الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: «ذُكِرَ لَنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ سَألَ رَبَّهُ أنْ يَجْعَلَ لَهُ مُلْكَ فارِسَ والرُّومِ في أُمَّتِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ قالَ: «جاءَ جِبْرِيلُ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، سَلْ رَبَّكَ، قُلِ: ﴿اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿وتَرْزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ . ثُمَّ جاءَهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، سَلْ رَبَّكَ، قُلْ: ﴿رَبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ [الإسراء: ٨٠] الآيَةَ. فَسَألَ رَبَّهُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعالى، فَأعْطاهُ ذَلِكَ» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «”اسْمُ اللَّهِ الأعْظَمُ الَّذِي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، في هَذِهِ الآيَةِ مِن“ آلِ عِمْرانَ ”: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ﴾ الآيَةَ» .
(p-٤٩٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: اسْمُ اللَّهِ الأعْظَمُ: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في“ الدُّعاءِ ”«عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: شَكَوْتُ إلى النَّبِيِّ ﷺ دَيْنًا كانَ عَلَيَّ، فَقالَ:“ يا مُعاذُ أتُحِبُّ أنْ يُقْضى دَيْنُكَ ”. قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ:“ قُلِ: اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكَ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ، وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَحْمَنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ ورَحِيمَهُما، تُعْطِي مِنهُما ما تَشاءُ، وتَمْنَعُ مِنهُما ما تَشاءُ، اقْضِ عَنِّي دَيْنِي. فَلَوْ كانَ عَلَيْكَ مِلْءَ الأرْضِ ذَهَبا أُدِّيَ عَنْكَ ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ افْتَقَدَهُ يَوْمَ الجُمْعَةَ، فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أتىمُعاذًا فَقالَ:“ يا مُعاذُ ما لِي لَمْ أرَكَ؟ فَقالَ: (p-٤٩٧)لِيَهُودِيٍّ عَلَيَّ وُقِيَّةٌ مِن تِبْرٍ فَخَرَجْتُ إلَيْكَ فَحَبَسَنِي عَنْكَ. فَقالَ: ”ألا أُعَلِّمُكَ دُعاءً تَدْعُو بِهِ، فَلَوْ كانَ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ مِثْلُ صَبِيرٍ أدّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، فادْعُ اللَّهَ يا مُعاذُ، قُلِ: اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ، تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ، وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ، وتُذِلُّ مَن تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ، وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ، وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وتَرْزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، رَحْمَنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ ورَحِيمَهُما، تُعْطِي مَن تَشاءُ مِنهُما، وتَمْنَعُ مَن تَشاءُ مِنهُما، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَن سِواكَ، اللَّهُمَّ أغْنِنِي مِنَ الفَقْرِ، واقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وتَوَفَّنِي في عِبادَتِكَ وجِهادٍ في سَبِيلِكَ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الصَّغِيرِ“ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمُعاذٍ: ”ألا أُعَلِّمُكَ دُعاءً تَدْعُو بِهِ لَوْ كانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ دَيْنًا لَأدّاهُ اللَّهُ عَنْكَ قُلْ يا مُعاذُ: اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ، تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ، وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ، وتُذِلُّ مَن تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ، إنَّكَ عَلى كُلِّ (p-٤٩٩)شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَحْمَنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ ورَحِيمَهُما، تُعْطِيهِما مَن تَشاءُ، وتَمْنَعُ مِنهُما مَن تَشاءُ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَن سِواكَ“» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ﴾ . قالَ: النُّبُوَّةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ﴾ . أيْ: رَبَّ العِبادِ المَلِكَ، لا يَقْضِي فِيهِمْ غَيْرُكَ، ﴿تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ﴾ . أيْ: إنَّ ذَلِكَ بِيَدِكَ لا إلى غَيْرِكَ، ﴿إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ . أيْ: لا يَقْدِرُ عَلى هَذا غَيْرُكَ بِسُلْطانِكَ وقُدْرَتِكَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ﴾ . قالَ: يَأْخُذُ الصَّيْفُ مِنَ الشِّتاءِ، ويَأْخُذُ الشِّتاءُ مِنَ الصَّيْفِ، وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ؛ يُخْرِجُ الرَّجُلَ الحَيَّ مِنَ النُّطْفَةِ المَيِّتَةِ، ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، يُخْرِجُ النُّطْفَةَ المَيِّتَةَ مِنَ الرَّجُلِ الحَيِّ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ﴾ . قالَ: قِصَرُ أيّامِ الشِّتاءِ في طُولِ لَيْلِهِ، (p-٥٠٠)وقِصَرُ لَيْلِ الصَّيْفِ في طُولِ نَهارِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ﴾ . قالَ: ما نَقَصَ مِنَ النَّهارِ يَجْعَلُهُ في اللَّيْلِ، وما نَقَصَ مِنَ اللَّيْلِ يَجْعَلُهُ في النَّهارِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ﴾: حَتّى يَكُونَ اللَّيْلُ خَمْسَ عَشْرَةَ ساعَةً والنَّهارُ تِسْعَ ساعاتٍ، ﴿وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ﴾: حَتّى يَكُونَ النَّهارُ خَمْسَ عَشْرَةَ ساعَةً واللَّيْلُ تِسْعَ ساعاتٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ﴾ قالَ: أخَذَ أحَدُهُما مِن صاحِبِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ﴾ . قالَ: يَأْخُذُ النَّهارُ مِنَ اللَّيْلِ حَتّى يَكُونَ أطْوَلَ مِنهُ، ويَأْخُذُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهارِ حَتّى يَكُونَ أطْوَلَ مِنهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ﴾ . قالَ: يُخْرِجُ النُّطْفَةَ المَيِّتَةَ مِنَ الحَيِّ، ثُمَّ يُخْرِجُ مِنَ النُّطْفَةِ بَشَرًا حَيًّا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ (p-٥٠١)مُجاهِدٍ: ﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ﴾ . قالَ: النّاسُ الأحْياءُ مِنَ النُّطَفِ، والنُّطَفُ مَيِّتَةٌ تَخْرُجُ مِنَ النّاسِ الأحْياءِ، ومِنَ الأنْعامِ والنَّباتِ كَذَلِكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ﴾ . قالَ: هي البَيْضَةُ تَخْرُجُ مِنَ الحَيِّ وهي مَيِّتَةٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنها الحَيُّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ﴾ . قالَ: النَّخْلَةَ مِنَ النَّواةِ، والنَّواةَ مِنَ النَّخْلَةِ، والحَبَّةَ مِنَ السُّنْبُلَةِ، والسُّنْبُلَةَ مِنَ الحَبَّةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ أبِي مالِكٍ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الحَسَنِ: ﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ﴾: يَعْنِي المُؤْمِنَ مِنَ الكافِرِ، والكافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ، والمُؤْمِنُ عَبْدٌ حَيُّ الفُؤادِ، والكافِرُ عَبْدٌ مَيِّتُ الفُؤادِ.
(p-٥٠٢)وأخْرَجَ سَعْدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ سَلْمانَ قالَ: خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ وضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فارْتَفَعَ عَلى هَذِهِ كُلُّ طَيِّبٍ، وعَلى هَذِهِ كُلُّ خَبِيثٍ، ثُمَّ خَلَطَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ثُمَّ خَلَقَ مِنها آدَمَ، فَمِن ثَمَّ يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ؛ يُخْرِجُ المُؤْمِنَ مِنَ الكافِرِ ويُخْرِجُ الكافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ أبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لَمّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ، فَقَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ فَقالَ: هَؤُلاءِ أهْلُ الجَنَّةِ ولا أُبالِي. وقَبَضَ بِالأُخْرى قَبْضَةً، فَجاءَ فِيها كُلَّ رَدِيءٍ فَقالَ: هَؤُلاءِ أهْلُ النّارِ ولا أُبالِي. فَخَلَطَ بَعْضَهم بِبَعْضٍ، فَيُخْرِجُ الكافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ، ويُخْرِجُ المُؤْمِنَ مِنَ الكافِرِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ﴾ [آل عمران»: ٢٧] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ أبِي عُثْمانَ النَّهْدِيَّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أوْ عَنْ سَلْمانَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «﴿وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ﴾ . قالَ:“ المُؤْمِنَ مِنَ الكافِرِ، والكافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ ”» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أنَّ خالِدَةَ ابْنَةَ (p-٥٠٣)الأسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ» دَخَلَتْ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ:“ مَن هَذِهِ؟ ”قِيلَ: خالِدَةُ بِنْتُ الأسْوَدِ. قالَ:“ سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ”، وكانَتِ امْرَأةً صالِحَةً، وكانَ أبُوها كافِرًا.
وأخْرَجَ ابْنُ سْعُدٍ، مِن طَرِيقِ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ:“ تُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيْتِ وتُخْرِجُ المَيْتَ مِنَ الحَيِّ " . خَفِيفَةً.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يَحْيى بْنِ وثّابٍ، أنَّهُ قَرَأ: ( تَخَرُّجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ) . وقَرَأ: ﴿إلى بَلَدٍ مَيِّتٍ﴾ [فاطر: ٩] . مُثَقَّلاتٌ كُلُّهُنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الرَّبِيعِ في قَوْلِهِ: ﴿وتَرْزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ . قالَ: لا يُخْرِجُهُ بِحِسابٍ يَخافُ أنْ يَنْقُصَ ما عِنْدَهُ، إنَّ اللَّهَ لا يَنْقُصُ ما عِنْدَهُ.
(p-٥٠٤)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرانَ: ﴿بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ . قالَ: غَدَقًا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ﴾ . أيْ: بِتِلْكَ القُدْرَةِ الَّتِي تُؤْتِي المُلْكَ بِها مَن تَشاءُ، وتَنْزِعُها مِمَّنْ تَشاءُ، ﴿وتَرْزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ لا يَقْدِرُ عَلى ذَلِكَ غَيْرُكَ، ولا يَصْنَعُهُ إلّا أنْتَ: أيْ: وإنْ كُنْتَ سَلَّطْتَ عِيسى عَلى الأشْياءِ الَّتِي يَزْعُمُونَ أنَّهُ إلَهٌ؛ مِن إحْياءِ المَوْتى، وإبْراءِ الأسْقامِ، وخَلْقِ الطَّيْرِ مِنَ الطِّينِ، والخَبَرِ عَنِ الغُيُوبِ؛ لِأجْعَلَهُ بِهِ آيَةً لِلنّاسِ، وتَصْدِيقًا لَهُ في نُبُوَّتِهِ الَّتِي بَعَثْتُهُ بِها إلى قَوْمِهِ، فَإنَّ مِن سُلْطانِي وقُدْرَتِي ما لَمْ أُعْطِهِ؛ تَمْلِيكَ المُلُوكِ، وأمْرَ النُّبُوَّةِ، ووَضْعَها حَيْثُ شِئْتُ، وإيلاجَ اللَّيْلِ في النَّهارِ وإيلاجَ النَّهارِ في اللَّيْلِ، وإخْراجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ، وإخْرَجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ، ورِزْقَ مَن شِئْتُ مِن بَرٍّ وفاجِرٍ بِغَيْرِ حِسابٍ، وكُلُّ ذَلِكَ لَمْ أُسَلِّطْ عِيسى عَلَيْهِ، ولَمْ أُمَلِّكْهُ إيّاهُ، أفَلَمْ يَكُنْ لَهم في ذَلِكَ عِبْرَةٌ وبَيِّنَةٌ أنْ لَوْ كانَ إلَهًا كانَ ذَلِكَ كُلُّهُ إلَيْهِ، وهو في عِلْمِهِمْ يَهْرُبُ مِنَ المُلُوكِ ويَنْتَقِلُ مِنهم في البِلادِ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ؟
{"ayahs_start":26,"ayahs":["قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ","تُولِجُ ٱلَّیۡلَ فِی ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِی ٱلَّیۡلِۖ وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَیَّ مِنَ ٱلۡمَیِّتِ وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَیِّتَ مِنَ ٱلۡحَیِّۖ وَتَرۡزُقُ مَن تَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابࣲ"],"ayah":"قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











