قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْراهِيمَ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإنَّ مِن شِيعَتِهِ﴾ قالَ: مِن أهْلِ دِينِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْراهِيمَ﴾ قالَ: مِن شِيعَةِ نُوحٍ إبْراهِيمُ، عَلى مِنهاجِهِ وسُنَّتِهِ ﴿إذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ قالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وإنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْراهِيمَ﴾ قالَ: عَلى دِينِهِ، ﴿إذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ قالَ: سَلِيمٌ مِنَ الشِّرْكِ، ﴿أإفْكًا آلِهَةً﴾ قالَ: أكَذِبًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ، ﴿فَما ظَنُّكم بِرَبِّ العالَمِينَ﴾ إذا لَقِيتُمُوهُ وقَدْ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ؟
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي (p-٤٢٣)حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ في قَوْلِهِ: ﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً في النُّجُومِ﴾ . قالَ: رَأى نَجْمًا طالِعًا، فَقالَ: ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾ . قالَ: كايَدَ نَبِيُّ اللَّهِ عَنْ دِينِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً في النُّجُومِ﴾ قالَ: كَلِمَةٌ مِن كَلامِ العَرَبِ، تَقُولُ إذا تَفَكَّرَ، نَظَرَ في النُّجُومِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً في النُّجُومِ﴾ قالَ: في السَّماءِ، ﴿فَقالَ إنِّي سَقِيمٌ﴾ قالَ: مَطْعُونٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾ قالَ: مَرِيضٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾ قالَ: مَطْعُونٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾ . قالَ: مَطْعُونٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سُفْيانَ في قَوْلِهِ: ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾ قالَ: طَعِينٌ، (p-٤٢٥)وكانُوا يَفِرُّونَ مِنَ المَطْعُونِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ قالَ: أرْسَلَ إلَيْهِ مَلِكُهم فَقالَ: إنَّ غَدًا عِيدَنا فاخْرُجْ قالَ: فَنَظَرَ إلى نَجْمٍ فَقالَ: إنَّ ذا النَّجْمَ لَمْ يَطْلُعْ قَطُّ إلّا طَلَعَ بِسَقَمٍ لِي. ﴿فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ﴾ قالَ: فَنَكَصُوا عَنْهُ مُنْطَلِقِينَ، ﴿فَراغَ﴾ قالَ: فَمالَ ﴿إلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ ألا تَأْكُلُونَ﴾ يَسْتَنْطِقُهم ﴿ما لَكم لا تَنْطِقُونَ﴾ ﴿فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِاليَمِينِ﴾ أيْ: فَأقْبَلَ عَلَيْهِنَّ فَكَسَّرَهُنَّ، ﴿فَأقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُّونَ﴾ قالَ: يَسْعَوْنَ، ﴿قالَ أتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ﴾ مِنَ الأصْنامِ، ﴿واللَّهُ خَلَقَكم وما تَعْمَلُونَ﴾ قالَ: خَلَقَكم وخَلَقَ ما تَعْمَلُونَ بِأيْدِيكُمْ، ﴿فَأرادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْناهُمُ الأسْفَلِينَ﴾ قالَ: فَما ناظَرَهُمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتّى أهْلَكَهُمْ، ﴿وقالَ إنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي﴾ قالَ: ذاهِبٌ بِعَمَلِهِ، وقَلْبِهِ ونِيَّتِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: خَرَجَ قَوْمُ إبْراهِيمَ إلى عِيدٍ لَهم وأرادُوا إبْراهِيمَ عَلى الخُرُوجِ، فاضْطَجَعَ عَلى ظَهْرِهِ وقالَ: إنِّي سَقِيمٌ لا أسْتَطِيعُ الخُرُوجَ. وجَعَلَ يَنْظُرُ إلى السَّماءِ، فَلَمّا خَرَجُوا أقْبَلَ عَلى آلِهَتِهِمْ فَكَسَّرَها.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: (p-٤٢٦)﴿فَأقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُّونَ﴾ قالَ: يَجْرُونَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَأقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُّونَ﴾ قالَ: يَنْسِلُونَ، والوَزِيفُ النَّسَلانُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿يَزِفُّونَ﴾ قالَ: يَسْعَوْنَ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”خَلْقِ أفْعالِ العِبادِ“ والحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ والضِّياءُ عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ صانِعُ كُلِّ صانِعٍ وصَنْعَتِهِ، وتَلا بَعْضُهم عِنْدَ ذَلِكَ: ﴿واللَّهُ خَلَقَكم وما تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات»: ٩٦] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: ﴿قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيانًا فَألْقُوهُ في الجَحِيمِ﴾ قالَ: فَحَبَسُوهُ في بَيْتٍ، وجَمَعُوا لَهُ حَطَبًا حَتّى إنْ كانَتِ المَرْأةُ لَتَمْرَضُ فَتَقُولُ: (p-٤٢٧)لَئِنْ عافانِيَ اللَّهُ لَأجْمَعَنَّ حَطَبًا لِإبْراهِيمَ. فَلَمّا جَمَعُوا لَهُ وأكْثَرُوا مِنَ الحَطَبِ حَتّى إنْ كانَتِ الطَّيْرُ لَتَمُرُّ بِها فَتَحْتَرِقُ مِن شِدَّةِ وهَجِها، فَعَمَدُوا إلَيْهِ فَرَفَعُوهُ عَلى رَأْسِ البُنْيانِ، فَرَفَعَ إبْراهِيمُ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ فَقالَتِ السَّماءُ والأرْضُ والجِبالُ والمَلائِكَةُ: رَبَّنا إبْراهِيمُ يُحْرَقُ فِيكَ. فَقالَ: أنا أعْلَمُ بِهِ، وإنْ دَعاكم فَأغِيثُوهُ، وقالَ إبْراهِيمُ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ: اللَّهُمَّ أنْتَ الواحِدُ في السَّماءِ وأنا الواحِدُ في الأرْضِ، لَيْسَ في الأرْضِ أحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرِي، حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ فَقَذَفُوهُ فِيها، فَناداها: ﴿يا نارُ كُونِي بَرْدًا وسَلامًا عَلى إبْراهِيمَ﴾ [الأنبياء: ٦٩] [الأنْبِياءِ: ٦٩ ] .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وقالَ إنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قالَ: حِينَ هاجَرَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينَ﴾ قالَ: ولَدًا صالِحًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: بِوِلادَةِ إسْحاقَ.
(p-٤٢٨)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجاهِدٍ، مِثْلُهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: بُشِّرَ بِإسْحاقَ. قالَ: ولَمْ يُثْنِ اللَّهُ بِالحِلْمِ عَلى أحَدٍ إلّا عَلى إبْراهِيمَ وإسْحاقَ عَلَيْهِما السَّلامُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: هو إسْماعِيلُ. قالَ: وبَشَّرَهُ اللَّهُ بِنُبُوَّةِ إسْحاقَ بَعْدَ ذَلِكَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ مِن طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنِ القاسِمِ في قَوْلِهِ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: هو إسْماعِيلُ وكانَ ذَلِكَ بِمِنًى، وقالَ كَعْبٌ: هو إسْحاقُ وكانَ ذَلِكَ بِبَيْتِ المَقْدِسِ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: إسْماعِيلُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: هو إسْحاقُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ قالَ: هو إسْحاقُ.
(p-٤٢٩)
{"ayahs_start":83,"ayahs":["۞ وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِۦ لَإِبۡرَ ٰهِیمَ","إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ","إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ","أَىِٕفۡكًا ءَالِهَةࣰ دُونَ ٱللَّهِ تُرِیدُونَ","فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","فَنَظَرَ نَظۡرَةࣰ فِی ٱلنُّجُومِ","فَقَالَ إِنِّی سَقِیمࣱ","فَتَوَلَّوۡا۟ عَنۡهُ مُدۡبِرِینَ","فَرَاغَ إِلَىٰۤ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ","مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ","فَرَاغَ عَلَیۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡیَمِینِ","فَأَقۡبَلُوۤا۟ إِلَیۡهِ یَزِفُّونَ","قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ","وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ","قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ","فَأَرَادُوا۟ بِهِۦ كَیۡدࣰا فَجَعَلۡنَـٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِینَ","وَقَالَ إِنِّی ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّی سَیَهۡدِینِ","رَبِّ هَبۡ لِی مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ","فَبَشَّرۡنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِیمࣲ"],"ayah":"قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ"}