الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ﴾ الَآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ راهُوَيْهِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أُمِّ هانِئٍ بِنْتِ أبِي طالِبٍ قالَتْ: «خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فاعْتَذَرْتُ (p-٨٣)إلَيْهِ فَعَذَرَنِي فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿هاجَرْنَ مَعَكَ﴾ قالَتْ: فَلَمْ أكُنْ أحِلُّ لَهُ؛ لِأنِّي لَمْ أُهاجِرْ مَعَهُ، كُنْتُ مِنَ الطُّلَقاءِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ أُمِّ هانِئٍ قالَتْ: «نَزَلَتْ فِيَّ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وبَناتِ عَمّاتِكَ﴾، ﴿اللاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ﴾ أرادَ النَّبِيُّ ﷺ أنْ يَتَزَوَّجَنِي فَنُهِيَ عَنِّي؛ إذْ لَمْ أُهاجِرْ» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أبِي صالِحٍ مَوْلى أُمِّ هانِئٍ قالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أُمَّ هانِئٍ بِنْتَ أبِي طالِبٍ فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي مُؤْتِمَةٌ، وبَنِيَّ صِغارٌ، فَلَمّا أدْرَكَ بَنُوها عَرَضَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ، فَقالَ: أمّا الآنَ فَلا، إنَّ اللَّهَ تَعالى أنْزَلَ عَلَيَّ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿هاجَرْنَ مَعَكَ﴾ ولَمْ تَكُنْ مِنَ المُهاجِراتِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ﴾ . (p-٨٤)قالَ: فَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ سِوى ذَلِكَ مِنَ النِّساءِ، وكانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَنْكِحُ في أيِّ النِّساءِ شاءَ لَمْ يُحَرِّمْ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وكانَ نِساؤُهُ يَجِدْنَ مِن ذَلِكَ وجَدًا شَدِيدًا، أنْ يَنْكِحَ في أيِّ النّاسِ أحَبَّ، فَلَمّا أنْزَلَ اللَّهُ: إنِّي قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْكَ مِنَ النِّساءِ سِوى ما قَصَصْتُ عَلَيْكَ، أعْجَبَ ذَلِكَ نِساءَهُ.
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنّا أحْلَلْنا لَكَ أزْواجَكَ﴾ قالَ: هُنَّ أزْواجُهُ الأُوَلُ اللّاتِي كُنَّ قَبْلَ أنْ تَنْزِلَ هَذِهِ الآيَةُ. وفي قَوْلِهِ: ﴿اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ﴾ قالَ: صَدُقاتِهِنَّ، ﴿وما مَلَكَتْ يَمِينُكَ﴾ قالَ: هي الإماءُ الَّتِي أفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ في الآيَةِ قالَ: «رَخَّصَ لَهُ في بَناتِ عَمِّهِ، وبَناتِ عَمّاتِهِ، وبَناتِ خالِهِ، وبَناتِ خالاتِهِ اللّاتِي هاجَرْنَ مَعَهُ، أنْ يَتَزَوَّجَ مِنهُنَّ، ولا يَتَزَوَّجَ مِن غَيْرِهِنَّ، ورَخَّصَ لَهُ في امْرَأةٍ مُؤْمِنَةٍ إنْ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ» ﷺ .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في (p-٨٥)قَوْلِهِ: ﴿إنْ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ﴾ قالَ: بِغَيْرِ صَداقٍ، أُحِلُّ لَهُ ذَلِكَ ولَمْ يَكُنْ ذَلِكَ أُحِلَّ إلّا لَهُ: ﴿خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: خاصَّةً لِلنَّبِيِّ ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في ”السُّنَنِ“، عَنْ عائِشَةَ قالَتِ: «الَّتِي وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ﷺ، خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والبُخارِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ عَنْ عُرْوَةَ، «أنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمِ بْنِ الأوْقَصِ كانَتْ مِنَ اللّاتِي وهَبْنَ أنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ» ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وامْرَأةً مُؤْمِنَةً﴾ الآيَةَ. قالَ: نَزَلَتْ في أُمِّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةِ.
(p-٨٦)وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ، «أنَّ أُمَّ شَرِيكٍ، غُزَيَّةَ بِنْتَ جابِرِ بْنِ حَكِيمٍ الدَّوْسِيَّةَ عَرَضَتْ نَفْسَها عَلى النَّبِيِّ ﷺ وكانَتْ جَمِيلَةً فَقَبِلَها، فَقالَتْ عائِشَةُ: ما في امْرَأةٍ حِينَ وهَبَتْ نَفْسَها لِرَجُلِ خَيْرٌ. قالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: فَأنا تِلْكَ. فَسَمّاها اللَّهُ مُؤْمِنَةً، فَقالَ: ﴿وامْرَأةً مُؤْمِنَةً إنْ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ﴾ فَلَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قالَتْ عائِشَةُ: إنَّ اللَّهَ لَيُسْرِعُ لَكَ في هَواكَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وعُمَرَ بْنِ الحَكَمِ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ قالُوا: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثَلاثَ عَشْرَةَ امْرَأةً، سِتٌّ مِن قُرَيْشٍ: خَدِيجَةُ، وعائِشَةُ، وحَفْصَةُ، وأُمُّ حَبِيبَةَ، وسَوْدَةُ، وأُمُّ سَلَمَةَ وثَلاثٌ مِن بَنِي عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وامْرَأتانِ مِن بَنِي هِلالِ بْنِ عامِرٍ: مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحارِثِ، وهي الَّتِي وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ﷺ، وزَيْنَبُ أُمُّ المَساكِينِ، وامْرَأةٌ مِن بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ مِنَ القُرَطاءِ، وهي الَّتِي اخْتارَتِ الدُّنْيا، وامْرَأةٌ مِن بَنِي الجُونِ، وهي الَّتِي اسْتَعاذَتْ مِنهُ، وزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ الأسَدِيَّةُ، والسَّبِيَّتانِ: صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، وجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحارِثِ الخُزاعِيَّةُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ (p-٨٧)المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ «فِي قَوْلِهِ: ﴿وامْرَأةً مُؤْمِنَةً﴾: إنَّ أُمَّ شَرِيكٍ الأزْدِيَّةَ الَّتِي وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ» ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أبِي عَوْنٍ: «أنَّ لَيْلى بِنْتَ الخَطِيمِ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ﷺ ووَهَبْنَ نِساءٌ أنْفُسَهُنَّ، فَلَمْ نَسْمَعْ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَبِلَ مِنهُنَّ أحَدًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أنَّها امْرَأةٌ مِنَ الأنْصارِ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ﷺ، وهي مِمّا أرَجى.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في ”السُّنَنِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «لَمْ يَكُنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ امْرَأةٌ وهَبَتْ نَفْسَها» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، (p-٨٨)وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قالَ: لا تَحِلُّ الهِبَةُ لِأحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وإبْراهِيمَ النَّخَعِيَّ في قَوْلِهِ: ﴿خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ﴾ قالا: لا تَحِلُّ الهِبَةُ لِأحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ قالَ: لا يَحِلُّ لِأحَدٍ أنْ يَهَبَ ابْنَتَهُ بِغَيْرِ مَهْرٍ إلّا لِلنَّبِيِّ ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مَكْحُولٍ، والزُّهْرِيِّ قالا: لَمْ تَحِلَّ المَوْهُوبَةُ لِأحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ شِهابٍ قالَ: لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أنْ يَهَبَ ابْنَتَهُ بِغَيْرِ صَداقٍ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ خاصَّةً دُونَ المُؤْمِنِينَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطاءٍ في امْرَأةٍ وهَبَتْ نَفْسَها لِرَجُلٍ قالَ: لا يَصْلُحُ إلّا بِصَداقٍ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إلّا لِلنَّبِيِّ ﷺ .
(p-٨٩)وأخْرَجَ البُخارِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أنَسٍ قالَ: «جاءَتِ امْرَأةٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِيَّ حاجَةٌ؟ فَقالَتِ ابْنَةُ أنَسٍ: ما كانَ أقَلَّ حَياءَها، فَقالَ: هي خَيْرٌ مِنكِ، رَغِبَتْ في النَّبِيِّ ﷺ فَعَرَضَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عُرْوَةَ قالَ: «كُنّا نَتَحَدَّثُ أنَّ أُمَّ شَرِيكٍ كانَتْ في مَن وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ﷺ وكانَتِ امْرَأةً صالِحَةً» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وامْرَأةً مُؤْمِنَةً إنْ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ﴾ قالَ: هي مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحارِثِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ سَعْدٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: «وهَبَتْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحارِثِ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ» ﷺ .
وأخْرَجَ مالِكٌ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السّاعِدِيِّ: «أنَّ امْرَأةً جاءَتْ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَوَهَبَتْ نَفْسَها لَهُ، فَصَمَتَ فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيها إنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِها حاجَةٌ. قالَ: ما عِنْدَكَ تُعْطِيها؟ قالَ: ما عِنْدِي إلّا إزارِي، قالَ: إنْ أعْطَيْتَها إزارَكَ جَلَسْتَ لا إزارَ لَكَ (p-٩٠)فالتَمِسْ شَيْئًا. قالَ: ما أجِدُ شَيْئًا. فَقالَ: التَمِسْ ولَوْ خاتَمًا مِن حَدِيدٍ. فَلَمْ يَجِدْ، فَقالَ: هَلْ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ شَيْءٌ؟ قالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذا وسُورَةُ كَذا لِسِوَرٍ سَمّاها فَقالَ: قَدْ زَوَّجْناكَها بِما مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ﴾ قالَ: فَعَلَتْ ولَمْ يَفْعَلْ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: لا تَحِلُّ المَوْهُوبَةُ لِغَيْرِكَ، ولَوْ أنَّ امْرَأةً وهَبَتْ نَفْسَها لِرَجُلٍ لَمْ تَحِلَّ لَهُ حَتّى يُعْطِيَها شَيْئًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿خالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ﴾ يَقُولُ: «لَيْسَ لِامْرَأةٍ أنْ تَهَبَ نَفْسَها لِرَجُلٍ بِغَيْرِ أمْرِ ولِيٍّ ولا مَهْرٍ، إلّا لِلنَّبِيِّ ﷺ، كانَتْ خاصَّةً لَهُ ﷺ مِن دُونِ النّاسِ، يَزْعُمُونَ أنَّها نَزَلَتْ في مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحارِثِ، أنَّها هي الَّتِي وهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ» ﷺ .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي (p-٩١)حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ﴾ الآيَةَ. قالَ: فَرَضَ اللَّهُ ألّا تُنْكَحَ امْرَأةٌ إلّا بِوَلِيٍّ وصَداقٍ وشُهَداءَ، ولا يَنْكِحَ الرَّجُلُ إلّا أرْبَعًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ في أزْواجِهِمْ﴾ . قالَ: لا يُجاوِزُ الرَّجُلُ أرْبَعَ نِسْوَةٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ في أزْواجِهِمْ﴾ . قالَ لا يُجاوِزُ الرَّجُلُ أرْبَعَ نِسْوَةٍ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ في أزْواجِهِمْ﴾ . قالَ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ ألّا نِكاحَ إلّا بِوَلِيٍّ وشاهِدَيْنِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ في أزْواجِهِمْ﴾ قالَ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ ألّا نِكاحَ إلّا بِوَلِيٍّ وشاهِدَيْنِ ومَهْرٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ «فِي قَوْلِهِ: ﴿لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ﴾ قالَ: جَعَلَهُ اللَّهُ في حِلٍّ مِن ذَلِكَ، وكانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ يُقْسِمُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أنَّهُ قِيلَ لَهُ: «إنَّ أبا مُوسى نَهى حِينَ فَتَحَ تُسْتَرَ ألّا تُوطَأ الحُبالى، ولا يُشارَكَ المُشْرِكُونَ في أوْلادِهِمْ؛ فَإنَّ الماءَ يَزِيدُ في الوَلَدِ؛ أشِيءٌ قالَهُ بِرَأْيِهِ، أوْ شَيْءٌ رَواهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقالَ: نَهى رَسُولُ اللَّهِ (p-٩٢)ﷺ يَوْمَ أوْطاسٍ أنْ تُوطَأ حامِلٌ حَتّى تَضَعَ، أوْ حائِلٌ حَتّى تُسْتَبْرَأ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لَيْسَ مِنّا مَن وطِئَ حُبْلى» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والدّارِمِيُّ، وأبُو داوُدَ، وابْنُ مَنِيعٍ والبَغَوِيُّ، والباوَرْدِيُّ، وابْنُ قانِعٍ، والبَيْهَقِيُّ والضِّياءُ عَنْ أبِي مَرْزُوقٍ مَوْلى تُجَيْبَ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعانِيِّ قالَ: «غَزَوْنا مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثابِتٍ الأنْصارِيِّ نَحْوَ المَغْرِبِ، فَفَتَحْنا قَرْيَةً يُقالُ لَها: جَرْبَةُ، فَقامَ فِينا خَطِيبًا فَقالَ: إنِّي لا أقُولُ فِيكم إلّا ما سَمِعْتُ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ فِينا يَوْمَ خَيْبَرَ: مَن كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلا يَسْقِيَنَّ ماءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ» .
(p-٩٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الحَسَنِ قالَ: لَمّا فُتِحَتْ تُسْتَرُ أصابَ أبُو مُوسى سَبايا، فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ: أنْ لا يَقَعَ أحَدٌ عَلى امْرَأةٍ حُبْلى حَتّى تَضَعَ، ولا تُشارِكُوا المُشْرِكِينَ في أوْلادِهِمْ؛ فَإنَّ الماءَ تَمامُ الوَلَدِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيِّ قالَ: «نَهى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ تُوطَأ الحامِلُ حَتّى تَضَعَ، أوِ الحائِلُ حَتّى تُسْتَبْرَأ بِحَيْضَةٍ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أمَرَ مُنادِيًا في غَزْوَةٍ غَزاها: ألّا يَطَأ الرِّجالُ حامِلًا حَتّى تَضَعَ، ولا حائِلًا حَتّى تَحِيضَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي أُمامَةَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهى يَوْمَ خَيْبَرَ أنْ تُوطَأ الحُبالى حَتّى يَضَعْنَ» .
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَ ٰجَكَ ٱلَّـٰتِیۤ ءَاتَیۡتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتۡ یَمِینُكَ مِمَّاۤ أَفَاۤءَ ٱللَّهُ عَلَیۡكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّـٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَـٰلَـٰتِكَ ٱلَّـٰتِی هَاجَرۡنَ مَعَكَ وَٱمۡرَأَةࣰ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِیِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِیُّ أَن یَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةࣰ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۗ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیۤ أَزۡوَ ٰجِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُهُمۡ لِكَیۡلَا یَكُونَ عَلَیۡكَ حَرَجࣱۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق