الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿كُلُّ الطَّعامِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلا لِبَنِي إسْرائِيلَ إلا ما حَرَّمَ إسْرائِيلُ﴾ . قالَ: العِرْقُ، أخَذَهُ عِرْقُ النَّسا، فَكانَ يَبِيتُ لَهُ زُقاءٌ – يَعْنِي: صِياحٌ - فَجَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ إنْ شَفاهُ ألّا (p-٦٦٧)يَأْكُلَ لَحْمًا فِيهِ عُرُوقٌ، فَحَرَّمَتْهُ اليَهُودُ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ ماهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: هَلْ تَدْرِي ما حَرَّمَ إسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ؟ إنَّ إسْرائِيلَ أخَذَتْهُ الأنْساءُ فَأضْنَتْهُ، فَجَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ إنِ اللَّهُ عافاهُ، أنْ لا يَأْكُلَ عِرْقًا أبَدًا، فَلِذَلِكَ تَسَلُ اليَهُودَ العُرُوقَ فَلا يَأْكُلُونَها.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ العَوْفِيِّ، «عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: حَرَّمَ عَلى نَفْسِهِ العُرُوقَ، وذَلِكَ أنَّهُ كانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسا، فَكانَ لا يَنامُ اللَّيْلَ، فَقالَ: واللَّهِ لَئِنْ عافانِي اللَّهُ مِنهُ لا يَأْكُلُهُ لِي ولَدٌ. ولَيْسَ مَكْتُوبًا في التَّوْراةِ، وسَألَ مُحَمَّدٌ ﷺ نَفَرًا مِن أهْلِ الكِتابِ فَقالَ: ”ما شَأْنُ هَذا حَرامًا؟“ . فَقالُوا: هو حَرامٌ عَلَيْنا مِن قَبْلِ الكِتابِ. فَقالَ اللَّهُ: ﴿كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلا لِبَنِي إسْرائِيلَ﴾ . إلى: ﴿إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [آل عمران»: ٩٣] .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «جاءَ اليَهُودُ فَقالُوا: يا أبا القاسِمِ، أخْبِرْنا عَمّا حَرَّمَ إسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ. قالَ: ”كانَ يَسْكُنُ البَدْوُ، فاشْتَكى عِرْقَ النَّسا، فَلَمْ (p-٦٦٨)يَجِدْ شَيْئًا يُلُاوِمُنِي إلّا لُحُومَ الإبِلِ وألْبانِها؛ فَلِذَلِكَ حَرَّمَها“ قالُوا: صَدَقْتَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا ما حَرَّمَ إسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ﴾ .
قالَ: حَرَّمَ العُرُوقَ ولُحُومَ الإبِلِ، كانَ بِهِ عِرْقُ النَّسا، فَأكَلَ مِن لُحُومِها، فَباتَ بِلَيْلَةٍ يَزْقُو فَحَلَفَ ألّا يَأْكُلَهُ أبَدًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي مِجْلَزٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا ما حَرَّمَ إسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ﴾ . قالَ: إنَّ إسْرائِيلَ هو يَعْقُوبُ، وكانَ رَجُلًا بِطِّيشًا، فَلَقِيَ مَلَكًا فَعالَجَهُ، فَصَرَعَهُ المَلِكُ، ثُمَّ ضَرَبَ عَلى فَخِذِهِ، فَلَمّا رَأى يَعْقُوبُ ما صَنَعَ بِهِ بَطَشَ بِهِ، فَقالَ: ما أنا بِتارِكِكَ حَتّى تُسَمِّيَنِي اسْمًا. فَسَمّاهُ إسْرائِيلَ، فَلَمْ يَزَلْ يُوجِعُهُ ذَلِكَ العِرْقُ حَتّى حَرَّمَهُ مِن كُلِّ دابَّةٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ قالَ: حَرَّمَ عَلى نَفْسِهِ لُحُومَ الأنْعامِ.
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ كانَ يَقُولُ: الَّذِي حَرَّمَ إسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ زائِدَتا الكَبِدِ (p-٦٦٩)والكُلْيَتَيْنِ، والشَّحْمُ إلّا ما كانَ عَلى الظَّهْرِ، فَإنَّ ذَلِكَ كانَ يُقَرَّبُ لِلْقُرْبانِ فَتَأْكُلُهُ النّارُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَطاءٍ: ﴿إلا ما حَرَّمَ إسْرائِيلُ﴾ . قالَ: لُحُومُ الإبِلِ وألْبانُها.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَتِ اليَهُودُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: نَزَلَتِ التَّوْراةُ بِتَحْرِيمِ الَّذِي حَرَّمَ إسْرائِيلُ، فَقالَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ ﷺ: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فاتْلُوها إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ . وكَذَبُوا، لَيْسَ في التَّوْراةِ، وإنَّما لَمْ يُحَرِّمْ ذَلِكَ إلّا تَغْلِيظًا؛ لِمَعْصِيَةِ بَنِي إسْرائِيلَ بَعْدَ نُزُولِ التَّوْراةِ، ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فاتْلُوها إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ . وقالَتِ اليَهُودُ لِمُحَمَّدٍ ﷺ: كانَ مُوسى يَهُودِيًّا عَلى دِينِنا، وجاءَنا في التَّوْراةِ تَحْرِيمُ الشُّحُومِ، وذِي الظُّفْرِ، والسَّبْتِ. فَقالَ مُحَمَّدٌ ﷺ: ”كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ مُوسى يَهُودِيًّا، ولَيْسَ في التَّوْراةِ إلّا الإسْلامُ“ . يَقُولُ اللَّهُ: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فاتْلُوها إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ أفِيهِ ذَلِكَ؟ وما جاءَهم بِها أنْبِياؤُهم بَعْدَ مُوسى. فَنَزَلَتْ في الألْواحِ جُمْلَةً» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عامِرٍ، أنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ في رَجُلٍ جَعَلَ امْرَأتَهُ عَلَيْهِ حَرامًا قالَ: حَرُمَتْ عَلَيْهِ، كَما حَرَّمَ إسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ لُحُومَ الجَمَلِ، (p-٦٧٠)فَحَرُمَ عَلَيْهِ. قالَ مَسْرُوقٌ: إنَّ إسْرائِيلَ كانَ حَرَّمَ عَلى نَفْسِهِ شَيْئًا كانَ في عِلْمِ اللَّهِ أنْ سَيُحَرِّمُهُ إذا نَزَلَ الكِتابُ، فَوافَقَ تَحْرِيمُ إسْرائِيلَ ما قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أنَّهُ سَيُحَرِّمُهُ إذا نَزَلَ الكِتابُ، وأنْتُمْ تَعْمَدُونَ إلى الشَّيْءِ قَدْ أحَلَّهُ اللَّهُ لَكم فَتُحَرِّمُونَهُ عَلى أنْفُسِكُمْ، ما أُبالِي إيّاها حَرَّمْتَ أوْ قَصْعَةً مِن ثَرِيدٍ؟
{"ayah":"۞ كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلࣰّا لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَ ٰۤءِیلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِٱلتَّوۡرَىٰةِ فَٱتۡلُوهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











