الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ما لَكم لا تَناصَرُونَ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ما لَكم لا تَناصَرُونَ﴾ قالَ: لا تَمانَعُونَ مِنّا، ﴿بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ﴾ مُسْتَنْجِدُونَ، ﴿وأقْبَلَ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ﴾ أقْبَلَ بَعْضُهم يَلُومُ بَعْضًا، قالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينِ اسْتَكْبَرُوا: ﴿إنَّكم كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ اليَمِينِ﴾ . تَقْهَرُونَنا بِالقُدْرَةِ مِنكم عَلَيْنا، ﴿قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ في عِلْمِ اللَّهِ، ﴿وما كانَ لَنا عَلَيْكم مِن سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طاغِينَ﴾ مُشْرِكِينَ في عِلْمِ اللَّهِ ﴿فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا﴾ فَوَجَبَ عَلَيْنا قَضاءُ رَبِّنا؛ لِأنّا كُنّا أذِلّاءَ، وكُنْتُمْ أعِزّاءَ، ﴿فَإنَّهم يَوْمَئِذٍ﴾ قالَ: كُلُّهُمْ، ﴿فِي العَذابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ ﴿إنّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالمُجْرِمِينَ﴾ . يَقُولُ: إنّا هَكَذا نَصْنَعُ بِالمُشْرِكِينَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ (p-٣٩٨)فِي قَوْلِهِ: ﴿ما لَكم لا تَناصَرُونَ﴾ قالَ: لا يَدْفَعُ بَعْضُكم عَنْ بَعْضٍ ﴿بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ﴾ يَعْنِي: في عَذابِ اللَّهِ ﴿وأقْبَلَ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ﴾ قالَ: الإنْسُ عَلى الجِنِّ؛ قالَتِ الإنْسُ لِلْجِنِّ: ﴿إنَّكم كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ اليَمِينِ﴾ قالَ: مِن قِبَلِ الخَيْرِ فَتَنْهَوُنَنا عَنْهُ، وتُبَطِّئُونَنا عَنْهُ. قالَتِ الجِنُّ لِلْإنْسِ: ﴿بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ . ﴿فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا﴾ . قالَ: هَذا قَوْلُ الجِنِّ، ﴿فَأغْوَيْناكم إنّا كُنّا غاوِينَ﴾ هَذا قَوْلُ الشَّياطِينِ لِضُلّالِ بَنِي آدَمَ، ﴿ويَقُولُونَ أإنّا لَتارِكُو آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾ يَعْنُونَ مُحَمَّدًا ﷺ، ﴿بَلْ جاءَ بِالحَقِّ وصَدَّقَ المُرْسَلِينَ﴾ أيْ: صَدَّقَ مَن كانَ قَبْلَهُ مِنَ المُرْسَلِينَ، ﴿إنَّكم لَذائِقُو العَذابِ الألِيمِ﴾ ﴿وما تُجْزَوْنَ إلا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ﴿إلا عِبادَ اللَّهِ المُخْلَصِينَ﴾ قالَ: هَذِهِ ثَنِيَّةُ اللَّهِ، ﴿أُولَئِكَ لَهم رِزْقٌ مَعْلُومٌ﴾ قالَ: الجَنَّةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأقْبَلَ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ﴾ قالَ: ذَلِكَ إذا بُعِثُوا في النَّفْخَةِ الثّانِيَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ اليَمِينِ﴾ قالَ: كانُوا يَأْتُونَهم عِنْدَ كُلِّ خَيْرٍ لِيَصُدُّوهم عَنْهُ.
(p-٣٩٩)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿تَأْتُونَنا عَنِ اليَمِينِ﴾ قالَ: عَنِ الحَقِّ؛ الكُفّارُ تَقُولُهُ لِلشَّياطِينِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: لَوْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ مُنِعْتُمْ مِنّا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿فَأغْوَيْناكُمْ﴾ قالَ: الشَّياطِينُ تَقُولُ: أغْوَيْناكم في الدُّنْيا، ﴿إنّا كُنّا غاوِينَ﴾ . ﴿فَإنَّهم يَوْمَئِذٍ﴾ ومَن أغْوَوْا في الدُّنْيا، ﴿فِي العَذابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿إنَّهم كانُوا إذا قِيلَ لَهم لا إلَهَ إلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ قالَ: كانُوا إذا لَمْ يُشْرَكْ بِاللَّهِ يَسْتَنْكِفُونَ، ﴿ويَقُولُونَ أإنّا لَتارِكُو آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾؛ لا يَعْقِلُ. قالَ: فَحَكى اللَّهُ صِدْقَهُ فَقالَ: ﴿بَلْ جاءَ بِالحَقِّ وصَدَّقَ المُرْسَلِينَ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النّاسَ حَتّى يَقُولُوا: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ. فَمَن قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مالَهُ ونَفْسَهُ إلّا بِحَقِّهِ، وحِسابُهُ عَلى اللَّهِ، وأنْزَلَ اللَّهُ في كِتابِهِ، وذَكَرَ قَوْمًا اسْتَكْبَرُوا فَقالَ: ﴿إنَّهم كانُوا إذا قِيلَ لَهم لا إلَهَ إلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ . وقالَ (p-٤٠٠)﴿إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا في قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجاهِلِيَّةِ فَأنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وعَلى المُؤْمِنِينَ وألْزَمَهم كَلِمَةَ التَّقْوى وكانُوا أحَقَّ بِها وأهْلَها﴾ [الفتح: ٢٦] [الفَتْحِ: ٢٦ ] . وهي لا إلَهَ إلّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، اسْتَكْبَرَ عَنْها المُشْرِكُونَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، يَوْمَ كاتَبَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى قَضِيَّةِ المُدَّةِ» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“ والبَيْهَقِيُّ، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: ألَيْسَ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ مِفْتاحَ الجَنَّةِ؟ قالَ: بَلى، ولَكِنْ لَيْسَ مِن مِفْتاحٍ إلّا ولَهُ أسْنانٌ، فَمَن جاءَ بِأسْنانِهِ فُتِحَ لَهُ، ومَن لا لَمْ يُفْتَحْ لَهُ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: ﴿إلا عِبادَ اللَّهِ المُخْلَصِينَ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿أُولَئِكَ لَهم رِزْقٌ مَعْلُومٌ﴾ . قالَ: في الجَنَّةِ.
{"ayahs_start":25,"ayahs":["مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ","بَلۡ هُمُ ٱلۡیَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ","وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ","قَالُوۤا۟ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡیَمِینِ","قَالُوا۟ بَل لَّمۡ تَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِینَ","وَمَا كَانَ لَنَا عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنِۭۖ بَلۡ كُنتُمۡ قَوۡمࣰا طَـٰغِینَ","فَحَقَّ عَلَیۡنَا قَوۡلُ رَبِّنَاۤۖ إِنَّا لَذَاۤىِٕقُونَ","فَأَغۡوَیۡنَـٰكُمۡ إِنَّا كُنَّا غَـٰوِینَ","فَإِنَّهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ فِی ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ","إِنَّا كَذَ ٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِینَ","إِنَّهُمۡ كَانُوۤا۟ إِذَا قِیلَ لَهُمۡ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ یَسۡتَكۡبِرُونَ","وَیَقُولُونَ أَىِٕنَّا لَتَارِكُوۤا۟ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرࣲ مَّجۡنُونِۭ","بَلۡ جَاۤءَ بِٱلۡحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ","إِنَّكُمۡ لَذَاۤىِٕقُوا۟ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَلِیمِ","وَمَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ","إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِینَ","أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ رِزۡقࣱ مَّعۡلُومࣱ"],"ayah":"أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ رِزۡقࣱ مَّعۡلُومࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق