الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وعَجِبُوا أنْ جاءَهم مُنْذِرٌ مِنهُمْ﴾ الآياتِ. أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿وعَجِبُوا أنْ جاءَهم مُنْذِرٌ مِنهُمْ﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا ﷺ فَـ ﴿وقالَ الكافِرُونَ هَذا ساحِر كَذّاب﴾ ﴿أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا واحِدًا إنَّ هَذا لَشَيْءٌ عُجابٌ﴾ قالَ: عَجِبَ المُشْرِكُونَ أنْ دُعُوا إلى اللَّهِ وحْدَهُ، وقالُوا: أيَسْمَعُ لِحاجَتِنا جَمِيعًا إلَهٌ واحِدٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي مِجْلَزٍ قالَ: «قالَ رَجُلٌ يَوْمَ بَدْرٍ: ما هم إلّا النِّساءُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: بَلْ هُمُ المَلَأُ. وتَلا: ﴿وانْطَلَقَ المَلأُ مِنهُمْ﴾ [ص»: ٦] . (p-٥٠٧)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وانْطَلَقَ المَلأُ مِنهُمْ﴾ الآيَةَ، قالَ: نَزَلَتْ حِينَ انْطَلَقَ أشْرافُ قُرَيْشٍ إلى أبِي طالِبٍ فَكَلَّمُوهُ في النَّبِيِّ ﷺ . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وانْطَلَقَ المَلأُ مِنهُمْ﴾ قالَ: أبُو جَهْلٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وانْطَلَقَ المَلأُ مِنهم أنِ امْشُوا﴾ قالَ: هو عُقْبَةُ بْنُ أبِي مُعَيْطٍ، وفي قَوْلِهِ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ قالَ: النَّصْرانِيَّةِ: ﴿إنْ هَذا إلا اخْتِلاقٌ﴾ قالَ شَيْءٌ تَخَلَّقُوهُ بَيْنَهم. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ يَعْنِي: النَّصْرانِيَّةَ. ﴿إنْ هَذا إلا اخْتِلاقٌ﴾ قالَ: تَخْرِيصٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ يَعْنِي النَّصْرانِيَّةَ، قالُوا: لَوْ كانَ هَذا القُرْآنُ حَقًّا لَأخْبَرَتْنا بِهِ النَّصارى. (p-٥٠٨)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ . قالَ: مِلَّةِ عِيسى. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ قالَ: النَّصْرانِيَّةِ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ قالَ: مِلَّةِ قُرَيْشٍ، ﴿إنْ هَذا إلا اخْتِلاقٌ﴾ قالَ: كَذِبٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ في ”المُصَنَّفِ“ والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّهُ رَأى رَجُلًا يُصَلِّي فَقَرَأ بِفاتِحَةِ الكِتابِ، ثُمَّ ؎نَحُجُّ بَيْتَ رَبِّنا ونَقْضِي الدَّيْنَ، وهو مِثْلُ القَطَواتِ يَهْوِينَ. فَقالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هَذا إلا اخْتِلاقٌ﴾ وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا في المِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ أيْ: في دِينِنا هَذا، ولا في زَمانِنا هَذا، ﴿إنْ هَذا إلا اخْتِلاقٌ﴾ . قالَ: قالُوا: إنْ هَذا إلّا شَيْءٌ تَخَلَّقَهُ، وفي قَوْلِهِ: ﴿أمْ عِنْدَهم خَزائِنُ (p-٥٠٩)رَحْمَةِ رَبِّكَ العَزِيزِ الوَهّابِ﴾ قالَ: لا واللَّهِ ما عِنْدَهم مِنها شَيْءٌ، ولَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشاءُ، ﴿أمْ لَهم مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا في الأسْبابِ﴾ قالَ: يَقُولُ في أبْوابِ السَّماءِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلْيَرْتَقُوا في الأسْبابِ﴾ قالَ: في السَّماءِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ قالَ: الأسْبابُ أدَقُّ مِنَ الشَّعَرِ وأشَدُّ مِنَ الحَدِيدِ، وهو بِكُلِّ مَكانٍ غَيْرَ أنَّهُ لا يُرى. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلْيَرْتَقُوا في الأسْبابِ﴾ قالَ: طُرُقِ السَّماءِ وأبْوابِها، وفي قَوْلِهِ: ﴿جُنْدٌ ما هُنالِكَ﴾ قالَ: قُرَيْشٌ ﴿مِنَ الأحْزابِ﴾ قالَ: القُرُونِ الماضِيَةِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزابِ﴾ . قالَ: وعَدَهُ اللَّهُ وهو بِمَكَّةَ أنَّهُ سَيَهْزِمُ لَهُ جُنْدَ المُشْرِكِينَ، فَجاءَ تَأْوِيلُها يَوْمَ بَدْرٍ، وفي قَوْلِهِ: ﴿وفِرْعَوْنَ ذو الأوْتادِ﴾ قالَ: كانَتْ لَهُ أوْتادٌ وأرْسانٌ ومَلاعِبُ يُلْعَبُ لَهُ عَلَيْها، وفي قَوْلِهِ: (p-٥١٠)﴿إنْ كُلٌّ إلا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ﴾ قالَ: هَؤُلاءِ كُلُّهم قَدْ كَذَّبُوا الرُّسُلَ فَحَقَّ عَلَيْهِمْ عِقابٌ، ﴿وما يَنْظُرُ هَؤُلاءِ﴾ يَعْنِي: أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ ﴿إلا صَيْحَةً واحِدَةً﴾ يَعْنِي: السّاعَةَ، ﴿ما لَها مِن فَواقٍ﴾ يَعْنِي: ما لَها مِن رُجُوعٍ ولا مَثْنَوِيَّةٍ ولا ارْتِدادٍ، ﴿وقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ أيْ: نَصِيبَنا حَظَّنا مِنَ العَذابِ قَبْلَ يَوْمِ القِيامَةِ. قَدْ كانَ قالَ ذَلِكَ أبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ ما يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ما لَها مِن فَواقٍ﴾ قالَ: رُجُوعٍ. ﴿وقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: عَذابَنا. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ما لَها مِن فَواقٍ﴾ قالَ: مِن تَرْدادٍ، ﴿وقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: العَذابَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ما لَها مِن فَواقٍ﴾ قالَ: مِن رَجْعَةٍ ﴿وقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: سَألُوا اللَّهَ أنْ يُعَجِّلَ لَهم. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ (p-٥١١)تَعالى: ﴿عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: القِطُّ الجَزاءُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الأعْشى وهو يَقُولُ: ؎ولا المَلِكُ النُّعْمانُ يَوْمَ لَقِيتُهُ ∗∗∗ بِنِعْمَتِهِ يُعْطِي القُطُوطَ ويَأْفِقُ وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: عُقُوبَتَنا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: ﴿عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: كِتابَنا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: حَظَّنا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: ﴿وقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: هو النَّضِرُ بْنُ الحارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ، أخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ، وهو الَّذِي قالَ اللَّهُ: ﴿سَألَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ﴾ [المعارج: ١] [المَعارِجِ: ٣٢ ] . قالَ: سَألَ بِعَذابٍ هو واقِعٌ بِهِ، فَكانَ الَّذِي سَألَ أنْ قالَ: ﴿اللَّهُمَّ إنْ كانَ هَذا هو الحَقَّ مِن عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ﴾ [الأنفال: ٣٢] [الأنْفالِ: ٣٢ ] قالَ عَطاءٌ: لَقَدْ نَزَلَتْ فِيهِ بِضْعَ عَشْرَةَ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالَ: نَصِيبَنا مِنَ الجَنَّةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب