الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ مِن طَرِيقِ داوُدَ بْنِ صالِحٍ قالَ: قالَ أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: تَدْرِي في أيِّ شَيْءٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا﴾ قُلْتُ: لا، قالَ، سَمِعْتُ أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ في زَمانِ النَّبِيِّ ﷺ غَزْوٌ يُرابَطُ فِيهِ، ولَكِنْ انْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: أقْبَلَ عَلَيَّ أبُو هُرَيْرَةَ يَوْمًا فَقالَ: أتُدْرِي يا ابْنَ أخِي فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا﴾ قُلْتُ: لا، قالَ: أما إنَّهُ لَمْ يَكُنْ في زَمانِ النَّبِيِّ ﷺ غَزْوٌ يُرابِطُونَ فِيهِ، ولَكِنَّها نَزَلَتْ في قَوْمٍ يَعْمُرُونَ المَساجِدَ، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ في مَواقِيتِها ثُمَّ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيها، فَعَلَيْهِمْ أُنْزِلَتْ: ﴿اصْبِرُوا﴾ أيْ: عَلى الصَّلَواتِ الخَمْسِ، ﴿وصابِرُوا﴾ أنْفُسَكم وهَواكم ﴿ورابِطُوا﴾ في مَساجِدِكُمْ، ﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾ فِيما عَلَّمَكم ﴿لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ .
(p-١٩٦)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي أيُّوبَ قالَ: «وقَفَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: «هَلْ لَكم إلى ما يَمْحُو اللَّهُ تَعالى بِهِ الذُّنُوبَ، ويُعْظِمُ بِهِ الأجْرَ»؟ قُلْنا: نَعَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «إسْباغُ الوُضُوءِ عَلى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ» قالَ: «وهُوَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا﴾ فَذَلِكم هو الرِّباطُ في المَساجِدِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ حِبّانَ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ألا أدُلُّكم عَلى ما يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطايا ويُكَفِّرُ بِهِ الذُّنُوبَ»؟ قُلْنا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «إسْباغُ الوُضُوءِ عِنْدَ المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن حَدِيثِ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ مالِكٌ، والشّافِعِيُّ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، وأحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««ألا أُخْبِرُكم بِما يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطايا، ويَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجاتِ؟ إسْباغُ الوُضُوءِ عَلى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ»» .
(p-١٩٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي غَسّانَ قالَ: إنَّ هَذِهِ الآيَةَ إنَّما أُنْزِلَتْ في لُزُومِ المَساجِدِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في الآيَةِ قالَ: أمَرَهم أنْ يَصْبِرُوا عَلى دِينِهِمْ، ولا يَدَعُوهُ لِشِدَّةٍ ولا رَخاءٍ، ولا سَرّاءَ ولا ضَرّاءَ، وأمَرَهم أنْ يُصابِرُوا الكُفّارَ، وأنْ يُرابِطُوا المُشْرِكِينَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ في الآيَةِ قالَ: ﴿اصْبِرُوا﴾ عَلى دِينِكُمْ، ﴿وصابِرُوا﴾ الوَعْدَ الَّذِي وعَدْتُكُمْ، ﴿ورابِطُوا﴾ عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ؛ حَتّى يَتْرُكَ دِينَهُ لِدِينِكُمْ، ﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾ فِيما بَيْنِي وبَيْنَكُمْ، ﴿لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ غَدًا إذا لَقِيتُمُونِي.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في الآيَةِ قالَ: ﴿اصْبِرُوا﴾ عَلى طاعَةِ اللَّهِ، ﴿وصابِرُوا﴾ أهْلَ الضَّلالَةِ، ﴿ورابِطُوا﴾ في سَبِيلِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ في الآيَةِ قالَ: ﴿اصْبِرُوا﴾ عَلى الجِهادِ، ﴿وصابِرُوا﴾ عَدُوَّكُمْ، ﴿ورابِطُوا﴾ عَلى دِينِكم.
(p-١٩٨)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في الآيَةِ قالَ: ﴿اصْبِرُوا﴾ عِنْدَ المُصِيبَةِ، ﴿وصابِرُوا﴾ عَلى الصَّلَواتِ، ﴿ورابِطُوا﴾ جاهِدُوا في سَبِيلِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في الآيَةِ قالَ: ﴿اصْبِرُوا﴾ عَلى الفَرائِضِ، ﴿وصابِرُوا﴾ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في المَوْطِنِ، ﴿ورابِطُوا﴾ فِيما أمَرَكم ونَهاكم.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ مِن طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: ﴿اصْبِرُوا﴾ عَلى طاعَةِ اللَّهِ، ﴿وصابِرُوا﴾ أعْداءَ اللَّهِ، ﴿ورابِطُوا﴾ في سَبِيلِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا﴾ عَلى الصَّلَواتِ الخَمْسِ، ﴿وصابِرُوا﴾ عَلى قِتالِ عَدُوِّكم بِالسَّيْفِ، ﴿ورابِطُوا﴾ في سَبِيلِ اللَّهِ ﴿لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران»: ٢٠٠]» .
وأخْرَجَ مالِكٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا، وابْنُ جَرِيرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ قالَ: كَتَبَ أبُو عُبَيْدَةَ إلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنَ الرُّومِ وما يَتَخَوَّفُ مِنهُمْ، فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ: أمّا بَعْدُ، فَإنَّهُ مَهْما يَنْزِلْ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِن شِدَّةٍ يَجْعَلِ اللَّهُ بَعْدَها فَرَجًا، (p-١٩٩)وإنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، وإنَّ اللَّهَ يَقُولُ في كِتابِهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««رِباطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وما عَلَيْها»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ فَضالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: ««كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلى عَمَلِهِ إلّا الَّذِي ماتَ مُرابِطًا في سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، ويَأْمَنُ فِتْنَةَ القَبْرِ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَلْمانَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ: ««رِباطُ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ خَيْرٌ مِن صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإنْ ماتَ فِيهِ جَرى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كانَ يَعْمَلُ، وأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَأمِنَ الفَتّانَ» زادَ الطَّبَرانِيُّ: «وبُعِثَ يَوْمَ القِيامَةِ شَهِيدًا»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: قالَ: (p-٢٠٠)««رِباطُ شَهْرٍ خَيْرٌ مِن صِيامِ دَهْرٍ، ومَن ماتَ مُرابِطًا في سَبِيلِ اللَّهِ أمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ، ورِيحٍ مِنَ الجَنَّةِ، ويُجْرى عَلَيْهِ أجْرُ المُرابِطِ حَتّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ العِرْباضِ بْنِ سارِيَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««كُلُّ عَمَلٍ يَنْقَطِعُ عَنْ صاحِبِهِ إذا ماتَ إلّا المُرابِطَ في سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإنَّهُ يُنْمى لَهُ عَمَلُهُ، ويُجْرى عَلَيْهِ رِزْقُهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْداءِ تَرْفَعُ الحَدِيثَ قالَتْ: ««مَن رابَطَ في شَيْءٍ مِن سَواحِلِ المُسْلِمِينَ ثَلاثَةَ أيّامٍ أجْزَأتْ عَنْهُ رِباطَ سَنَةٍ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««مَن ماتَ مُرابِطًا في سَبِيلِ اللَّهِ أُجْرِيَ عَلَيْهِ أجْرُ عَمَلِهِ الصّالِحِ الَّذِي كانَ يَعْمَلُ، وأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وأمِنَ مِنَ الفَتّانِ، وبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيامَةِ آمِنًا مِنَ الفَزَعِ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ، وزادَ: (p-٢٠١)««والمُرابِطُ إذا ماتَ في رِباطِهِ كُتِبَ لَهُ أجْرُ عَمَلِهِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وغُدِيَ عَلَيْهِ ورِيحَ بِرِزْقِهِ، ويُزَوَّجُ سَبْعِينَ حَوْراءَ، وقِيلَ لَهُ: قِفِ اشْفَعْ إلى أنْ يُفْرَغَ مِنَ الحِسابِ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ لا بَأْسَ بِهِ عَنْ واثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««مَن سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أجْرُها ما عُمِلَ بِها في حَياتِهِ وبَعْدَ مَماتِهِ حَتّى تُتْرَكَ، ومَن سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ إثْمُها حَتّى تُتْرَكَ، ومَن ماتَ مُرابِطًا في سَبِيلِ اللَّهِ جَرى عَلَيْهِ عَمَلُ المُرابِطِ حَتّى يُبْعَثَ يَوْمَ القِيامَةِ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أنَسٍ قالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أجْرِ المُرابِطِ فَقالَ: «مَن رابَطَ لَيْلَةً حارِسًا مِن وراءِ المُسْلِمِينَ كانَ لَهُ أجْرُ مَن خَلْفَهُ مِمَّنْ صامَ وصَلّى»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ بِسَنَدٍ لا بَأْسَ بِهِ، عَنْ جابِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««مَن رابَطَ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ النّارِ سَبْعَ خَنادِقَ، كُلُّ خَنْدَقٍ كَسَبْعِ سَماواتٍ وسَبْعِ أرَضِينَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ بِسَنَدٍ واهٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««لَرِباطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ مِن وراءِ عَوْرَةِ المُسْلِمِينَ مُحْتَسِبًا، مِن غَيْرِ شَهْرِ (p-٢٠٢)رَمَضانَ أفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وأعْظَمُ أجْرًا مِن عِبادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ، صِيامِها وقِيامِها، ورِباطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ مِن وراءِ عَوْرَةِ المُسْلِمِينَ مُحْتَسِبًا مِن شَهْرِ رَمَضانَ أفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وأعْظَمُ أجْرًا مِن عِبادَةِ ألْفَيْ سَنَةٍ صِيامِها وقِيامِها، فَإنْ رَدَّهُ اللَّهُ إلى أهْلِهِ سالِمًا لَمْ تُكْتَبْ لَهُ سَيِّئَةٌ، وتُكْتَبُ لَهُ الحَسَناتُ، ويُجْرى لَهُ أجْرُ الرِّباطِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ حِبّانَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، «أنَّهُ كانَ في المُرابَطَةِ فَفَزِعُوا وخَرَجُوا إلى السّاحِلِ ثُمَّ قِيلَ: لا بَأْسَ، فانْصَرَفَ النّاسُ وأبُو هُرَيْرَةَ واقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إنْسانٌ فَقالَ: ما يُوقِفُكَ يا أبا هُرَيْرَةَ؟ فَقالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَوْقِفُ ساعَةٍ في سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِن قِيامِ لَيْلَةِ القَدْرِ عِنْدَ الحَجَرِ الأسْوَدِ»» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««رِباطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِن ألْفِ يَوْمٍ فِيما سِواهُ مِنَ المَنازِلِ» ولَفْظُ ابْنِ ماجَهْ: «مَن رابَطَ لَيْلَةً في سَبِيلِ اللَّهِ كانَتْ كَألْفِ لَيْلَةِ صِيامِها وقِيامِها»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي أُمامَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إنَّ صَلاةَ المُرابِطِ تَعْدِلُ خَمْسَمِائَةِ صَلاةٍ، ونَفَقَةُ الدِّينارِ والدِّرْهَمِ مِنهُ أفْضَلُ مِن (p-٢٠٣)تِسْعِمِائَةِ دِينارٍ يُنْفِقُهُ في غَيْرِهِ»» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في ”الثَّوابِ“ عَنْ أنَسٍ مَرْفُوعًا: ««الصَّلاةُ بِأرْضِ الرِّباطِ بِألْفَيْ ألْفِ صَلاةٍ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ حِبّانَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إذا انْتاطَ غَزْوُكم وكَثُرَتِ العَزائِمُ، واسْتُحِلَّتِ الغَنائِمُ فَخَيْرُ جِهادِكُمُ الرِّباطُ»» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««تَعِسَ عَبْدُ الدِّينارِ، وعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وعَبْدُ الخَمِيصَةِ، وعَبْدُ القَطِيفَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ، طُوبى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنانِ فَرَسِهِ في سَبِيلِ اللَّهِ، أشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٌ قَدَماهُ، إنْ كانَ في الحِراسَةِ كانَ في الحِراسَةِ، وإنْ كانَ في السّاقَةِ كانَ في السّاقَةِ، إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ»» .
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ (p-٢٠٤)قالَ: ««مِن خَيْرِ مَعاشِ النّاسِ لَهم: رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنانِ فَرَسِهِ في سَبِيلِ اللَّهِ، يَطِيرُ عَلى مَتْنِهِ، كُلَّما سَمِعَ هَيْعَةً أوْ فَزْعَةً طارَ عَلى مَتْنِهِ يَبْتَغِي القَتْلَ والمَوْتَ مِن مَظانِّهِ، ورَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ في رَأْسِ شَعَفَةٍ مِن هَذِهِ الشَّعَفِ، أوْ بَطْنِ وادٍ مِن هَذِهِ الأوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ ويُؤْتِي الزَّكاةَ، ويَعْبُدُ رَبَّهُ حَتّى يَأْتِيَهُ اليَقِينُ، لَيْسَ مِنَ النّاسِ إلّا في خَيْرٍ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ««خَيْرُ النّاسِ مَنزِلَةً رَجُلٌ عَلى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ العَدُوَّ ويُخِيفُونَهُ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««لَأنْ أحْرُسَ ثَلاثَ لَيالٍ مُرابِطًا مِن وراءِ بَيْضَةِ المُسْلِمِينَ أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ تُصِيبَنِي لَيْلَةُ القَدْرِ في أحَدِ المَسْجِدَيْنِ: المَدِينَةِ أوْ بَيْتِ المَقْدِسِ»» وقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««مَن ماتَ مُرابِطًا في سَبِيلِ اللَّهِ أمَّنَهُ اللَّهُ مِن فِتْنَةِ القَبْرِ»» وقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ المُرابِطَ في سَبِيلِ اللَّهِ أعْظَمُ أجْرًا مِن رَجُلٍ جَمَعَ كَعْبَيْهِ زِيادَةَ شَهْرٍ، صِيامِهِ وقِيامِهِ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عائِذٍ قالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في جِنازَةِ رَجُلٍ، فَلَمّا وُضِعَ قالَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: لا تُصَلِّ عَلَيْهِ يا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَإنَّهُ رَجُلٌ (p-٢٠٥)فاجِرٌ، فالتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى النّاسِ فَقالَ: «هَلْ رَآهُ أحَدٌ مِنكم عَلى الإسْلامِ»؟ فَقالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ، حَرَسَ لَيْلَةً في سَبِيلِ اللَّهِ، فَصَلّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وحَثى عَلَيْهِ التُّرابَ، وقالَ: «أصْحابُكَ يَظُنُّونَ أنَّكَ مِن أهْلِ النّارِ، وأنا أشْهَدُ أنَّكَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ» وقالَ: «يا عُمَرُ، إنَّكَ لا تُسْألُ عَنْ أعْمالِ النّاسِ، ولَكِنْ تُسْألُ عَنِ الفِطْرَةِ»» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّ عُمَرَ كانَ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ بَدَأ هَذا الأمْرَ حِينَ بَدَأ بِنُبُوَّةٍ ورَحْمَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ إلى خِلافَةٍ ورَحْمَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ إلى سُلْطانٍ ورَحْمَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ إلى مُلْكٍ ورَحْمَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ جَبْرِيَّةً يَتَكادَمُونَ تَكادُمَ الحَمِيرِ، أيُّها النّاسُ، عَلَيْكم بِالغَزْوِ والجِهادِ ما كانَ حُلْوًا خَضِرًا قَبْلَ أنْ يَكُونَ مُرًّا عَسِرًا، ويَكُونُ ثُمامًا قَبْلَ أنْ يَكُونَ حُطامًا، فَإذا انْتاطَتِ المَغازِي وأُكِلَتِ الغَنائِمُ، واسْتُحِلَّ الحَرامُ، فَعَلَيْكم بِالرِّباطِ؛ فَإنَّهُ خَيْرُ جِهادِكم.
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ أبِي أُمامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««أرْبَعَةٌ تَجْرِي (p-٢٠٦)عَلَيْهِمْ أُجُورُهم بَعْدَ المَوْتِ: رَجُلٌ ماتَ مُرابِطًا في سَبِيلِ اللَّهِ، ورَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمًا فَأجْرُهُ يَجْرِي عَلَيْهِ ما عُمِلَ بِهِ، ورَجُلٌ أجْرى صَدَقَةً فَأجْرُها يَجْرِي عَلَيْهِ ما جَرَتْ عَلَيْهِمْ، ورَجُلٌ تَرَكَ ولَدًا صالِحًا يَدْعُو لَهُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ السُّنِّيِّ في ”عَمَلِ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ“، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، وأبُو نُعَيْمٍ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: ««أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقْرَأُ عَشْرَ آياتٍ مِن آخِرِ سُورَةِ آلِ عِمْرانَ كُلَّ لَيْلَةٍ»» .
وأخْرَجَ الدّارِمِيُّ عَنْ عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ قالَ: مَن قَرَأ آخِرَ ”آلِ عِمْرانَ“ في لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قِيامُ لَيْلَةٍ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق