الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ﴾ الآيَتَيْنِ.
أخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾ قالَ: في ظَهْرِ آدَمَ، ﴿وأخَذْنا مِنهم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ قالَ: أغْلَظَ مِمّا أخَذَهُ مِنَ النّاسِ، ﴿لِيَسْألَ الصّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾ قالَ: المُبَلِّغِينَ المُؤَدِّينَ مِنَ الرُّسُلِ.
(p-٧٣٢)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾ الآيَةَ. قالَ: أخَذَ اللَّهُ عَلى النَّبِيِّينَ خُصُوصًا أنْ يُصَدِّقُ بَعْضُهم بَعْضًا، وأنْ يَتَّبِعَ بَعْضُهم بَعْضًا.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، وأبُو نُعَيْمٍ في ”الدَّلائِلِ“، عَنْ أبِي مَرْيَمَ الغَسّانِيِّ، «أنَّ أعْرابِيًّا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيُّ شَيْءٍ كانَ أوَّلَ نُبُوَّتِكَ؟ قالَ: «أخَذَ اللَّهُ مِنِّي المِيثاقَ كَما أخَذَ مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ» . ثُمَّ تَلا: «﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنكَ ومِن نُوحٍ وإبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ وأخَذْنا مِنهم مِيثاقًا غَلِيظًا﴾، ودَعْوَةَ أبِي إبْراهِيمَ، قالَ: ﴿وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنهُمْ﴾ [البقرة: ١٢٩] [البَقَرَةِ: ١٢٩] . وبُشْرى المَسِيحِ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ، ورَأتْ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في مَنامِها أنَّهُ خَرَجَ مِن بَيْنِ رِجْلَيْها سِراجٌ أضاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشّامِ»» .
وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، وقَضى القَضِيَّةَ، وأخَذَ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ، وعَرْشُهُ عَلى الماءِ، فَأخَذَ أهْلَ اليَمِينِ بِيَمِينِهِ، وأخَذَ أهْلَ الشَّمالِ بِيَدِهِ (p-٧٣٣)الأُخْرى، وكِلْتا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ، فَأمّا أصْحابُ اليَمِينِ فاسْتَجابُوا إلَيْهِ فَقالُوا: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ. قالَ: ﴿ألَسْتُ بِرَبِّكم قالُوا بَلى﴾ [الأعراف: ١٧٢] [الأعْرافِ: ١٧٢] . فَخَلَطَ بَعْضَهم بِبَعْضٍ، فَقالَ قائِلٌ مِنهم: يا رَبِّ، لِمَ خَلَطْتَ بَيْنَنا؟ قالَ: ولَهم أعْمالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هم لَها عامِلُونَ، أنْ يَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ: إنّا كُنّا عَنْ هَذا غافِلِينَ. ثُمَّ رَدَّهم في صُلْبِ آدَمَ، فَأهْلُ الجَنَّةِ أهْلُها، وأهْلُ النّارِ أهْلُها» . فَقالَ قائِلٌ: فَما العَمَلُ إذَنْ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَعْمَلُ كُلُّ قَوْمٍ لِمَنزِلَتِهِمْ» . فَقالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: إذَنْ نَجْتَهِدُ يا رَسُولَ اللَّهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَتى أُخِذَ مِيثاقُكَ؟ قالَ: «وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والجَسَدِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ عامِرٍ قالَ: «قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: مَتى اسْتُنْبِئْتَ؟ قالَ: «وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والجَسَدِ، حِينَ أُخِذَ مِنِّي المِيثاقُ»» .
(p-٧٣٤)وأخْرَجَ البَزّارُ، والطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، وأبُو نُعَيْمٍ في ”الدَّلائِلِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَتّى كَنْتَ نَبِيًّا؟ قالَ: «وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والجَسَدِ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وأبُو نُعَيْمٍ، والبَيْهَقِيُّ، مَعًا في ”الدَّلائِلِ“، «عَنْ مَيْسَرَةَ الفَجْرِ قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَتى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قالَ: «وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والجَسَدِ»» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ، وأبُو نُعَيْمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: مَتى وجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قالَ: «بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ ونَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ»» .
وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنِ الصَّنابِحِيِّ قالَ: «قالَ عُمَرُ: مَتى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قالَ: «وآدَمُ مُنْجَدِلٌ في الطِّينِ»» .
(p-٧٣٥)وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ «عَنِ ابْنِ أبِي الجَدْعاءِ قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَتى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قالَ: «إذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والجَسَدِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّخِّيرِ، «أنَّ رَجُلًا سَألَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: مَتى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قالَ: «بَيْنَ الرُّوحِ والطِّينِ مِن آدَمَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ قَتادَةَ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا قَرَأ: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾ قالَ: «بُدِئَ بِي في الخَلْقِ، وكُنْتُ آخِرَهم في البَعْثِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ: «﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾ قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقُولُ: «كُنْتُ أوَّلَ الأنْبِياءِ في الخَلْقِ، وآخِرَهم في البَعْثِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي عاصِمٍ، والضِّياءُ في ”المُخْتارَةِ“، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾ . (p-٧٣٦)قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أوَّلُهم نُوحٌ، ثُمَّ الأوَّلُ فالأوَّلُ»» .
وأخْرَجَ الحَسَنُ بْنُ سُفْيانَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، وأبُو نُعَيْمٍ في ”الدَّلائِلِ“، والدَّيْلَمِيُّ، وابْنُ عَساكِرَ، مِن طَرِيقِ قَتادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ في قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾ الآيَةَ. قالَ: «كُنْتُ أوَّلَ النَّبِيِّينَ في الخَلْقِ، وآخِرَهم في البَعْثِ» فَبَدَأ بِهِ قَبْلَهم» .
وأخْرَجَ البَزّارُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: خِيارُ ولَدِ آدَمَ خَمْسَةٌ؛ نُوحٌ، وإبْراهِيمُ، ومُوسى، وعِيسى، ومُحَمَّدٌ، وخَيْرُهم مُحَمَّدٌ ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ الضَّحّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿مِيثاقَهُمْ﴾ عَهْدَهم.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾ قالَ: إنَّما أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ عَلى قَوْمِهِمْ.
وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ، والدَّيْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (p-٧٣٧)««لَيْسَ مِن عالِمٍ إلّا وقَدْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَهُ يَوْمَ أخَذَ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ، يَدْفَعُ عَنْهُ مُساوِئَ عَمَلِهِ لِمَحاسِنِ عِلْمِهِ، إلّا أنَّهُ لا يُوحى إلَيْهِ»» .
{"ayahs_start":7,"ayahs":["وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مِیثَـٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحࣲ وَإِبۡرَ ٰهِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّیثَـٰقًا غَلِیظࣰا","لِّیَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِینَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابًا أَلِیمࣰا"],"ayah":"لِّیَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِینَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابًا أَلِیمࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق