينَةِ، فَخَرَجُوا بِهِ فَماتَ عَلى مِيلَيْنِ مِن مَكَّةَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ﴾ .
وأخْرَجَ أبُو حاتِمٍ السِّجِسْتانِيُّ في كِتابِ ”المُعَمَّرِينَ“ عَنْ عامِرٍ الشَّعْبِيِّ قالَ: سَألْتُ ابْنَ عَبّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا﴾ الآيَةَ، قالَ: نَزَلَتْ في أكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ. قُلْتُ: فَأيْنَ اللَّيْثِيُّ؟ قالَ: هَذا قَبْلَ اللَّيْثِيِّ بِزَمانٍ، وهي خاصَّةٌ عامَّةٌ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أنَّ رَجُلًا مِن خُزاعَةَ كانَ بِمَكَّةَ فَمَرِضَ وهو ضَمْرَةُ بْنُ العِيصِ -أوِ العِيصُ بْنُ ضَمْرَةَ- بْنِ زِنْباعٍ، فَلَمّا أُمِرُوا بِالهِجْرَةِ كانَ مَرِيضًا، فَأمَرَ أهْلَهُ أنْ يَفْرِشُوا لَهُ عَلى سَرِيرِهِ، فَفَرَشُوا لَهُ وحَمَلُوهُ وانْطَلَقُوا بِهِ مُتَوَجِّهًا إلى المَدِينَةِ، فَلَمّا كانَ بِالتَّنْعِيمِ ماتَ، فَنَزَلَ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أبِي ضَمْرَةَ بْنِ العِيصِ الزُّرَقِيِّ، الَّذِي كانَ مُصابَ البَصَرِ، وكانَ بِمَكَّةَ، فَلَمّا نَزَلَتْ: (p-٦٤٦)﴿إلا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً﴾ [النساء: ٩٨] فَقالَ: إنَّنِي لَغَنِيٌّ، وإنِّي لَذُو حِيلَةٍ، فَتَجَهَّزَ يُرِيدُ النَّبِيَّ ﷺ، فَأدْرَكَهُ المَوْتُ بِالتَّنْعِيمِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ [النساء: ٩٥] رَخَّصَ فِيها قَوْمٌ مِنَ المُسْلِمِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ مِن أهْلِ الضَّرَرِ، حَتّى نَزَلَتْ فَضِيلَةُ المُجاهِدِينَ عَلى القاعِدِينَ، فَقالُوا: قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ فَضِيلَةَ المُجاهِدِينَ عَلى القاعِدِينَ، ورَخَّصَ لِأهْلِ الضَّرَرِ، حَتّى نَزَلَتْ: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] إلى قَوْلِهِ: ﴿وساءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ٩٧] قالُوا: هَذِهِ مُوجِبَةٌ. حَتّى نَزَلَتْ: ﴿إلا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ولا يَهْتَدُونَ سَبِيلا﴾ [النساء: ٩٨] فَقالَ ضَمْرَةُ بْنُ العِيصِ أحَدُ بَنِي لَيْثٍ، وكانَ مُصابَ البَصَرِ: إنِّي لَذُو حِيلَةٍ؛ لِي مالٌ فاحْمِلُونِي، فَخَرَجَ وهو مَرِيضٌ، فَأدْرَكَهُ المَوْتُ عِنْدَ التَّنْعِيمِ، فَدُفِنَ عِنْدَ مَسْجِدِ التَّنْعِيمِ، فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ هَؤُلاءِ الآياتِ، ورَجُلٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ يُقالُ لَهُ ضَمْرَةُ -ولَفْظُ عَبْدٍ: سَبْرَةُ- بِمَكَّةَ قالَ: واللَّهِ إنَّ لِي مِنَ المالِ ما يُبَلِّغُنِي إلى المَدِينَةِ وأبْعَدَ مِنها، وإنِّي لَأهْتَدِي إلى المَدِينَةِ. (p-٦٤٧)فَقالَ لِأهْلِهِ: أخْرِجُونِي. وهو مَرِيضٌ يَوْمَئِذٍ، فَلَمّا جاوَزَ الحَرَمَ قَبَضَهُ اللَّهُ فَماتَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ قَتادَةَ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] قالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ وهو مَرِيضٌ: واللَّهِ ما لِي مِن عُذْرٍ؛ إنِّي لَدَلِيلٌ بِالطَّرِيقِ، وإنِّي لَمُوسِرٌ، فاحْمِلُونِي، فَحَمَلُوهُ فَأدْرَكَهُ المَوْتُ بِالطَّرِيقِ، فَنَزَلَ فِيهِ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] الآيَتَيْنِ، قالَ رَجُلٌ مِن بَنِي ضَمْرَةَ - وكانَ مَرِيضًا - أخْرِجُونِي إلى الرَّوْحِ، فَأخْرَجُوهُ حَتّى إذا كانَ بِالحَصْحاصِ ماتَ، فَنَزَلَ فِيهِ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِلْباءَ بْنِ أحْمَرَ قَوْلَهُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ﴾ الآيَةَ. قالَ: نَزَلَتْ في رَجُلٍ مِن خُزاعَةَ.
(p-٦٤٨)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: لَمّا سَمِعَ هَذِهِ - يَعْنِي: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] الآيَةَ - ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الضَّمْرِيُّ، قالَ لِأهْلِهِ - وكانَ وجِعًا -: أرَحِلُوا راحِلَتِي، فَإنَّ الأخْشَبَيْنِ قَدْ غَمّانِي - يَعْنِي جَبَلَيْ مَكَّةَ - لَعَلِّي أنْ أخْرُجَ فَيُصِيبَنِي رَوْحٌ. فَقَعَدَ عَلى راحِلَتِهِ ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ المَدِينَةِ فَماتَ في الطَّرِيقِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا﴾ الآيَةَ.
وأمّا حِينَ تَوَجَّهَ إلى المَدِينَةِ فَإنَّهُ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي مُهاجِرٌ إلَيْكَ وإلى رَسُولِكَ.
وأخْرَجَ سُنَيْدٌ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ﴾ [النساء: ٩٧] الآيَةَ، قالَ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الجُنْدَعِيُّ: اللَّهُمَّ أبْلَغْتَ المَعْذِرَةَ والحُجَّةَ، ولا مَعْذِرَةَ لِي ولا حُجَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ وهو شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَماتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَقالَ أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ماتَ قَبْلَ أنْ يُهاجِرَ، فَلا نَدْرِي أعَلى وِلايَةٍ أمْ لا؟ فَنَزَلَتْ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ في الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ بِبَدْرٍ: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] الآيَةَ. سَمِعَ بِما أنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ رَجُلٌ مِن بَنِي لَيْثٍ، كانَ عَلى دِينِ النَّبِيِّ ﷺ مُقِيمًا بِمَكَّةَ، وكانَ مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ؛ كانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَقالَ لِأهْلِهِ: ما أنا بِبائِتٍ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، . فَخَرَجُوا بِهِ حَتّى إذا بَلَغَ التَّنْعِيمَ مِن طَرِيقِ المَدِينَةِ أدْرَكَهُ المَوْتُ، فَنَزَلَ فِيهِ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ﴾ الآيَةَ.
(p-٦٤٩)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ في الآيَةِ قالَ: نَزَلَتْ في رَجُلٍ مِن بَنِي لَيْثٍ أحَدِ بَنِي جُنْدَعٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، أنَّ جُنْدَعَ بْنَ ضَمْرَةَ الجُنْدَعِيَّ كانَ بِمَكَّةَ فَمَرِضَ، فَقالَ لِبَنِيهِ: أخْرِجُونِي مِن مَكَّةَ، فَقَدْ قَتَلَنِي غَمُّها، فَقالُوا: إلى أيْنَ؟ فَأوْمَأ بِيَدِهِ نَحْوَ المَدِينَةِ يُرِيدُ الهِجْرَةَ، فَخَرَجُوا بِهِ، فَلَمّا بَلَغُوا أضاةَ بَنِي غِفارٍ ماتَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: هاجَرَ رَجُلٌ مِن بَنِي كِنانَةَ يُرِيدُ النَّبِيَّ ﷺ، فَماتَ في الطَّرِيقِ، فَسَخِرَ بِهِ قَوْمٌ واسْتَهْزَءُوا بِهِ، وقالَ: لا هو بَلَغَ الَّذِي يُرِيدُ، ولا هو أقامَ في أهْلِهِ يَقُومُونَ عَلَيْهِ ويُدْفَنُ. فَنَزَلَ القُرْآنُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِن مَكَّةَ بَعْدَما أسْلَمَ وهو يُرِيدُ النَّبِيَّ ﷺ وأصْحابَهُ، فَأدْرَكَهُ المَوْتُ في الطَّرِيقِ فَماتَ، فَقالُوا: ما أدْرَكَ هَذا مِن شَيْءٍ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو نُعَيْمٍ في ”المَعْرِفَةِ“ مِن طَرِيقِ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبِيهِ أنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ العَوّامِ قالَ: هاجَرَ خالِدُ بْنُ حِزامٍ إلى أرْضِ الحَبَشَةِ فَنَهَشَتْهُ حَيَّةٌ في الطَّرِيقِ فَماتَ، فَنَزَلَتْ فِيهِ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ . قالَ (p-٦٥٠)الزُّبَيْرُ: وكُنْتُ أتَوَقَّعُهُ وأنْتَظِرُ قُدُومَهُ وأنا بِأرْضِ الحَبَشَةِ، فَما أحْزَنَنِي شَيْءٌ حُزْنِي وفاتَهُ حِينَ بَلَغَنِي؛ لِأنَّهُ قَلَّ أحَدٌ مِمَّنْ هاجَرَ مِن قُرَيْشٍ إلّا ومَعَهُ بَعْضُ أهْلِهِ أوْ ذَوِي رَحِمِهِ، ولَمْ يَكُنْ مَعِي أحَدٌ مِن بَنِي أسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزّى، ولا أرْجُو غَيْرَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزامِيِّ، عَنْ أبِيهِ قالَ: خَرَجَ خالِدُ بْنُ حِزامٍ مُهاجِرًا إلى أرْضِ الحَبَشَةِ في المَرَّةِ الثّانِيَةِ، فَنُهِشَ في الطَّرِيقِ، فَماتَ قَبْلَ أنْ يَدْخُلَ أرْضَ الحَبَشَةِ فَنَزَلَتْ فِيهِ: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي حَبِيبٍ، أنَّ أهْلَ المَدِينَةِ يَقُولُونَ: مَن خَرَجَ فاصِلًا وجَبَ سَهْمُهُ. وتَأوَّلُوا قَوْلَهُ تَعالى: ﴿ومَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهاجِرًا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ يَعْنِي: مَن ماتَ مِمَّنْ خَرَجَ إلى الغَزْوِ بَعْدَ انْفِصالِهِ مِن مَنزِلِهِ قَبْلَ أنْ يَشْهَدَ الوَقْعَةَ، فَلَهُ سَهْمُهُ مِنَ المَغْنَمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وأحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: ««مَن خَرَجَ مِن بَيْتِهِ مُجاهِدًا في سَبِيلِ اللَّهِ - وأيْنَ المُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ - فَخَرَّ عَنْ دابَّتِهِ فَماتَ، فَقَدْ وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ، أوْ (p-٦٥١)لَدَغَتْهُ دابَّةٌ فَماتَ، فَقَدْ وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ، أوْ ماتَ حَتْفَ أنْفِهِ، فَقَدْ وقَعَ أجْرُهُ عَلى اللَّهِ» -يَعْنِي بِ «حَتْفَ أنْفِهِ»: عَلى فِراشِهِ، واللَّهِ إنَّها لَكَلِمَةٌ ما سَمِعْتُها مِن أحَدٍ مِنَ العَرَبِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ - «ومَن قُتِلَ قَعْصًا فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الجَنَّةَ»» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««مَن خَرَجَ حاجًّا فَماتَ كُتِبَ لَهُ أجْرُ الحاجِّ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، ومَن خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَماتَ كُتِبَ لَهُ أجْرُ المُعْتَمِرِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، ومَن خَرَجَ غازِيًا في سَبِيلِ اللَّهِ فَماتَ كُتِبَ لَهُ أجْرُ الغازِي إلى يَوْمِ القِيامَةِ»» .
{"ayah":"۞ وَمَن یُهَاجِرۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یَجِدۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُرَ ٰغَمࣰا كَثِیرࣰا وَسَعَةࣰۚ وَمَن یَخۡرُجۡ مِنۢ بَیۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ یُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق