الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ والخَطِيبُ، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا﴾ . وقَدْ كانَ أمَرَ عَلِيًّا ومُعاذًا أنْ يَسِيرا إلى اليَمَنِ فَقالَ: ”انْطَلِقا فَبَشِّرا ولا تُنَفِّرا ويَسِّرا ولا تُعَسِّرا؛ فَإنَّهُ قَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا﴾ قالَ: شاهِدًا عَلى أُمَّتِكَ، ومُبَشِّرًا بِالجَنَّةِ، ونَذِيرًا مِنَ النّارِ، ﴿وداعِيًا﴾ إلى شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، ﴿بِإذْنِهِ وسِراجًا مُنِيرًا﴾ بِالقُرْآنِ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ والبُخارِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في“الدَّلائِلِ”عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ قالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاصِ فَقُلْتُ: أخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في التَّوْراةِ قالَ: أجَلْ، واللَّهِ إنَّهُ لَمَوْصُوفٌ في التَّوْراةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ في القُرْآنِ: يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا، وحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أنْتَ عَبْدِي ورَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ ولا غَلِيظٍ، ولا سَخّابٍ في الأسْواقِ، ولا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، ولَكِنْ يَعْفُو ويَصْفَحُ. (p-٧٦)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ عَنِ العِرْباضِ بْنِ سارِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنِّي عَبْدُ اللَّهِ وخاتَمُ النَّبِيِّينَ وأبِي مُنْجَدِلٌ في طِينَتِهِ، وسَأُخْبِرُكم عَنْ ذَلِكَ، أنا دَعْوَةُ أبِي إبْراهِيمَ، وبِشارَةُ عِيسى، ورُؤْيا أُمِّي الَّتِي رَأتْ، وكَذَلِكَ أُمَّهاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ“ . وإنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَأتْ حِينَ وضَعَتْهُ نُورًا أضاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشّامِ، ثُمَّ تَلا: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿مُنِيرًا﴾ [الأحزاب»: ٤٦] . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ والحَسَنِ البَصْرِيِّ قالا: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ﴾ [الفتح: ٢] [الفَتْحِ: ٢] قالَ رِجالٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ هَنِيئًا لَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنا ما يُفْعَلُ بِكَ، فَماذا يُفْعَلُ بِنا؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ:﴿لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾ [الفتح: ٥] الآيَةَ [الفَتْحِ: ٥] . وأنْزَلَ في سُورَةِ ”الأحْزابِ“: ﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب»: ٤٧] . (p-٧٧)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أنَسٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ﴾ [الأحقاف: ٩] [الأحْقافِ: ٩] . نَزَلَ بَعْدَها: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ﴾ [الفتح: ٢] [الفَتْحِ: ٢] فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنا ما يُفْعَلُ بِكَ، فَماذا يُفْعَلُ بِنا؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا﴾ ! قالَ: الفَضْلُ الكَبِيرُ: الجَنَّةُ» . وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «اجْتَمَعَ عُتْبَةُ، وشَيْبَةُ، وأبُو جَهْلٍ، وغَيْرُهم فَقالُوا: أسْقِطِ السَّماءَ عَلَيْنا كِسَفًا أوِ ائْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ، أوْ أمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ما ذاكَ إلَيَّ، إنَّما بُعِثْتُ إلَيْكم داعِيًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا"» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا﴾ . قالَ: عَلى أُمَّتِكَ بِالبَلاغِ، ﴿ومُبَشِّرًا﴾: بِالجَنَّةِ، ﴿ونَذِيرًا﴾ مِنَ النّارِ، ﴿وداعِيًا إلى اللَّهِ﴾: إلى شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، ﴿بِإذْنِهِ﴾ . قالَ: بِأمْرِهِ، ﴿وسِراجًا مُنِيرًا﴾ قالَ: كِتابُ اللَّهِ يَدْعُوهم إلَيْهِ، ﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا﴾: وهي الجَنَّةُ، ﴿ولا تُطِعِ الكافِرِينَ والمُنافِقِينَ﴾ قالَ: أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ألّا يُطِيعَ كافِرًا ولا مُنافِقًا ﴿ودَعْ أذاهُمْ﴾ (p-٧٨)قالَ: اصْبِرْ عَلى أذاهم. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ودَعْ أذاهُمْ﴾ . قالَ: أعْرِضْ عَنْهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب